|
|||||||
| ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
من صفات الرجولة في القرآن الكريم د. حسام العيسوي سنيد مقدمة: في سورة النور يُخبرنا الله (عزَّ وجلَّ) بقوله: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [النور: 35]، ثم يُخبرنا أن مَهبط هذا النور ومستقرَّه في بيوت الله (عزَّ وجلَّ): ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [النور: 36]، ثم يذكر الله (عزَّ وجلَّ) هذه الآية المباركة: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 37]، ثم يختم الحديث بقوله تعالى: ﴿ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [النور: 38]. هذه متواليةٌ قرآنيةٌ فريدةٌ، ينبغي أن تنتبه لها العقول، وتلحَظها الأفئدة؛ ففيها الخير والنفع العميمان. 1- أهمية إقامة الصلاة: ذكر الله (عزَّ وجلَّ) من صفات الرجولة إقامة الصلاة، فكيف يصبح المسلم مقيمًا للصلاة؟ لم يذكر الله (تبارك وتعالى) الصلاة المطلوبة من المسلم إلا بذكر إقامة الصلاة، ولم يذكر أداء الصلاة؛ قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 2، 3]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الأنفال: 2، 3]، ﴿ لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 162]. وإقامة الصلاة تعني: الخشوع فيها والمواظبة عليها؛ قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 11]. في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ"، وذكر (صلى الله عليه وسلم) منهم: "وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ". وروى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ". وإقامة الصلاة تعني: أن تؤدي الصلاة إلى تهذيب الأخلاق، وتزكية النفوس، وإزالة الران من القلب، والرجوع إلى الفطرة السليمة؛ قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]، وقال تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [الماعون: 4 - 7]. وروى البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنه سمعَ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يقولُ: "أَرأَيتم لوْ أنَّ نهرًا ببابِ أحدِكم يغتسِلُ فيهِ كلَّ يومٍ خمسًا؛ ما تقولُ ذلكَ يُبْقي من دَرَنهِ؟"، قالوا: لا يُبْقي من دَرَنهِ شيئًا، قالَ: "فذلكَ مَثَلُ الصلواتِ الخَمسِ يمحو اللهُ بهنَّ الخطايا". 2- النبي (صلى الله عليه وسلم) والصلاة: حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع الصلاة عجيبًا ينبغي أن يُقْتدى به، فالصلاة في المرتبة الأولى: في الحديث الذي رواه البخاري عن الأسود، قال: سألتُ عائشةَ (رضي الله عنها): ما كانَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) يَصْنَعُ في بيْتِه؟ قالت: كانَ يكُونُ في مِهْنةِ أهلهِ، تَعني: في خِدمةِ أهلهِ، فإذا حضرَتِ الصلاةُ، خرج إلى الصلاةِ. والصلاة مصدرُ الراحة والطمأنينة: في المعجم الكبير للطبراني عن سلمان بن خالد قال: صَلَّيْتُ فَاسْتَرَحْتُ، فَكَأَنَّهُمْ عَابُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: "يَا بِلَالُ، أَقِمِ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا". والصلاة إعادةٌ للروح وإعلاءٌ للوجدان: في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 1]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي - فَإِذَا قَالَ: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ". والصلاة سببٌ في دخول الجنة: في الحديث المتفق عليه عن أبي موسى (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "من صلَّى البردين دخل الجنة"، والبردان: الصبح والعصر. وفي الحديث المتفق عليه عن جرير بن عبد الله البجلي (رضي الله عنه) قال: كنا عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: "إنكم سترون ربَّكم كما ترون هذا القمر، لا تضامُون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا". والصلاة سببٌ في العيش في كنفِ الله وتحت رعايته: روى مسلم عن جندب بن سفيان (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من صلَّى الصبح فهو في ذمة الله، فانظر يا بن آدم لا يطلُبَنَّك الله من ذمته بشيء". 3- الصحابة (رضوان الله عليهم) والصلاة: سار الصحابة (رضوان الله عليهم) على نهج نبيهم (صلى الله عليه وسلم)، فكان للصلاة - في حياتهم - شأنٌ عظيمُ. وهذه بعض المواقف: روى مسلم عن أبي بن كعب (رضي الله عنه) قال: كان رجلٌ من الأنصار: لا أعلم أحدًا أبعدَ من المسجد منه، وكانت لا تخطئه صلاة، فقيل له: لو اشتريت حمارًا لتركبَه في الظَّلماء وفي الرَّمْضاء، قال: ما يسرُّني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يُكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "قد جمع الله لك ذلك كلَّه". وروى مسلم عن جابر (رضي الله عنه) قال: خَلَت البقاعُ حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال لهم: "بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد"، قالوا: نعم، يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: "بني سلمة، ديارَكم تُكتب آثارُكُم". وروى أبو داود في سننه: عن ابن أمِّ مكتوم أنه سأل النبيَّ (صلى الله عليه وسلم)، فقال: يا رسولَ الله، إني رجلٌ ضريرُ البَصَر شاسِعُ الدَّار، ولي قائدٌ لا يلائمني[1]، فهل لي رُخصة أن أُصليَ في بيتي؟ قال: "هل تسمعُ النِّداء؟"، قال: نعم، قال: "لا أجِدُ لك رُخصةً". من صفات الرجولة إقامة الصلاة، فعلى المسلم أن يُفكر في حاله معها، ويحاول حثيثًا أن يَجبُر كسره فيها، فهي سببٌ في المكانة العالية في الدنيا والآخرة. [1] أي: لا يوافقني ولا يساعدني.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |