|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي وأهله وحياتنا الزوجية أ. شريفة السديري السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تزوَّجتُ منذ أشهر، زوجي طبيعة عمله السفر، وأعيشُ بشقة منفردة في مَنْزل أهل زوجي، وهم يسكنون في الدور الأرضيِّ من المَنْزل, أخته كانت زميلتي في الجامعة، وهي التي رشَّحتْني للزَّواج من أخيها، حملتُ بعد الزواج مباشرة، وفرح أهلُ زوجي كثيرًا، ولكن لَم أرَ الفرحة في عين زوجي. سأذكر مَحاسن زوجي أوَّلاً: يلبِّي لي جميعَ أغراض البيت، وأغراضي الشخصيَّة يحضرها، ولكن بشكل متباعِد؛ مثل: الملابس وغيرها بحكم سفَرِه المتكرِّر، يتركني عند أمِّي مدَّة سفره، ولكن لا يترك لي مصروفًا، زوجي طيِّب، ويقتنع بدون تردُّد برأي أهلِه، وخاصة أختَه، ويرى أنَّها قادرةٌ على كلِّ شيء، وكل كلامها صحيح، ولا أبالغ إذا قلتُ: "وكأنَّ كلامها مُنَزَّل", يشكِّك دائمًا بأنِّي لا أحبُّ أهله ولا أريدهم، وأنا - والله يعلم - أنِّي لَم أَذْكرهم بسوء، كنت بكلِّ حُسن نيَّة أحكي لها عن كلِّ ملاحظاتي عن علاقتي بأخيها؛ حتَّى أتَمكَّن من فهمه بسرعة، بعد فترة، أصبحتُ عندما أريد شيئًا من زوجي، ويكون غير مقتنع به، أخبر أخته؛ كي تُقنعه، وسبحان الله يلبِّي ما أريد وبسرعة فائقة! بداية المشكلة: في مرَّة، وجدت في جوَّاله محادثةً مكتوبة يَذْكر لأخته أنَّه قلِقٌ من تربية الطِّفل، ويريد تربيته معها، ويَذْكر أنَّه متخوِّف منِّي، وحذِرٌ منِّي، ولا يريد أن يتعلَّق الطفل بأهلي، ولكن يجب أن يحبَّ أهله فقط، وذكَرَ لها أنه يحبُّها، ولا يحبُّني، وكانت تردُّ بأنها مستعدَّة لكلِّ طلباته، وأنَّ عليه أن يهمِّشني، ولا يهتم بما أعمل. أحسستُ وقتها بأنِّي مُجرَّد دجاجة موجودة لتبيض فقط لا غير! زارَتْني أخته في اليوم التالي، وذكَرْت لها ما رأيت, وذكرتُ أنه - أقصد زوجي - متخوِّف من المسؤوليَّة؛ فهو دائمًا ما يَتْرك المسؤوليَّة لوالده منذ صغره، أصبحتُ أبحث في كلِّ أغراضه، ولكن - يعلم الله - لا أقصد شيئًا معيَّنًا، وجدت صورة لطليقته، فقُمت بشقِّها، ولَم أتحدَّث عنها أبدًا، وأيضًا وجدت ورقةً قديمة فيها تقسيمٌ لراتبه، وفيها اسمُ زوجته ومصروفها، ولكن احتفظتُ بها في دولابي، لا أعرف لماذا؟ عندما جاء زوجي، وأردت أن أفتح جوالَه، وجدتُه غيَّر رقم قفل الجوَّال، عرفتُ طبعًا أنَّها أخبَرتْه بما رأيت، ولكن لَم أخبره. ومرَّت أيامٌ وفي يوم كنتُ متضايقة جدًّا، فدخلتُ معه في نقاش وجدلٍ طويل، وفي النِّهاية ذكرتُ له ما رأيت في الجوال، وقال: (تستاهلي ما جاءك؛ لأنك ملقوفة). لَم أتحمل البقاء في المنْزل، وذهبتُ لِمَنْزل أهلي، بعد أيَّام وصلَتْني رسالةٌ على جوَّالي من أخته، وتتَّصِل في نفس الوقت بأمِّي، وتقول لها: (بنتك أمانة عندك لحين ولادتها)، ولَم تترك لأمِّي المَجال؛ لكي تتحدَّث معها، وأغلقت الخط, وقتها طلبت من أختي الكبرى أن تتصل بها، وتعيب عليها ما فعلت مع أمِّي، ولكنَّها طبعًا أنكرَتْ أنَّها أغلقَت الجوَّال في وجه أمي، وطلبت أختي منها أن تتعاون معها؛ للإصلاح بيني وبين زوجي، ولكن لم تتجاوَبْ أبدًا، اتَّصلت بزوجي، وذكرت له أنِّي أريد العودة لبيتي، ولكنَّه رفض، وذكر أنِّي أتجسَّس عليه، وقد رأى الورقة التي فيها تقسيمُ راتبِه والصورة التي شققتُها، واتَّهمني أنِّي أحضر أخواتي ليساعدوني في البحث في أغراضه، اتَّصلت بوالدته، ولكنَّها عاتبَتْني على ما حدث وعلى أحداثٍ أُخرى قديمة، ليس وقتها أن تَذْكرها الآن، وأنا ما زلتُ عند والدتي، أرسلتُ له رسالة أنه يجب أن أزور الطَّبيب؛ حتَّى أطمئنَّ على الجنين؛ لأنَّه لديه عيب في الكلى، زوجي اتَّصل وقتها، وذكر أنَّه مسافر، ولا يريد الذَّهاب إلاَّ على هواه هو، واستفزَّنِي بالكلام، فتَطاولتُ عليه وعلى رجولته، وأنه لا يَستطيع فِعل أيِّ شيء، إلا بإذن أمِّه وأخته، وانهالت عليَّ الرسائلُ من أخته بالتهديد بأن تَحْرمني طفلي، وبعدها طلبتُ من أحد أقاربي التدخُّل، واعتذرت لزوجي، وعدتُ معه للبيت، واشترط ألاَّ يزورني أيُّ أحد من أهلي أو أقاربي، حتَّى أهله, وكان يعاملني وكأنِّي شيءٌ ما لا يَشعر ولا يحسُّ، حتَّى إنه لا ينام معي، وفي يوم إجازته يَنْزل لأهله يَنْعم بالجلوس معهم من النهار حتى منتصف الليل، وأنا وحيدة، ويجعلني أزور أمِّي لـ 4 ساعات فقط، وفي مرَّة شكوت لأختي ما يَفعل بي من سوء معاملة، وبَعد لحظات اتَّصلت، وكان يجلس قريبًا منِّي، وسمعها وهي تشتمُه، وعندها أقام الدُّنيا، لدرجة أنَّه ضرب نَفْسه، وشدَّ شعره، وهو لا يتحكَّم في غضبه أبدًا، ولا يَذْكر الله عند غضبه، مع أنِّي أذكِّره بأنه لا يجوز، وعليك الوضوء، أو الصَّلاة، ولكن لا يسمع منِّي، وبدأَ يَذْكُر لي أنَّه لا يُريد الطِّفل، وأحيانًا يدعو عليه بالموت، وبعدها صارحني أنه بسببِي تحدَّث مع فتياتٍ على الجوال، وأنه عندما يسافر يشرب الخمر؛ حتَّى ينسى ما فعلت، وأنه يريد الزواج بأخرى، وتخلَّص من صور زواجنا. وأنا الآن ما زلتُ في بيتي، وطلبتُ منه الطَّلاق إذا كان لا يُريد أن نتَسامح، ولكن رفض؛ لأنَّه لا يُريدني أن أربِّي الطِّفل بمفردي. ولا أعرف كيف أستطيع إرضاءه؟ وهل أصرُّ على الطلاق؟ الجواب أهلاً بكِ عزيزتي في الألوكة. مِمَّا ذكرتِه تلمَّستُ أنَّ أهل زوجك مِن النوع المتحكِّم والمتسلِّط، والذي يجعل الأبناء اعتماديِّين بشكلٍ كبير، ويحطّمون ثقة الابن بنفسه، وبكلِّ أحد سوى أسرته! وهذا السَّبب الذي جعلَه غير قادرٍ على الثِّقة بكِ وبتربيتك لابنه، ولأنَّه غيرُ قادرٍ على التَّعبير عن نفسه ورغباته؛ فإنه يدخِّن بشراهةٍ، ويشرب الخمر، كنوعٍ من السُّلوك التعويضي. ربَّما كانت تصرُّفاته مزعجة جدًّا بالنسبة لكِ ومؤلِمة، لكن كان تصرُّفًا خاطئًا منك أن تفتِّشي في أغراضه وجوَّاله؛ لأنَّك وجدتِ ما يُزعجك ويضرُّك، ويجلب لكِ المشاكل. لقد عشتِ معه أشهرًا فقط، والسَّنوات الثلاث الأولى من الزَّواج تكون أصعَبَها؛ لأنَّ الزوجين ما زالا في مرحلة التَّأقلُم والتعايش مع بعضهما البعض، فتكون مليئة بالمشاكل والخِلافات، تَمامًا كنَهريْن التقيا في مصبٍّ واحد؛ نقطة التقائهما دائمًا مياهها متصادمة ومتناثرة، ثم ما يلبثان أن يَهدأا، ويَجرِيَا معًا في هدوءٍ وسلام. الآن وقد عرفتِ عنه وعن أهله ما عرفتِ، وهناك ابنٌ قادم في الطَّريق، عليكِ أن تتَّخِذي قرارَكِ بحكمةٍ ورَويَّة وعقل، وتَختاري الأصلح والأفضل لكِ ولطفلكِ. إن انفصَلْتِ، فهل سيَعيش ابنُكِ معكِ؟ هل ستَكونين سعيدةً ومستقِرَّة نفسيًّا؟ وإن عُدتِ لزوجكِ، فهل هناك أمَلٌ مِن أن تتحسَّن علاقتُكما، وتَعِيشا بسعادة؟ وهل لديك القدرةُ النفسيَّة والذِّهنية على تحمُّل الحياة مع رجلٍ بهذه الطَّريقة، وأهله بهذا التسلُّط؟ هل أنتِ مستعدَّة لتحمُّل تحكُّمِهم في كلِّ صغيرة وكبيرة في حياتك؟ وهل لدَيْك القدرةُ على التَّعامل مع هذا التحكُّم بحكمةٍ ودبلوماسيَّة وذكاء؛ حتَّى لا يؤثِّر على نفسيتك وعلاقتك بزوجك وتربيتك لأولادك؟ إن أجَبْتِ على هذه الأسئلة، تَكُوني قد حصلتِ على جزء من القرار، أمَّا بقيَّتُه فستَجِدينه حين تكتبين تصوُّرًا لحياتك مع زوجك وابنك في المستقبل، وتكتبين حسنات ومساوئ هذا الوضع، ثم تكتبين تصوُّرًا لحياتك بعيدًا عن زوجك وابنك، وتكتبين حسنات ومساوئ هذا الوضع. وبعدها ستَجِدين إجابة سؤالك "هل أصرُّ على الطلاق؟". أمَّا إن كنتِ تُريدين إجابةَ سؤالك "لا أعرف كيف أستطيع إرضاءه؟" فإنَّ هذا يَكون بأن تفهميه أكثر، وتعرفيه أكثر، ويفهمك ويعرفك هو أيضًا في المقابِل. لا تتَصادمي معه، بل امشي بِجانبه، وخُذي بيده، اهتمِّي بما يهتمُّ، وأحِبِّي ما يحبُّ، ساعديه لِيَرى الصورة من وجهة نظرك؛ لأنَّه بالتأكيد غيرُ قادرٍ على رؤيتها، احضرا معًا دوراتٍ تتحدَّث عن مشكلات الحياة الزوجيَّة، واقرأا معًا كتبًا عن التعامل والتَّفاهُم بين الزَّوجين، وكتبًا تتحدَّث عن شخصيَّة الرجل والمرأة. وتذكَّرا أن الحياة الزوجيَّة ليست محاولةً؛ لِيُثبت كلُّ طرَفٍ قوَّتَه وقدرته، لكنَّها حياةٌ يعيشها الاثنان بمودَّة ورحمة. فإن لَم توجد المودَّة ولا الرحمة، كانت الحياةُ بينهما مستحيلةً، وإن استمرَّت فسينشأ من هذه الأسرة أبناءٌ يَشعرون بِفَقْد الحبِّ والنقص وعدم الثِّقة. أخيرًا: يا عزيزتي، لقد أعطيتُكِ مفاتيح اتِّخاذ القرار، وبقي عليكِ اتِّخاذُه، ولا تنسي الاستخارة؛ فهي أساس التَّوفيق في أمورنا كلها. كان الله معكِ وأعانكِ، ورزَقكِ الحكمةَ والسَّداد وتابِعينا بأخبارك
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |