التقوى شريان القلوب

[أملي في الله]

ما الإيمان في قلوب المؤمنين إلا شجرة تروى وتتزود بتقوى الله..

والتقوى نور للبصائروهداية للقلوب. . .،والقلوب التي لاتعرف تقوى ربها قلوب مستذلة بشهوات الدنيا محرومة من خيرالآخرة..،ولايدرك عظمة تقوى الله إلا أصحاب العقول الناضجة والأنفس الزكية..

{وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }البقرة الآية 197

وإذا كانت التقوى باب اليقين للقلوب فهى مفتاح العلم للأفئدة ، فكلما زاد تقوى القلب زاد علمه ونقص جهله..

{وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
البقرةالآية282

والتقوى لاتتوقف عند مجرد الخوف من الله والخشية من عظمته والبعد عن المحرمات والوقوف عند حدوده،ولكنها تنتقل إلى الجانب الإيجابي فتدفعه إلى الخير بل إلى التنافس في إصلاح ذات البين والدعوة إلى التعاون والحب ...أليس في كل هذا حياة للقلوب؟. . .

{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }
آل عمران الآية133

وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }
الأنفال الآية1

وسئل: علي -رضى الله عنه- عن التقوى فقال:

(التقوى الخوف من الجليل،والعمل بالتنزيل,والرضا بالقليل،والاستعداد ليوم الرحيل)

والتقوى للقلوب نور لها في حياتها وزاد لها عند ربها...،و بالتقوى ييسر الله لك أمور دنياك ويفهمك دينك.

{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }
الطلاق الآية 2 ،3

فهل تستوي قلوب تلقى الله مستبشرة بعملها سعيدة بلقاء ربها مع قلوب عاشت في العصيان وطغى عليها الران حتى صدأت كما يصدأ الحديد...إن الله أعد لأهل التقوى خيرا في الآخرة وبشرهم به في دنياهم.

{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}الذاريات
الآيات17،16،15

لقد جاء الرباط بين الصدق والتقوى. .وبين العمل الصالح والتقوى. . وبين الوفاء والتقوى. .وبين حسن التوكل على الله والتقوى.

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ* فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)

القمرالآيات55،54
فكأن التقوى..

روح كل القيم والمبادئ.

روح الخير والحب . .

بل روح تسري في القلوب.. لتعيد إليها الحياة بعد الموت،

والتذكر بعد الغفلة،

والرضا بعد السخط ،

والحب بعد العداوة..

إذن حقا

فالتقوى شريان الحياة في القلوب

.