|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كنت أستغرب فيما مضى ، عندما تقرر صديقاتي يوما ما في الإسبوع للذهاب الى دار السينما لمتابعة شيء ما. كانت تدهشني حقا فكرة أن أجلس في الظلمة أراقب أحداثا وهمية، بينما الحياة الواقعية تجري بكل دمائها في الخارج،. لماذا أجلس في العتمة أتابع أحداث فيلم ( وضاع العمر يا ولدي )؟ ثم أسمح بأن تضيع ساعتان أو ثلاث من عمري في وضح النهار ! إلى أن اكتشفت لاحقا .. أن معظمنا يعشق هذا الهروب ، وهذا الغرق في أوهام حياة خرافية ، ويسمح لمشاعره بالإنفعال والتأثر تبعا لمعطيات هذا العالم الورقي ..إن كان ملوّنا سعيدا ..أو رماديا حزينا .. ثم يأتي التقدير الذي يستحقه هذا العمل ( النجومي )، بمقدار ما صرفنا من ( مشاعر حقيقية ) تجاه ( أحداث وهمية )، وبمقدار الوقت الضائع الذي دفعه ( الهارب من الواقع ) قربانا لهذا العمل ... لنكتشف وبكل بساطة أننا قد تعرضنا لعملية ( سرقة ) مبرّرة لأوقاتنا ، واستغفال ( مكشوف ) لمشاعرنا ، واستغلال ( مفضوح ) لآدميتنا.. باختصار ... قدّمنا أنفسنا ضحية سهلة لغيرنا ، من أصحاب الربح الواقعي والمادي الملموس، دون أن نتمكن من الإعتراض أو الحساب ...ماذا أعطينا ، وماذا أخذنا ؟؟؟ ولكن....... ماذا لو كنا نحن ضحية أنفسنا ؟ ماذا لو كنا نحن ، من يقوم بهذا العمل الفني الكامل ، ضد أنفسنا ! نزرع في خيالنا قصورا من السعادة ، لا نستطيع العيش خارج أبوابها.. ونترك واقعنا منسيا مهملا ضائعا ، لنجد أننا في النهاية ..لم نحقق شيئا ،، واكتفينا بالعيش في عالم من أوراق ملوّنة . أو نحيله أهراما من التعاسة والشقاء ، لأن هذا ما نتوقعه عن أنفسنا .. ونترك أنفسنا تعيش بسلبية وحزن ،،، وبأرواح يملؤها الإنهزام . و ندفع في النهاية ثمنا باهظا من أوقاتنا الضائعة وراء السراب الزائف ، ومشاعرنا المسفوحة ، وأعصابنا المستهلكة ، وأحلامنا النازفة ، . أشباح .. زرعناها بخيالنا بأيدينا، وقامت بأدوارها على مسرحه الرحب ، أشباح .. قبضت ثمن أدوارها من عمرنا ومشاعرنا وأحلامنا وسعادتنا وتأثرنا وأعصابنا وإنسانيتنا وآدميتنا . عندما نهرب من واقعنا ..ونلوذ بخيالنا ، ونسمح لأنفسنا بزرع كل شيء وأي شيء في أرضه الواسعة ، من زرع صالح وغير صالح ، ونترك نمو الأعشاب الضارة فيه على هواها ... ثم نجد في المحصلة ..أن معظم الثمر الناتج رديء...وأننا لم نحصد الكثير. الخيال ..قد يكون فضاءا جميلا رحبا بألوانه المنتقاة ورسوماته المُختارة ، وقد يكون كئيبا ، بكل الصور المحزنة التي توقعناها ورسمناها فيه. بأي حال كان.....إلا أن مجرّد اختيار هذا الحال ..لن يجعله واقعا نعيشه فعليا ! خيالنا ...ذلك العالم ..تلك المملكة التي لا يعيش فيها سوانا ،حياة وهمية ، نحقق فيها الانتصارات والبطولات والقصص الخرافية كما نريد وكما يحلو لنا ، نهرب فيه من الأشياء التي حصلنا عليها فعليا .. ونصل به إلى الأشياء التي لم نحصل عليها أبدا .... أو نزرع فيه التوقعات السيئة حيال أنفسنا والفشل الذي نراه يرافق الأشياء من حولنا وباتجاهنا ، ونتأثر بما زرعناه وافترضناه ، حتى يصبح الواقع خيالا ، والخيال واقعا .... فنسير في واقعنا بخطوات عمياء متناقضة متراجعة معكوسة .... ..واقعنا ...هو حياتنا .. دنيانا ... هو سلسلة متتابعة من التجارب، ثبات الإنسان فيها وإيمانه وحبه ..كلها أحداث عرضة للإختبار في كل ثانية . هو سلسلة أشياء تقع تلو بعضها البعض ..لحظة تليها لحظة ، بأي شعور كان يصاحبنا خلال هذه اللحظة ، فكلّه سيستبدل في نهاية المطاف ، ولا يبقى شيء في هذا الواقع على حال . ولن يتأتي لنا مواجهة واقعنا إن لم نعرفه ، ولن نتعرف إليه إلا من خلالنا ، حتى لو تابعنا آلاف الأحداث الواقعية التي تحدث هنا وهناك ، فأنت لن تصبح فارسا ..بمجرد قراءة مجلّدات عن الفروسية. لكي تعيش بأمان ..ينبغي أن تعيش واقعك. وبدلا من الفرار منه الى عالم تعيشه وحدك في خيالك، ، وظّف خيالك لخدمة هذا الواقع ، أنظر الى الأشياء التي حباك الله إياها ، وما يتوفر لديك في واقعك نظرة جديدة ، ستجد أن الكثير الكثير مما هو موجود لديك ..يستحق العمل عليه ...وسيجذب السعادة إلى واقعك بلا شك. لا تفكر في المصائب حتى لا تجرّها اليك ! بل فكر بكل ما هو إيجابي ، أنا في صحة ، أنا قنوع ، أنا في سلام ، حياتي خالية من المزعجات لا يوجد أثر للبؤس ولا الاضطراب ، مشاكلي عادية ومن متطلبات حياتي . كل هذا من شأنه ان يولّد لديك الاهتزازات الحسنة ، ليدفعك للسير في كل ما يوافق هذا النهج . إستبدل هذه الافكار الحسنة بكل ما هو سلبي ... صحتي ليست على ما يرام ، مرضي مزمن ، آلامي لا تنقطع، أخاف الغد . إن فلسفة العيش بسلام وتقبل الواقع ،، تقوم على أسس مبدعة ومميزة ،،،،، أولها ..........أن أي حال في حياتنا لا يدوم ، وكل شيء يتغير بإذن الله ، وكل شيء في دنيانا في النهاية الى زوال. ثانيها ......أعطِ لتأخذ !! إن المستنقع يأخذ ولا يعطي .....ولهذا تنمو الحشرات الضارة في مائه الآسن، أما إذا ألقيت أقذارا في ماء جار فإنه يجرفها ويذيبها ويظل نقيا بحكم تجدده وتدفق الحياة فيه إن على الإنسان فعلا أن يعطي من اجل العطاء فقط ، لا أن يحصل على شيء مقابله ، يكفيك تلك المشاعر الدافئة التي تحصل عليها عند العطاء، لا تُضع لحظة من عمرك بدون عطاء .... و لا تُضع ثانية من حياتك بعيدا عن هذه المشاعر الرائعة . ستشعر حينها حتما بالسكينة ، حتى عندما تتغير اللحظة في واقعك ، وحتى وإن تعرضت لنوع ما من الألم أو الحزن ، ستتوقف عن الهرب لاجئا إلى عالم ورقي هش في خيالك ، بناء آيل للسقوط ، لن يضيف الى واقعك إلا الضياع ...و مزيدا من الحسرات والألم.
__________________
[/CENTER][/COLOR] ![]() أنا لم أتغيّر ! كل ما في الأمر أني ! ترفعت عن ( الكثير ) ! حين اكتشفت أن ( الكثير ) لا يستحق النزول إليه ! |
#2
|
|||
|
|||
![]() كلمات رائعة واكثر من رائعة
بارك الله فيكي اختي على هذه الجهود
__________________
![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته موضوع حي وواقعي محض أديبتنا المميزة فاديا سلمت أناملك موضوع يستحق أكثر من قراءة واحدة للغوص في سطوره العميقة لذا لي عودة إليه مرة وأخرى بإذن الله تقبلي تقديري واحترامي أختي الفاضلة ![]()
__________________
( ![]() {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}[الأعراف: 156] اللَّهُمَّ مَغْفِرَتِكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي وَرَحْمَتَكَ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلِي ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله كلمات جميلة ورائعة و اسلوب جميل لكن استسمح منك لأقول لك أمرين أولهما قرأت يوما حكمة لأحد الحكماء يقول فيها و هي انه اذا اردت ان تعرف عند الله مقامك فانظر فيما اقامك اي ان الموضع الذي انا فيه يجب ان اتدبره و ارى هذا المكان الذي انا فيه فهو مقامي عند الله لهذا يجب ان اجتهد لاصل الى رضى الله سبحانه و تعالى لاحصل على رضى عبده و يوسع لي في رزقي و مالي الامر الثاني هو اني كنت مع استاذ لي و مررنا من قرب المسرح فقلت له هل كنت احد زوار هذا المسرح يوما يا استاذي فقال لي المسرح نجلس لنشاهد عمل من ابطال من ورق و قصة قد تكون مستمد من واقع لكنها لا تعطيك احساس الواقع ابطالها مهما احترفوا التمثيل لا انهم لن يصلوا بك سوى الى شعور مزيف اتريد ان ترى مسرحا حقيقيا ابطاله انا و انت و كل من حولنا و لربما اخراجه اكثر تعبيرا من هذا المسرح اجلس في المقهى و راقب الناس انظر الى وجوههم ان جلس فراقب نفسك اين انت ماهي وظيفتك في هذه الحياة او اي الابطال انت من يصف له الناس لانه شجاع ام من يكرهه الناس لانه سارق لص حاول ان ترى محيطك بعين الناقد الذي يجلس على المسرح لينتقد الاخراج التمثيل الديكور و انتقد نفسك قبل الآخرين فان كان لك لسان يحسن معاتبة الآخرين فليكن الوجه الآخر لعملة في وجهها الثاني ضمير انتقد نفسك قبل الآخرين لانك لست وحدك من تحسن النقد فكثيرون هم من يرون عيوبنا لكنشغلتهم عيوبهم عن عيوبنا فكن مثلهم شكرا على الموضوع
__________________
إذاأردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك ![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته لنكتشف وبكل بساطة أننا قد تعرضنا لعملية ( سرقة ) مبرّرة لأوقاتنا ، واستغفال ( مكشوف ) لمشاعرنا ، واستغلال ( مفضوح ) لآدميتنا.. ماذا أقول لك أختي الكريمة واقع مرير مر مرارة ما كتبته ليتنا ننتبه ان الوقت يمضي والعمر يمضي وكلما مر يوم تقدمنا نحو القبر مشكورة اختي جزيل الشكر على إبداعك ووفق الله |
#6
|
||||
|
||||
![]() بارك الله فيكم اخوتي واخواتي
مشاركات رائعة حقا جزاكم الله خيرا
__________________
[/CENTER][/COLOR] ![]() أنا لم أتغيّر ! كل ما في الأمر أني ! ترفعت عن ( الكثير ) ! حين اكتشفت أن ( الكثير ) لا يستحق النزول إليه ! |
#7
|
||||
|
||||
![]() أخيتى الكريمة فاديا بارك الله لكى وزادكى من فضله وجزاكى خير الجزاء على الموضوع الرائع سلمكى الله من كل مكروه
__________________
أمتى أمتى ان الاوان كى تعودى فليعواأخوانى أنك بغير دين الله تهونى يا أمتى ....يا أمة المصطفى تمسكى بشرع الله كى تقومى
|
#8
|
||||
|
||||
![]() موضوع مميز وكلام واقعى ... بارك الله فيكِ اختى الغاليه ... فى انتظار جديدك القيم.. |
#9
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أديبة الشفاء والكاتبة المتميزة صاحبة القلم النابض والعقل الناضج والفكر النير والحرف الشاسع والأدب الواسع والخلق الجم والأدب الرفيع لن استطيع أن أوفي بحقك أيتها السيدة المتألقة أختي الكريمة واديبتنا الفاضلة & فاديا اذهلنى دوما قلمك فجزأك الله مرافقة الأنبياء ومجاورة الرحمن بجنة الفردوس العلا والنظر إلى وجهه الكريم جزاك الله خيرا أختي لكن تبق الورق تفيد الكثير اما ايامنا هذه اصبحو الناس مثل مهب الريح لافائدة سوى التجريح وقتل الروح المحبة تحياتي لكي أختي
__________________
![]() هيا بنا نتوب جميعااا اذكار المسلم ![]() .. انتظري يا عقارب الساعة لا تمري بسرعة اصمدي ودعينى اودع ذكرياتي الجميلة واحمل بيدى تلك الحقيبة ![]() |
#10
|
||||
|
||||
![]() جزيل الشكر اخوتي اخواتي على المرور اللطيف والمشاركات الثرية جدا دمتم بخير
__________________
[/CENTER][/COLOR] ![]() أنا لم أتغيّر ! كل ما في الأمر أني ! ترفعت عن ( الكثير ) ! حين اكتشفت أن ( الكثير ) لا يستحق النزول إليه ! |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |