|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدقة المتناهية لعلماء الحديث في الرواية / مارواه زيد بن أسلم نموذجا بقلم / د. خلدون عبد العزيز مخلوطة شهادة رائعة من مستشرق منصف ، درس علم الحديث وأعجب به أيما إعجاب إنه مرجليوث" ، حيث قال: "ليفخر المسلمون ما شاؤوا بعلم حديثهم"، ومستشرق آخر يقر بتفرد أمة الإسلام بعلم الجرح والتعديل (علم توثيق الرجال ) إنه المستشرق الألماني شبرنجر خلال تصديره لكتاب: الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ ابن حجر رحمه الله ، حيث يقول: (( لم تكن فيما مضى... أمةٌ من الأمم السالفة ، كما أنه لا توجد الآن أمة من الأمم المعاصرة أتت في علم أسماء الرجال بمثل ما جاء به المسلمون في هذا العلم العظيم الذي يتناول أحوال خمسمئة ألف رجل وشؤونهم )). فعلم الحديث الشريف الذي شرف الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم ، فحملوا بكل أمانة ودقة أقواله وأفعاله وتقريراته ، وسيرته وشمائله وأوصافه ، ، متبعين بذلك قول نبيهم صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي وغيره قال: (نضر الله امرأ، سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ) لنتأمل الآن تدقيق المحدثين في كيفية رواية الحديث ، والصيغة التي نقل بها الحديث ، وقد يكون من أكبر علماء الأمة ثقة وعلما ، ومع ذلك لا يمنعهم ذلك من التمحيص في روايته ، ولنضرب على ذلك مثلا بالتابعي الجليل ، الحجة الثقة زيد بن أسلم رحمه الله ، قال عنه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : (زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ أَبُو عَبْدِ اللهِ العَدَوِيُّ العُمَرِيُّ ،الإِمَامُ، الحُجَّةُ، القُدْوَةُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ العَدَوِيُّ، العُمَرِيُّ، المَدَنِيُّ، الفَقِيْهُ.حَدَّثَ عَنْهُ: مَالِكُ بنُ أَنَسٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَهِشَامُ بنُ سَعْدٍ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَأَوْلاَدُه؛ أُسَامَةُ، وَعَبْدُ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بَنُو زَيْدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَقَالَ البُخَارِيُّ: كَانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ يَجْلِسُ إِلَى زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا يَجْلِسُ الرَّجُلُ إِلَى مَنْ يَنْفَعُه فِي دِيْنِه). وقال عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب : (قال أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن سعد والنسائي وابن خراش: ثقة ، وقال يعقوب بن شيبة ثقة من أهل الفقه والعلم وكان عالما بتفسير القرآن). كل رواياته كان فيها التصريح بالسماع ممن روى عنهم من الصحابة ، وقد روى عن ابن عمر رضي الله عنه أحاديث كثيرة سمعها منه مباشرة ، إلا حديثا واحدا رواه بصيغة العنعنة اي : عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :.. ، فهو سمع الحديث بوسيط بينهما ، ومع ذلك تعقبه العلماء وبينوه ، لأنه لم يصرح باسم ذلك الوسيط ، واعتبروه تدليساً بمصطلح علماء الحديث، وليس كما نستعمله في وقتنا الحاضر غشا وتزويرا وكذبا . ذكر الحافظ ابن حجر في كتابه ( تعريف أهْل التقديس ، بمراتب الموصوفين بالتدليس)، حديثا واحدا دلسه على ابن عمر ، فقال : (زيد بن أسلم العمري مولاهم ،روى عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في رد السلام بالإشارة، قال ابن عبيد : قلت لإنسان : سله أسمعه من ابن عمر ، فسأله فقال: أما إنه كلمني وكلمته )، وفي هذا الجواب إشعار بأن زيد بن اسلم لم يسمع هذا بخصوصه منه ، مع أنه مكثر عنه فيكون قد دلسه ) ، لأنه لم يسمعه من ابن عمر مشافهة ، ولكن للأسف المهندس علي منصور الكيالي الذي لا يفرق بين معنى التدليس في اصطلاح المحدثين ، والتدليس في اصطلاحنا المعاصر ، فحكم على زيد بن اسلم أنه من الكذابين الوضاعين بناء على ما ذكره ابن حجر ، مع أن علماء الأمة أجمعوا على أنه من الثقات ، وروايته موجودة في الكتب الستة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |