مصادر القراءات

[الفراشة المتألقة]

قراءة القرآن الكريم " سنة متبعة "

نقلها الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونقلها التابعون عن الصحابة ، ثم نقلها عنهم من بعدهم حتى الآن ، وحتى قيام الساعة ان شاء الله

فالمصدر الذي استقيت منه قراءات القرآن :

مـا سُمِعَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم

من المعلوم أن قراءات القرآن الكريم أخذت من فِيّ الرسول صلى الله عليه وسلم حسب العرض المنزل عليه من رب العزة والجلال سبحانه وتعالى

روى الامام البخاري - رحمه الله - أن عمر بن الخطاب قال : سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله ، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكدت أساوره في الصلاة ، فتصبرت حتى سلم ، فلببته بردائه ، فقلت مَن أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟
فقال : أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت : كذبت ، فإن رسول الله قد أقرأنيها على غير ما قرأت

فانطلقت به أقوده الى النبي صلى الله عليه وسلم

فقلت : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرأنيها !!
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " اقرأ يا هشام "
فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ
فقال رسول اللـه صلى الله عليه وسلم : " هكذا أُنزلت "
ثم قال : " اقرأ يا عمر "
فقرأت القراءة التي أقرأني
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " هكذا أنزلت ، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه "

هذا الدليل يدل على أن هشام بن حكيم وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قرآ بقراءتين مختلفتين سمعوها من رسول الله ، ولم يكونوا آن ذاك يعلمون باختلاف القراءات وتعدد أوجهها ، فحدث ما حدث ، وان دل فانه يدل على حرص الصحابة وحفظهم وصيانتهم لكتاب الله

والمصدر الثاني

التيسير الذي منحه ووهبه الله عز وجل لهذه الأمة

من تيسر الله عز وجل وتخفيفه على هذه الأمة ، أن أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يُقريء كل قوم بلغتهم وما جرت عليه عادتهم

قال بن قتيبة : ( كان من تيسيره أن أمره بأن يُقريء كل قوم بلغتهم وما جرت عليه عادتهم )

فالهذلي يقرأ ( عتى عين ) يقصد " حتى حين " لأنه هكذا يلفظ بها ويستعملها

والتميمي يهمز - أي ينطق الهمز مثل " يأمركم " ، بينما القرشي لا يهمز - أي يبدل الهمز حرف مد مناسب - فيقرأها " يامركم "

فلو أن كل فريق من هؤلاء أُمر أن يزول عن لغته وما جرى عليه لسانه من النطق لأشتد ذلك على الأمة ، وعظمت المحنة

فأراد ربنا ، خالقنا ، العالم بضعفنا ، الرحمن ، الرحيم ، أن يجعل لنا متسعا في الحركات تيسيرا وتسهيلا علينا

تنبيه

ليس كل كلمة صعبت علينا غيرنا فيها على كيفنا

هناك شروط وقواعد لكل قراءة

ومن غير في طريقة النطق حسب هواه وارادته ، فقد حرّف وبدل كلام الله عز وجل ، ويترتب على ذلك العقوبة

فانتبهوا

وفق الله الجميع لما فيه صلاح دنياه وأخراه