|
ملتقى الفتاوى الشرعية إسأل ونحن بحول الله تعالى نجيب ... قسم يشرف عليه فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عامل التقوى فى رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، شرع لنا دينا قويما ، وجعل ديننا خير دين ، فأرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، ففتح الله به قلوبا غلفا ، وبصر به أعينا عميا ، وأسمع به آذانا صما ، فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعــــــــد قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ َقبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } سورة البقرة فالصيام في اللغة : الإمساك في الجملة ، يقال : صامت الخيل : إذا أمسكت عن السير ، وصامت الريح : إِذا أمسكت عن الهبوب . والصيام في الشرع : عبارة عن الإمساك عن الطعام والشراب والجماع مع انضمام النية إليه . والصيام وصلة إلى التقوى كما فى قوله تعالى : { لَعَلَّكُمْ تَتـَّقـُونَ } ، لأن الصيام يكف النفس عن كثير مما تتطلع إليه من المعاصي ، وبالصيام ينجو الصائم من مهالك الذنوب . قال ابن عباس فى كلمة التقوى المراد بها فى الآية : لعلكم تتقون الشرك ، وقال أيضا : لعلكم تتقون العقوبة . وقال الضحاك : لعلكم تتقون النار . وقال مجاهد : لعلكم تطيعون . وقال ابن الجوزى فى زاد المسير : وفرَّق شيخنا علي بن عبيد الله بين التقوى والورع ، فقال : التقوى : أخذ عدة ، والورع : دفع شبهة ، فالتقوى : متحقق السبب ، والورع : مظنون المسبَّب . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " اسم ــ التقوى ــ إذا أفرد دخل فيه فعل كل مأمور به وترك كل محظور . قال طلق بن حبيب : التقوى : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله . وهذا كما في قوله تعالى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) } سورة القمر ، وقد يقرن بها اسم آخر كقوله تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) } سورة الطلاق ، وقوله تعالى { إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) } سورة يوسف ، وقوله تعالى : { وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } سورة النساء ، وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) } سورة الأحزاب . وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) } سورة التوبة ، وقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) } سورة آل عمران ، وأمثال ذلك . فقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) } سورة الأحزاب ، مثل قوله : { آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) } سورة الحديد ، وقوله : {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) } سورة البقرة ، فعطف قولهم على الإيمان ؛ كما عطف القول السديد على التقوى ؛ ومعلوم أن التقوى إذا أطلقت دخل فيها القول السديد وكذلك الإيمان إذا أطلق دخل فيه السمع والطاعة لله وللرسول ". والتقوى سبب في توسعة الرزق كما قال الله تعالى : { لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض (96)} سورة الأعراف ، وقال كذلك فى من يتوكل عليه : { ويرزقه من حيث لا يحتسب (3)} سورة الطلاق ، وللتقوى رداء يعرف به المتقون كما قال الله تعالى : { ولباس التقوى (96)} سورة الأعراف ، وذلك لما يظهر على المتـَّقي من أثر التقوى ، والتقوى منبعا القلب كما قال الله تعالى : { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقـْوَى الْقُلـُُوبِ (32) } سورة البقرة ، فكانت أضافة التقوى إِلى القلوب ، لأن حقيقة التقوى تقوى القلوب . فعند الترمذى بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم " . ولهذا كان كل فعل أمر الله به كان باعث تحقيقه التقوى ، فكما قال الله فى الهدْىَ : { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) } سورة البقرة ، والمعنى كما قال ابن الجوزى فى زاد المسير : لن تُرفع إِلى الله لحومُها ولا دماؤها ، وإِنما يُرفع إِليه التقوى؛ وهو ما أُرِيدَ به وجهُه منكم . فمن قرأ «تناله التقوى» بالتاء ، فإنه أنث للفظ التقوى . ومن قرأ : «يناله» بالياء ، فلأن التقوى والتُّقى واحد . والإِشارة بهذه الآية إِلى أنه لا يقبل اللحوم والدِّماء إِذا لم تكن صادرة عن تقوى الله ، وإِنما يتقبل ما يتقونه به . فاللهم اجعلنا من الأتقياء الأخفياء اللهم آمين وكتبه العبد الفقير إلى ربه الغنى أبى البراءالأحمدى غفر الله له ولوالديه ومشائخه والمسلمين اللهم آمـــــــين
__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
|
#2
|
|||
|
|||
تقبل الله منا ومنكم صيامنا وقيامنا وركونا وسجودنا ودعائنا
وبارك الله لنا بك يا شيخنا الكريم يا حبذا لو كانت هناك دورس من فضيلتكم ننور بها بصيرتنا وترشدنا بها الى الطريق الصحيح |
#3
|
|||
|
|||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك اخانا الكريم ابا البراء الاحمدي جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك تقبل الله منا ومنكم صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا واسكننا الفردوس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |