لمحات من سيرة العلامة علي علاء الدين الآلوسي رحمه الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4942 - عددالزوار : 2039910 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4516 - عددالزوار : 1310156 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 129017 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4812 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-02-2020, 03:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي لمحات من سيرة العلامة علي علاء الدين الآلوسي رحمه الله

لمحات من سيرة









العلامة علي علاء الدين الآلوسي رحمه الله

مرشد الحيالي



ظهرت العائلةُ الآلوسية بعد قرون خلت ساد فيها الجمود الفكري، والتقليد الأعمى في أوساط المجتمع العراقي، وشاع بين علمائها الاعتمادُ على كتب الحواشي والشروحات والذيول للقدامى من فقهاء وعلماء، حتى غدت عاصمةُ الإسلام بغدادُ تَعِيش في ظلام دامس، واندرس في دياجير ظلامِها الاجتهادُ والتنوير، بالرغم من وجود علماء الشريعة وفقهاء الدين فإنهم وافقوا سكة الزمان، ولم يُمكِنهم مخالفة العوائد والتقاليد، أو الخروج عنها في غالب الأحيان، وبقُوا في رِبْقة التقليد وأغلاله، حتى قيَّض الله رجالاً أفذاذًا، وأدباء ألفافًا أعادوا لعاصمة الرشيد أيامَ مجدِها وعزها وسلطانها، ورفرفت على أسوارها راياتُ العلم والأدب، وقدَّموا للحضارة الإسلامية نتاجًا علميًّا رصينًا، وخدموا في شتى مجالات وجوانب الحياة الفكرية، وما قدَّموه ربما يوازي ما تُقدِّمه أمة بأسرها في أزمانهم، وقد بدأت تلك الشجرة بنبتةٍ ترعرعت بماء الأدب والعلم، وسُقِيت بمداد الفكر والإيداع، حتى غدت شجرة باسقة تحمل ثمارًا يانعة، هي غذاء نافع وصالح لكل متعلم ومرشد، وطالب ومنشد، يريد الصواب والهداية، والعلم والدراية، بَيْد أن علماء الآلوس ورجالاتها نبغوا في جميع الفنون والعلوم، ودخلوا إلى فنون الأدب من أوسع منافذه وأبوابه، حتى عُرِفوا به، ووصل صيتُهم إلى المصلحين من علماء الأمة، حتى طلبوا ودَّهم ولقاءهم، وجرت بينهم مراسلات ومكاتبات، بل دروس ومحاضرات، والحديث عن سيرهم وإنجازاتهم في نهضة الأدب، وبيان ما قدَّموا من نتاج فكري يطول، وقد دوَّنت التراجمُ عن أعمالهم وأدبهم، وشِعرهم ونثرهم، وحياتهم العلمية الكثيرَ[1].



وسنتناول سيرة عالِم من علمائهم، ومفكر من أدبائهم، وأَلْمَعي من شعرائهم، لم تأخذ الترجمة حقها في بيان سيرته، بل اقتصرت على بعض الجوانب من حياته، ومطلع من أدبه وعلمه، ألا وهو العلامة علي علاء الدين الآلوسي البغدادي، نبدؤها بنبذةٍ يسيرة عن ترجمتِه وشيوخه وطلابه، ثم منهجه في طلب العلم، ونختم ببيان ما امتاز به من أسلوب فريد، وعُرِف عنه من فنٍّ في الخطابة والخط البديع، ومن الله نستمدُّ العون والتوفيق والتسديد.



ترجمة العلامة علي علاء الدين الآلوسي:

هو العلامة السيد علي علاء الدين، ابن المصلح الكبير العلامة نعمان بن محمود أبي الثناء الآلوسي الكبير، ولد عام 1277 هجرية ببغداد؛ أي بعد ولادة ابن عمه محمود شكري بثلاثة أعوام تقريبًا.



والعلامة علي علاء الدين يُوافِق اسم عالم من الشجرة الآلوسية، واسمه علي علاء الدين الآلوسي التكريتي، وهو ابن العلامة عبدالحميد الكيلاني، ولد عام 1281، وله مؤلَّفات غالبُها في الوعظ والتاريخ، وتُوفِّي عام 1354 - 1935[2].



طلبه للعلم من الشيوخ:

ورِث العلم عن والده المُصلِح العلامة نعمان الآلوسي رحمه الله، وخاصة علم الأثر والسنة، والعقيدة الصافية، ونَبْذ البدع والتصوف المنحرف، وورِث منه الأدب والشعر، كما عُرِف عن الآلوسيين جمعُهم بين اللغة وعلم الشريعة، واستطاع الشيخ نعمان الآلوسي أن يغرس في نفس ولده حبَّ السنة والتوحيد، ويمتاز العلامة نعمان بأسلوبه الفريد في التعليم والتربية، إضافة إلى سَعَة علمه، ومعرفته بجميع الفنون، مما أكسبه خبرة في التربية.



تلقَّى الشيخ علي الآلوسي - رحمه الله - مبادئ العلوم؛ كاللغة والأدب والفقه والصرف والمنطق - النقلية والعقلية - وغيرها من ابن عمه العلامة محمود شكري الآلوسي رحمه الله[3]، ويظهر أن ذلك قبل أن يتحوَّل الشيخ محمود الآلوسي إلى الطور الثالث من حياته، والتعرُّف على منهج التوحيد والسنَّة.



وتلقَّى العلم كذلك من العلامة إسماعيل أفندي الموصلي، مُدرِّس جامع الصاغة ببغداد[4]، وقد استفاد منه علومًا جليلة، وآدابًا حميدة، حتى قال عنه في الدر المنتثر: (شيخنا ومولانا، وكهفنا ومقتدانا، خاتمة المحققين المدققين، بركة علماء العراق، ومن على جلالته الاتفاق)[5]، وذكره محمود الآلوسي - رحمه الله - في المسك الأذفر؛ لأنه من شيوخه أيضًا؛ حيث قال عنه: (كان عُدَّة الطالبين، وعمدة فحول المدرِّسين، عماد العلوم، وروَاق المنطوق والمفهوم، بحر الفضل الزاخر، وبر الكمال الذي لا يحيط بأطرافه الأبصار والبصائر...)[6].



تُوفِّي عام 1302، وأُصِيب بحمى مطبقة نحو عشرة أيام[7].



ومن شيوخه الذين قرأ عليهم الإمامُ العلامة المحقق محيي السنة، وقامع البدعة: أبو الطيب محمد صديق بن حسن بن علي بن لطف الله القِنَّوجِي البخاري، نزيل بهوبال، ولد عام (1248 هـ)، تزوج بالأميرة (شاهجان بيجوم)[8]، ولُقِّب بأمير بهوبال، وكانت فرصةً للعمل على نشر علم الحديث والدعوة إلى العقيدة الصافية الخالية من البدع، ومكَّنته تلك المكانة المرموقة من نشر مؤلَّفات الأقدمين في الفقه والسنة والأدب، ونشرها في الأمصار، بل وإعانة العلماء ماديًّا في طلبهم للعلم ونشره، وكتابه العظيم: (الدين الخالص)[9]، مما يدلُّ على معتقده وحرصه، وقد أرسل نعمان الآلوسي ولدَه عليًّا علاء الدين إلى العلامة صديق حسن خان لنشر مؤلفاته ومؤلفات العائلة الآلوسية[10]، وبقي في ضيافته سبعةَ عشرَ يومًا، وقرأ عليه وأجازه إجازة عامة.




ومن شيوخه: الشيخ القاضي حسين بن محسن السبعي الأنصاري، تلميذ العلامة محمد بن ناصر الحازمي، تلميذ العلامة القاضي محمد بن علي الشوكاني، وُلد بالحديدة - بلدة على ساحل البحر، بين جُدَّة وعدن - في شهر جمادى الأولى، لأربع عشرة خلت منه، سنة 1245 ألف ومائتين وخمسة وأربعين، وقد قرأ عليه وأجازه إجازة عامة في العلوم في عام 1299 هجرية[11].



موهبة الشعر:

قال العلامة الأثري - رحمه الله -: (فُطِر منذ نعومة أظفاره على الأدب، فعكف عليه حتى ملأ منه الوطاب، وقال الشعر قبل أن يبلغ الحُلُم وأجاده، ولما انقضى زمن شبيبته أقلَّ منه، بل انصرف في الغالب إلى نظمه، وكان لا يقوله إلا لخاطرة تمر بفكره، أو معنًى بديع يجيش بصدره، فينظمه في سلك متين، لا يَعْرُوه وهنٌ ولا ضعف)[12].



وهو (شاعر تقليدي، نظم في كثير من أغراض الشعر مما انتشر في عصره، فمدح وهنَّأ ووصف، وتشوق معتمدًا للعروض الخليلي في مقطوعاته التي غلب عليها التاريخ، فجاءت محطات زمنية ترسم صورة لعَلاقاته في مجتمعه)[13]، له مؤلفات جمة في الشعر، نذكرها في سرد المؤلفات.



من أبياته:



لعمرُك إن الناسَ ساءت فعالهم

وقد طلَّقوا المجدَ الأثيل ثلاثَا




تراهم رجالاً إن نظرت جسومَهم

وتلقَاهمُ عند الفعالِ إناثَا[14]








وقال:



إذا رُمْتَ توفيقًا إلى العلم فاجتهِدْ

لتحصيلِه فالله كافٍ وكافلُ




وجاهِد إذا قال الورى فيك: ناقصٌ

لِكيما يقولوا فيك: إنك كاملُ[15]








فن الخطابة:

برز نجمُه في فن الخطابة، وعلا كعبُه في معرفتِه بأسلوبها، ومعرفته بأصولها وآدابها وسننها، كيف لا، وهو يملك أدواتها من الأدب واللغة، وآلاتها من النثر والشِّعر.




يقول محمد بهجة الأثري - رحمه الله -:

(وله - رحمه الله - خطبةٌ بليغة يتجلَّى في كل كلمة من كلماتها الإخلاص للأمة والوطن، كان قد ألقاها بُعَيد انتخابه في نادي الاتحاد ببغداد في جمع غاصٍّ بالأمراء والعلماء والأعيان، وإليك طرفًا منها:

أيها السادة الكرام، إنا معاشر المبعوثين من هذا القطر المبارك، مهما أطلقنا ألسنة الشكر تُجَاه ما منحنا به من حسن الظن الذي كسا حللَ الأهلية في القيام بالنيابة العمومية، وأدنانا من مركز محافظة حقوق الجامعة العثمانية، فإنا لا نستطيع بلوغ الواجب، وأنَّى لنا! على أننا - والثقة بعون الله تعالى وتوفيقه - في عزم أكيد على محافظة حقوق القطر العراقي خاصة، والممالك العثمانية عامة، وبذل الجهد فيما يعود على صلاح هذا الوطن العزيز، الذي استحكمت فيه الرابطة بين جميع أصناف الرعية، كائنًا من كان، فإنهم على اختلاف مذاهبهم وأديانهم، وتشعُّب فِرَقهم وآرائهم، يرمون إلى غاية واحدةٍ، هي سلامة الوطن من حضيض التلف، إلى أَوْجِ السعادة والشَّرف، وقد كانت الحال قبل هذه النهضة الاتحادية والعزمة الوطنية، كما نعلم، ويعلم كلُّ حكيم سياسي واقف على أمراض الدول وعللها، داخليِّها وخارجيها؛ بحيث يكاد ينقطع حبلُ الرجاء، وتنفصم عُرى الأمل؛ لِمَا يرى من إشراف ذلك الوطن على الموت بأفجع ما يكون، وأهلُه معقولة ألسنتُهم، مقرَّحة أكبادهم، تأخذهم تحت سلطة الاستبداد سَكْرةٌ بعد أخرى، وتنوء أثقالهم الشاقَّة في مهالك الاستعباد، فلا يُطِيقون نهوضًا، ولا يستطيعون صبرًا... إلخ[16].




توليه القضاء:

اشتغل بالقضاء وعُرِف بالقاضي، وقضى في فلسطين وبَعْلَبك وبلاد الشام، ثم العراق، وعمِل بقضاء بغداد عام 1335 زمن الاحتلال الإنكليزي، وأصرَّت عليه السلطة، فلم يجد بدًّا من القَبول على كرهٍ منه، حتى قال في ذلك:



إن القضاءَ هو البلاءُ فلا تكُنْ

متعرِّضًا فتصابَ من سوءِ القضا




وإذا ابتُلِيت بهِ على كرهٍ فخُذْ

نهجَ العدالة إنها سببُ الرِّضا




والله عونُ الحق ينصر أهله

ويُذِلُّ مَن ضم الحقوق وأعرضا[17]









وصدق؛ فقد كان كما قال تلميذه الأثري - رحمه الله -: (كان عون الضعيف، وملجأ الصريخ، ونصير الحق، لا يَحِيد عنه قِيد شعرةٍ، ولا تأخذه فيه لومة لائم وإن سُلَّت عليه القواضب المرهفات، وكان أقوى الناس عنده الضعيف، حتى يأخذ الحق له، وأضعفهم عنده القوي حتى يأخذ الحق منه، وكان يستعمل العدل، ويباعد عنه الظلم والجَور، واتفقت له في أيامه أمور تجلى فيه ورعُه وزهده وعفته بأجلى مظاهرها)[18].




من مواقفه:

لَمَّا دعاه ناظر الأوقاف إلى الاشتراك بمسألة الاستملاك أجابه:

(إن الشرع الشريف يحظر ذلك؛ فلذلك لا يسعني القيام بما طلبت، لا بالذات ولا بإرسال وكيل عني)[19].




معترك السياسة:

قال العلامة محمد الأثري - رحمه الله -:

(وقد امتاز على علماء قطرِه أو عصره بأكثر هذه الخلال الحسنة، وبخلالٍ أخرى، منها جمعه بين العلم والأدب والسياسة، وقلَّ مَن اتَّصف من علماء الدين بذلك؛ فقد كان متوغلاً في السياسة توغُّله في العلم والأدب، وله فيها مواقف محمودة تشهد بطول الباع وبُعد النظر)[20].




ولهذا السبب انتدبَتْه الحكومة في الحرب العالمية الأولى للذهاب مع ابن عمه محمود الآلوسي إلى ملك نجدٍ عبدالعزيز آل سعود في أمر سياسي خطير عن طريق سوريا، فالحجاز، واحتفى به الملك احتفاءه بابن عمِّه محمود شكري، وقد أبدى علماء نجدٍ والشام إعجابهم بفضله وآدابه وعلمه، وتفقد في طريق العودة خزائن الكتب العربية، وبعدها عاد إلى بغداد دار السلام من جديد، ينشر العلم بين أفراد الأمة، كما ذكر ذلك تلميذه الألمعي الأثريُّ رحمه الله.






يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 110.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 108.62 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.52%)]