|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() من أخلاق الداعي إلى الله تعالى الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد أستاذ التربية الإسلامية المساعد بكلية المعلمين في أبها الحمد لله القائل : { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين } ، والصلاة والسلام على من بعثه الله ليُتمم مكارم الأخلاق فكان r صاحب أعظم خُلقٍ ، وأكملُ أدبٍ ، وأرفعُ سلوك ، وبعد : فإن الدعوة إلى الله تعالى رسالةٌ عظيمةٌ وشرفٌ كبيرٌ اختص الله به من شاء من عباده الذين حملوا شرف هذه المهمة ، وقاموا بها على منهج الأنبياء والرسل الكرام - عليهم أفضل الصلاة والسلام - ، فهم يجتهدون في تبليغ دين الله تعالى للآخرين في كل زمانٍ وأي مكان تحقيقاً لقوله عز وجل : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } ( سورة يوسف : الآية رقم 108 ) . وليس هذا فحسب ؛ فعن طريق الدعوة إلى الله تعالى يحمل هؤلاء الدعاة إلى الله تعالى رسالة الإسلام الخالدة وتربيته العظيمة إلى مشارق الأرض ومغاربها ، صافيةً نقيةً ليُخرجون الناس من الظُلمات إلى النور ، وليهدونهم - بإذن الله تعالى - إلى طريق الحق وسبيل النجاة في هذه الحياة الدنيا . من هنا ؛ فإن على الداعي إلى الله تعالى أن يتحلى بمجموعةٍ من الصفات الأخلاقية السلوكية التي تُمثل في مجموعها أخلاق الدين الإسلامي الحنيف ، وسلوكيات التربية الإسلامية المثالية التي جاء ذكرها في مواضع كثيرةٍ من كتاب الله العظيم ، وسنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، والتي تحلى بها الصحابة ( رضوان الله تعالى عليهم ) في سلوكهم القولي والفعلي ، فكانوا بحقٍ دعاةً لله تعالى على علمٍ وبصيرةٍ ؛ ولأن تعداد هذه الأخلاق وبيانها يحتاجُ إلى شرحٍ وبيانٍ ، فإنني في هذه العُجالة أُشيرُ إلى أبرز وأجمل هذه الأخلاق والسلوكيات ومنها: ( 1 ) الصدق والأمانة : وهما خُلقان متلازمان وصفتان مُتكاملتان تُشيران إلى مراقبة الإنسان لله تعالى في القول والعمل والنية ، فلا يقول إلا الحق ، ولا يعمل إلا الخير ، ولا ينوي إلا النية الصالحة . وهذا يعني أن معناهما يتسع ليشمل كل جزئيةٍ في حياة الإنسان وكل شأنٍ من شؤونه ، الأمر الذي يمكن التأكيد معه على أنه لا يمكن للداعي إلى الله تعالى أن ينجح في دعوته بدون التحلي بهما لما يحملانه من جميل المعاني وكريم الصفات . ( 2 ) التواضع والتسامح : وهما خُلقان آخران لهما أثرٌ كبيرٌ ودورٌ فاعلٌ في تقبل المدعوين لشخصية الداعي إلى الله تعالى ، وقبولهم لما يدعو إليه ، ولأن فيهما منافاةً للكبر والغرور والخُيلاء ، كما أن فيهما خفضٌ للجناح ولين الجانب والعفو عن زلات الآخرين وأخطائهم . ومن التواضع أن يسأل الله تعالى الإخلاص والصلاح في النية ، وأن يسأل الله تعالى قبول عمله ، وأن يحذر من الرياء أو العُجب الذي قد يحبط ما قام به . ( 3 ) الرفق واللطف والرحمة بالمدعوين : والمعنى أن يكون الداعي مُتحلياً بصفات اللين و اللطف ، والرحمة والشفقة بالمدعوين ، والصبر على ما قد يصدر منهم ، أو ينتج عن دعوتهم من متاعب ومشاق ولاسيما إذا كانوا حديثي عهدٍ بالدخول في الدين ، ثم لأن في التحلي بمجموع هذه الأخلاق منافع عديدة تُثمرُ وتؤثر - بإذن الله تعالى - في قلب المدعو ، فيأنس للدعوة ، ويلين لها، ويتأثر بها ، ويتجاوب معها . كما أن على الداعي إلى الله تعالى أن يكون حريصاً على إرادة الخير للمدعوين ودلالتهم عليه . ( 4 ) موافقة القول العمل : وهي صفةٌ خُلقيةٌ رئيسةٌ يجب أن يكون الداعي مُتصفاً ومُتحلياً بها في كل شأنه ، وتعني أن يكون قدوةً صالحةً وأُسوةً حسنةً فيما يدعو إليه من القول والعمل والنية . وهذا الخُلق لا يتحقق بغير الالتزام بما أمر الله به ، واجتناب ما نهى الله عنه ، والبعد عما لا فائدة فيه ولا نفع منه من مجريات الحياة وإن كانت من المباحات ، يُضاف إلى ذلك الترفع عن الدنيا ، وعن التنافس فيها والطمع فيما عند الله تعالى حتى يكسب الداعي حب المدعوين وثقتهم . ( 5 ) معايشة الواقع والتعاطف الحي معه : وهذا خُلقٌ يقوم على ضرورة معايشة الداعي إلى الله تعالى للواقع بما فيه ومن فيه ، وضرورة التعرف على مجرياته ، وسبر أغواره ، وعدم الانعزال عنه . كما أن ذلك الخُلق يعني الشعور الصادق بما يشعر به المدعوين من مشاعر وأحاسيس مختلفة تجمع بين الفرح والحزن ، والأمل والألم ، والشدة والرخاء ، ونحو ذلك حتى تكون دعوته منطلقةً من الواقع ومناسبةً له ولظروفه واحتياجاته . ( 6 ) الدعاء للمدعوين : وهذا خُلقٌ فاضلٌ وطبعٌ كريمٌ يعتمد على الحب في الله تعالى ، ويتم بتعويد النفس الدعاء للمدعوين بالفلاح والصلاح ، والثبات على الحق ، والتوفيق والسداد ، والهداية والرشاد ، ونحو ذلك من جميل الدعاء الذي يؤلف القلوب ، ويُرضي النفوس ، ويُحببها إلى بعضها . وبعد ؛ فليست هذه كل الصفات الأخلاقية للداعي إلى الله تعالى ؛ فهناك الكثير منها ، إلا أن هذه المجموعة لازمةٌ له على وجه التحديد حتى ينجح في تبليغ دعوته وأداء رسالته على خير وجهٍ بإذن الله تعالى ، يُضاف إلى ذلك أن على الداعي إلى الله تعالى أن يكون مُتحلياً بكل خُلقٍ جميل ، ومُتصفاً بكل طبعٍ نبيل ، والله الهادي والموفق إلى سواء السبيل .
__________________
صقر القسام ابو المهند ( اللهم يا مقلب القلوب ومثبت القلوب يا منزل الكتاب وهازم الاحزاب ومنزل الغيث على العباد * اللهم انت قلت وقولك الحق ادعوني استجب لكم ها نحن ندعوك فستجب لنا ياربنا دعائنا ** اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان وانصرهم في فلسطين ** اللهم تقبل شهدائنا ** اللهم واشف مرضانا وجرحانا ** اللهم فك أسر المأسورين وأحسن خلاص المسجونين يارب العالمين ) ( لا تنسوا ذكر الله)
|
#2
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة بارك الله فيك اخى الكريم ابو المهند فعلا يجب على الداعية إلى الله تعالى ان يتحلى بهذة الصفات الحميدة حتى يكون محبوباً مألوفا للمدعوين وصدق الله تعالى حين قال ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لنفضو من حولك ) جزاك الله كل الخير على الدعوة الجميلة .
__________________
( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) { رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً و َأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |