الحديث الرابع من شرح الأربعين النووية .. الأعمال بالخواتيم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216141 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7834 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859693 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394032 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-02-2009, 11:54 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي الحديث الرابع من شرح الأربعين النووية .. الأعمال بالخواتيم





عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ،وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ. فَوَالله الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنََّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَايَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا) رواه البخاري ومسلم.
وهذا الحديث فيهذكر القدر وذكر جمع الخلق في رحم الأم.وهوأصل في باب القدر والخوف من السوابقوالخوف من الخواتيم، وكما قيل: قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم .

يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ( حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق )
حَدَّثَنَا حدث وأخبر في اللغة العربية بمعنى واحد، وهي كذلك عند قدماء المحدثين، لكن عند المتأخرين من صاروا يفرقون بين: (حدثنا) و (أخبرنا) وهذا في علم مصطلح الحديث
الصادق أي الصادق فيما أَخْبَر به أي في قوله المَصْدُوْقُ فيما أُخبِِر به، أي في ماجاء به من الوحي عن الله سبحانه وتعالىوالمصدوق: هو المصدَّق يعني الذي لا يقولشيئاً إلا صُدِّقَهفالمقصودبالصادق المصدوق تأكيد احترام مصداقية النبي صلى الله عليه وسلم الذي إذا أخبر بشيء صُدِّقه مهما كان لأن الكلام الآتي هو في امرغيبيفكما نصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيالأشياء الحاضرة والأعمال البينة الواضحة فكذلك يجب علينا أن نصدقه في الأمور الغيبية .

إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعينيوماً ...

يشير الحديث الىتطور خلق الإنسان في بطن أمهفالجنين يتقلب في مئة وعشرينيوماً في أربعة أطوار، في كل أربعين يوماً منها يكون في طور؛ فيكون في الأربعينالأولى نطفة.
فالطورالأول: طورالنطفة والنطفة المنيوأصلها الماء القليل وجمعها نطافوهي عند التقاء ماء الرجلبماء المرأة يجتمعان ليكونان التكوين الخلقي ، فالنطفة هي الماء حيث يبقى الحمل فيالشهر الأول وعشرة أيام من الشهر الثاني ماء أي يكون الجنين عبارة عن ماء .
ثم في الأربعينالثانية علقة.
فالطورالثاني :طور العلقةوهي قطعة من الدموتبقى أيضا أربعين يوما..انتقل الجنين هنا من ماء الىدم.

ثم في الأربعين الثالثةمضغة.
فالطورالثالث: طور المضغةوهي قطعة من اللحمتبقى أربعون يوماً .فالجنين انتقل من ماء الى دم الى قطعة لحم .
قال الله تعالى: {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب}يعني أباكم آدم {ثم من نطفة } يعني ذريته ، { ثم من علقة } وهو الدم الغليظ المتجمد ، وتلكالنطفة تصير دماً غليظاً)ثم من مضغةٍ( وهي لحمة) مُخَلَّقَةٍ وغير مُخَلَّقَة( [الحج:5]. قال ابن عباس مخلقة : أي تامة ، وغير مخلقة أي غير تامة بل ناقصة الخلق ، وقال مجاهد : مصورة وغير مصورة، يعني السقط .
ثمبعد المئة وعشرين يوماً يرسل اليه الملك الموكل بالأرحام فَيَنْفُخُ فِيْهِ الرُّوْحَ ، الروح ما به يحيا الجسم، وكيفية النفخ الله أعلم بها.
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح فأمره الله أن يقول: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)(الاسراء: الآية85) فالروح من أمر الله أي من شأنه، فهو الذي يخلقها عزّ وجل: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً)(الاسراء: الآية85) وقيل أن هذا فيه نوع من التوبيخ،كأنه قال:ما بقي عليكم من العلم إلاالروح حتى تسألوا عنها، ولهذا قال الخضر لموسى عليه السلام لما شرب الطائر من البحر: (ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر. أي أنه لم ينقص شيئاً).
وَيُؤْمَرُ أي الملك بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ والآمر هو الله عزّ وجل بِكْتبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ .
وفي رواية عن إبن مسعود رضي الله عنه أن النطفة إذا استقرت في الرحمأخذها الملك بكفه فقال أي رب ذكر أم أنثي شقي أم سعيد مالأجل مالأثر بأي أرض يموت ؟فيقال له أنطلق إلى أم الكتاب فإنك تجد قصة هذه النطفة فينطلق فيجد قصتها في أمالكتاب فستأكل رزقها وتطأ أثرها فإذا جاء أجلها قبضت فدفنت في المكان الذي قدر لها.
هو الذييصوَّرُكُم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيزُ الحكيمُ
رِزْقه الرزق هنا: ما ينتفع به الإنسان وهو نوعان: رزق يقوم به البدن، ورزق يقوم به الدين.
والرزق الذي يقوم به البدن: هو الأكل والشرب واللباس والمسكن والمركوب وما أشبه ذلك.
والرزق الذي يقوم به الدين:هو العلم والإيمان، وكلاهما مراد بهذا الحديث.
وَأَجَله أي مدة بقائه في هذه الدنيا، والناس يختلفون في الأجل اختلافاً متبايناً، فمن الناس من يموت حين الولادة، ومنهم من يعمر إلى مائة سنة من هذه الأمة ، أما من قبلنا من الأمم فيعمرون إلى أكثر من هذا، فلبث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً.
واختيار طول الأجل أو قصر الأجل ليس إلى البشر، وليس لصحة البدن وقوام البدن ،إذ قد يحصل الموت بحادث والإنسان أقوى ما يكون وأعز ما يكون، لكن الآجال تقديرها إلى الله عزّ وجل.
وهذا الأجل لا يتقدم لحظة ولا يتأخر، فإذا تم الأجل انتهت الحياة
وقال صلى الله عليه وسلم : إِنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا
وَعَمَله أي ما يكتسبه من الأعمال القولية والفعلية والقلبية، فمكتوب على الإنسان العمل .
وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ هذه النهاية، والسعيد هو الذي تم له الفرح والسرور، والشقي بالعكس، قال الله تعالى: (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ* فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ* خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ* وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) [هود:105-108] فالنهاية إما شقاء وإما سعادة ، فنسأله سبحانه أن يجعلنا من أهل السعادة.
هذه هي أطوارخلق الأنسان وقد دل عليها قوله تعالى (ولقد خلقنا الأنسان منسلالة من طين , ثم جعلنا ه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقةمضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقاآخر فتبارك الله أحسنالخالقين )
يقال أن ملكالموت عليه السلام دخل يوما على سليمان بن داود عليهما السلام فجعل يطيل النظر ويحدبصره الى رجل من ندمائه ثم خرج فقال ذلك النديم يا نبي الله إنه من كان ذلك الرجل؟قال إنه ملك الموت فقال يا نبي الله رأيته يطيل النظر إلي وأخاف أن يقبض روحيفخلصني من يده فقال وكيف اخلصك ؟ فقال تأمر الريح أن تحملني إلى بلاد الهند فلعلهيضل عني ولايجدني فأمر سليمان عليه السلام الريح ان تحمله في الساعة الى أقصى بلادالهند فحملته في الوقت والحال فقبض روحه وعاد ملك الموت ودخل على سليمان عليهالسلام فقال له سليمان : لأي سبب كنت تطيل النظر إلى ذلك الرجل ؟ قال كنت أتعجب منهلأني أمرت بقبض روحه بأرض الهند وهو بعيد عنها، إلى ان اتفق وحملته الريح الى هناككما قدر الله تعالى فقبضت روحه هناك.
فَوَاللهِ الَّذِيْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ هذه الجملة قيل إنها مدرجة من كلام ابن مسعود رضي الله عنه وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .
فَوَاللهِ الَّذِيْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ هذا قسم مؤكد بالتوحيد، القسم: فَوَاللهِ والتوكيد بالتوحيد: الَّذِيْ لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ أي لا إله حق غير الله، وإن كان توجد آلهة تعبد من دون الله لكنها ليست حقاً،كما قال الله عزّ وجل أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) (الانبياء:43) وقال عزّ وجل: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِل)(لقمان: الآية30).



__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-06-2011, 11:48 AM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث الرابع من شرح الأربعين النووية .. الأعمال بالخواتيم

إِنَّ أَحَدَكم لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ أي حتى يقرب أجله تماماً.
فيسبق عليه الكتابأي الذي سبق في العلم ، أو الذيسبق في اللوح المحفوظ ، أو الذي سبق في بطن الأم .كما ذكرنا في شرح مراتبالقدر.
ما الحكمة في ذلك ؟ وهل أنالله يخذل هذا العمل حيث يعمل بعمل أهل الجنة حتىما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهلالنار؟
إن الحكمة فيذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة إنما يعملبعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإلا فهو في الحقيقةذو طوية خبيثة ونية فاسدة،فتغلبهذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة .
وكما جاء في الحديث: إِنَّ أَحَدَكم لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أي بدنو أجله ، أي أنه قريب من الموت. فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فيدع العمل الأول الذي كان يعمله، وذلك لوجود دسيسة في قلبه ( والعياذ بالله) هوت به إلى هاوية.
فلايجوز أن يظن العبد بالله ظن السوء: فوالله ما من أحد يقبل على الله بصدق وإخلاص، ويعمل بعمل أهل الجنة إلا لم يخذله الله أبداً.
قال ابن حجرالهيتمي: إن خاتمة السوء تكون - والعياذ بالله - بسبب دسيسة باطنية للعبد، ولا يطلععليها الناس، وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خير خفية تغلب عليهآخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة.
فكلمة "فيمايبدو للناس" توضح المعنى الذي يرمي إليه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فيهذا الحديث وقرار الله في محكم تبيانه أنه لا يضيع عمل العاملين، وعلى ضوء هذهالرواية التي جاءت مقيدة بقيد "فيما يبدو للناس" ينبغي فهم الرواية الأخرى التيجاءت في حديث ابن مسعود، وذلك لأن القاعدة تقتضي بتفسير العام على ضوء الخاصوالمطلق على ضوء المقيد، لا العكس؟
والله تعالى يقول :فَمَنْ كَانَيَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْبِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا الكهف-110، ويقول عن أناس يعملون بأعمال أهل الجنة: ( َوقدمنا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْعَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)الفرقان-23، ومعنى الآيتين أن العمل الذي يدخل صاحبه الجنة لا يكفي أنيكون مما قد أحبه الله وأمر به، بل لابد معه من أن يكونالمقصود به وجه الله عز وجل، لا غيره من المنافع والمصالح الدنيوية المتنوعة،سواء أكان هذا الغير شريكاً في القصد مع الله أو هو المقصود وحده، كما هو شأنالمنافقين.
وهذا مصداق قول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولاإلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم) وأشار بأصبعه إلى صدره، وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم- ( إن الله طيب لا يقبل إلاطيباً).
وقال الله تعالىإن الذين آمنوا وعملوا الصالحاتإنا لا نُضَيِّع أجر مَن أحسن عملاً ).
كان رجل مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة من غزواته وكان هذا الرجل لا يدع شاذة ولا فاذة للعدو إلا قضى عليها، فتعجب الناس منه وقالوا: هذا الذي كسب المعركة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فعظم ذلك على الصحابة رضي الله عنهم كيف يكون هذا الرجل من أهل النار؟ فقال رجل: لألزمنه،أي أتابعه، فتابعه، فأصيب هذا الرجل الشجاع المقدام بسهم من العدو فجزع، فلما جزع سل سيفه (والعياذ بالله) ثم وضع ذبابة سيفه على صدره ومقبضه على الأرض، ثم اتّكأ عليه حتى خرج من ظهره، فقتل نفسه، فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره وقال: أشهد أنك رسول الله، قال: بِمَ قال: إن الرجل الذي قلت فيه إنه من أهل النار حصل منه كذا وكذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فِيْمَا يَبْدُو للِنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ .
وقصة الأصيرم من بني عبد الأشهل من الأنصار،كان منابذاً للدعوة الإسلامية عدواً لها، ولما خرج الناس إلى غزوة أحد ألقى الله تعالى في قلبه الإيمان فآمن وخرج في الجهاد وقتل شهيداً، فجاء الناس بعد المعركة يتفقدون قتلاهم وإذا الرجل، فقالوا: ما الذي جاء بك يا فلان، أجئت حدباً على قومك، أم رغبة في الإسلام، قال: بل رغبةفي الإسلام، ثم طلب منهم أن يقرؤوا على النبي صلى الله عليه وسلم السلام، فصار هذا ختامه أن قتل شهيداً مع أنه كان منابذاً للدعوة.
إذا يتضح منقوله صلى الله عليه وسلم(إن أحدكمليعمل بعمل أهل الجنة) الخ، أن فيالناس من تكون أعمالهم أعمال أهل الجنة ولكنهم ليسوا من أهلها، إذ تكون أعمالهممشوبة بنفاق أو برياء، وما أكثرهم في كل عصر، وأن في الناس من تكون أعمالهم منأعمال أهل النار، ولكنهم لن يكونوا من أهلها بسبب حالات قلبية خاصة تكون بينهم وبينربهم، كالانكسار والتذلل على أعتاب الله، والشعور المهيمن عليهم بسوء حالهم، وبسببأن ارتكابهم للأوزار ليس لاستكبار منهم على أوامر الله وشرعه، ولكن لضعف يهيمنعليهم.
وعلى هذا فكلمة"الكتاب"في قوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (فيسبق عليهالكتاب)تعني قضاء الله الذي هوعلمه وإرادته، والله يعلم ما سيؤول إليه حال كل من الصنفين اللذين تحدث عنهما وسببذلك، فلنعلم أيضاً أنه لا إشكال في أن يريد الله عز وجل أن يختم حياة الفريق الأولبالضلال والشقاء، وأن يختم حياة الفريق الثاني بالهداية والرشد، لأن إرادته جاءتعلى أعقاب السبب الذي مارسه كل من الفريقين بمحض اختيارهورغبته.
والقدر هو سر الله في خلقه لم يطلع عليهملك مقرب ولا نبي مرسل .
ومراتب القدرأربعة : العلم , الكتابة , المشيئة , الخلق.
وشرحناها مفصلا في شرح الحديث الثاني حديث جبريل عليه السلام
.
ان الله - جل وعلا - اعطى للانسان مشيئة وقدرة على الاختياروما من إنسان إلا وهو يشعر بهذه الحرية في الاختيار ،وبناء على هذه الحرية جاء التكليف الشرعي بوجوب الإيمان وحرمة الكفر ، فحين لا يؤمنالإنسان يكون هو الذي لا يريد الإيمان ، وحين يكفر يكون هو من أرادالكفر .ويقدر الانسان ان يفرق بين ما هو يقع بارادته وما هو خارج ارادته والرسول - صلىالله عليه وسلم - قال " اعملوا فكلميسر لما خلق له "فالله - عزوجل- جعل للمخلوقين المكلفين ارادة ومشيئة ولكنها تابعة لارادة الله ومشيئته(وما تشاءون الا ان يشاء الله ر بالعالمين )
ولا يجوزالاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي والسيئات فالله ربط الأسباب بمسبباتها ، فإذا أرادالعبد النبات قام بزراعة الأرض وريها ، و إذا أراد الجنة آمن وعمل صالحاً ، ولو قالالعبد أريد الجنة ولن أعمل صالحاً ، فإن كتب الله لي الجنة فسأدخلها ، عد كذلك منالجاهلين.
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30-06-2011, 11:49 AM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث الرابع من شرح الأربعين النووية .. الأعمال بالخواتيم

إذا الاحتجاجبالقدر على فعل المعاصي ، أو ترك الطاعات احتجاج باطل وقد دل على ذلك الشرع ، والعقل ، والواقع .
فمنالأدلة الشرعية :
1ـ قول الله- تعالى - : ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُمَا أَشْرَكْنَا وَلا ءَابَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْعِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاتَخْرُصُونَ) الأنعام/39 ، فهؤلاء المشركون احتجوا بالقدر على شركهم ، ولوكان احتجاجهم مقبولاً صحيحاً ما أذاقهم الله بأسه .
2- ولو كانالاحتجاج بالقدر صحيحاً لما كان هناك فائدة من بعثة الرسل وإنزال الكتب ، طالما أنكل إنسان مجبور على فعل ما يفعل ، ولكان للعباد حجة على ربهم ، حيث سيحتجون علىالله جلا وعلا في عدم إجابتهم الرسل بقولهم : أمرتنا بالإيمان وأجبرتنا على الكفر ،فكيف تحاسبنا على ما أجبرتنا عليه ، والله يقول مبينا الحكمة من بعثة الرسل(رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكونللناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيماً ) (النساء:165) . ففي الآية دلالة ظاهرة على بطلانالاحتجاج بالقدر .
3- ولو كانالاحتجاج به صحيحاً لاحتج به أهل النار عندما سئلوا ( ما سلككم في سقر )فأجابوا : ( لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ،وكنا نكذب بيوم الدين ) ( المدثر : 42-46 ) فلو كان الاحتجاج بالقدر صحيحا ، لقال أهل النار أجبرنا الله على فعلالكفر ثم عاقبنا عليه .
4- أن الله أمرالعبد ونهاه ، ولم يكلفه إلا ما يستطيع ، قال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/16 ، وقال سبحانه : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًاإِلا وُسْعَهَا )البقرة/286 فلوكان العبد مجبراً على الفعل لكان مكلفاً بما لا يستطيع الخلاص منه ، وهذا باطل .
5- أن القدر سرمكتوم ، لا يعلمه أحد من الخلق إلا بعد وقوعه ، وإرادة العبد لما يفعله سابقة لفعله، فتكون إرادته للفعل غير مبنية على علم بقدر الله ، فادعاؤه أن الله قدر عليه كذاوكذا ادعاء باطل لأنه ادعاءٌ لعلم الغيب ، والغيب لا يعلمه إلا الله ، فحجته إذاًداحضة إذ لا حجة للمرء فيما لا يعلمه
قال شيخ الإسلامابن تيمية ـ رحمه الله ـ : " وليس لأحد أن يحتج بالقدر على الذنب باتفاق المسلمين ،وسائر أهل الملل ، وسائر العقلاء ؛ فإن هذا لو كان مقبولاً لأمكن كل أحد أن يفعل مايخطر له من قتل النفوس وأخذ الأموال ، وسائر أنواع الفساد في الأرض ، ويحتج بالقدر. ونفس المحتج بالقدر إذا اعتدي عليه ، واحتج المعتدي بالقدر لم يقبل منه ، بل يتناقض، وتناقض القول يدل على فساده .
وقال أيضا رحمهالله ـ عن المحتجين بالقدر : " هؤلاء القوم إذا أصروا على هذا الاعتقاد كانوا أكفرمن اليهود والنصارى "
فالاحتجاج إنمايكون على المصائب ، لا المعائب ، " فالسعيد يستغفر من المعائب ، ويصبر على المصائب، كما قال تعالى : ( فَاصْبِرْإِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) والشقي يجزع عند المصائب ، ويحتج بالقدر على المعائب "
فما كان من فعلالعبد واختياره فإنه لا يصح له أن يحتج بالقدر ، وما كان خارجا عن اختياره وإرادتهفيصح له أن يحتج عليه بالقدر.
وقد نهانا رسولالله عن الاتكال على القدر ففى الحديث الذى رواه على بن ابى طالبان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " ما منكم من احد الا قد كتب مقعده من النار او من الجنه " فقال رجل من القوم : الا نتكل يا رسول الله ؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وقرأ (فأما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنىوكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)فالأمور التى بمقدورنا والتى نحن نختارها هى التى نحاسب عليها فمثلا لوقدم لنا طعام نافع وطعام ضار فأنفسنا تميل للنافع وتنفر من الضار، كذلك امور الدينفارادة فعل الخيرات وترك المنكرات مبنيه على ان الانسان يدرك ويلاحظ ان يفعل الخيربمراده الذى اعطاه الله اياه فأفعال العباد التى يفعلونها هىالقدر الاختيارى، اذا الجوانب المخير بها الانسان هى التى يحاسب عليها الانسان أماالأمور التى خارج ارادتنا وخارج قدرتنا لا نحاسبعليها...

س / بعض الناس يسالون هل الأنسان مسير أم مخير ؟
ج / نقولالانسان مخير من جوانب ومسير من جوانب اخرى فالجوانب المسير بها هي التي لاارادة لهبها ولا مشيئة ولاقدرة مثل حركة الدم والقلب والمشاعر والاحاسيس هذه أمور لااراديةكذلك المرض السقوط الرعشة مثلا وهذه هو القدر المسير .
ويذكران امير المؤمنين عمر بن الخطاب اتى اليه بسارق قد استحق إقامة الحد فأمر عمر بقطعيده فقال الرجل : مهلا يا امير المؤمنين فانما سرقت بقدر الله فقال عمر : ونحن انمانقطع بقدر الله ، فأمر السرقه امر اختيارى فهو اختار ان يسرق ، اذا الله - عز وجل - اعطى للعبد اختيارا واعطاه مشيئه وقدره ولكن فى نفس الوقت جعل الله مشيئة العبد تحتمشيئته ..
اذا نتعامل مع اقدار الله فى الحياه من جانبين :-
الأول : نتوكل علىالله من جميع امورنا مع الأخذ بالأسباب كما وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطير فقال" لو توكلتم على اللهحق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا " . فالطالب مثلا لا يمكن ان ينجح اذا لم يأخذ بالأسبابمن بذل الجهد والتعب والتحضير ثم يتوكل على الله بالثمره والنتيجه كذلك المريض يأخذالدواء ثم يتوكل على الله .
اذا التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب يعملان جنباالى جنب مع بعض ويقال فى قصة الرجل صاحب الابل انه عندما جاء ليصلى فقال يا رسولالله أتوكل على الله واتركها فقال الرسول" اعقلها وتوكل "...
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30-06-2011, 11:50 AM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث الرابع من شرح الأربعين النووية .. الأعمال بالخواتيم

الدروسالمستفاده من هذا الحديث
ا- نلاحظ ان هذاالحديث جامع لجميع احوال الشخص ففيه بيان حال المبدأ وهو خلقه في بطن أمه، في أربعة أطوار.والمعاد وهى الشقاوهاو السعاده وما بينهما وهو الأجل وما يتصرف فيه وهو الرزق وفيه دلاله على ان التوبههادمه لما سلف وان جميع الأمور بقضاء اللهوقدره..
2- حسن أسلوب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،وهو كلماته كأنما تخرج من مشكاة النبوة، كلمات عذبة مهذبة، كما في الأثر المروي عنه: من سرّه أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن إلى آخر الأثر كأنما يخرج من مشكاة النبوّة.
3- حكمة الله عزّ وجل في أطوار الجنين من النطفة إلى العلقة.

4-أن الجنين قبل أربعة أشهر لا يحكم بأنه إنسان حي، وبناء على ذلك لوسقط قبل تمامأربعة أشهر فإنه لايغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، لأنه لم يكن إنساناً بعد ولله تعالى أعلى وأعلم .وبعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الإنسانالحي، فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسلويكفن ويصلى عليه كما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر.
5- أن للأرحام ملكاً موكلاً بهالقوله: فيبعث إليه الملكأي الملك الموكل بالأرحام.وأن الملائكة عليهم السلام عبيد يؤمرون وينهون، لقوله: فَيُؤمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ والآمرُ له هو الله عزّ وجل.
6- أن الروح في الجسد تنفخ نفخاً ولكن لا نعلم الكيفية، وهذا كقوله تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا)(التحريم: الآية12)
لكن لا ندري كيف هذا؟ لأن هذا من أمور الغيب.
7- أن أحوالالإنسان تكتب عليه وهو في بطن أمه .. رزقه .. عمله .. أجله .. شقيأم سعيد، وبيان حكمة اللهعزوجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب لا يتقدم ولايتأخر.
8- عناية الله تعالى بالخلق حيث وكل بهم وهم في بطون أمهاتهم ملائكة يعتنون بهم، ووكل بهم ملائكة إذا خرجوا إلى الدنيا، وملائكة إذا ماتوا، كل هذا دليل على عناية الله تعالى بنا.
9- في الحديث دليل على عدم القطع بدخول الجنة أو النار ، وإن كان قد عمل كلأنواع البر ، أو عمل كل أنواع الفسق ، وعلى أن الشخص لا يتكل على عمله ولا يعجب بهلأنه لا يدري ما الخاتمة .
10- ان الاعمالبالخواتيم وان الثمره بالخواتيم فعلىالإنسان أن يكون على خوف ورهبة، لأن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أخبرإن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينهاإلاذراع فيسبق عليه الكتاب فيعملبعمل أهل النار فيدخلها ,ومن لطفالله - جل وعلا- ان انقلاب الناس من الخير الى الشر نادر ..

11- أن الإنسان لا يدري ماذا كتب له، ولذلك أمر بالسعي لتحصيل ما ينفعه، وهذا أمر مسلّم، فكلنا لا يدري ما كتب له، ولكننا مأمورون أن نسعى لتحصيل ما ينفعنا وأن ندع ما يضرنا.
12ينبغي لنا أن نسألالله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة ونسعيذ بالله تعالى من سوء الخاتمة وشرالعاقبة.
13- عدم الأتكالعلى العمل ,والدعاء بإن يثبت الله قلوبنا على دينه وعلى طاعته ، وان نعيش بين الخوف والرجاء نرجو ثوابالله ونخاف عقاب الله ، وقد ذكرابن القيم - رحمه الله - ان عمل الانسان فى هذه الحياه يكون كالطائر لهرأس وجناحان فالرأس هو محبة الله والجناحان الرجاء والخوف .
14- علينا تحديدالهدف فاذا حددنا الهدف فى حياتنا استطعنا ان نعمل للنتيجه التى تحقق لنا ذلك الهدفولذلك قال صلى الله عليه وسلم " إنأحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتابفيعمل بعمل أهل النار فيدخلها , وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينهوبينها إلا ذراع , فيسبع عليه الكتاب , فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " .

15- أن نهايةبني آدم أحد أمرين:
إما الشقاء وإما السعادة، قال الله تعال: (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ)(هود: الآية105)
وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ )(التغابن: الآية2)
نسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من أهل السعادة إنه سميع قريب.
هناك بعض المسائل التربويه التى ينميها هذا الحديث بأنفسنا من بينها :-
1.الشعور بعظمة الله , كيف خلق الله الانسان بهذه الأطوار , ان هذا لاشكانه خلق عظيم يربي في نفوسنا تعظيم الله جلا وعلا ومن ثم تعظيمشعائره..
2. الراحه النفسيه والطمأنينه القلبيه فى مسأله الرزق ، فالرزق ثابت قدكتبه منذ نفخ الروح ( وفى السماء رزقكم وما توعدون.)
قال ( الحسن البصرى ) رحمة الله : عَلِمتُ أنْ رزقى لايأخذه غيري فاطمئن قلبي , عَلِمتُ أنْ عملى لا يقوم به غيرى فشُغِلْتُ به وحديعَلِمتُ أنْ الله مطَّلِعٌ عليَّ فاستحيت أن يراني على معصية , علمت أن الموتينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي .
وآخر دعوانا أنالحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلامعلى أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبهأجمعين
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 118.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 115.12 كيلو بايت... تم توفير 3.12 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]