دلالة السنة والنظر الصحيح على أن الأنبياء عليهم السلام هم أفضل البشر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13797 - عددالزوار : 741824 )           »          القواعد العشر في تربية الأبناء : دليل الدكتور بكار للتنشئة الناجحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          لا يزال الذكاء الاصطناعي دولة مجهولة .. والمراهقون هم روادها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل الصحافة الرقمية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كتاب “الغرب نقيضًا للحضارة” .. رحلة جريئة لكشف زيف الحضارة الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أهمية السيرة النبوية في حياة المراهق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ثمرات الاستقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حتما.. إنه الرحيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تخريج حديث: لا تستنجوا بالروث، ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          زاد الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2428 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-06-2025, 12:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,988
الدولة : Egypt
افتراضي دلالة السنة والنظر الصحيح على أن الأنبياء عليهم السلام هم أفضل البشر

دلالة السنة والنظر الصحيح على أن الأنبياء عليهم السلام هم أفضل البشر

د. أحمد خضر حسنين الحسن


أولًا: من أدلة السنة النبوية على أن الأنبياء أفضل البشر ما يلي:
1- قوله صلى الله عليه وسلم لَما سُئل عن أشد الناس بلاءً، قال: (الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل)[1] ، وهذا صريح في أن الأنبياء أمثل البشر.

2- وقال صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر: (هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين)[2] ، وفي هذا الاستثناء الدليل على أن الأنبياء أفضل الأولين والآخرين.

3- وورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين)[3].

4- واستدل ابن تيمية رحمه الله على فضل الأنبياء على سائر الناس بحديث: (ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين، أفضل من أبي بكر الصديق)[4].

أما الإجماع فقد قال ابن تيمية رحمه الله: (وقد اتفق سلفُ الأمة وأئمتها وسائر أولياء الله تعالى على أن الأنبياء أفضل من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء)[5].

وقال: (الأنبياء أفضل الخلق باتفاق المسلمين، وبعدهم الصديقون، والشهداء، والصالحون)[6] ، وذكر رحمه الله أن تفضيل بعض الفِرق غير النبي على النبي مخالف لإجماع الأمة[7].

ثانيًا: دلالة النظر الصحيح:
فإن العقل يقضي بكون الأنبياء خيرَ الخلق وأفضلهم؛ لأنهم رُسل الله، والواسطة بينه وبين خلقه في تبليغهم شرعه ومراده من عباده، وشرف الرسول مِن شرف المرسل وشرف الرسالة، وهم المصطفون من عباد الله، اصطفاهم الله واختارهم واجتباهم، ولا يختار سبحانه من الخلق إلا أكرمهم عليه وأفضلهم عنده وأكملهم لديه؛ قال ابن القيم رحمه الله: (ويكفي في فضلهم وشرفهم أن الله سبحانه وتعالى اختصَّهم بوحيه، وجعلهم أُمناءَ على رسالته، وواسطة بينه وبين عباده، وخصهم بأنواع كراماته، فمنهم من اتخذه خليلًا، ومنهم من كلمه تكليمًا، ومنهم من رفعه مكانًا عليًّا على سائرهم درجات، ولم يجعل لعباده وصولًا إليه إلا من طريقهم، ولا دخولًا إلى جنته إلا خلفهم، ولم يُكرم أحدًا منهم بكرامة إلا على أيديهم، فهم أقربُ الخلق إليه وسيلة، وأرفعهم عنده درجة، وأحبهم إليه وأكرمهم عليه، وبالجملة فخيرُ الدنيا والآخرة إنما ناله العباد على أيديهم، وبهم عُرف الله، وبهم عُبد وأُطيع، وبهم حصلت محابُّه تعالى في الأرض)[8].

وأعلى منازل الخلق إنما تكون في تحقيق العبودية لله عز وجل، ولقد حقق الأنبياء عبوديتهم لله، فكانوا عباد الله المخلصين الذين بيَّن سبحانه أنهم هم الذين ينجون من السيئات التي يزيِّنها الشيطان؛ قال الشيطان - فيما حكاه الله عنه - ﴿ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر: 39- 40]، وقال: ﴿ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ[ص: 82]، وقد قال الله في حق يوسف عليه السلام: ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [ يوسف: 24].

فالأنبياء من المخلصين الذين أخلصهم الله واصطفاهم من خلقه، فحققوا العبودية له سبحانه، ولذلك نعتهم الله بالعبودية التي حقَّقوها، فكانوا خيرَ الخلق فيها وبها؛ قال سبحانه: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ: 45- 47]، وقال سبحانه: ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ[ص: 17]، وقال عن سليمان عليه السلام: ﴿ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص: 30]، وعن أيوب: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ[ص: 44]، وعن نوح عليه السلام: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا[ الإسراء: 30].

ونعت سبحانه خيرَ خلقه النبي الأمي محمدًا صلى الله عليه وسلم بالعبودية في المقامات الشريفة، فقال في معجزة الإسراء: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ [ الإسراء: 1]، وقال في مقام الدعوة: ﴿ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا [ الجن: 9].

وقال في مقام الوحي: ﴿ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى [ النجم: 10]، ولقد قام صلى الله عليه وسلم يصلي لله حتى تورَّمت قدماه، وتفطَّرتا، فقيل له: يا رسول الله، أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال صلى الله عليه وسلم: (أفلا أكون عبدًا شكورًا)[9].

فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد حقَّقوا العبودية لله، فهم أتَمُّ الخلق عبودية لله، ولذلك فهم أكمل الخلق وأفضلهم.

وقد اتضح من المبحثين السابقين أمران ظاهرا الدلالة على أفضلية الأنبياء على البشر، وهما:
أولًا: أن الأنبياء كانوا خيار أقوامهم قبل نبواتهم، فقد عصمهم الله عما يُصَغِّر أقدراهم.

ثانيًا: أن النبوة اختيار من الله واصطفاء لا تُبْلَغُ بكسب ولا بغيره، فجمع الله للأنبياء الفضل من أطرافه، ميَّزهم على خلقه مِن قبل النبوة، ثم زادهم فضلًا عليهم بالنبوة، فلا يبلغ أحد منزلتهم.

[1] رواه الترمذي وقال حسن صحيح ورواه أحمد في المسند وصححه أحمد شاكر.

[2] رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه.

[3] رواه البزار كما في مجمه الزوائد، وقال: رجاله ثقات، وصححه الإشبيلي في الأحكام الصغرى (905).

[4] ورواه أحمد في المسند وابن أبي عاصم في السنة.

[5] مجموع فتاوى ابن تيمية (11 /221).

[6] منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية (2 /417).

[7] مجموع فتاوى ابن تيمية (11 /364) .

[8] طريق الهجرتين وباب السعادتين؛ للعلامة ابن قيم الجوزية - (350) .

[9] رواه البخاري ومسلم.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.58 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]