|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أساليب المكافأة والعقاب والإهمال والتساهل في المعاملة الوالدية للأطفال د. موسى نجيب موسى معوض من أساليب المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال أسلوب الثواب والمكافأة style reward أسلوب العقاب والحرمان من الإثابة Punishment and denial of reward style أسلوب النبذ والإهمال Rejection style أسلوب الإفراط في التسامح والتساهل Excessive tolerance and leniency style أسلوب الثواب والمكافأة style reward: الثواب أو المكافأة المتوقَّعة أو المقرَّرة للعمل المقبول قد تكونُ حاجةً غير مادية؛ كالكلمة الحلوة، أو الابتسامة، أو الهمسة الحانية، أو النظرة الحنون، وقد تكون تصفيقًا واستحسانًا، وربما احتضانًا وتقبيلاً، وقد تكون المكافأة أو التعزيز حاجةً مادية؛ كالحَلْوى، واللعب، أو النقود، إن كلتا المكافأتينِ تؤدِّيان غرضًا واحدًا، وتَسْعَيان نحو هدفٍ معيَّن، ينبغي ألا يحصل عليهما كلُّ طفلٍ إلا بعد البَدْء في السلوك المطلوب إتمامه أو تكراره، وكما هو معروف فإن للمكافأة دورًا في دعم السلوك. أسلوب العقاب والحرمان من الإثابة Punishment and denial of reward style: إن المقصود هنا بأسلوب العقاب ليس العقاب البدني فقط؛ لأنه أسلوب له مضاعفات نفسية، وتشويه في البناء النفسي للطفل، ولكنه يشمل أيضًا العقاب غيرَ البدني؛ مثل: نظرة عدم الرضا، وحركة الرفض. أسلوب النبذ والإهمال Rejection style: يتمثَّل هذا الأسلوب في نَبْذ الوالدين لأطفالهم وإهمالهم؛ مما يؤدِّي إلى شعور الطفل بالقلق والاغتراب، والخوف الدائم، مما يؤثِّر على النمو النفسي للطفل وتكيفه. كما أنه يتمثَّل في شعورِ الابنِ أو الابنة بأن الوالدَ أو الوالدة لا يهتمُّ بمعرفةِ أحواله أو أخباره، وينسى ما يَطلُبه منه من أشياء، وينسى مساعدتَه عندما يحتاج إليه، ولم يحدث أن يصحبَه في نزهةٍ أو رحلة في أيام الإجازات، أو المناسبات، وينظر إليه على أنه مجرَّد شخص يسكن معه. فمثلاً إذا وُلِد الطفل وكان أنثى بعد عددٍ كبير من البنات، والوالدان يرغبان في طفلٍ ذَكَر، أو إذا جاء طفلٌ ولم يخطِّط الوالدانِ لمجيئه؛ فإنهما يَسْتَجِيبان لقدومِ هذا الطفل بطريقةٍ سلبيةٍ، وليست إيجابية، وعلى الرغم من عدمِ تصريحهما بذلك، وتنعكس مشاعرُ الرفض والإهمال هذه على سلوكياتِهم، وبالتالي تهدِّد مشاعر الأمن لدى الطفل، ويعاني من عدم تقدير والديه لذاته؛ مما يُشعِره بالإحباط وعدم إنجاز المهمات الموكلة له. وينطوي الرفض الذي يقوم به الآباء تُجَاه طفلهما على نوعين مختلفين: أولهما: رفضٌ شبه دائم منذ البداية، وفي مثلِ هذه الحالات لا يَشعُر الآباء بحبِّهم لأبنائهم، ويُوصَف هذا النوع من الآباء بأنهم يُحَاوِلون إخضاعَ أبنائهم لبعضِ القواعد السلوكية باتخاذِ مقاييس تتسم بالصرامة والقسوة، وقد يرجع السبب في ذلك إلى عدم تقبُّلهم. وثانيهما: رفضٌ في صورةِ تجاهلٍ لرغبات الأبناء؛ إذ إن هناك نوعًا من الآباء يُهمِلون أبناءهم، ولا يلبُّون طلباتهم واحتياجاتهم، وكثيرًا ما يعمِدُ الأطفال الذين يتعرَّضون لهذا النوع من المعاملة إلى قضاءِ كثيرٍ من الوقت خارج المنزل، ومكمنُ الخطورة هنا في احتمالية مصاحبتِهم لمجموعةٍ من رفاق السُّوء الذين يُمَارِسون ألوانًا مختلفة من السلوك المنحرف فيتأثَّرون به. ولا يلزم بالضرورةِ أن يكون الرفضُ الوالدي رفضًا صريحًا؛ فقد يتميَّز إما برباطة الجأش، واللامبالاة، والانشغال عن الطفل، أو بالتسلط الإيجابي، والمتطلبات الكثيرة، والعداوة المنافية للذوق السليم، وفي الرفض كثيرًا ما ينشأ الانطباع أن الوالد مبالغ في الحماية. ففي بعض الأحيان يكون العطفُ الزائد، والحماية الزائدة، والرعاية المبالغ فيها بمثابةِ تكوينٍ عكسي لرفضِ الطفل وعدم الرغبة فيه، وقد يكون رفضُ الطفل مرتبطًا بانعدام الترابط العاطفي بين الوالدين، أو نتيجةً لبعض الصعوبات التي يُواجِهُها الوالدان في تربية أطفالهما. ولذا فإن النتيجة التي تتبع نبذ كثير من الآباء لأطفالِهم أن ينمو لدى هؤلاء الآباء الشعور بالذنب، وحتى يتجنَّبوا هذا الشعور فإنهم يُلْقون باللوم - لا شعوريًّا - على وجود نقصٍ في الطفل - إعاقة مثلاً - وهكذا يصبح الطفل كبشَ فداء غير جذاب، فيه نقص جسمي، أو غير ذلك من الأسباب الواهية. إن الشعور بالذنبِ الذي يحرِّك الأب والأم يكونُ تعويضًا لشعورِهما بالنبذ أو الرفض لطفلهما، ويدفعهما ذلك إلى العناية الزائدة به والحماية المبالغ فيها، وبهذه الطريقة يطمئنُّ الوالدان نفساهما على أنهما أبوان طيِّبان، فيُغدِقان على الطفل الهدايا والملابس والأشياء الأخرى، ويُرسِلانه إلى مدارس باهظة التكاليف، كما أنهما يعيبان على المجتمع والمدرِّسين عداوتَهما لطفلهما وتحيُّزهما ضده، وبهذه الحيلة الإسقاطية يحقِّق الأبوان شعورًا بتبرير عداوتهما نحو الطفل، ويخفِّفان من حدة الشعور بالإثم. ويرى "محمد علي حسن" أن تأثير ذلك الرفض والنبذ على سلوك الطفل يجعلُه يقومُ بألوانٍ من السلوك التي يهدف منها إلى لفت نظر والديه إلى وجوده، وإلى حاجاته المختلفة، وقد تكون بعض هذه الألوان السلوكية وسائلَ انتقامية من الوالدين نتيجةَ تقصيرِهما في تقبله، أو عقابًا لهما على سلوكهما نحوه. ويذهب "رونالد رونر" Rohner، R. إلى أبعد من ذلك عندما يتحدَّث عن آثار الرفض الوالدي، فيرى أنه قد يمتدُّ حتى مرحلةِ الرشد وما بعدها؛ حيث يقول: "إن الراشدين الذين مرُّوا بخبرةِ الرفض وهم أطفال يُعَانُون من فقدانِ الحب والتقبل، كما أنهم لا يستطيعون تعويضَ الحب المفقود في مرحلة الطفولة"، وبالتالي تترسَّب الخبرة السيئة، ويمتد أثرها للرشد؛ فيَصِيرون مُنْعَزِلين وسلبيِّين أثناء تفاعلهم مع الآخرين. وعليه يمكن القول: إنالوالدين اللذين يمكن وصفُهما بأنهما غيرُ متقبلينِ لابنهما يتَّصِفان بالاستياءِ تُجَاهه، وينزعان إلى التقليل من شأنه ومن قدراته وصفاته الشخصية، ولا يهتمان به، ولا يسعدان بصحبته، ولا يقدِّمان له أي تعزيزٍ عندما يأتي بسلوك حسن، كما أنهما لا يعبأان به ولا يحترمانه، ويسخران من وجهة نظره. أسلوب الإفراط في التسامح والتساهل: Excessive tolerance and leniency style:- ويؤدِّي هذا الأسلوب إلى عدم النضج، وعدم تحمل المسؤولية، والاضطراب النفسي، وعدم التوافق النفسي والاجتماعي للطفل. كما يقوم هذا الأسلوب على أساس التسامح المعقول الذي يجعل تكيُّف الفرد أسهل تحقيقًا؛ لأن هذا الأسلوب يُعطِي الفرد شعورًا حقيقيًّا بالأمن، ويخلق له جوًّا يستطيع فيه أن يتَّجِه نحو الاستقلال الشخصي والتحرر التدريجي. ومن مظاهر هذا الأسلوب أن الأم تكون محبِّة والأب يكون لينًا، والأطفال لهم حقوق الراشدين ومسؤوليات قليلة. ويقوم هذا الأسلوب أيضًا على أساسٍ من الحرية المطلقة، أو التساهل الزائد في التفاعل الوالدي مع الطفل، وفيه لا يُمَارِس الوالدان الضبطَ المناسب، بل يمنحان الطفل قدرًا كبيرًا من الحريَّة لينظِّم سلوكه. ومن مظاهره تركُ الطفل دون تشجيعٍ على السلوك المرغوب فيه، أو الاستجابة له دون محاسبة على السلوك غير المرغوب فيه، وترك الطفل دون توجيه أو إرشاد لِما يجب أن يقوم به أو أن يتجنبه. ومن أهم نتائجه أنه يخلق أشخاصًا متسيِّبين غير مسؤولين، لا يحترمون القوانين والأنظمة، مع نمو النزعة الأنانية وحب التملك، بالإضافة إلى كثرة وتنوع المشاكل السلوكية في الأسرة والمدرسة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |