الانتحار اسبابه ودواءه
نسمع مرارا.. أن شاب كان على وشك الزواج،أراد الانتحار بواسطة حبل معلق في السقف.. وآخر كاد أن يرمي بنفسه من سطح البيت. وذاك شنق نفسه بسبب رسوبه في أحد المواد،وذاك قطع وريده بسبب مشكلة حدثت مع والده..وتلك شربت سما بسبب رفض أهلها زواجها!.ولعلكم تعرفون كثيرا من هذا،وتقرؤون في الصحفما الذي يحدث بيننا ؟!. شباب وفتيات،في حال اكتمال العقل،والأمل بين أيديهم، لا يشكون عاهة،ولا أسرا،ولا ذلا،لماذا يقتلون أنفسهم ؟ يمكث المرء يقلب في الأسباب أهي حالات نفسية ؟فهل ذلك مسوغ ؟،فلم لم ينتحر نزلاء المستشفيات النفسية ؟أهي أوضاع اقتصادية ؟فهؤلاء الفقراء يملؤون العالم،كان عليهم أن ينتحروا هم أيضا.أهي أوضاع أسرية ؟أفلم يجد هؤلاء طريقة لحل هذه الأوضاع إلا الفرار إلى الموت أم هي حالات شيطانية،استثمرت تلك الحالات السيئة المحبطة،فوسوست بالتخلص منها والخروج بلا عودة،فزينت الموت،كما زينته لعبدة الشيطان،وهم ثلة من المترفين، الذين ملوا الحياة ؟في السابق كنا نسمع ذلك يحدث في الغرب،وأخص بالذكر الدول الغنية،التي توفر كل شيء لشعوبها،من مال،وجنس،وخمر،وملاهي وملذات.فيتساءل المتعلمون كيف ينتحرون وبين أيديهمكل أدوات النعيم فيجيبهم العالمون ذلك لأنهم عمروا دنياهم،وخربوا آخرتهم..ولأنهم أقبلوا على لذات البدن،وتركوا غذاء الروح.. فسجنت أرواحهم في أبدان آثمة،مليئة بالخطايا،فلم يعد بوسعها أن تتزكى،فتملكهم الشيطان فساقهم في طريقه،وصار آمرا لهم وناهيا فكان من أمره إليهم أن يقتلوا أنفسهم.هكذا كانوا يجيبونيوم لم يكن عندنا ما عند الغرب من البلايا،لكن أخبارهم كانت تأتينا،فنسمعها ونقرؤها،أما اليوم فإن بعض تلك البلايا تسربت إلينا.فهل كان ذلك هو السبب؟ظاهرة الانتحار يجب الانتباه لها جيداًوهي خطيرة جداً،وقد بدأت في ازدياد في الآونة الأخيرة؛وذلك لعدة أسباب؛منها أن يشعر الشخص المنتحر بأمر لا يستطيع أن يقدر عليه؛مثل الأحوال الاقتصادية؛خاصة عند الرجال.وعند النساء تشعر المرأة بأنها مغلوبة على أمرها،وفي كل الأحوال يرجع سبب الانتحار إلى غياب العقل والذي يقدم على هذا الفعل هو أولاً ضعيف الإيمان،إضافة للضغوط النفسية..ونجدأنالقرآنلميهملهذهالظاهرةفقدأعطىأهميةكبرىحولهذاالأمروعلاجهفتحدثبكلبساطةووضوحعنهذاالأمربلأمرناأننحافظعلىأنفسناولانقتلهاوَلَاتَقْتُلُواأَنْفُسَكُمْإنهأمرإلهييجبألانخالفه.ولكنهليكفيهذاالأمرلعلاجهذهالظاهرةالخطيرة؟لا،لأنالدراساتالحديثةتؤكدعلىضرورةبثالأمللدىأولئكاليائسينالمقدمينعلىالانتحار،وضرورةمعاملتهممعاملةرحيمة وَلَاتَقْتُلُوا…إنهنداءمفعمبالرحمةوالتفاؤلوالأمل.. ويجب على المسلم أن يعلم أن الانتحار فيه تسخط على قضاء الله وقدره وعدم الرضا بذلك وعدم الصبر على تحمل الأذى وأشد من ذلك وأخطر وهو التعدي على حق الله فالنفس ليست ملكاً لصاحبها وإنما ملك لله الذي خلقها وهيأها لعبادته وحرم إزهاقها بغير حق فليس لك أدنى تصرف فيها.. وكذلك في الانتحار ضعف إيمان المنتحر لعدم تسليم المنتحر أمره لله وشكواه إلى اللهيا صاحب الهمّ..والمؤمن حقا لا يقدم على الانتحار مهما أصابه من بلاء الدنيا ولأواها؛ بل يصبر ويحتسب؛مقتديا في ذلك بالنبيين مدركا حقيقة الحياة الدنيا،وأنها دار امتحان وابتلاء؛ الذي خلق الموتما كان الانتحار علاجاً ولن يكونوهو حرام بكل صوره وأشكاله وليس دواءً يوصف للمعضلات والمشكلات ،بل داء يسبب الانتكاسة والحرمان من الجنة ويجلب سخط الرب وَمَنْيَفْعَلْذَلِكَعُدْوَانًاوَظُلْمًافَسَوْفَنُصْلِيهِنَارًاوَكَانَذَلِكَعَلَىاللَّهِيَسِيرًاوتأملمعيهذاالعقابالإلهيفَسَوْفَنُصْلِيهِنارا إنهابحقنتيجةمرعبةلكلمنيحاولأنيقتلنفسه قال النبيمن خنق نفسه في الدنيا فقتلها خنق نفسه في النار ومن طعن نفسه طعنها في النار ومن اقتحم فقتل نفسه اقتحم في النار وعن جابر بن سمرة أن رجلا من أصحاب النبي أصابته جراح فآلمت به فدب إلى قرن له في سيفه فأخذ مشقصاً فقتل نفسه فلم يصل عليه النبيهذه عاقبة الانتحار تقولون قد عرفنا وسمعنا مرارا ما تقول،فاذكر لنا المخرج من هذا المأزق الذي نقع فيه دائما عندنا جواب سهل وواضح لهذه المشكلة هو قوله ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا.التارك لذكر الله المعرض عنه،في معيشة ضنك؛أي شقاء،وتعب،وألم نفسي،وعذاب روحي،كما في قوله ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق.فهذا المعرض عن ذكر الله له من العذابات النفسية،كما أخبر الله ومن أصدق منه قيلا،ومن أصدق منه حديثا إن الذي لا يذكر ربه هو ميت والبيت الذي لا يذكر فيه الله هو بيت ميت، قال رسول اللهمثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت متفق عليه.مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت. ...
|