|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مراحل الاستعداد لغزوة تبوك د. محمد منير الجنباز أعلن المنافقون صراحة عن تهربهم من هذه الغزوة بأعذار واهية، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للجد بن قيس - وهو من المنافقين المتخفين -: ((هل لك في جلاد بني الأصفر؟))، فقال الجد: والله لقد عرف قومي حبي للنساء، وأخشى ألا أصبر على نساء بني الأصفر، فإن رأيت أن تأذن لي ولا تفتني، فأذن له، وقالت طائفة منهم: لا تنفِروا في الحر. بعَث النبي صلى الله عليه وسلم في القبائل من يستنفرهم ويحضهم على الجهاد في سبيل الله، ويرغبهم فيه، فبعث في كل قبيلة رجلًا منها، وبعث أيضًا إلى مكة والساحل من تهامة. برزت خلالُ المسلمين الصادقين، فتقدم للبذل أبو بكر، وأتى بجميع ماله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((ماذا أبقيتَ لأهلك؟))، قال: الله ورسوله، وجاء عمر بنصف ماله، وتصدق عثمان بثلاثمائة بعير محملة، وألف دينار، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ((ما يضر عثمانَ ما فعَل بعد هذا))، وتصدَّق عبدالرحمن بن عوف بمائة ألف درهم، وكذلك الزبير بن العوام، والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة بن عبيدالله وسعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة وعاصم بن عدي. وتصدَّق فقراءُ المسلمين، كل حسَب طاقته، كيلا يفوتَهم ثوابُ الإنفاق، بالصاع والصاعين من التمر أو الشعير، وكان قد بسط رداءً في المسجد لجمع الصدقات، وجلس قريبًا منه المنافقون يرقبون ويثبطون الهمم، وكان أبو عقيل فقيرًا فاشتغل في سقاية النخيل وأخذ درهمين أجرًا، فأمسك درهمًا لقُوتِه وتصدق بالآخر، فقال المنافقون: إن الله لغني عن درهم هذا، وقالوا عن مال عبدالرحمن بن عوف لأنه كثير: إن التصدق بمثل هذا المال رياء، فلم يعجبهم القليل ولا الكثير، ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ ﴾ [التوبة: 79]، ولم يغِبِ النساء عن هذا الموقف من البذل، فقالت أم سنان الأسلمية: لقد رأيتُ ثوبًا مبسوطًا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة فيه مسك - أسورة - ومعاضد وخلاخل وأقرطة وخواتيم وخدمات - أسورة للرجل - مما يبعث به النساء يُعِنَّ به المسلمين في جهازهم. ظهرَتْ طبقةٌ فقيرة تحب الجهاد، ولكن لم يكن معهم ما ينفقون، أو عُدَّة حرب يشاركون فيها، فأتوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فما كان عنده من ظهر - جمل - فدفعه إليهم، حتى إذا نفِد ما عنده قال لهم: ﴿ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ [التوبة: 92]، وعن أبي موسى الأشعري قال: أرسَلني أصحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله الحملان لهم إذ هم معه في جيش العسرة، وهي غزوة تبوك، فقلت: يا نبي الله، إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم، فقال: ((والله لا أحملكم على شيء))، ووافقتُه وهو غضبان ولا أشعر، ورجعت حزينًا مِن منع النبي صلى الله عليه وسلم، ومن مخافة أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وجد في نفسه عليَّ، فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالًا ينادي: أي عبدالله بن قيس، فأجبتُه، فقال: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك، فلما أتيته قال: ((خذ هذينِ القرينينِ - لستة أبعرة ابتاعهن حينئذ من سعد - فانطلق بهن إلى أصحابك فقل: إن الله، أو قال: إن رسول الله يحملكم على هؤلاء، فاركبوهن)). وجاء الأعراب يعتذرون، وهم الذي يحضرون عند المغنم، وقد ظنوا أن الغزوة لن يكون فيها مكاسب؛ لأنها ضد الروم، والروم بنظرهم لا يُقهَرون، فاعتذروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل منهم، لكن الله المُطَّلِع على خفايا القلوب لم يعذِرْهم. ظهر رجال من أهل السابقة في الإسلام بمظهر التقاعس، وأغرتهم الظلال، فلم يتجهزوا كالناس أو يعتذروا كالآخرين، وكانوا أربعة، كعب بن مالك الأنصاري الشاعر، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، وأبو خيثمة، لكن أبا خيثمة أحس بخطئه بعد أيام من تحرك الجيش، وقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحر والريح وأبو خيثمة في الظل والماء البارد مقيم، ما هذا بالنصَف، فأعد زاده وماءه وخرج في إثر الجيش، فأدركه في تبوك، فقال أناس من الجيش: يا رسول الله، هذا راكب مقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كُنْ أبا خيثمة))، فقالوا: هو والله، وكان للثلاثة الآخرين قصة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |