|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() لا ريب أن الكيِّس مَنْ دان نفسه، وعرف عُجَرها وبُجَرها، وخَبِرَ خيرها وشرها، حتى يتسنى له أن يعالجها بما يصلحها (قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها)؛ ومن هنا جاء الحث على التوبة والاستغفار، ومن شيم الكرام الاعتذار؛ حتى كان أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرّة! وإذا كان سيأتي على الناس زمانٌ لا يُقبَل فيه الاعتذار، ويردّ فيه الاستغفار على أصحابه (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة وهم سوء الدار)؛ فحينئذ يُكَذَّب الكاذبون، يقولون(والله ربنا ما كنّا مشركين انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون)، ويندم النادمون، (يوم يعضّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً)، ويتخاصم أهل النار (كلّما دخلت أمة لعنتْ أختها)، (إذ تبرأ الذين اتُّبِعوا من الذين اتَّبَعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب)! ويأتي العدّو المبين ومعه الذين (صدّق عليهم إبليس ظنّه فاتّبعوه)، فيواجههم وليُّهم الذي اتخذوه خليلاً وقريناً، (بئس للظالمين بدلاً)، فيهزأ بهم ويبكّتهم ويوبّخهم حين استجابوا له واغترّوا بوعوده الكاذبة (وقال الشيطان لمّا قُضِيَ الأمرُ إنّ الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلاّ أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمُصْرِخِكِم ...)! وفي غَمَرات تلك الغُصَص والكُرُبات يتمنّى المفرِّطون وقد انجلى الليل من النهار، أن يُعْطَوا حياة جديدة وعودة للاختبار، فيوبّخهم ربّهم (أَوَلَمْ نُعَمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النذير. فذوقوا فما للظالمين مِن نصير)، ويَحْكُمُ بأنّهم (لو رُدُّوا لعادوا لما نُهُوا عنه وإنَّهم لكاذبون)! فالناظر في العواقب يعتذر قبل أن لا يُقْبَل منه الاعتذار. فلسان حاله: إلـهي الـذنـبُ قـد أَوْدَى بِرِيشي =فكيف إذنْ أطير إلى العَريشِ؟! 1إلهي الذنبُ قد أَوْدَى iiبِرِيشي فكيف إذنْ أطير إلى العَريشِ؟! وقد قال عمر رضي الله عنه في مرض موته – كما في البخاري – (والله لو أنّ لي طِلاعَ الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله عزّ وجلّ قبلَ أن أراه)! والنجيب من تذكّر (يوم تبلى السرائر)، وجمعت الخلائق، (ليسأل الصادقين عن صدقهم)! واللبيب مَنْ تفكّر في يومٍ يُرْفع فيه لكلّ غادر لواء، (ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون)! والسّعيد مَنْ عرف ذنوبه وأحصى عُيوبه كما قال يحيى بن يوسف الصرصري: أنا العبدُ الذي كسب الذّنوبا =وصَدَّتْهُ الأماني أن يتوبا أنا العـبد المفرِّط ضاع عُمري =فلم أَرْعَ الشبيبة والمشيبا فيا أسفى على عُمرٍ تَقَضّى =ولم أكسِبْ به إلاّ الذنوبا ويا حُزنَاه من حَشْرِي ونَشْرِي =بيوم يجعل الولدان شيبا ويا خجلاه من قُبْـحِ اكتسـابي =إذا ما أبْدَتِ الصُّحُفُ العُيوبا 1 2 3 4 5أنا العبدُ الذي كسب iiالذّنوبا وصَدَّتْهُ الأماني أن iiيتوبا أنا العبد المفرِّط ضاع iiعُمري فلم أَرْعَ الشبيبة iiوالمشيبا فيا أسفى على عُمرٍ iiتَقَضّى ولم أكسِبْ به إلاّ iiالذنوبا ويا حُزنَاه من حَشْرِي ونَشْرِي بيوم يجعل الولدان iiشيبا ويا خجلاه من قُبْحِ iiاكتسابي إذا ما أبْدَتِ الصُّحُفُ iiالعُيوبا وما زالت القلوب الرقيقة تذوب عند ذكر الذنوب. وتحنّ إلى أن تنعتق من أسرها فتتوب كما جاء في الدعاء الشريف: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب ونقِّني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغسلْني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)، وقد روى البخاري في كتاب الأدب أن عائشة نذرت أن لا تكلّم عبد الله بن الزبير. ثم كلّمته (وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نَذْرَها بعد ذلك فتبكي حتى تبُلّ دموعُها خِمارَها)! فَرَحِمَ الله مَنْ قَدَرَ الله حقَّ قدره، وعرف تقصيرَه في حَقِّه، وتفريطَه في جنبِهِ؛ فبكى على ذنبِهِ وناح على خيبة أَمَلِه وضياع عُمُرِهِ. وأنشد مع الورّاق: واخَجلَتي وصحافي سُوداً غّدّتْ =وصحائف الأبرار في إشراقِ وفَضيحتي لموبّخٍ لي قائلٍ =أَكَذا تكون صحائفُ الورَّاقِ؟ 1 2واخَجلَتي وصحافي سُوداً غّدّتْ وصحائف الأبرار في iiإشراقِ وفَضيحتي لموبّخٍ لي قائلٍ أَكَذا تكون صحائفُ iiالورَّاقِ؟ |
#2
|
||||
|
||||
![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك اخي الحبيب
وما اجمل الوقوف ما النفس وقفة جادة ترى ما لها وما عليها فلنحاسب انفسنا قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه الندم بارك الله فيك اخي الحبيب بالتوفيق |
#4
|
|||
|
|||
![]() مشكور اخى لمرورك الطيب
|
#5
|
||||
|
||||
![]() اللهم أغفر لنا وأرحمنا وأنت أرحم الراحمين اللهم اميين جزاك الله خيرا أخى الكريم أبو مصعب على التذكرة بوركت أخى وبورك طرحك
__________________
أمتى أمتى ان الاوان كى تعودى فليعواأخوانى أنك بغير دين الله تهونى يا أمتى ....يا أمة المصطفى تمسكى بشرع الله كى تقومى
|
#6
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
ونسال الله ان يرزقنا نفس مطمئنة بالايمان |
#7
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــه طــرح رائع.. فما أجمل أن يحاسب المرء نفسه بنفسه وأن يعاقب نفسه .. وأذكر إني قد قرأت مرة أن السلف الصالح رحمهم الله.. كانوا مثلا عندما يفعلون شيئا..كالغيبة على سبيل المثال.. يعاقبون أنفسهم بشي من العبادة المكثفة.. فمن الجميل..حتى يتخلص الانسان من الغيبة.. أنه كل ما يغتاب ولو بكلمة..أن يصوم 3 أو 4 أيام متتالية...أو غير ذلك.. فنسـأل الله أن نكون من اولئك الذين يحاسبون ويجلدون أنفسهم صباحا مساءً.. بوركتم مشرفنا الفاضل على طرحكم الطيب المبارك.. لا حرمكم الله الأجر.. وفقكم الله لما يحب ويرضــى دمتــم بعــز,,
__________________
______________________ رُبَّ هِمَّـةٍ أَحيَت .. أُمَّـــة ~ دَعْوَتِيْ .. أُمَتِيْ .. قُدْسِيْ .. كُلّ هَمّيْ .. ![]() |
#8
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك على الموضوع المفيد الله يجزيك الف خير الله يجزيك الجنه
__________________
![]() |
#9
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
والشكر موصول للداعية بلقيس بورك مروركن |
#10
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيك أخي أبو مصعب على هذه التذكرة العظيمة والحمد لله الذي منً الله علينا بأن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب
__________________
اللهم ثبت قلبي على دينك
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |