فضل الاكتساب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-06-2020, 03:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي فضل الاكتساب

فضل الاكتساب


الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم






الحمد لله الذي أعزَّنا بالإسلام، واختاره لنا دينًا، أحمده حمدًا يوافي نِعمَه ويكافئ مزيده، وأشهد أن لا إله إلا الله، حدَّ حدودًا فلا تَعْتدوها، وحرَّم أشياء فلا تَنتهِكوها، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، دعا إلى الكسب الحلال وبيَّن لنا طريقه، وأكَّد أن كلَّ جسد نبت من سُحْت فالنار أولى به، صلى الله وسلم عليه وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين التزموا بهديه، وأقاموا سُنَّته، واتَّبعوا طريقتَه، وعمِلوا لدنياهم كما عمِلوا لآخرتهم، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب.

أما بعد:
فأيها المسلمون: اتقوا الله تعالى، والتزموا بأوامره، واعلموا أن الله - جل وعلا - أوجد الإنسان عاملاً مُتحرِّكًا، وساعيًا كادحًا، مُتطلِّعًا لاكتساب المال، وهو مأمور بذلك، ولكن أنيط هذا الأمر بسموِّ المراد، وعُلوِّ الهمة، ونُبْل الغاية، وهذا يعني به اكتساب الطيب والحلال والعمل الشريف، مراعى فيه ما رسمته الشريعة من طرق الاكتساب، وقد جاءت النصوص تَحُث على العمل، وتأمر به، وتجعله سببًا لمورد الرزق، والفوز في الدنيا والآخرة، وتَربِط العامل بمن عمِل من أجله، وهو ربه وخالقه وإلهه؛ لأن العامل والعابد حينما يعمل ويعبد وهو لا يراعي مراقبةَ ربه له وعلمه به؛ فإن ذلك لا ينفعه؛ قال تعالى حكاية عن إبراهيم مخاطبًا أباه وقومه: ﴿ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ﴾ [مريم: 42].

وقال تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105]، على أن يكون العامل مستعينًا بالله تعالى ومتوكلاً عليه باذلاً للأسباب، أما الاعتماد على الأسباب وحدها، فيقدح في التوحيد والعقيدة، والاستعانة بالله تعالى بدون فعل سببٍ عجزٌ وغرور، قال تعالى: ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((احرِص على ما ينفعك، واستَعِن بالله ولا تَعجِز))، فأنت أيها العامل عليك بفعل السبب المشروع كما أُمِرت والله تعالى المهيئ والميسِّر؛ حيث ربط المسببات بالأسباب، فشكره وذِكْره وطاعته وحُسْن عبادته والإخلاص فيها سببٌ لدخول الجنة إذا تغمَّدك الله تعالى برحمته، والزواج سبب للولد، والحرث سبب للحَبِّ والثمرة، والبيع والشراء سبب لحصول النقود بيدك، وكذا الأعمال المهنيَّة سبب لاكتساب النقود، ولكن إن وُجِدت النية الصادقة الصالحة لهذه الأعمال؛ حتى يتقوَّى بها على طاعته سبحانه، واكتسبها على ما رسمته له شريعة الله، فقصد بالزواج عفَّة الفرج وغض البصر، وبالولد تكثير أُمَّة محمد وعبيد الرحمن، فإن ذلك هو السعي النافع والعمل المُثمِر، وإن خلا عمله مما تقدَّم، فالمسلم وغيره سواء، الإنسان والبهائم في الهدف سواء؛ لأن الكل يَطلُب الشِّبع عن الجوع، والرِّي عن الظمأ، وهكذا حينما يَصدُق الإنسان في معاملاته، ويحفظ أماناته من أجل الإنسانية والسمعة، لم ينفعه ذلك في الآخرة.

وخير ما يسعى به المرء هو: الكسب الحلال من عملٍ بيده أو تِجارة، مُلتَمِسًا أوضح طريق مشروع لاكتساب المال؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((يأتي زمان على أمتي لا يُبالي فيه المرء من أين اكتسب المال: من حلال أم من حرام؟))، وهذا لا شك أنه ذَمٌّ لمن يُصاحِبه الجشعُ وعدم المبالاة لاكتساب المال من أي طريق كان؛ قال صلى الله عليه وسلم في فَضل الاكتساب: ((ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وأن نبي الله داود عليه الصلاة والسلام كان يأكل من عمل يده))؛ رواه البخاري، وابن ماجه ولفظه قال صلى الله عليه وسلم: ((ما اكتسب الرجل كسبًا أطيب من عملِ يده، وما أنفق الرجل على نفسه وأهله وولده وخادمه، فهو صَدَقة))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لأن يَحتطِب أحدكم حُزْمة على ظَهْره خير له مَن أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه))، وسئل عليه الصلاة والسلام: أي الكسب أطيب؟ قال: ((عمل الرجل بيده، وكل كسب مبرور))، وسئل أيضًا عن أفضل الكسب، فقال: ((بيع مبرور))؛ فالإسلام أيها المسلمون، دين عملٍ، دين قوة ونشاط، دين فضائل وأخلاق، ولقد خاب وخَسِر من رمى الإسلام بالخمول والكسل، وأنه يؤخِّر عن العمل، وأن صاحبه يَركَن إلى العجز والخور، والجبن والبخل، التي هي أشرُّ الصفات، ولقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يتعوَّذ منهن صباحًا ومساء: ((اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وغَلَبة الدين وقهر الرجال)).

فكيف يُظَن بالإسلام إذا شوهد بعض الخمول في أهله ظن السوء؟! وهذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو التعوذ من العجز والكسل؛ فهما مصدرا كلِّ شر، ومانعا كلِّ خير، فالعاجز الكسول مُنقطِع عن خيرَي الدنيا والآخرة، وانظر أيها المسلم إلى هَدْي نبي الله نبي الهدى صلى الله عليه وسلم في سيره وأقواله وأفعاله.

وهاك نموذجًا منه؛ ليَكشِف عن بصرك وبصيرتك غمامةَ الجهل ودياجير الظلام: عن أنس رضي الله عنه: أن رجلاً من الأنصار أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: ((أما في بيتك شيء؟))، قال: بلى، حِلْسٌ نَلبَس بعضه ونَبسُط بعضه، وقَعْب نشرب فيه الماء، قال: ((ائتني بهما))، فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: ((من يشتري هذين؟))، قال رجل: أنا آخذهما بدرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن يَزيد على درهم؟ - مرتين أو ثلاثًا))، قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، ثم أخذ الدرهمين، فأعطاهما الأنصاري، وقال: ((اشترِ بأحدهما طعامًا فانبِذه إلى أهلك، واشترِ بالآخر قَدُومًا فائتني به))، فأتاه به، فشدَّ فيه رسول الله عودًا بيده، ثم قال للأنصاري: ((اذهب فاحتطب وَبِع، ولا أرينَّك خمسة عشر يومًا)) - ففعل - فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبًا، وببعضها طعامًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هذا خير لك من أن تجيء المسألة نُكتة في وجهك يوم القيامة)).

فاتقوا الله أيها المسلمون، وشَمِّروا عن سواعدكم؛ قال تعالى: ﴿ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]، وقال تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.55 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]