|
|||||||
| ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
خيار الناس وأفضلهم فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: فكلُّ مسلم يرغب أن يكون من خيار الناس وأفضلهم، وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر صفات خيار الناس وأفضلهم، فمنها: الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال، اعتزال الناس وقت الفتن والهرج: عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه، قال: قيل: يا رسول الله، أيُّ الناس أفضل؟ فقال: ((مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله))، قالوا: ثم مَنْ؟ قال: ((مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله، ويدع الناس من شره))؛ [متفق عليه]. قال العلامة ابن باز رحمه الله: هذا فيه فضل الجهاد مع الإيمان، وأما بدونه لا ينفع، ((مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شرِّه))، هذا محمول عند أهل العلم في وقت الفتن، والهرج، وعند الحاجة. وأما كونه مع المؤمنين أفضل فيما سوى ذلك. قال العلامة العثيمين رحمه الله: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الناس خير؟ قال: ((رجل جاهد بنفسه وماله))، فهذا خير الناس؛ لأنه ركب ذروة سنام الإسلام، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((وذروة سنامه الجهاد)). والثاني: ((رجل في شعب من الشعاب يعبد ربه، ويدع الناس من شرِّه))، وهذا في حال الفتن، وحال الشر باختلاط الناس، فتكون العزلة في شعب من الشعاب خيرًا من الاختلاط بالناس؛ لِمَا في الاختلاط من الفتنة والشر، فالجهاد في حال مشروعيته وجوبًا أو استحبابًا خيرٌ من العزلة، والعزلةُ في حال الفتنة خيرٌ من الاختلاط. تعلم القرآن وتعليمه: عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم مَنْ تعَلَّم القرآن وعَلَّمه))؛ [رواه البخاري]. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في رواية الترمذي ((خيركم أو أفضلكم من تعَلَّم القرآن وعَلَّمه))، ولا شك أن الجامع بين تعلُّم القرآن وتعليمه مكملٌ لنفسه ولغيره، جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدي، ولهذا كان أفضل. من سلم المسلمون من لسانه ويده: عن ابن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خير المسلمين مَنْ سَلِم المسلمون من لسانه ويده))؛ [رواه مسلم]. قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ((سَلِم المسلمون من لسانه)) فلا يسُبُّهم، ولا يلعنهم، ولا يغتابهم، ولا ينمُّ بينهم، ولا يسعى بينهم بأيِّ نوع من أنواع الشر والفساد، فهو قد كَفَّ لسانَه، وكفُّ اللسانِ من أشدِّ ما يكون على الإنسان، وهو من الأمور التي تصعُب على المرء، وربما يستسهل إطلاق لسانه. إطعام الطعام، وردُّ السلام: عن صهيب رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من أطعم الطعام وردَّ السلام))؛ [رواه الحاكم، وحسنه الألباني برقم (3318) في صحيح الجامع]. قال العلامة الألباني رحمه الله: في هذا الحديث فوائد: الثانية: فضل إطعام الطعام، وهو من العادات الجميلة التي امتاز بها العرب على غيرهم من الأمم، ثم جاء الإسلام وأكَّد ذلك أيما توكيد كما في هذا الحديث. حُسْن الخُلُق: عن ابن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خياركم أحاسنُكم أخلاقًا))؛ [متفق عليه]. وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خياركم أحاسِنُكم أخلاقًا، المُوطؤون أكنافًا، وشراركم الثرثارون المُتفيهقون المُتشدقون))؛ [رواه الطبراني، وصححه الألباني برقم: (77) في سلسلة الأحاديث الصحيحة]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خياركم أطولُكم أعمارًا، وأحسنُكم أخلاقًا))؛ [رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني برقم (3262) في صحيح الجامع]. قال الإمام النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن من خياركم أحاسنكم أخلاقًا)) فيه الحث على حُسْن الخُلُق، وبيان فضيلة صاحبه، وهو صفة أنبياء الله وأوليائه، قال الحسن البصري: حقيقة حسن الخلق: بذل المعروف، وكفُّ الأذى، وطلاقة الوجه. وقال القاضي عياض: هو مخالطة الناس بالجميل والبشر، والتودُّد لهم، والإشفاق عليهم، واحتمالهم والحلم عنهم، والصبر عليهم في المكاره، وترك الكبر والاستطالة عليهم، ومجانبة الغلظ والغضب والمؤاخذة. حسن معاشرة الأهل: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب صحيح]. قال الإمام الطيبي رحمه الله: قوله: ((خيركم)) دلالة على حسن المعاشرة مع الأهل، واحتمال الأذى منهم، والصبر على سوء أخلاقهم. الإحسان في العمل: عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خياركم أطولكم أعمارًا وأحسنكم أعمالًا))؛ [رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم (1298)]. قال الإمام المناوي رحمه الله: ((خياركم أطولكم أعمارًا، وأحسنكم أعمالًا))؛ لأن المرء كلما طال عمره وحسن عمله يغتنم من الطاعات، ويراعي الأوقات فيتزوَّد منها للآخرة، ويكثر من الأعمال الموجبة للسعادة الأبدية. كل مخموم القلب، صدوق اللسان: عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: ((كلُّ مخموم القلب، صدوق اللسان))، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: ((هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غلَّ ولا حسد))؛ [رواه ابن ماجه، وقال الإمام البوصيري: هذا إسناد صحيح، وصححه الألباني برقم: (3397) في صحيح سنن ابن ماجه]. قال الإمام أبي الحسن السندي رحمه الله: قوله: ((كلُّ مخموم القلب))، قال السيوطي: بالخاء المعجمة، قال في النهاية: هو من خممت البيت: إذا كنسته ونظفته. قوله: ((لا غل)) بالكسر الحقد. من ينفع الناس: عن جابر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خيرُ الناس أنفعُهم للناس))؛ [رواه الطبراني، وحسنه الألباني برقم (3289) في صحيح الجامع]. قال الإمام المناوي رحمه الله: بالإحسان إليهم بماله وجاهه. الإحسان في قضاء الدَّيْن: عن أبي هريرة رضي الله عنه، جاء رجل يتقاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرًا، فقال: ((أعطوه سنًّا فوق سنه))، وقال: ((أحسنكم قضاء للدَّيْن))؛ [رواه مسلم]. وعن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: استلف النبي صلى الله عليه وسلم بكرًا، فجاءته إبل الصدقة، فأمرني أن أقضي الرجل بكرًا، فقلت: لا أجد في الإبل إلا جملًا خيارًا رباعيًّا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطه إياه، فإن خيرَ الناس خيرُهم قضاء))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح]. وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن خيار عباد الله الموفون المُطيبون))؛ [رواه الطبراني، وصححه الألباني برقم (2062) في صحيح الجامع]. قال العلامة ابن باز رحمه الله: الأفضل للمؤمن إذا كان عليه حق أن يوفي الحق بإحسان أو يزيد، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان عنده سن لإنسان فأعطاه سنًّا أعلى من سنِّه وقال: ((إن خياركم أحسنكم قضاء)). من يلين مناكبه في الصلاة لإخوانه: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خياركم ألينكم مناكب في الصلاة))؛ [أخرجه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح أبي داود]. •قال الشيخ عبدالمحسن العباد: حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خياركم ألينكم مناكب في الصلاة))؛ يعني أنه إذا طلب منه أن يتقدم تقدم، وإذا طلب منه أن يتأخر تأخَّر...وهذا من جنس قوله: ((لينوا في أيدي إخوانكم))، وفيه بيان فضل من يكون كذلك، وأن هذا مما يمدح عليه ويعتبر صاحبه من الخيار. الذين إذا رؤوا ذُكر الله: عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا أخبركم بخياركم؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((خياركم الذين إذا رُؤوا ذكر الله))؛ [رواه البخاري في الأدب المفرد، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد، برقم (246)]. قال العلامة الألباني رحمه الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بخياركم؟))،قالوا: بلى، قال:((الذين إذا رؤوا ذكر الله))،ما معنىهذا الكلام: ((الذين إذا رؤوا ذكر الله)) هذا يشير إلى قاعدة الظاهر والباطن يعني أن المسلم الذي هو حقيقة متمسك بإسلامه، فإن الإسلام يتجلَّى على مظهره. قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن العباد: وذلك لحسن استقامتهم، وحسن عبادتهم، وإقبالهم على طاعة الله- جلَّ وعلا- ولتواضعهم وذلهم لله وانكسارهم بين يديه، ولما قام فيهم من الخشية لله، والهيبة لله، والتعظيم لله، والتأثُّر بتلاوة كلام الله. من يُرجي خيره، ويؤمن شره: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على أناس جلوس فقال: ((ألا أخبركم بخيركم من شركم؟))، قال: فسكتوا. فقال ذلك ثلاث مرات، فقال رجل: بلى يا رسول الله، أخبرنا بخيرنا من شرنا. قال: ((خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره))؛ [رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح]. قال الإمام المباركفوري رحمه الله: ((خيركم من يرجى خيره))؛ أي: من يرجو الناس منه إحسانه إليهم. ((ويؤمن شره))؛ أي: من يؤمنون عنه من إساءته عليهم.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |