هواة الانتقاد ووهم المعرفة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-11-2022, 02:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي هواة الانتقاد ووهم المعرفة

هواة الانتقاد ووهم المعرفة
د. علي أحمد الشيخي


قصة وعبرة


قام رسَّامٌ هاوٍ مبتدئ برسمِ لوحة فنية، فاجتهد في إخراجها، حتى بدَتْ في نظره بصورة فاتنة وجذابة، فأُعجِب بها كثيرًا، ولشدة إعجابه بجمالها، ورغبةً منه في إخراجها خاليةً من العيوب؛ للدخول بها في مسابقة عالمية، وأخذًا بمشورة أستاذه ومُدرِّبه على فن الرسم، قام بتعليق اللوحة في أحد الميادين العامة؛ للاستئناس برأي هواة ومحبِّي فن الرسم، وكتب إلى جوار لوحته الفنية: "فضلًا، من رأى منكم خللًا ولو يسيرًا في هذه اللوحة، فليضع إشارةً بالقلم على موضع الخلل!"، وكان يقصد من ذلك أن يقوم بإصلاح الخلل بنفسه لاحقًا، بِناءً على دلالتهم، وعندما عاد في نهاية اليوم، وجد اللوحة قد طُمِستْ من كثرة الإشارات والألوان التي وُضِعت على مواطن الخلل التي رآها هواةُ الانتقاد، فاستاء فنان الرسم كثيرًا من ذلك الانتقاد الذي أشعره بالإحباط، وعاد إلى أستاذه في حالة نفسية سيئة، وعندما سأله الأستاذ عن سرِّ استيائه، شكا له خيبةَ أمله في لوحته الفنية التي كان يُراهِن على جمالها، وعلى آماله في فوزها بجائزةٍ في المسابقة العالمية، لكنه تفاجأ باستياء الناس منها؛ وبالتالي فهي غير مؤهَّلة للدخول بها في المسابقة، فقال له أستاذه: على رِسْلك يا بُني! أريد منك أن تُعيد رسم اللوحة مرةً أخرى، وتقوم بعرضها ثانيةً على الناس، ولكن في هذه المرة، اطلب من كل من يرى عيبًا في اللوحة أن يقوم بإصلاحه بنفسه، بدلًا من الإشارة إلى مواطن الخلل فقط، وقال له: ضع ألوانًا وفرشاةً إلى جوار اللوحة؛ حتى يقوم المنتقد بإصلاح الخلل بنفسه، فعمل الرسام بنصيحة أستاذه، وأعاد رسم اللوحة وتعليقها في الميدان مرة أخرى، ووضع إلى جوارها فرشاةً وألوانًا، وكتب لافتة تحمل العبارة التالية: "رغبة في أن تخرج هذه اللوحة في أكمل صورة، فأرجو ممن يرى خللًا فيها أن يُساهم بإصلاحه بنفسه، مستخدمًا الفرشاة والألوان المتوافرة بجوار هذه اللوحة، وسأكون لكم شاكرًا على حُسن صنيعكم".


وعندما عاد في المساء إلى الميدان حيث لوحته الفنية، لم يجد أحدًا قد قام بإصلاح أي جزئية فيها، أو حتى محاولة الاقتراب منها، وعندما نقل هذا الخبرَ إلى أستاذه، وذلك التحوُّل الغريب في رأي هواة الانتقاد من خلال الموقفين، قال له الأستاذ: يا بُني، كثيرون هم الذين يلبسون عباءة الانتقاد والنصح، ويشيرون بإصبع السبابة إلى أخطاء يزعمون وجودها فيما يشاهدونه، ولكنهم لا يساهمون إطلاقًا في الإصلاح، لا من قريب ولا من بعيد، وقد تسمع كثيرًا قول بعضهم: هذه الإدارة تحتاج إلى خطة لتحسين خِدْماتها، وتلك الشركة ينبغي عليها تغييرُ خطة حملتها الدعائية، وهذا الفريق يحتاج إلى تغيير خطةِ لَعِبِه.


وبالطبع من السهل على من يجلس على مقاعد المتفرجين أن يطلق انتقاداتِه ونصائحه؛ فهي لا تُكلِّفه سوى إطلاق سيل من الكلام الذي لا يستند في الغالب إلى إجراء عمليٍّ لتغيير الواقع.


ولكن الأسوأ من كل ذلك، هم أولئك النُّقَّاد الذين يمتلكون تأهيلًا وخبرةً، ولكنهم لا يجرؤون على الدخول للَّعب في مِضْمار المنافسات، وعلى نثر إبداعاتهم لتستفيد منها مجتمعاتهم، بل يبقَون جالسين، مكتفين بالتنظير، دون أن يخطوا الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل، فلا تلبث أن تخمد جَذْوة معارفهم وخبراتهم، ثم تموت وتُدفن، قبل أن تُدفن أجسادُهم، ولعلَّ ذلك يعود إلى أن هذه الفئة لا يؤمنون بقُدراتهم، والغالبية منهم تركن للدعة والراحة، فيفضِّلون الجلوس على مقاعد المتفرِّجين التي لا تحتاج منهم إلا إلى الكلام.


والمتأمِّل لمدرجات هؤلاء المتفرِّجين، سوف يشاهد العجب العجاب؛ من الهراء الذي يصمُّ الآذان، ولو تمعَّن في وجوه القابعين على مقاعد المتفرِّجين، فسيجدها متشابهةً، فهم جميعًا يشاهدون، ويشجِّعون، وينتقدون، ويصفِّقون، ويُوجِّهون، ثم ينتقلون من مدرج إلى آخر دون أثرٍ يُذكَرُ، وهكذا دواليك، فحياتهم مُملَّة، وحالهم أشبه ما يكون بمشجِّعي مباراة كرة قدم؛ إذ تجدهم كثيري الصياح، دائمي الانتقاد، لا يتورَّعون عن الشتائم، ولا تتعفَّف ألسنتهم عن السباب.


ومن المعلوم أن هناك فروقاتٍ بين النقد والانتقاد؛ فالنقد هو تقييم العمل بمعزل عن ذاتِ مَن قام به، ويتمُّ بطريقة منهجية، من إنسان متخصص أو خبير، ويكون في الغالب غير منحاز؛ إذ يركِّز على إيجابيات وسلبيات العمل، دون الالتفات لأي اعتبارات أخرى، أما الانتقاد، فيأتي من شخص مُتعصِّب، لا يملك علمًا ولا خبرةً، ويكون نتيجة ردَّة فعل عاطفية منحازة، فتجده يركِّز على جزئية مُجْتزَأة من السياق، ويتبنَّى المنتقِدُ في الغالب أفكارًا مسبقة، فيتصيَّد الأخطاء، ولا يهدف للإصلاح أو تبيان الحقيقة، وقد يلبَس المنتقد عباءةَ الناصح، لكنه يخلطها بالتشهير، مع عدم الرغبة في نجاح الغير، فهم يفكِّرون بعقلية الوصاية التي يفرضونها على غيرهم.


فإذا أردت النجاح، وأن ترتقي في سُلَّم النجاح، فلا تلتفت إلى سهام هواة الانتقاد، أولئك الذين يكون دافعهم الحسدَ أو الغَيرة، واعلم أن الكمال صفةٌ تفرَّد بها المولى سبحانه، ومن لا يخطئ لا يتعلمْ أبدًا.


فقوة الملاحظة مطلوبة، وخاصة عندما تُركز على الجوانب الإيجابية للإشادة بها وتعزيزها؛ كمدح فستان الزوجة عندما تحضر به مناسبةً اجتماعيةً، ومدح الابن أو الزميل عند تميزهما في أحد المجالات ذات الشأن، وكذا الثناء على شخص قدَّم لك خدمةً تطوعيةً، فهذا بلا شك يسعدهم.


أما في الجوانب السلبية، فلا مانع إن تقدَّمت بملاحظتك وَفْق دليل إجرائي لمن يملك حقَّ التغيير، وإلَّا فالأَولى تجاهُل ذكر الملاحظة، ولاسيما في الجوانب التي لا تشكل خطرًا على الفرد أو المجتمع، وفي الحديث الذي رواه أبو سعيد الخُدْري رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رأى منكم مُنكرًا، فليُغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))؛ (مسلم: 49)، فالنقد كالماء للزرع؛ يسقيه ليُنميه، لا ليدمِّره.


وقفة: مقاعد المتفرِّجين من هواة الانتقاد، لا تصنع لهم مجدًا، ولا تُخرج منهم بطلًا مغوارًا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.41 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]