خطبة: حقوق الجار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حلية المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          دعاء العبادة ودعاء المسألة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الشك في الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم التشاؤم بشهر صفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 116 - عددالزوار : 60102 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 57511 )           »          وأنا أبكي من الفرح ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 265 )           »          أمسك عليك لسانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          باختصار – حاجاتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-06-2022, 12:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,685
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: حقوق الجار

خطبة: حقوق الجار
يحيى سليمان العقيلي

معاشرَ المؤمنين، الوفاءُ بالحقوق من أعظم ما تَبْرَأُ به الذمةُ، ويَسلَمُ به الدِّين، وتُؤمَن به العاقبةُ في الآخرة، ومن أهم تلك الحقوق عباد الله حقوقُ الجيران، فهي من الحقوق التي أَولاها الإسلام عنايةً خاصة، فقال سبحانه: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].

وصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ)).

والإحسانُ إلى الجيران يشمَل كُلَّ أَوْجُهِ الإحسانِ؛ مِن الخُلُق الرَّفيع، والأدب الجميل، والكلمة الطيِّبة، وقضاء اللوازم والحاجات والوقوف معه في الشدائد والمكروهات، ونُصحه باللين والرِّفق، ولُقياه بالوجه السَّمح والطَّلْق، والحفظ له في أهله وعياله وصيانة بيته وماله، والإهداء إليه، والإحسان عليه، وستر عيوبه وزلاته، وإكرام زوَّاره وضيوفه،، وتفريج كُربه، وعيادته في مرضه، وتهنئته في الأفراح، وتعزيته في الأتراح، والصَّفح والمسامحة عنه إذا أخطأ، والتغافل عنه إذا تجاوز،، وغيرها من جميل الأخلاق وكريم المعاملات، وذلك لأنَّ للجار منزلةٌ عظيمةٌ في شريعة الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ))، وبكثرة الإحسان إلى الجار، عباد الله، ترتفعُ منزلةُ العبد عند ربه سبحانه، لِما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "خيرُ الأصحابِ عندَ اللهِ خيرُكم لصاحبِه، وخيرُ الجيرانِ عندَ اللهِ خيرُكم لجارِه"؛ (الترمذي واحمد -صحيح).

معاشر المؤمنين، إنَّ الإهداء إلى الجيران مِن أحسن ما يُورِّث المحبَّة، ويَنزِع الضغائن، ويُزيل الأحقاد، ويقوِّي الصِّلة، ويزيد الأُلفة والتراحُم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال في بيان أثر الهدية: ((تَهَادَوْا تَحَابُّوا))، وهذا ما اعتاده أهل الكويت قديمًا وحديثًا من تبادل الهدايا من الأطعمة كالنافلة وغيرها مما يوثق الروابط ويزيد الألفة والمودة، فإن بذل المعروف للجار مما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه؛ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أَنَّهُ ذَبَحَ شَاةً، فَقَالَ: أَهْدَيْتُمْ لِجَارِي الْيَهُودِيِّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ.

وعن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: «إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا.

وصحَّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: لاَ تَحْقِرَنَّ امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ مَعْرُوفًا لِجَارَتِهَا وَلَوْ كَانَ فِرْسِنَ شَاةٍ.

وفِرْسِنُ الشاة هو: العظم الذي فيه لحمٌ قليلٌ.

وفَّقنا الله للبر والتقوى، وأعاننا على العمل الذي يَرضى، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

معاشر المؤمنين، للجار حرمةٌ ينبغي أن تُراعى، وحقوقٌ يجب أن تُؤدى، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((مَنْ كانَ يؤمِنُ بالله واليومِ الآخِرِ فلا يُؤْذي جارَهُ)).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فُلَانَةَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ، وَتَصَّدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا خَيْرَ فِيهَا هِيَ فِي النَّارِ»، قِيلَ: فَإِنَّ فُلَانَةَ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَتَصَدَّقُ بِأَثْوَارٍ مِنْ أَقِطٍ، وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا بِلِسَانِهَا، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ فِي الْجَنَّةِ».

وقد توعَّد النبي صلى الله عليه وسلم توعُّد شديدًا، من لا يأْمن جارُه شرَّه فقال: ((وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ)).

هكذا هو دينُنا عباد الله في تحقيق الألفة والمودة وصيانة الحقوق والواجبات، ليتحقَّق الأمن والأمان وتسود المحبة والوئام.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.96 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]