|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اسم المقال : في صحبة الملائكة كاتب المقال: د.محمد العريفي في صحبة الملائكة إن الحديث عن عالم الملائكة أو عالم الجن والشياطين حديث شيق لأن النفس البشرية تستشرف وتتطلع لمعرفة الغيب ، غير أن حديثنا سيكون عن علاقة واتصال المسلم بهذين العالمين من جهة تسابقهما على هدايته من طرف وإغوائه من الطرف آخر . فالملائكة عالم نوراني، عالم لا تجول في ناديه المعصية ، عالم طاهر مبارك طيب لا يحب إلا الطيب و من منازلهم المساجد وروضات الذكر. والشياطين عالم مظلم خبيث ووحل للمعصية ومنازلهم الأماكن الخبيثة والبعيدة عن ذكر الله. ومن المعروف أن الإنسان يتأثر تأثرا بالغا بمن يجالس ويخالط بقدر مجالسته ومخالطته له ، والمرء على دين خليله ، ومع كل إنسان ملك وشيطان وهما في سباق فالملك يدعوه إلى الخير والشيطان يدعوه ويزين له المعصية ، وعلى الإنسان أن يختار أحد النجدين ويسلكه. ونريد أن نقيم مقارنة بسيطة بين ذلك الإنسان المتدين الملتزم بالشريعة الربانية ، والذي ينصر الملك الموكل به ، وترافقه الملائكة أينما حل وارتحل حتى تأثر بنورها وانتفع بدعائها وصار من الأولياء المقربين ، وبين ذلك الإنسان المفرط المتسيب البعيد عن الأوامر الربانية والأذكار القرآنية حتى صار أنسه مع شيطانه وفرحه متعلق بهواه، فتخللت قلبه ظلمات الشياطين وانتفخت أوداجه بشرورها ، و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ![]() (1) إذا قام الإنسان في الصباح استفتح المؤمن الملتزم بالسنة بذكر الله فصاحبَه ملك يكلؤه من الشيطان وظلماته، وأما المفرط فيستفتح بغناء أو بسُباب أهله فتغشته ظلمات الشيطان: (فإذا انتبه من منامه ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك: (افتح بخير ويقول الشيطان) افتح بشر فإن هو قال: الحمد الله الذي رد إلى نفسي بعد موتها ولم يمتها في منامها الحمد الله الذي يمسك السموات السبع أن تقع على الأرض إلا بإذنه طرد الملك الشيطان وظل يكلؤه)(2) . (2) فإذا خرج من بيته ابتدره ملك وشيطان ينتظرانه كل منهما يحمل راية، فإذا خرج في طاعة الله وذكر الله تنحي الشيطان خائبا وانطلق المؤمن تحت راية الملك ولا يزال تحتها حتى يعود إلى بيته فيالها من عزة وكرامة، وأما إن خرج في معصية الله ونسي ذكره تنحي الملك وافتخر الشيطان ونفض رايته فوق رأس المفرِّط فلا يأمره إلا بشر ![]() (3) المؤمن الذي تحت راية الملك إذا ركب سيارته فلا يستمع فيها إلا خيرا، وأما المفرِّط إذا ركب سيارته استمع للاغاني الماجنة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ![]() (4) المؤمن في مجلسه لا يقول إلا خيرا فتظل الملائكة تحفه، وأما المفرِّط فيمدح نفسه بما ليس فيها، ويتقرب إلى صحبه بالكذب في غالب حاله، فتهرب منه الملائكة وتخلو الساحة للشياطين: (إذا كذب العبد كذبة تباعد منه الملك مسيرة ميل من نتن ما جاء به)(5). (5) والمؤمن إذا رجع بيته ذكر اسم الله وسلم على أهله فحضرت الملائكة وتنحى الشيطان ![]() ![]() (6) والمؤمن الملتزم بالسنة إذا قدم له الطعام ذكر أسم الله عليه وأكل فيقول الشيطان لرفقته ![]() ![]() (7) الملتزم بالسنة يتوضأ قبل نومه ![]() ![]() ![]() فهذه مختصر قصة صراع الخير والشر على الإنسان، فإن كان ما ذكرناه هو الصراع الخارجي على الإنسان فبقي حديث يبين حقيقة الصراع الداخلي بين الفريقين على قلب الإنسان . يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (إن للشيطان لمة وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق ، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ قوله تعالى ![]() 1- مسلم 4- 2167 2- حسنه ابن حجر في نتائج الأفكار. 3- المسند قال أحمد شاكر إسناده صحيح . 4- مسلم 3-1672 5- قال الترمذي حسن غريب راجع تهذيب التهذيب 6/308 وضعفه آخرون . 6- مسلم 3- 1598 7- المرجع السابق 8- المرجع السابق 9- المرجع السابق 10- صحيح ابن حبان 3- 328 وفي السلسلة الصحيحة للألباني الحديث رقم 2539 . 11- حسنه الألباني في صحيح أبي داود 4180 ، مشكاة المصابيح 442، آداب الزفاف 22 . 12- حسنه ابن حجر في الأمالي الحلبية 1-25 ونتائج الأفكار 3-78 . 13- رواه أحمد وقال شعيب محقق المسند إسناده صحيح موقوفا وله حكم الرفع ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2988 وفي المشكاة
__________________
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |