|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() أراد الله سبحانه وتعالى لدينه الإسلام أن يكون نظامًا عالميًّا للحياة، وعقيدةً خالدةً للبشر؛ لإسعادهم إلى قيام الساعة؛ فجعل فيه سلطانًا ليقوم بتطبيق نظامه، ونشر عقيدته في العالم، ورعاية شئون الناس على أساسه وأبقى للأمة بمجموعها حقَّ محاسبة هذا السلطان، والذي أولته أمرها إن قصر في رعاية شئونها أو حاد عن أحكام الإسلام في تطبيقه ونشره. ولم يكتفِ الإسلام بجعل هذه المحاسبة حقًّا للأمة تكون مخيرةً في القيام به أو تركه؛ بل جعله فرضًا عليها، وجعل ذلك على علماء الأمة فرضَ عينٍ؛ لأنهم قادة الأمة الحقيقيون، والثلة الواعية فيها والقائمة على أمر الدين والمبلغة لأحكامه والداعية إليه: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (104)﴾ (آل عمران). وبشَّر رسول الله بعاقبة الذين يواجهون الطغيان وينكرون على الطغاة؛ بأنهم من زمرة الشهداء، بل من أسيادهم فقال صلى الله عليه وسلم: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله"، إضافةً إلى كون هؤلاء ينجون من عذاب الله فيقول تعالى: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)﴾ (الأعراف). وجعل الله سبحانه وتعالى خيرية هذه الأمة محقَّقةً بأداء هذا الواجب، فقال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ (110)) (آل عمران). ويضرب رسولنا العظيم المثل والقدوة في مقاومة طغاة مكة وكبَرائها، موجهًا خطابه لعمه أبي طالب، قائلاً: "يا عم.. والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ما تركته". ومنذ صدع الرسول العظيم بكلمة الحق وقافلة العلماء ورثة الأنبياء تحذو أثره وتتبع خطاه؛ فهذا سعيد بن المسيب يقف في وجه طغاة الأمويين ويواجه عبد الملك بن مروان وولي عهده. وهذا سعيد بن جبير يقف في وجه طغيان الحجاج، ويسخر منه وهو بين السيف والنطع حتى لقي ربه شهيدًا. وها هم الأئمة الأعلام الأربعة يقفون في وجه الطغيان صادعين بالحق غير هيابين؛ فأبو حنيفة النعمان يقف في وجه أبي جعفر المنصور، حين رآه يحيد عن الجادة المستقيمة فتنهال على جسده النحيل مائة من السياط جلدًا وتعذيبًا. والإمام مالك صاحب "الموطأ" يُجلد سبعين سوطًا في عهد المنصور. والإمام أحمد بن حنبل يواجه طغيان المأمون والمعتصم والواثق بنفس قوية عزيزة، وتحمل لعذاب السجن والسوط حتى أغمي عليه مرات دون اكتراث. والإمام الشافعي يدخل على الرشيد مع تسعة آخرين، وهم مصفَّدون بالأغلال والنطع والسيف بين يديه. أما العز بن عبد السلام فكان نسيجًا وحده في الصدع بكلمة الحق في وجه الطغاة من سلاطين المماليك؛ فهو الذي حث على بيعهم لما ازداد طغيانهم، وأفتى بأن يباعوا ويودع ثمنهم في بيت المال، ولم يزل على تصميمه حتى تم له ما أراد، ونادى على الأمراء واحدًا واحدًا حتى باعهم جميعًا، وهذا ما لم يسمع بمثله أحد، وهو الذي أشار على "قطز" سلطان مصر بقطع رؤوس "رسل هولاكو" ملك التتار وتعليقها على باب زويلة لتكون بداية النصر عليهم في عين جالوت. وقد تبع العز تلاميذه الأبطال أمثال العالم الجليل محيي الدين النووي وشيخ الإسلام ابن دقيق العيد مجدد القرن الثامن، ثم شيخ الإسلام ابن تيمية وموقفه الشامخ أمام الطاغية "قازان" ملك التتار والذي وقف فيه كالأسد الجسور يدفع الحجة بالحجة، ويعلمه رأي الإسلام في صراحة لا يداهن ولا يهاب صولجان السلطان، وبلغ من جرأته رفض تناول طعام السلطان لأنه يحوي مالاً مغتصبًا من الجماهير والبلدان المغلوبة على أمرها، وحين ورد الأمر بسجنه في قلعة دمشق قال قولته الشهيرة: "ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أينما ذهبت فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة". فإلي شباب الأمة ورجالها ونسائها بل وأطفالها نقول لهم: هذا تاريخ علمائكم الناصع في الوقوف في وجه الطغيان، وإن تاريخنا القريب والمعاصر يحمل أسماء علماء مجاهدين أبطال، وقفوا في وجه الطغيان، وقضوا نحبهم أو سُجنوا، ولم ينحنوا للطغيان؛ كالإمام الشهيد حسن البنا والهضيبي والتلمساني وسيد قطب وفرغلي وطلعت والسنانيري وعزام وعياش وياسين وغيرهم الكثير والكثير. إننا حين نبسط هذه المواقف فإننا نسجل دروسًا في العزة والإباء، قبل أن تكون تاريخًا وأحداثًا ليتعلم الأبناء ويتذكر الآباء ويتخذوا من أسلافهم الغابرين أنماطًا تُحتذى وكواكب تهدي، فتتحقق بذلك وراثة العلماء للأنبياء، فلا تقتصر على العلم والمعرفة فقط؛ بل إلى العمل الجريء المثمر والاستمساك بقول الله عز وجل ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ (هود: من الآية 88). |
#2
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بارك الله فيك اخي الكريم وفي إختياراتك للمواضيع. |
#3
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك أخي الكريم على الموضوع .../
لي نفس الرأي..وما أحوجنا الى علماء أمناء. وبالتوفيق ان شاء الله. -أبو الشيماء- |
#4
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
والشكر موصول لاختنا الكريمة بورك مروركم |
#5
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمه الله وبركاته مشرفنا الطيب أبو مصعب المصري مشكور اخى الكريم على موضوعك الطيب بارك الله لك وبالتوفيق |
#6
|
|||
|
|||
![]() بورك مرورك اختاه
|
#7
|
||||
|
||||
![]() |
#8
|
|||
|
|||
![]() بورك مرورك اختاه وشكر الله لكى
|
#9
|
||||
|
||||
![]() شكرالله لك مجهودك الطيب في حسن اختيار مواضيعك أخي الكريم أبو مصعب المصري وجزاك الله خيرالجزاء
__________________
اللهم ثبت قلبي على دينك
|
#10
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
وشكر الله لكى مرورك |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |