التلخيص العاشر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4546 - عددالزوار : 1351231 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4968 - عددالزوار : 2079920 )           »          أنواع المراهقة، وكيفية التعمل مع المراهقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حكم من يعمل في مخبز يطفف في وزن الرغيف ويوفر الدقيق كل يوم ليبيعه. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أخذ سمسرة دون علم السمسار الآخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          زكاة الفطر.. مقدارها.. الصنف الذي تدفع منه.. توزيعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          Fasting is not accepted if one doesn’t pray (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيف تحفظ القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 18 )           »          لا يقبل الصيام مع تضييع الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          من ينال ثواب ليلة القدر وهل الحائض تنالها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > الحدث واخبار المسلمين في العالم > ملتقى الملل والنحل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الملل والنحل ملتقى يختص بعرض ما يحمل الآخرين من افكار ومعتقدات مخالفة للاسلام والنهج القويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-01-2010, 01:38 AM
أبو وليد22 أبو وليد22 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الكويت
الجنس :
المشاركات: 14
الدولة : Kuwait
افتراضي التلخيص العاشر



· متى ظهرت الأشاعرة ؟

ظهرت الأشعرية بعد سيطرة المعتزلة في القرن الثالث الهجري وهى في الأصل نسبة إلى أبي الحسن الأشعري ظهر بالبصرة وكان أول أمره ى مذهب المعتزلة ثم تركه واستقل عنهم ولقد أصبح الانتساب إلى الأشعري هو ما عليه أكثر الناس في البلدان الإسلامية وانتساب الأشاعرة إليه إنما هو بعد تركه للاعتزال وانتسابه إلى ابن كلاب وهي المرحلة الثانية من المراحل التي مر بها الأشعرية ولم يدم فيها إذ رجع إلى مذهب السلف ولكن بعض الأشاعرة ينتسبون إليه ولكن في مرحلته الثانية ومن انتسب إليه في مرحلته الثالثة فقد وافق السلف.
· من هو أبو الحسن الأشعري ؟

هو علي بن إسماعيل الأشعري ينتسب إلى أبي موسى الأشعرية وهو أحد علماء القرن الثالث تنتسب إليه الأشعري ولد في البصرة سنة 250 هـ وقيل سنة 270 هـ وتوفى سنة 330 هـ تعمق أولا في مذهب المعتزلة وتتلمذ على أبي علي الجبائي محمد بن عبد الوهاب أحد مشاهير المعتزلة إلا أن الله أراد له الخروج عن مذهبهم والدخول في مذهب أهل السنة والجماعة ومما يذكر عن سيرته أنه كان دائما يتململ من اختلاف الفرق في وقته وينظر فيها بعقل ثاقب فهداه الله إلى الحق واقتنع بما عليه السلف من اعتقاد مطابق لما جاء في القرآن والسنة النبوية فكان له موقف حاسم في ذلك. لقد كان الأشعري إماماً فذاً كثير التأليف واسع الإطلاع محببا إلى الناس ولهذا تجد أن كل طائفة تدعي نسبته إليها.
· ما هي عقيدة الأشعري ؟

علمنا فيما مضى أن الأشعري كان على مذهب المعتزلة ومن العارفين به وأنه أقام عليه مدة أربعين سنة ومما يذكره العلماء عن سيرته ورجوعه عن الاعتزال ومذهب ابن كلاب إلى المذهب الحق أنه مكث في بيته خمسة عشر يوما لا يخرج إلى الناس وفى نهايتها خرج في يوم جمعة وبعد أن انتهى من الصلاة صعد المنبر وقال مخاطبا من أمامه من جموع الناس أني تائب إلى الله ومقلع متصد للرد على المعتزلة مخرج لفضائحهم .فعقيدته بعد انضمامه لأهل الحق هي على قوله في كتابه باب في إبانة قول أهل الحق والسنة :
عقيدته كما بينها في كتابه " الإبانة": نقر بالله وملائكته وكتبه ورسوله وما جاء من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئا وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يتخذ صاحبه ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأن الله استوى على عرشه كما قال:" الرحمن على العرش استوى " ونثبت له أن له وجها وأن له يدين بلا كيف وأن له عينا بلا كيف وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالا وأن لله علما ونثبت له أيضاً السمع والبصر ولا ننفي ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج. وأن كلام الله غير مخلوق وإنه لم يخلق شيئا إلا وقد قال له: كن فيكون .
وإن الله وفق المؤمنين لطاعته ولطف بهم ونظر إليهم وأصلحهم وهداهم وأضل الكافرين ولم يهدهم ولم يلطف بهم بالإيمان كما زعم أهل الزيغ والطغيان.
وغيرها من عقيدة السلف رحمهم الله جميعا.ً
· من أشهر زعماء الأشعرية الذين ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري ؟

لقد انتسب إلى الأشعري جماعة من المشاهير كان لهم الباع الطويل في تحرر المذهب الذي ينتسبون إليه إلا إنهم لم يكونوا على طريقة أبي الحسن الأشعري والمتقدمين من أصحابه في إثبات الصفات. وهم :
- أبو بكر الباقلاني المتوفي سنة 403 هـ.
- البيضاوي المتوفي سنة 701 هـ.
- الشريف الجرجاني المتوفي سنة 816 هـ.
- الإمام الجويني (الأب)، وهو أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني والد إمام الحرمين المتوفى سنة 438 هـ.
- ابنه إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف المتوفى سنة 478 هـ. والجويني نسبة إلى بلدة في فارس تسمى " جوين" وقد سمي إمام الحرمين، لأنه مكث أربع سنوات ثم عرج على المدينة المنورة وكان يدرس فيهما ويناظر.
- الغزالي أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي الملقب حجة الإسلام توفى سنة 505 هـ وهو ينسب إلى طوس.
- أبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبد الكريم الشهرستاني ولد سنة 467 هـ وتوفى سنة 548 هـ.
- أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين الطبرستاني، الرازي المولد، الملقب فخر الدين، المعروف بابن الخطيب، الفقيه الشافعي.
وأما قدماء الأشاعرة الذين كانوا على مذهب أبي الحسن الأشعري في إثبات صفات الله تعالي فمنهم الباقلاني أبو بكر محمد بن الطيب والطبري أبو الحسن الطبري والباهلي أبو عبد الله بن مجاهد وهؤلاء مشوا على الطريقة السلفية في باب الصفات ولكن من جاء بعدهم ممن ينتسب إلى الأشعري تركوا طريقتهم وأولوا الصفات تأويلات باطلة ومنهم من رجع أخيراً إلى مذهب السلف وذموا ما كانوا عليه من الانحراف وهم بعض من قدمنا أسماءهم فيما يذكر عنهم عند وفاتهم.
· ما موقف الأشاعرة من صفات الله تعالى ؟

وقف الأشاعرة بالنسبة للإيمان بصفات الله تعالى موقفا مضطربا مملوءا بالتناقض ولم يتمكنوا من الدخول في المذهب السلفي كاملا إذ وافقوا السلف في جانب وخالفوهم في جانب آخر ونفس المسلك هذا أيضا تم مع مذهب المعتزلة فقد وافقوهم في جانب وخالفوهم في آخر.
فذهب الأشاعرة إلى تقسيم الصفات الإلهية إلى صفات نفسية راجعة إلى الذات أي إلى وجود الله تعالى ذاته وإلى صفات سلبية واختاروا لها خمسة أقسام وحدانية الله تعالى والبقاء والقدم ومخالفته عز وجل للحوادث وقيامه عز وجل بنفسه وسموها سلبية لأن كل صفة منها تسلب في إثباتها كل ما يضادها أو كل ما لا يليق بالله تعالى .كما يقسمون الصفات كذلك إلى سبعة أقسام يسمونها " صفات المعاني " وهى الحياة والعلم والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر وهذه الصفات يثبتونها لله تعالى صفات ذاتية لا تنفك عن الذات يؤمنون بها كما يليق بالله تعالى ويسمونها أحيانا الصفات الذاتية والوجودية.

وقد قسموا الصفات الثابتة لله تعالى إلى قسمين:
- صفات ذاتية: وهى التي لا تنفك عن ذات الله تعالى كالعلم والحياة والقدرة والسمع والبصر والإرادة والكلام.
- صفات فعلية: وهى التي تتعلق بمشيئته وقدرته بمعنى إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها كالاستواء على العرش والنزول والمجيء إلى أخره.
وبعض الصفات تجمع الأمرين فتكون ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار آخر مثل صفة الكلام فهي ذاتية باعتبار أن الله تعالى لم يزل ولا يزال يتكلم لا تنفك عن ذاته هذه الصفة وهى فعلية باعتبار أن الله يتكلم حسب مشيئته.
وأيضاً قسموا الصفات الثابتة لله تعالى إلى:
- صفات عقلية: ثبتت بالنص وبالعقل أيضاً كالعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة والبقاء والحياة والقدرة والوجود والوحدانية.
- صفات خبرية: وهى التي ثبتت بالخبر "السمع" دون النظر إلى ثبوتها بالعقل كالاستواء والنزول والوجه واليدين.
وهذه الصفات تشمل الصفات الفعلية الاختيارية المتعلقة بمشيئة الله تعالى كالنزول والاستواء والرضا والغضب والإتيان والمجيء والفرح والسخط.
وينبغي الحذر ممن يزعم أن الأشعري قد ترك المذهب السلفي ورجع عنه وكون مذهبا وسطا ليس هو على طريقة المعتزلة ولا هو على طريقة أهل السنة أصحاب الحديث وأن كتابه الإبانة كان على طريقة هؤلاء بينما اللمع هو آخر ما كتبه وقد استقر عليه كما يزعم هؤلاء.
وحينما يذهب الأشاعرة إلى إثبات السبع الصفات وهى الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة لله سبحانه وتعالى كما يليق به تعالى من أنه حي بحياة وعليم بعلم وقدير بقدرة وغيرها ثم يردون بقية الصفات الأخرى ويؤولونها تأويلات بعيدة عن حقيقتها إنما يسلكون مسلكا متناقضا لا مبرر له يلزمهم أن يثبتوا بقية الصفات الخبرية من الرحمة والغضب والفرح والضحك والمجيء والنزول لأنها ثابتة لله تعالى كما جاء في كتابه الكريم على ما يليق بالله تعالى دون أن يلحظ فيها المشابهة بخلقه لا في علمه ولا في رحمته فإن الذي يلحظ في إثبات صفة الفرح أو الرحمة بخلقه يلزمه أن يلحظ المماثلة بخلقه في إثبات السمع والبصر والحياة أيضاً وإلا كان تفريقا بلا دليل فيجب أن يثبتوا كل الصفات السمعية على حد سواء وأن ينزهوا بعد ذلك في كل صفة. وأما إجابتهم لمن نازعهم وألزمهم بالإلزام السابق بأن تلك الصفات السبع دل عليها العقل بخلاف ما عداها فهو قول غير صحيح وحجة غير مقبولة وهو قول في مقابلة النصوص وتقديم العقل على النقل ليس بتسليم للنصوص ورضا بها وإذعانا لله تعالى فيها.وقد وقعوا في التناقض حينما ينفون بعض الصفات على أساس أن إثباتها يستلزم مشابهة الله بخلقه لأن المخلوق هو الذي يوصف بتلك الصفات ولكنهم لا يجعلون هذه قاعدة عامة في إثبات السبع الصفات على ما يليق بالله حتى وإن وجد مفهوم الاشتراك فيها بين الله وبين خلقه فإن هذا الاشتراك لا يوجب المماثلة وقولهم إن الاشتراك في تلك الصفات لا يوجب المماثلة كلام صحيح لكنهم لا يجرونه في كل الصفات فلزمهم التناقض والتفريق بين المتماثلات ومن هنا ألزمهم المعتزلة أن ينفوا الصفات كلها.
وقد هدى الله السلف فآمنوا بكل ما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه سلم ونفوا عنه كل ما نفاه وأثبتوا له كل ما أثبته بلا تنطع ولا تأويلات باطلة وقولهم المأثور " هذه الصفة معلومة وكيفيتها مجهولة والسؤال عنها بدعة " .

· من هو مؤسس الماتريدية ؟

تنتسب هذه الطائفة إلى أحد علماء القرن الثالث الهجري وهو محمد بن محمد بن محمود المعروف بأي منصور الماتريدي ولد في ما تريد وهى من بلدان سمرقند فيما وراء النهر ولا يعرف سنة مولده وقد توفى سنة 333 هـ . تلقى علوم الفقه الحنفي والكلام على أحد كبار علماء ذلك العصر وهو نصر بن يحيى البلخي المتوفى سنة 368 هـ وغيره من كبار علماء الأحناف كأبي نصر العياض وأبي بكر أحمد الجوزجاني وأبي سليمان الجوزجاني حتى أصبح من كبار علماء الأحناف كانت له مناظرات ومجادلات عديدة مع المعتزلة في الأمور التي خالفهم فيها وقد اتحد في الهدف مع الأشعري في محاربة المعتزلة وكان معاصراً له وأما في العقائد فكان على اتفاق مع ما قرره أبو حنيفة في الجملة مع مخالفته في أمور وله مؤلفات كثيرة في مختلف الفنون منها بيان وهم المعتزلة / تأويلات أهل السنة / الدرر في أصول الدين / الرد على تهذيب الكعبي في الجدل / عقيدة الماتريدية / كتاب التوحيد وإثبات الصفات / كتاب الجدل / مأخذ الشرائع في أصول الفقه / المقالات. وكان يلقب فيما وراء النهر بإمام السنة وبإمام الهدى وقد وقف في وجه المعتزلة الذين كانوا فيما وراء النهر إلا أنه كان قريبا منهم في النظر إلى العقل ولم يغل فيه غلوهم بل اعتبره مصدرا أخر إضافة إلى المصدر الأساسي وهو النقل مع تقدم النقل على العقل عند الخلاف بينهما إلا أنه يعتبر معرفة الله واجبة بالعقل قبل ورود السمع وإن الله يعاقبه على عدم هذه المعرفة.
· ما أهم آراء الماتريدي ؟

1- لا يرى الماتريدي مسوغا للتقليد بل ذمه وأورد الأدلة العقلية والشرعية على فساده وعلى وجوب النظر والاستدلال.
2- يرى لزوم النظر والاستدلال في نظرية المعرفة وأنه لا سبيل إلى العلم إلا بالنظر وهو قريب من آراء المعتزلة.
3- يوافق في الاعتقاد في أسماء الله السلف ويرى أن أسماء الله توقيفية فلا نطلق على الله أي اسم إلا ما جاء به السمع إلا أنه يؤخذ على الماتريدية أنهم لم يفرقوا بين باب الإخبار عن الله وبين باب التسمية فأدخلوا في أسمائه ما ليس منها كالصانع والقديم والشيء، والسلف يخالفونهم في هذا.
4- يرى أن المؤمنين يرون ربهم والكفار لا يرونه ويخالف الأشعري في أن الماتريدي يرى أن الأدلة على إمكان رؤية الله تعالى عقلا غير ممكنة بينما يستدل عليها أبو الحسن الأشعري بالعقل إلا أنهم خالفوا السلف فنفوا المقابلة والجهة مطلقاً وذلك بسبب نفيهم عن الله علو الذات كما أن إثباتهم للرؤية ونفى الجهة والمقابلة فيه تناقض فإن الله تعالى يرى في جهة العلو.
5- هو أقرب ما يكون إلى السلف في سائر الصفات فهو يثبت الاستواء على العرش وبقية الصفات دون تأويل لها ولا تشبيه أي في الصفات التي تثبت عند الماتريدية بالعقل لكنهم يؤولون ما عداها.
6- في القضاء والقدر: هو وسط بين الجبر والاختيار فالإنسان فاعل مختار على الحقيقة لما يفعله ومكتسب له وهو خلق لله حيث يخلق للإنسان عندما يريد الفعل قدرة يتم بها وهذه القدرة يقسمها إلى قسمين:
- قدرة ممكنة: وهى ما يسميها لسلامة الآلات وصحة الأسباب.
- قدرة ميسرة: زائدة على القدرة الممكنة وهى التي يقدر الإنسان بها على الفعل المكلف به مع يسر تفضلاً من الله تعالى.
7- يقول الماتريدي بخلق أفعال العباد وهو يفرق بين تقدير المعاصي والشرور والقضاء بها وبين فعل المعاصي فالأول من الله والثاني من العبد بقدرته واختياره وقصده ويمنع أبو منصور من إضافة الشر إلى الله وهذا معروف عن السلف أما تقسيمه القدرة وجعل العبد فاعلاً باختياره وقصده وقدرته من وجه ولو كان الله هو الفاعل من وجه آخر فيه حيد عن مذهب السلف في ذلك.
8- في مسائل الإيمان: لا يقول بالمنزلة بين المنزلتين ولا يقول بخروج مرتكب الكبيرة عن الإسلام ويرى أن الإيمان هو التصديق بالقلب دون الإقرار باللسان ومن هنا يفترق الماتريدي عن السلف وعنده لا يجوز الاستثناء في الإيمان لأن الاستثناء يستعمل في موضع الشكوك والظنون وهو كفر وأهل السنة قالوا بجواز الاستثناء في الإيمان لأنه يقع على الأعمال لا على أصل الإيمان أو الشك في وجود الإيمان.
· ما المسائل التي اختلفوا فيها بين الماتريدي والأشعري ؟
1- مسألة القضاء والقدر: فقال الماتريدية إن القدر هو تحديد الله أزلاً كل شيء بحده الذي سيوجد به من نفع وما يحيط به من زمان ومكان. والقضاء الفعل عند التنفيذ. قال الأشاعرة إن القضاء هو الإرادة الأزلية المقتضية لنظام الموجودات على ترتيب خاص. والقدر تعلق تلك الإرادة بالأشياء في أوقاتها المخصوصة.أي أن الأشاعرة يرون أن المحبة والرضى والإرادة بمعني واحد بينما يرى الماتريدية أن الإرادة لا تستلزم الرضى والمحبة.
2- اختلفوا في أصل الإيمان: فذهب الماتريدية إلى أنه يجب على الناس معرفة ربهم ولو لم يبعث فيهم رسولا بينما ذهب الأشعرية إلى أن هذه المعرفة واجبة بالشرع لا بالفعل كما تعتقد الماتريدية وذهب الأشاعرة إلى عدم وجوب الإيمان وعدم تحريم الكفر قبل بعثه الرسل.
3- اختلفوا في صفة الكلام: فترى الماتريدية أن كلام الله لا يسمع وإنما يسمع ما هو عبارة عنه بينما يرى الأشاعرة جواز سماع كلام الله تعالى.
4- اختلفوا في زيادة الإيمان ونقصانه وشرطه.
5- اختلفوا في المتشابهات.
6- اختلفوا في النبوة هل يشترط فيها الذكورة فجعلها الماتريدية شرطاً ونفى ذلك الأشاعرة واحتج هذا الفريق بقوله تعالي:"وأوحينا إلى أم موسى" ورد الفريق الأول بأن الإيحاء هنا بمعناه الواسع وهو الإلهام.
7- اختلفوا في التكليف بما لا يطاق: فمنعه الماتريدية وجوزه الأشاعرة.
8- اختلفوا في الحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى: فأثبتتها الماتريدية ونفتها الأشاعرة.
9- اختلفوا في التحسين والتقبيح: فقال به الماتريدية وأن العقل يدركهما ومنع الأشاعرة ذلك قالوا إنما يتم التحسين والتقبيح بالشرع لا بالعقل.
10- اختلفوا في إيمان المقلد: فجوزته الماتريدية بينما منعه الأشاعرة واشترطوا أن يعرف المكلف كل مسألة بدليل قطعي عقلي .
11- اختلفوا في معنى كسب العباد لأفعالهم: بعد اتفاقهم جميعا على أن أفعال العباد كلها مخلوقة لله تعالى فعند الماتريدية يجب التفريق بين المؤثر في أصل الفعل والمؤثر في صفة الفعل فالمؤثر في صفة الفعل قدرة الله تعالى والمؤثر في صفة الفعل قدرة العبد وهو كسبه واختياره. وعند الأشاعرة إن أفعال العبد الاختيارية واقعة بقدرة الله وحدها وليس للعبد تأثير فيها بل أن الله يوجد في العبد قدرة واختياراً يفعل بهما إذا لم يوجد مانع فالفعل مخلوق لله والعبد مكتسب له.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-01-2010, 01:40 AM
أبو وليد22 أبو وليد22 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الكويت
الجنس :
المشاركات: 14
الدولة : Kuwait
افتراضي رد: التلخيص العاشر

· الإختلاف بين الماتريدية والمعتزلة ؟
1- اختلفوا في مصدر التلقي هل هو العقل أو النقل: فذهب المعتزلة إلى أنه العقل وتوسط الماتريدية فقالوا بالعقل فيما يتعلق بالإلهيات والنبوات وأما فيما يتعلق باليوم الآخر فمصدره السمع وسموا هذه المسائل بالسمعيات.
2- الأسماء: أسماء الله عند المعتزلة ثابتة ولكن بلا دلالة على الصفات فقالوا سميع بلا سمع بصير بلا بصر. وعند الماتريدية هي ثابتة بدلالاتها على الصفات الثابتة عندهم إلا اسم "الله" فليس له دلالة على شيء من الصفات وقولهم باطل لا معنى له.
3- الصفات: نفي المعتزلة جميع الصفات القائمة بذات الله تعالى بينما أثبت الماتريدية ثمان صفات العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام والتكوين.
4- القرآن: يعتقد المعتزلة أنه كلام الله محدث مخلوق ويعتقد الماتريدية أنه كلام الله غير مخلوق.
5- أفعال العباد: نفت المعتزلة خلق الله لها وإرادته لها وأثبتت الماتريدية أنها خلق لله تعالى.
6- الاستطاعة: نفي المعتزلة أن تكون مع الفعل بل هي قبلة بينما أثبتتها الماتريدية قبل الفعل ومع الفعل.
7- الجنة والنار: غير مخلوقتين ولا موجودتين الآن عند المعتزلة بل تنشأ في يوم القيامة وقالت الماتريدية بخلقهما الآن.
8- نفت المعتزلة كرامات الأولياء وأثبتتها الماتريدية.
9- الإيمان عند المعتزلة قول واعتقاد وعمل وعند الماتريدية هو التصديق بالقلب ومنهم من زاد الإقرار باللسان.
10- مرتكب الكبيرة في منزله بين المنزلتين عند المعتزلة في الدنيا وأما في الآخرة فهو في النار وعند الماتريدية هو مؤمن كامل الإيمان مع أنه فاسق بمعاصيه وفي الآخر هو تحت المشيئة.
وغيرها من المسائل التي يطول عنها الحديث.
· ما المسائل التي وافقت فيها الماتريدية المعتزلة ؟
1- القول بوجوب معرفة الله تعالى بالعقل.
2- الاستدلال على وجود الله بدليل الأعراض وحدوث الأجسام.
3- الاستدلال على وحدانية الله تعالى بدليل التمانع.
4- القول بعدم حجية خبر الآحاد في العقائد.
5- نفي الصفات الخبرية والاختيارية.
6- القول بعدم إمكان سماع كلام الله.
7- القول بالحكمة والتعليل في أفعال الله تعالى.
8- القول بالتحسين والتقبيح العقليين.
9- عدم جواز التكليف بما لا يطاق.
10- منع الاستثناء في الإيمان.
11- القول بأن معنى الإيمان والإسلام واحد .

· ما الرد على من قال الماتريدية تنهج منهج السلف ؟
أن فرقة الماتريدية لم تنهج منهج السلف فيما يتعلق بالأمور الاعتقادية وأن من وصفهم بأهل السنة أو العقدية السلفية فقد أخطأ.
· ما الأسس والقواعد التي قام عليها مذهب الماتريدية ؟
1- مصدرهم في التلقي في الإلهيات والنبوات هو العقل.
2- معرفة الله واجبة بالعقل قبل ورود السمع.
3- القول بالتحسين والتقبيح العقليين.
4- القول بالمجاز في اللغة والقرآن والحديث.
5- التأويل والتفويض.
6- القول بعدم حجية أحاديث الآحاد في العقائد.
· ما أهم آراء الماتريدية التي خالفوا فيها السلف ؟
1- خلاف الماتريدية في مفهوم توحيد الألوهية إذ هو عندهم بمعنى أن الله واحد في ذاته لا قسم له ولا جزء له واحد في صفاته لا شبيه له وأهل السنة يخالفونهم في هذا المفهوم لتوحيد الألوهية.
2- اعتمدت الماتريدية في إثبات وجود الله تعالي على دليل حدوث الأعراض والأجسام وهى طريقة باطلة لا اعتبار لها عند السلف.
3- يستدل الماتريدية على وحدانية الله تعالى بقوله عز وجل:" لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون " وهو ما يسميه البعض بدليل التمانع وقد خطأهم السلف في هذا المفهوم مع إقرار السلف بأن دليل التمانع صحيح في دلالته على امتناع صدور العالم عن إلهين لكن ليس هذا هو المقصود من الآية الكريمة.
4- وقف الماتريديون في باب الصفات على إثبات بعض الصفات دون غيرها فأثبتوا من الصفات القدرة والعلم والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والتكوين وذلك لدلالة العقل عليها عندهم وهم تحكم باطل وقد ألزمهم السلف بإثبات ما نفوه بنفس الدليل الذي أثبتوا به تلك الصفات الثمانية.
5- نفت الماتريدية جميع الصفات الخبرية الثابتة بالكتاب والسنة، لأن في إثباتها بزعمهم مخالفة للعقل الذي يرى في إثباتها ما يدعو إلى وصف الله تعالى بالتشبيه والتجسيم ولقد دحض السلف هذا المفهوم الباطل والاعتقاد الخاطئ.



· ما أهم المسائل التي اتفق عليها أهل الكلام من الأشعرية والماتريدية والمعتزلة والجهمية ؟

1 - تقديم العقل على النقل:

من المساوئ التي ابتلى بها بعض المنتسبين إلى الإسلام تقديس العقل واعتماده مصدراً أعلى من كلام خالق العقل ورأوا أنه إذا تعارض النقل والعقل في شيء فإن العقل هو المقدم ظانين أنه يوجد بالفعل تعارض بين العقل السليم والنص الصحيح حسب زعمهم ولهم حجج في تقديم العقل على النقل وهى:
- أن العقل هو الأصل والأساس للنقل وإلا لم يرد النقل.
- أن الدلالة العقلية قطعية بينما الدلالة النقلية ظنية.
- أن معرفة الله تعالى لا تنال إلا بحجة العقل وهى أصل وما عداها فرع.
- إن صدق الأنبياء في إخبارهم عن الله لا يتوقف على النقل بل يتوقف على العقل.
- ما ثبت بالتواتر وخالفه العقل إما أن يؤول أو يفوض، وما ثبت بأخبار الآحاد فإنه لا يقبل بأي حال في العقائد
· ما الرد عليهم ؟

حاول دعاة تقديم العقل على النقل من سرد المبررات إلا أن المحاولات والاحتجاجات التي قدموها غير مقبولة عند من وفقه الله لمعرفة دينة فالرد عليهم يكون بـ :
- لا يوجد تعارض بين العقل والنقل فإن النقل وهى النصوص الشرعية إذا صحت من كتاب الله عز وجل أو من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يعارضها العقل السليم الخالي عن الشهوات والبدع فإنه لا يمكن أن يحصل التعارض بين دليل عقلي قطعي وآخر نقلى قطعي أما إذا كان الدليلان ظنيين فإنه يقدم الراجح منهما سواء كان عقلياً أو نقلياً إن كان أحدهما ظنياً والآخر قطعياً فإنه يقدم الدليل القطعي بغض النظر عن كونه نقلياً أو عقلياً فالمزية إنما هي لكونه قطعياً لا لأجل لأنه عقلي.
أما ما ذهبوا إليه من إسقاطهم أخبار الآحاد في العقائد فهو من المساوئ التي وقع فيها هؤلاء كما زعموا أن المتواتر حتى وإن كان قطعي السند فهو غير قطعي الدلالة وذلك لأن الدلالة اللفظية لا تفيد اليقين حسب مفهومهم. وأخبار الآحاد بزعمهم لا تفيد العلم وهو من جملة أقوالهم البدعية العارية عن الأدلة الشرعية لا من الكتاب ولا من السنة ولا من أقوال علماء الأمة الذين يعتبر كلامهم في هذه القضية ذلك أن الحق هو قبول خبر الآحاد في باب الاعتقاد وفى غيره مادام ثابتاً قال تعالى: )يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ( ولولا أن خبر الواحد مقبول لما توجه الأمر بالتثبت فيما
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-01-2010, 01:41 AM
أبو وليد22 أبو وليد22 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الكويت
الجنس :
المشاركات: 14
الدولة : Kuwait
افتراضي رد: التلخيص العاشر

- يخبر به مما يحتاج إلى تثبيت خصوصاً إذا جاء من فاسق ومعناه أنه إذا كان غير فاسق فإن خبره يقبل وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتفي بخبر الواحد ويأمر بالاكتفاء به حيث كان يرسل الشخص الواحد إلى مجموعة من الناس ويأمره بتبليغ ما يأمره به ويطلب إلى الناس قبول ما يأمرهم به والانتهاء عما ينهاهم عنه. وكان السلف من الصحابة فمن بعدهم لا يشترطون لقبول رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمل به سوى عدالة الراوي وثقته وتقواه وكانوا إذا روى الثقة حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم تلقوه بالقبول والعمل، ولم يخطر في أذهانهم أنه خبر آحاد.
- إن الهداية لم تأتنا إلا عن طريق الوحي وعلى أيدي رسل الله الكرام فبأي مسوغ نترك طريق الهداية ونرجع إلى تقديم العقل فلو كان العقل يكفى للوصول إلى الحق مجرداً عن النقل لما عاش هؤلاء المعرضون عن الله في متاهات الكفر والضلال ولما احتجنا إلى الأنبياء فمن الإجرام أن نترك طريق الهداية واضحاً مشرقاً ثم نتعلل بتقديس العقل في مقابل نصوص الكتاب والسنة فالعقل حد إذا تجاوزه صاحبه انقلب إلى الجهل والخزعبلات.
- زعمهم أن الدلالة النقلية ظنية بينما الدلالة العقلية قطعية هذا كلام اخترعوه وأرادوا أن يؤصلوه وإلا فإن السلف من الصحابة فمن بعدهم كانوا يعتبرونها من وساوس الشيطان ومن نقص الإيمان وزعمهم هذا هو مثل زعمهم أن صدق الأنبياء إنما يتوقف على العقل ولو كان هذا صحيحاً لآمن قوم نوح وسائر أمم الأنبياء إذ إن لهم عقولاً ولما احتاجوا إلى سماع النقل منهم عن الله تعالى والواقع خلاف ذلك فإن كلام الأنبياء وإخبارهم عن الله تعالى هو في حد ذاته الطريق إلى الإيمان بالأنبياء، فكل رسول كان يأتي لقومه ويقول لهم:" إني رسول الله إليكم " ثم يخبرهم عن الله تعالى ويقول لهم في أنفسهم قولاً بليغاً دون التركيز على الأدلة العقلية فهي تأتى عرضاً ويستفاد منها كثيراً لكن ليست هي الدليل الوحيد على صدق الأنبياء فدلائل صدقهم كثيرة جداً.
فقارن بين مواقف هؤلاء ومواقف أهل الحق أهل السنة والجماعة الذين يسيرون وراء النصوص مستعملين عقولهم إلى الحد الذي تنتهي عنده، وبالتالي فالقائد هو النص إلى أن يصلوا إلى غاية ما يريدون أو يطلب منهم.
2-التأويل في مفاهيم الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة:

لقد جرت التأويلات الفاسدة فتناً عظيمة على الإسلام والمسلمين وأخرجت الكثير منهم عن عقيدتهم السليمة إلى عقائد ما أنزل الله بها من سلطان وهذا الذي أفسد الدنيا والدين وهكذا فعلت اليهود والنصارى في نصوص التوراة والإنجيل وحذرنا الله أن نفعل مثلهم وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية فهل قتل عثمان رضي الله عنه إلا بالتأويل الفاسد ولقد كثر الجدال والخصام بين أهل السنة من جانب وبين المخالفين لهم ممن تأثر بعلم الكلام والفلسفات من جانب آخر في قضية التأويل.
· ما المراد بالتأويل عند السلف وعند هؤلاء الفرق من الأشعرية والماتريدية والمعتزلة ؟
*عند السلف :

حقيقة التأويل في أساس إطلاقه يشمل أمرين:

- الأمر الأول: تطلق كلمة التأويل ويراد بها ما تؤول إليه حقيقة ذلك الشيء ومصيره وعاقبته.
- الأمر الثاني: تطلق هذه الكلمة ويراد بها معرفة ذلك الشيء ومفهم تفسيره وبيانه، سواء وافق ظاهره الصواب أو خالفه .
وقد ورد ذكر كلمة التأويل في القرآن الكريم في عدة آيات، قال تعالى:)ذلك خير وأحسن تأويلا ( (3) أي عاقبة التحاكم إلى الله ورسوله عند التنازع هو أحسن مآلاً وعاقبة وورد في السنة النبوية أيضاً استعمال التأويل بمعنى التفسير والمعرفة كما في دعائه صلى الله عليه وسلم لابن عباس بقوله: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)) أي فهمه معرفة الدين.
وهذه المعاني للتأويل هي التي كانت معروفة عند السلف قبل ظهور أهل الكلام والفلسفات العقيمة وقبل ظهور الخصام والجدال في معاني التأويل.
*عند المعتزلة والجهمية وغيرهم من فرق المتكلمين :
صرف اللفظ عن ظاهره وحقيقته إلى مجازه وما يخالف ظاهره وهذا هو الشائع في عرف المتأخرين من أهل الأصول والفقه ولهذا يقولون التأويل على خلاف الأصل والتأويل إلى دليل.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله انقسام التأويل إلى صحيح وباطل وأنه ينحصر في هذين القسمين وذكر أيضاً أن كل ما ورد من الروايات عن الصحابة وفيها ذكر التأويل أن المراد به حقيقة المعنى وما يئول إليه في الخارج أو المراد به وأن تأويلهم من جنس التأويل الذي يوافق الكتاب والسنة أو أن لهم وجهة نظر قوية لا تخرج عن الحق.
· اذكر أنواع التأويل الباطل ؟
1- ما لم يحتمله اللفظ بوضعه كتأويل قوله صلى الله عليه وسلم: ((حتى يضع رب العزة عليها رجله)) بأن الرجل جماعة من الناس فإن هذا لا يعرف في شيء من لغة العرب ألبته.
2- ما لم يحتمله اللفظ ببنيته الخاصة من تثنية أو جمع، وإن احتمله مفرداً كتأويل قول
)لما خلقت بيدي ( بالقدرة.
3- ما لم يحتمله سياقه وتركيبة وإن احتمله في غير ذلك السياق كتأويل قوله: )هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك ( بأن إتيان بعض آياته التي هي أمره وهذا يأباه السياق كل الإباء.
4- ما لم يؤلف استعماله في ذلك المعنى في لغة المخاطب وإن ألف في الاصطلاح الحادث وذكر أن هذا النوع لم يؤلف استعماله في لغة العرب ومثل لهذا بتأويل الجهمية والفلاسفة والمعتزلة لقول الله تعالى: )ثم استوى على العرش ( بأن المعنى أقبل على خلق العرش فإن هذا لا يعرف في لغة العرب بل ولا غيرها من الأمم أن من أقبل على الشيء يقال قد استوى عليه
5- ما ألف استعماله في ذلك المعنى لكن في غير التركيب الذي ورد به النص وهذا من أقبح الغلط والتلبيس ومثل لهذا بتأويل اليد بالنعمة والنظر إلى الله بانتظار الثواب.
6- كل تأويل يعود على أصل النص بالإبطال فهو باطل، كتأويل قوله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل)) بحمله على الأمة فإن هذا التأويل مع شدة مخالفته لظاهر اللفظ يرجع على أصل النص بالإبطال وهو قولة: ((فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها)) ومهر الأمة إنما هو للسيد فقالوا نحمله على المكاتبة وهذا يرجع على أصل النص بالإبطال .
· ما هو التأويل في عرف المتأخرين ؟
صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك فلا يكون معنى اللفظ الموافق لدلالة ظاهرة تأويلاً على اصطلاح هؤلاء فهم يريدون بالتأويل عدم إجراء النص على ظاهره والإتيان له بمعنى يحتمله ليتوافق مع تأويلهم الذي حرفوه عن معناه الصحيح وهذا هو التأويل الباطل. وقد رفض السلف تأويل الخلف بالمعنى الذي قرره هؤلاء لأنه تحريف للنصوص وإبعاد للمراد منها خصوصاً وأن تلك النصوص ظاهرة الدلالة لا خفاء فيها ولا احتمال فإن كل ما جاء في القرآن والسنة من الوضوح وتحديد المراد ما لا يحتمل التلاعب به ولا بمعاينة لأنه نزل على قوم أدركوا المراد به وآمنوا به وأطمأنت قلوبهم ولم يحتاجوا إلى التأويلات التي اخترعها زعماء التعطيل. فإنه على حسب مفهومهم ما من نص إلا وهو يحتمل التأويل وبالتالي فلا تتم الثقة بأي نص على ظاهره فإذا ورد النص بقول: )وجاء ربك (
قالوا جاء أمره إلى غير ذلك من تلك التأويلات استناداً إلى أن العقل هو الفاصل والمقدم على النقل، فلا حرج بعد ذلك أن تؤول نصوص الكتاب والسنة وأقوال السلف الذين يقتدي بهم على حسب ما تراه العقول.
3 – جهل أهل الكلام من الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتريدية بمعنى توحيد الألوهية:

التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات هذا هو تقسيم أهل السنة والجماعة لأنواع التوحيد وهذه الأنواع كانت معروفة بالبداهة عند السلف الصالح من الصحابة ومن تبعهم بإحسان حتى ولو لم يفصلوا هذا التفصيل في وقتهم. فتوحيد الألوهية يتعلق بإفراد الله عز وجل بالعبادة والخضوع والإنابة وحده جل وعلا والابتعاد عن الاشتراك مع الله آلهة أخرى وأما توحيد الربوبية فهم يعلمون أن الله هو رب كل شيء وملكية وهو خالق الخلق ورازقهم ومدبر أمورهم كلها. وأما توحيد الأسماء والصفات فلقد كانوا على معرفة بأن الله عز وجل من الصفات ما أخبر به عز وجل في كتابه الكريم وما أخبر به نبيه العظيم يؤمنون أن الله تعالى له ذات لا تشبه الذوات وله صفات الخلق إلا مجرد الاشتراك في التسمية.
وأما عند المتكلمون يقسمون التوحيد إلى ثلاثة أقسام أولاً:هو واحد في ذاته لا قسيم له ثانياً:واحد في صفاته لا شبيه له ثالثاً:واحد في أفعاله لا شريك له وأشهر هذه الأنواع عندهم هو الثالث وهو توحيد الفعال وهو أن خالق العالم واحد وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها ويظنون أن هذا هو معنى قولنا لا إله إلا الله حتى يجعلوا معنى الإلهية القدرة على الاختراع.فهؤلاء المتكلمون يجعلون أهم أنواع التوحيد هو توحيد الربوبية الذي لم يوجد فيه نزاع بين الأنبياء والأمم وأوجبهما معرفة وكانوا يعرفون أن معنى لا إله إلا الله نفى ألوهية أي كائن كان لا أصنامهم ولا غيرها مع الله تعالى ولهذا وقفوا في وجوه رسلهم شعارهم: )أجعل الآلهة إلها واحداً ( فكانوا في فهمهم وهم على شركهم أحسن من فهم علماء الكلام وهم يدعون الإسلام حينما قرروا أن معنى لا إله إلا الله لا قادر على الاختراع والخلق والإيجاد إلا الله وهو معنى باطل يرده كتاب الله وما جاء في سنة رسول الله عليه عامة أهل الحق فإن معنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله وحده. وهذه هي دعوة الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم كما قال تعالى: "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " فالإله هو الذي يستحق العبادة والخضوع له وهذا التفسير الحق وأما تفسير الإله بأنه القادر على الخلق فهو تفسير باطل.
4 – تعطيل النصوص عن مدلولاتها:

كل الطوائف المخالفة لأهل السنة والجماعة لم يلتزموا بالمفاهيم الواضحة للنصوص وكان حالهم فيها مثل حال من يفسر الواضح حتى يجعله غامضاً فهؤلاء تعمقوا في استخراج الحق الكامن خلف النصوص ثم خرجوا بعلم غزير لم يهتد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا من جاء بعدهم ولم يصرحوا بذلك لكن عباراتهم ومواقفهم تدل على هذا وقد كانوا أذكياء في عرض شبهاتهم وتأويلاتهم حيث جاءوا بزخرف من القول والدعاية واختيار الأسماء المنفرة لما لا يريدونه وإلقاء الأسماء التي ظاهرها يخدمهم فانخدع بذلك كثير من عوام المسلمين بل من طلاب العلم وسموا أنفسهم بأحسن الأسماء مثل أهل التوحيد وأهل العدل وأهل الاستقامة والفرقة الناجية وأهل السنة ومحققين وحكماء.وأيضاً أطلقوا على أهل السنة ألقاب منها أهل التشبيه والتجسيم والحشوية وخوارج ونوابت.
والله عز وجل يعلم أن أهل السنة براء من تلك الألقاب الظالمة فإن الذي يثبت لله ما أثبته لنفسه لا يجوز أن يسمي مشبها أو مجسما والذي يقول الله في السماء أي في جهة العلو المطلق وأن السماء ليست ظرفا له عز وجل وإنما المقصود جهة العلو بغير تحديد مكان لا يصح أن يسمى حشويا. والذي يأخذ بظواهر النصوص ويفهم معانيها فهما جيدا ويقول عن الكيفية لا علم بها لأن الله لم يخبرنا بذلك لا يصح أن يسمي خارجيا يقف على ظواهر النصوص دون فهم لمعانيها. والذي نبت على معرفة الحق وما جاء في كتاب الله وسنة نبيه لا يصح أن يسمي نابتا جديدا خارجا عن الحق إلى غير ذلك من الألقاب التي أطلقوها وهي لا تصح إلا فيهم.
إن تسلط علماء الخلف على النصوص وتحريفها عن معانيها الصحيحة لتوافق ما جاءوا به من عقائد ما أنزل الله بها من سلطان أمر معلوم لطلاب العلم فهؤلاء لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من تخبطات في فهم النصوص وبناء عقائدهم إلا على لوي أعناق النصوص وزخرف الأقاويل في تأويلها وإيراد الشبهات الكثيرة تحت اسم الأدلة القاطعة والبراهين الواضحة .
· ما هو اعتقاد السلف في الأسماء والصفات ؟
1- نثبت لله تعالى كل الأسماء الحسنى كما قال عز وجل:" ولله الأسماء الحسنى فادعوه وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون " .
2- نثبت له كل الصفات الواردة في القرآن الكريم.
3- نثبت أن لله في كل صفة المثل الأعلى والأكمل.
4- الإيمان بكل ما جاء من صفات الله تعالى إلى التفصيل الذي ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-01-2010, 01:41 AM
أبو وليد22 أبو وليد22 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
مكان الإقامة: الكويت
الجنس :
المشاركات: 14
الدولة : Kuwait
افتراضي رد: التلخيص العاشر

1- أن نثبت معاني كل أسماء الله وصفاته ونتوقف عن الخوض في كيفياتها لأن الله لم يخبرنا بذلك.
وأن نقول عبارة السلف " الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة ".

· اذكر دليل السلف على ثبوت صفات الله تعالى واذكر تأويل الخلف لها ؟
1- نفس الله :
دليل ثبوتها : قال تعالى"كتب ربكم على نفسه الرحمة" وقال أيضاً "ويحذركم الله نفسه "وقال صلى الله عليه وسلم: " يقول تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ...."إلى آخر الحديث فلله تعالى نفس لا تعرفكيفيتها ليست كأنفس البشر.
تأويل الخلف لها : زعموا أن الله لا يصح وصفه بذلك وإنما أضاف النفس إليه مثل إضافة سائر الخلق إليه وهو تعطيل لهذه النصوص .
2- علم الله :
دليل ثبوتها : قال تعالى" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مفاتح الغيب خمس: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب إذا وما تدري نفس بأي أرض تموت".
تأويل الخلف لها : يقولون إن الله هو العالم وينكرون أن لله علماً مضافاً إليه من صفات الذات فيثبتون الاسم وينكرون الصفة التي يدل عليها وهو تناقض فإنه لا يعقل عالم بلا علم.
3- عين الله :
دليل ثبوتها : قال تعالى {واصنع الفلك بأعيننا ووحينا} ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال "إنه أعور وإن الله ليس بأعور" .
تأويل الخلف لها : لا يثبتون هذه الصفة ويؤولونها بحجة أنها مرة جاءت بلفظ الإفراد ومرة بلفظ التثنية متجاهلين أنها أسلوب من أساليب العرب في لغتهم والسلف يثبتونها صفة ذاتية لله تعالى ولا يكيفونها والخلف أولوها بمعنى حفظ الله أو العلم وأن الحديث فيه تنزيه الله عز وجل عن أن يكون له صفة تشبه صفات خلقه وهذا
تأويل.
4- السمع والبصر :
دليل ثبوتها :قال تعالى" لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما رفعوا أصواتهم بالتكبير: ((يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنه سميع قريب))
تأويل الخلف لها : . ينفون إثبات السمع والبصر على أنهما صفتان على حقيقيتان لله تعالى ويزعمون أن إثباتهما يقتضى تشبيه الله بخلقه لأنه على حسب زعمهم لا يوجد خارج من يتصف بالسمع والبصر إلا المخلوقات والسلف يثبتونهما صفتان حقيقيتان لله عز وجل من غير تكييف لهما تمشياً مع الأدلة.
5- العلو :
دليل ثبوتها : علو الله أمر معلوم من الدين بالضرورة قال تعالى: { بل رفعه الله إليه } وقال تعالى: { أأمنتم من في السماء } عند أهل السنة كلمة السماء المراد بها مطلق العلو وتكون "في" بمعنى "على" قال تعالى: { يخافون ربهم من فوقهم }. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية : " أين الله؟ " قالت :في السماء .
تأويل الخلف لها : ينكر المعطلة صفة العلو ويزعمون أن الله في كل مكان بذاته وأولوا الفوقية أنها بمعنى فوقية القدر والعظمة وهو تعطيل للنصوص ورد لها وجحد للحق الثابت .


أسأل الله لي ولكم ولكل المسلمين الهداية والتوفيق

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 103.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 100.30 كيلو بايت... تم توفير 2.98 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]