"أينقص الدين وأنا حي" كلمة لشحد الهمم نحو القمم أنصح بقراءتها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 299 - عددالزوار : 54573 )           »          فتاوى فى الصوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          افطرت فى رمضان ولا تستطيع القضاء ولا الإطعام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          و دخل رمضان ،، مكانة شهر رمضان و أجر الصيّام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          هل العدل في الهدايا بين الزوجات واجب؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أشياء لا تفسد الصوم . أمور لا تفطر الصائم . فتاوى للصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          صور لكيفية التطهر للصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          دعاء يقال عند شدة الحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          رمضان وضرورة التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-10-2008, 03:16 PM
الصورة الرمزية الوليد الجزائري
الوليد الجزائري الوليد الجزائري غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
مكان الإقامة: allemagne
الجنس :
المشاركات: 558
الدولة : Germany
73 73 "أينقص الدين وأنا حي" كلمة لشحد الهمم نحو القمم أنصح بقراءتها

الحمدُ للهِ معزِّ الإسلامِ بنصره، ومُذلِّ الشركِ بقهره، ومصرِّف الأمور بأمره، ومستدرجِ الكافرين بمكره، الذي قدّر الأيام دولاً بعدله، وجعل العاقبةَ للمتقينَ بفضلِه، والصلاةُ والسلام على من أعلى اللهُ منارَ الإسلامِ بسيفِه.

أمَّا بعد؛

فإن الله سبحانه وتعالى خلق العباد وهم في درجات الهمة متفاوتون، فمنهم من ترقى به همته لتبلغ به عنان السماء، ومنهم من تقصر به همته حتى تخلد به إلى الأرض.


فيحل ذلك لأرضه بتسفل *** ويحل ذا لسمائه بتصعد


فعالي الهمة يجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايته وتحقيق بغيته، وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلى كان تعب البدن أوفر وحظه من الراحة أقل.


فتى لا يضم القلب همات قلبه *** ولو ضمها قلبٌ لما ضمه صدر


إن عالي الهمة لا يستوحش من قلة السالكين، ولا يأبه بقلة الناجين، ولا يلتفت إلى كثرة المخذلين، ولا يكترث بمخالفة الناكبين، قلبه لا يعرف التثاؤب ولا الراحة ولا السكون ولا الترف.

وخسيس الهمة؛ كلما همَّ ليسموا للعوالي، وليرتقي في درجات المعالي، ختم الشيطان على قلبه، وعقد على ناصيته وقال له؛ "عليك ليل طويل فارقد!"، وكلما سعى للإرتقاء بهمته وإقالة عثرته عاجلته جيوش التشويش والأماني، ونادته نفسه الأمارة بالسوء؛ أأنت أكبر أم الواقع؟!

وحين ينتكس الإنسان يهوي إلى الدرك الذي لا يهوي إليه مخلوق قط، حين تصبح البهائم أرفع منه وأقوم، حين يرتكس مع هواه إلى درك لا تملك البهيمة أن ترتكس إليه، وإذا ماتت فيه الغيرة على نفسه وعلى المحارم يصبح أسفل من البهائم.


ولا يقيم على ضيم يُراد به *** إلا الأذلان عير الحي والوتد


هذا على الحبل مربوط برمته *** وذا يُشد فلا يدري به أحد


ولقد حاز سلفنا الصالح قصب السبق في علو الهمة وسمو المراد، وقد ضربوا لهم في كل باب من أبواب هذا الدين بسهم، وأخذوا من كل فضل بنصيب.

ففي العبادة؛ لا تراهم إلا راكعين ساجدين، خاشعين باكين مخبتين.

وفي سبيل طلب العلم؛ فارقوا الأهل والأولاد، وتنقلوا في البلاد، وهجروا لذيذ الرقاد، وأنفقوا الطارف والتلاد.

وفي الإنفاق؛ أنفقوا إنفاق من لا يخشى الفقر في دنياه، ويبتغي رضى مولاه.

وأما في الجهاد؛ فالحديث ذو شجون، فإنهم لما عاينوا أن له فضلاً لا يضاهى، وخيراً لا يتناهى، سمت نفوسهم إليه، وعلت هممهم لتحصيله، فشمروا للجهاد عن ساق الاجتهاد، ونفروا لمحاربة أهل الكفر والعناد، فجهزوا جيوشهم وسراياهم، وبذلوا في سبيل ذلك أموالهم وعطاياهم، وباعوا نفوسهم لخالقها وباريها، فجازاهم بذلك من الجنان أعاليها.

وقد حفظ لنا تاريخنا كثيراً من تلكم المواقف والقصص التي تدل على علو همة القوم وسمو مطلبهم.

ففي محنة مانعي الزكاة؛ ادلهم الخطب واشتدت المحنة، والتبس الأمر حتى على كبار الصحابة، فوقف الصديق رضي الله عنه لها بالمرصاد وقال: (والله لا أفرق بين الصلاة والزكاة، ولأقاتلن من فرق بينهما)، قال عمر رضي الله عنه: (فقاتلنا معه، فرأينا ذلك رشدا).

وعن أبي رجاء العطاردي قال: (دخلت المدينة فرأيت الناس مجتمعين، ورأيت رجلاً يقبل رأس رجل وهو يقول؛ أنا فداؤك لولا أنت لهلكنا، فقلت؛ من المُقَبِل ومن المُقَبّل؟ قالوا؛ عمر يقبل رأس أبي بكر في قتاله أهل الردة إذ منعوا الزكاة حتى أتوا بها صاغرين).

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (توفي النبي صلى الله عليه وسلم فنزل بأبي بكر ما لو نزل بالجبال لهاضها، اشرأب النفاق بالمدينة، وارتدت العرب، فوالله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبو بكر بحظها وفنائها في الإسلام).

يومها وقف الصديق - فداه أبي وأمي - كالجبل الأشم سداً منيعاً أمام تيار الردة، صارخاً من أعماق قلبه متوكلاً على ربه قائلاً: (قد انقطع الوحي وتم الدين، أينقص الدين وأنا حي؟!).

"أينقص الدين وأنا حي؟!"؛ يالها من كلمة فاض بها لسانه، ونطق بها جنانه، كلمة ترسم منهجاً واضحاً لما يجب أن يكون عليه كل فرد من أفراد هذه الأمة؛ علو في الهمة، قوة في التوكل، ثبات على الحق.

"أينقص الدين وأنا حي؟!"؛ قالها لسان حال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل الشيباني، الصديق الثاني، يوم أن وقف وحده كالطود الأشم في محنة خلق القرآن، فكشف الله به الغمة، وأنقذ به الأمة.

"أينقص الدين وأنا حي؟!"؛ تمثلها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يوم أن قام يحرض الأمة على قتال التتار، وكان رحمه الله لصدق توكله على الله ويقينه بموعوده؛ يقسم بالله - لا يستثني - أن الله ناصرهم على التتار، فيقال له: (قل إن شاء الله!)، فيقول: (تحقيقاً، لا تعليقا)، فرد الله عاديتهم وانقلبوا على أعقابهم خاسرين.

"أينقص الدين وأنا حي؟!"؛ صرخ بها قلب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، فكان يطوف كالوالدة الثكلى بين البلاد، وعيناه تذرفان بالدموع ينادي؛ يا للإسلام! يا للإسلام!.

إن الأحزان والمصائب تشحذ الهمم وتصنع الرجال، فإن لم تحفزنا المصائب وتعلي هممنا الآلام والأحزان فما الذي يُعلينا؟! وما الذي يوقظنا؟!

ياله من دين... لو أن لهُ رجالاً؟!

ها قد دنس عُبّاد الصليب كتاب ربنا وألقوه في مراحيضهم، وفق مخطط محكم لتحطيم هيبة كل ما هو مقدس في نفوس أبناء هذه الأمة، وها قد تجرأ إخوان القردة والخنازير وعُبّاد البقر الهندوس ففعلوا مثل فعلهم.

واحسرتاه على أمتي، إن لم يقم أبناؤها للثأر لكتاب ربهم فمتى يقومون؟! ومتى يستيقضون؟! إن لم تحركهم أمثال هذه الخطوب والمصائب فما الذي يحركهم؟!

يوشك أن تنزل علينا حجارة من السماء، نستنزل النصر من ربنا، وما غِرْنا على كتابه وحرماته!

إن عُبّاد الصليب قد صالوا على ديارنا، واستباحوا حرماتنا، وهتكوا أعراضنا، ونهبوا ثرواتنا، في أكبر حملة صليبية عرفها تاريخنا المعاصر، فما الذي ينتظره أبناء هذه الأمة؟! ومتى يهبون من سباتهم؟!

واحسرتاه... كيف انحطت بهم هممهم إلا من رحم ربي فرضوا بالقعود عن نصرة هذا الدين والذب عن أعراض المسلمين؟

ياله من حرمان؟ ويالها من خسارة؟... قوم قامت سوق الشهادة بأرضهم، وأناخت ركابها ببابهم، وهم مازالوا في سباتهم نائمين، وفي لهوهم سامدين.

ولكن اقتضت سنة الله أن يكون له عباد يصطفيهم على مر السنين لحمل راية هذا الدين وتبليغها للعالمين.

قال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي، ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله).

فانطلقت صيحات النفير من هاهنا وهاهنا؛ "يا خيل الله اركبي... ويا راية الله ارتفعي... ويا حملة الراية قوموا"...

فاستجاب من استجاب من أبناء هذه الأمة... استجابوا للنداء، وهبوا للنفير ونفضوا عنهم غبار الذل وركام العار، هبّوا مخلفين الدنيا وزينتها وراءهم، نفروا تاركين خلفهم أهلهم وديارهم وأموالهم، ولكل واحد منهم قصة، ولكل فرد منهم مأساة.

شُعثٌ شعورهم، غُبرٌ رؤسهم، قليلة أعدادهم، ضعيفة عُددهم؛

لكن... قلوبهم ممتلئة بمحبة هذا الدين، ونفوسهم تواقة لجوار رب العالمين، صدقوا مع الله فصدقهم، فأذاقوا عُبّاد الصليب ألوان الهزيمة، وأصناف العذاب، وحطموا هيبتهم، وكسروا شوكتهم، وأجرى الله على أيديهم من الكرامات ما لم يعد يخفى على كل ذي عينين.

فيا شباب الإسلام أجيبوا داعي الله وقولوها قوية مدوية

"أينقص الدين وأنا حي "

ولايكلف الله نفسا إلا وسعها
أخوكم الوليد الجزائري
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-10-2008, 03:26 PM
flower3 flower3 غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
مكان الإقامة: في الشفاء
الجنس :
المشاركات: 455
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الوليد ورحم الله كاتب هذه الكلمات وأسكنه فسيح جناته وبلغه الفردوس الأعلى وألحقنا به مقبلين غير مدبرين
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.85 كيلو بايت... تم توفير 2.12 كيلو بايت...بمعدل (3.78%)]