ابي قدامة .. والغلام (وصية مجاهد) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         في آخر الزمان تصبح السنة بدعة والبدعة سنة (اخر مشاركة : عبد العليم عثماني - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4961 - عددالزوار : 2066799 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 339507 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4537 - عددالزوار : 1335724 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 156415 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92463 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14123 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53342 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 47003 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15454 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2009, 02:20 AM
xxlola2010xx xxlola2010xx غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
مكان الإقامة: october
الجنس :
المشاركات: 54
افتراضي ابي قدامة .. والغلام (وصية مجاهد)

ابي قدامة .. والغلام
(
وصية مجاهد)

كان بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلمرجل يقال له أبو قدامة الشامي، وكان قد حبب الله إليه الجهاد في سبيل الله والغزوإلى بلاد الروم،

فجلس يوماً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع أصحابه، فقالوا له: يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيت في الجهاد؟
فقال أبوقدامة:نعم إني دخلت في بعض السنين الرقة أطلب جملاً أشتريه ليحمل السلاح، فبينما أنا يوماً جالساً إذ دخلت علي امرأة فقالت:يا أبا قدامة سمعتك وأنت تحدث عن الجهاد وتحث عليه وقد رُزقتُ منالشَّعر ما لم يُرزقه غيري من النساء، وقد قصعته وأصلحت منه شكالاً للفرس وعفرتهبالتراب كي لا ينظر إليه أحد، وقد أحببت أن تأخذه معك فإذا صرتَ في بلاد الكفاروجالت الأبطال ورُميت النبال وجُردت السيوف وشُرعت الأسنّة، فإن احتجت إليه وإلا فادفعه إلى من يحتاج إليه ليحضر شعري ويصيبه الغبار في سبيل الله، فأنا امرأة أرملة كان لي زوج وعصبة كلهم قُتلوا في سبيل الله ولو كان عليّ جهاد لجاهدت.
وناولتني الشكال... وقالت: اعلم يا أباقدامة أن زوجي لما قُتل خلف لي غلاماً من أحسن الشباب وقد تعلم القرآن والفروسيةوالرمي على القوس وهو قوام بالليل صوام بالنهار وله من العمر خمس عشرة سنة وهو غائب في ضيعة خلفها له أبوه فلعله يقدم قبل مسيرك فأوجهه معك هدية إلى الله عز وجل وأناأسألك بحرمة الإسلام، لا تحرمني ما طلبت من الثواب.
فأخذت الشكال منهافإذا هو مظفور من شعرها... فقالت: ألقه في بعض رحالك وأناأنظر إليه ليطمئن قلبي. فطرحته في رحلي وخرجتُ من الرقة ومعي أصحابي، فلما صرنا عند حصن مسلمة بن عبدالملك إذا بفارس يهتف من ورائي: يا أبا قدامة قف علي قليلاً يرحمك الله،فوقفت وقلت لأصحابي تقدموا أنتم حتى أنظر من هذا،وإذا أنا بفارس قد دنا مني وعانقني وقال:الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتكولم يردني خائباً.قلت للصبي: أسفر لي عن وجهك، فإن كان يلزم مثلك غزو أمرتك بالمسير، وإن لم يلزمك غزو رددتك،فأسفر عن وجهه فإذابه غلام كأنه القمر ليلة البدر وعليه آثار النعمة.

قلت للصبي:ألك والد؟
قال: لا بل أنا خارجمعك أطلب ثأر والدي لأنه استشهد فلعل الله يرزقني الشهادة كما رزق أبي.
قلت للصبي: ألك والدة؟
قال: نعم.
قلت: اذهب إليها فاستأذنهافإن أذنت وإلا فأقم عندها فإن طاعتك لها أفضل من الجهاد، لأن الجنة تحت ظلال السيوفوتحت أقدام الأمهات.قال:يا أبا قدامة أماتعرفني
قلت: لا.

قال:أنا ابن صاحبة الوديعة، ما أسرع ما نسيت وصية أمي صاحبة الشكال،وأنا إن شاء الله الشهيد ابن الشهيد، سألتك بالله لا تحرمني الغزو معك في سبيل الله، فإني حافظ لكتاب الله عارف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عارف بالفروسيةوالرمي وما خلفت ورائي أفرس مني فلا تحقرني لصغر سني وإن أمي قد أقسمت علي أن لاأرجع، وقالت:يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهمالدبر وهب نفسك لله واطلب مجاورة الله تعالى ومجاورة أبيك مع إخوانك الصالحين فيالجنة فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيّ فإنه قد بلغني أن الشهيد يشفع في سبعين منأهله وسبعين من جيرانه، ثم ضمتني إلى صدرها ورفعت رأسها إلى السماءوقالت: إلهي وسيدي ومولاي هذا ولدي وريحانة قلبي وثمرة فؤادي سلمتهإليك فقربه من أبيه.
فلما سمعت كلام الغلام بكيت بكاءاً شديداً أسفاً علىحسنه وجمال شبابه ورحمة لقلب والدته وتعجباً من صبرها عنه.
فقال:يا عم مم بكاؤك؟ إن كنت تبكي لصغر سني فإن الله يعذب من هو أصغرمني إذا عصاه.
قلت: لم أبك لصغر سنك ولكن أبكي لقلبوالدتك كيف تكون بعدك.

وسرنا ونزلنا تلك الليلة فلما كان الغداةرحلنا والغلام لا يفتر من ذكر الله تعالى، فتأملته فإذا هو أفرس منا إذا ركبوخادمنا إذا نزلنا منزلاً، وصار كلما سرنا يقوى عزمه ويزداد نشاطه ويصفو قلبه وتظهرعلامات الفرح عليه.

فلم نزل سائرين حتى أشرفنا على ديار المشركين عند غروبالشمس فنزلنا فجلس الغلام يطبخ لنا طعاماً لإفطارنا وكنا صياماً، فغلبه النعاس فنامنومة طويلة فبينما هو نائم إذ تبسم في نومه فقلت لأصحابيألاترون إلى ضحك هذا الغلام في نومه،فلما استيقظ قلت:بني رأيتك الساعة ضاحكاً مبتسماً في منامك
قال: رأيت رؤيا فأعجبتني وأضحكتني.
قلت: ما هي.


قال: رأيت كأني فيروضة خضراء أنيقة فبينما أنا أجول فيها إذ رأيت قصراً من فضة شُرفه من الدروالجواهر، وأبوابه من الذهب وستوره مرخية، وإذا جواري يرفعن الستور وجوههن كالأقمارفلما رأينني قلن لي: مرحباً بك فأردت أن أمد يدي إلى إحداهن فقالت: لا تعجل ما آن لك،ثم سمعت بعضهن يقول لبعض هذا زوج المرضية،وقلن ليتقدم يرحمك الله فتقدمت أمامي فإذافي أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر قوامه من الفضةالبيضاء عليه جارية وجهها كأنه الشمس لولا أن الله ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي منحسن الغرفة وبهاء الجارية.

فلما رأتني الجارية قالت:مرحباً وأهلاً وسهلاً يا ولي الله وحبيبه أنت لي وأنا لك فأردت أن أضمها إلى صدري فقالت: مهلاً، لا تعجل، فإنك بعيد من الخنا، وإن الميعاد بيني وبينك غداً بعد صلاة الظهر فأبشر.
قال أبو قدامة:قلت له: رأيت خيراً، وخيراً يكون. ثم بتنا متعجبين من منامالغلام، فلما أصبحنا تبادرنا فركبنا خيولنا فإذا المنادي ينادي: يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري، انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا. فما كان إلا ساعة، وإذا جيش الكفرخذله الله قد أقبل كالجراد المنتشر، فكان أول من حمل منّا فيهم الغلام فبدد شملهم وفرق جمعهم وغاص في وسطهم، فقتل منهم رجالاً وجندل أبطالاً فلما رأيته كذلك لحقته فأخذت بعنان فرسه وقلت:يا بني ارجع فأنت صبي ولا تعرف خدعالحرب.
فقال: يا عم ألم تسمع قول اللهتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ } [الأنفال: 15]،أتريد أن أدخل النار؟
فبينما هو يكلمني إذحمل علينا المشركون حملة رجل واحد، حالوا بيني وبين الغلام ومنعوني منه واشتغل كل واحد منا بنفسه.

وقُتل خلق كثير من المسلمين، فلما افترق الجمعان إذ القتلىلا يحُصون عدداً فجعلت أجول بفرسي بين القتلى ودماؤهم تسيل على الأرض ووجوههم لاتعرف من كثرة الغبار والدماء، فبينما أنا أجول بين القتلى وإذا أنا بالغلام بين سنابك الخيل قد علاه التراب وهو يتقلب في دمه ويقول:يامعشر المسلمين، بالله ابعثوا لي عمي أبا قدامةفأقبلت عليه عندما سمعت صياحه فلم أعرف وجهه لكثرة الدماء والغبار ودوس الدواب فقلت: أناأبو قدامة.قال:يا عم صدقت الرؤيا ورب الكعبة أناابن صاحبة الشكال،فعندها رميت بنفسي عليه فقبلت بين عينيه ومسحت التراب والدم عن محاسنه وقلت: يا بني لا تنس عمك أبا قدامة في شفاعتك يوم القيامة.

فقال:مثلك لا يُنسى لا تمسح وجهي بثوبك ثوبي أحق به من ثوبك، دعه يا عم ألقى الله تعالى به، يا عم هذه الحوراء التي وصفتها لك قائمة على رأسي تنتظر خروج روحي وتقول لي عجّل فأنا مشتاقة إليك، بالله يا عم إن ردّك الله سالماً فتحمل ثيابي هذه المضمخة بالدم لوالدتي المسكينة الثكلاء الحزينة وتسلمها إليها لتعلم أني لم أضيع وصيتها ولم أجبن عند لقاء المشركين، واقرأ مني السلام عليها، وقل لها أن الله قد قبلا لهدية التي أهديتها، ولي يا عم أخت صغيرة لها من العمر عشر سنين كنت كلما دخلت استقبلتني تسلم علي، وإذا خرجتُ تكون آخر من يودعني عند مخرجي، وقد قالت لي باللهيا أخي لا تبطء عنّا فإذا لقيتَها فاقرأ عليها مني السلام وقل لها يقول لك أخوك: الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة، ثم تبسم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده وأشهد أن محمداً عبده ورسوله هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، ثم خرجت روحه فكفناه في ثيابه ووريناه رضي الله عنه وعن ابه.

فلما رجعنا من غزوتنا تلك ودخلنا الرقة لم تكن لي همة إلا دار أمالغلام، فإذا جارية تشبه الغلام في حسنه وجماله وهي قائمة بالباب وتقول لكل من مربها: يا عم من أين جئت فيقول من الغزو، فتقول: أما رجع معكم أخي فيقولون لا نعرفه، فلما سمعتهاتقدمت إليها فقالت لي: يا عم من أين جئت،قلت:من الغزو قالت: أما رجع معكم أخي ثم بكت وقالت ما أبالي، يرجعون وأخي لم يرجع فغلبتني العبرة، ثم قلت لها:يا جارية قولي لصاحبة البيت أنا أبا قدامة على الباب،فسمعت المرأة كلامي فخرجت وتغير لونها فسلمت عليها فردت السلام وقالت:أمبشراً جئت أم معزياً.
قلت:بيّني لي البشارة من التعزية رحمك الله.

قالت:إن كان ولدي رجع سالماً فأنتمعز، وإن كان قُتل في سبيل الله فأنت مبشر.
فقلت: أبشري. فقد قُبلت هديتك
فبكت وقالت: الحمد لله الذي جعله ذخيرة يوم القيامة،قلت فما فعلت الجارية أخت الغلام.
قالت: هي التي تكلمك الساعة فتقدمت إلي فقلت لها إن أخاك يسلم عليك ويقول لك: الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة،فصرخت ووقعت على وجهها مغشياً عليها، فحركتها بعد ساعة، فإذا هي ميتة فتعجبت من ذلك ثم سلمت ثياب الغلام التي كانت معي لأمه وودعتها وانصرفت حزيناًعلى الغلام والجارية ومتعجباً من صبر أمهما..


منقوووووووووووووول
__________________
البطاقه الشخصيه

الأسم: إنسان يأسف على أمس و يأمل في الغد

العمر: لا يعرف الأعمار الا الله عزوجل

المؤهل: لا زلت طالب في مدرسة الحياة .. مبدئي ( من ظن انه قد علم ... فقد جهل)

الوظيفه: أبن لكل من هو اكبر مني ... و أخ لمن هم في سني .... وأب لمن هو اصغر مني.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-05-2009, 12:48 PM
الصورة الرمزية إكرام أحمد
إكرام أحمد إكرام أحمد غير متصل
مشرفة الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 4,885
الدولة : Algeria
افتراضي رد: ابي قدامة .. والغلام (وصية مجاهد)

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


مشكور أخي الكريم
وبارك الله فيك على نقلك الطيب
__________________

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-05-2009, 01:11 PM
xxlola2010xx xxlola2010xx غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
مكان الإقامة: october
الجنس :
المشاركات: 54
افتراضي رد: ابي قدامة .. والغلام (وصية مجاهد)




لا شكر على واجب أخي الكريم و شكراً لمرورك


__________________
البطاقه الشخصيه

الأسم: إنسان يأسف على أمس و يأمل في الغد

العمر: لا يعرف الأعمار الا الله عزوجل

المؤهل: لا زلت طالب في مدرسة الحياة .. مبدئي ( من ظن انه قد علم ... فقد جهل)

الوظيفه: أبن لكل من هو اكبر مني ... و أخ لمن هم في سني .... وأب لمن هو اصغر مني.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.15 كيلو بايت... تم توفير 2.61 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]