|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أم الصبي
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ٌ : عيسى بن مريم وصاحب جريج - وكان جريج رجلاً عابداً فاتخذ صومعة ً فكان فيها فأتته أمه وهو يصلي فقالت يا جريج فقال يا رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته فانصرفت فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت يا جريج ..فقال يا رب أمي وصلاتي , فأقبل على صلاته فلما كان من الغد أتته فقالت يا جريج فقال أي رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته .. فقالت اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات فتذاكر بنو إسرائيل جريجاً وعبادته وكانت امرأة ٌ بغيٌّ يتمثل بحسنها فقالت إن شئتم لأفتننه قال فتعرضت له فلم يلتفت إليها فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت فلما ولدت قالت هو من جريج فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه فقال ما شأنكم قالوا زنيت بهذه البغي فولدت منك فقال أين الصبي فجاءوا به فقال دعوني حتى أصلي فصلى فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال يا غلام من أبوك قال فلانٌ الراعي . فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به وقالوا من نبني لك صومعتك من ذهب قال لا أعيدوها من طين كما كانت ففعلوا . وبينما صبيٌّ يرضع من أمه فمر به رجلٌ راكبٌ على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت أمه اللهم اجعل ابني مثل هذا فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع قال فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فيه فجعل يمصها , وقال ومروا بجارية وهم يضربوها ويقولون زنيت سرقت وهي تقول حسبي الله ونعم الوكيل فقالت أمه اللهم لا تجعل ابني مثلها فترك الرضاع ونظر إليها فقال اللهم اجعلني مثلها , فهنالك تراجعاً الحديث فقالت مر رجلٌ حسن الهيئة فقلتُ اللهم اجعل ابني مثله فقلتَ اللهم لا تجعلني مثله ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقت فقلتُ اللهم لا تجعل ابني مثلها فقلتَ اللهم اجعلني مثلها قال إن ذلك الرجل كان جباراً فقلت اللهم لا تجعلني مثله وإن هذه يقولون لها زنيت ولم تزن وسرقتِ ولم تسرق فقلت اللهم اجعلني مثلها ......... متفق عليه
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
رد: أم الصبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم زارع المحبة اسمحلي بهذه المشاركة في شرح الحديث ليعم الفائدة وجزاك الله خير على هذا الموضوع الطيب قوله صلى الله عليه وسلم : ( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ) فذكرهم ، وليس فيهم الصبي الذي كان مع المرأة في حديث الساحر والراهب ، وقصة أصحاب الأخدود المذكور في آخر صحيح مسلم ، وجوابه أن ذلك الصبي لم يكن في المهد ، بل كان أكبر من صاحب المهد ، وإن كان صغيرا . [ ص: 84 ] قوله : ( بغي يتمثل بحسنها ) أي يضرب به المثل لانفرادها به . قوله : ( يا غلام من أبوك ؟ : قال : فلان الراعي ) قد يقال : إن الزاني لا يلحقه الولد ، وجوابه من وجهين : أحدهما لعله كان في شرعهم يلحقه ، والثاني المراد من ماء من أنت ؟ وسماه أبا مجازا . قوله صلى الله عليه وسلم : ( مر رجل على دابة فارهة وشارة حسنة ) ( الفارهة ) بالفاء النشيطة الحادة القوية ، وقد فرهت بضم الراء فراهة وفراهية ، والشارة الهيئة واللباس . قوله : ( فجعل يمصها ) بفتح الميم على اللغة المشهورة ، وحكي ضمها . قوله صلى الله عليه وسلم : ( فهناك تراجعا الحديث فقالت : حلقى ) معنى تراجعا الحديث أقبلت على الرضيع تحدثه ، وكانت أولا لا تراه أهلا للكلام ، فلما تكرر منه الكلام علمت أنه أهل له ، فسألته ، وراجعته . وسبق بيان ( حلقى ) في كتاب الحج . قوله في الجارية التي نسبوها إلى السرقة ولم تسرق : ( اللهم اجعلني مثلها ) أي اللهم اجعلني سالما من المعاصي كما هي سالمة ، وليس المراد مثلها في النسبة إلى باطل تكون منه بريا . وفي حديث جريج هذا فوائد كثيرة . منها عظم بر الوالدين ، وتأكد حق الأم ، وأن دعاءها مجاب ، وأنه إذا تعارضت الأمور بدئ بالأهم ، وأن الله تعالى يجعل لأوليائه مخارج عند ابتلائهم بالشدائد غالبا . قال الله تعالى : ومن يتق الله يجعل له مخرجا وقد يجري عليهم الشدائد بعض الأوقات زيادة في أحوالهم ، وتهذيبا لهم ، فيكون لطفا . ومنها استحباب الوضوء للصلاة عند الدعاء بالمهمات ، ومنها أن الوضوء كان معروفا في شرع من قبلنا ، فقد ثبت في هذا الحديث في كتاب البخاري فتوضأ وصلى وقد حكى القاضي عن بعضهم أنه زعم اختصاصه بهذه الأمة . ومنها إثبات كرامات الأولياء ، وهو مذهب أهل السنة خلافا للمعتزلة . وفيه أن كرامات الأولياء قد تقع باختيارهم وطلبهم ، وهذا هو الصحيح عند أصحابنا المتكلمين ، ومنهم من قال : لا تقع باختيارهم وطلبهم . وفيه أن الكرامات قد تكون بخوارق العادات على جميع أنواعها ، ومنعه بعضهم ، وادعى أنها تختص بمثل إجابة دعاء ونحوه ، وهذا غلط من قائله ، وإنكار للحس ، بل الصواب جريانها بقلب الأعيان وإحضار الشيء من العدم ونحوه . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |