العافية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5125 - عددالزوار : 2414668 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4714 - عددالزوار : 1726041 )           »          المدونة الكبرى للإمام مالك رواية سحنون بن سعيد التنوخي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 410 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 631 - عددالزوار : 25356 )           »          الأخطاء الطبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          إصدارات لتصحيح المسار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 10541 )           »          قناديل على الدرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 41 - عددالزوار : 25728 )           »          حديث أبي ذر.. رؤية إدارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 194 )           »          أسبـــاب هـــلاك الأمـــم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 490 - عددالزوار : 204123 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-12-2025, 03:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,858
الدولة : Egypt
افتراضي العافية

العافية

د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري

دعونا نتأمل الناس من حولنا، ممن نشاهد يومياتهم ونراهم بأعيننا، ممن افتقدوا تمام العافية وكمالها، أقلُّهم من يُحرم أنواعًا من المأكولات، ومنهم من لا يمر يوم إلا بوكز إبرٍ، ومنهم لا يتحرك إلا مُسنَدًا، ومنهم من يلتزم مشفًى لتصفية دمه من الشوائب، ومنهم من حُرم تذوق الطعام ليصل إلى أمعائه عن طريق أنابيب، ومنهم من تصاحب الأدوية أوقاته، ومنهم لا يغادر الفراش جسده، ومنهم لا يستمع إلى أقرب الناس إليه إلا بشِقِّ الأنفس، ومنهم من لا يرى لونًا يمايزه ولا حرفًا يقرؤه، ومنهم من فقد السيطرة على مشاعره وأحاسيسه فصار غضوبًا، ومنهم من تساوت أيامه، فلا يفرِّق بين حزنٍ وفرح، ومنهم من لا يستطيع مخالطة الناس ومعاشرتهم، والتعامل معهم لمرضٍ نفسي، ومنهم من فقَد تفكيره فعاد طفوليًّا، ومنهم من حُرم لذة السجود على أعضاء سبعة، ومنهم من لا يستطيع صومًا، ومن فقد قوةً فلا يستطيع حجًّا، فقد تسلب العافية مع كِبر السن، وقد تُسلب لعارض مفاجئ، وقد تُسلب بسبب سلوك خاطئ في تناول ما يضر قطعًا، وقد يكون ضرره غير متدرج، وقد تكون بتناول أشياء تزيد من المزاج، وتهلك الجسد، فإذا رأينا هؤلاء النماذج من الناس، فلنحمد الله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، نحمده سبحانه وتعالى على قوة الأبدان، وصحة الأجساد، وسلامة الحواس، ونقاء النفس، وتوازن السلوك، وضبط الأعصاب، وعلى عدم الاحتياج لمساعدة الغير أو مساندتهم، لذلك يا عباد الله؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((احفظ الله يحفظك))، احفظ حدوده وحقوقه، وأوامره ونواهيه، بالوقوف عند أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب، وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به، وأذن فيه، إلى ما نهى عنه سبحانه وتعالى، فمن حفِظ الله في جسده، حفِظ الله له جسده، ومن حفظ الله في سمعه وبصره وقلبه، أدامها عليه سليمةً؛ فالجزاء من جنس العمل، هذا هو الأصل يا عباد الله، إلا أن يُبتلى الإنسان بلاءَ اختبارٍ على قوة الإيمان، لا بلاء عاقبة على تعدٍّ على حرمات الله، ومن حفظ الله في صباه وقوته، حفظه الله في حال كِبره وضعف قوته، ومتَّعه بسمعه وبصره، وحَوله وقوته وعقله.

جاوز الإمام العلامة شيخ الإسلام القاضي أبو الطيب طاهر بن عبدالله الطبري المائة سنة، وهو ممتَّع بقوته وعقله، فوثب يومًا وثبةً شديدةً، فعُوتب في ذلك، فقال: "هذه جوارحُ حفِظناها عن المعاصي في الصغر، فحفِظها الله علينا في الكبر"، وعكس هذا فإن بعض السلف رأى شيخًا يسأل الناس، فقال: "إن هذا ضيَّع الله في صغره، فضيَّعه الله في كِبره".

وحدث سليم بن عامر قال: سمعت أوسط البجلي، على منبر حمص، يقول: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال: فاختنقَتهُ العَبرة وبكى، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المنبر يقول عام أول: ((سلوا الله العفو والعافيةَ، واليقين في الأولى والآخرة؛ فإنه ما أُوتي العبد بعد اليقين خيرًا من العافية)).

وعن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلًا فقال: ((سَلِ الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة)).

الله عز وجل سخَّر لنا ملائكةً تحفظنا بأمر سبحانه وتعالى، يتعاقبون فينا بالليل والنهار، فإذا صعِدت ملائكة الليل، جاء في عقبها ملائكة النهار، وإذا صعدت ملائكة النهار، جاء في عقبها ملائكة الليل؛ وقال مجاهد رحمه الله تعالى: "ما من عبدٍ إلا وله ملَك موكَّل به، يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فما منهم شيء يأتيه يريده إلا قال: وراءك! إلا شيئًا يأذَن الله فيه فيصيبه"، وهذا كله يا عباد الله مصداقٌ لقول الله تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 11]، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرُج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون))، فالمؤمن في كل صباح ومساء يدعو الله عز وجل بالحفظ والعفو والعافية؛ فعن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما، يقول: ((لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هؤلاء الكلمات حين يصبح وحين يُمسي: اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمِن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي))؛ يعني: الخسف؛ [أخرجه الحاكم في مستدركه].

وأخرج الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة، قال: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة)).

أخرج مسلم في صحيحه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلًا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفَرخ - أي ضعُف - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجِّله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله! لا تطيقه أو لا تستطيعه، أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار؟))، فالحسنة في الدنيا - أيها المؤمنون - العبادة والعافية، وفي الآخرة الجنة والمغفرة.

وأخرج مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه: ((أنه أمر رجلًا إذا أخذ مضجعه قال: اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتَّها، فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية)).

وأخرج الحاكم في مستدركه، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: ((علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم في وِتري إذا رفعت رأسي، ولم يبقَ إلا السجود: اللهم اهدِني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولَّني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقِني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليتَ، تباركت ربنا وتعاليت)).

وأخرج مسلم في صحيحه، عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال: ((كان الرجل إذا أسلم، علَّمه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاةَ، ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم اغفر لي وارحمني، واهدِني وعافِني وارزقني)).

وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: ((اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدِني، وعافِني، وارزقني)).

أيها المؤمنون: العافية نسألها الله عز وجل في الصلاة، وفي الصباح، وفي المساء، وعند المنام؛ فهي سبب في حياة حرة بلا قيد، وهي سبب في عبادة الله بلا مشقة، وبلا نقصان، وبلا عجز، وهي سبب في الاستغناء عن الآخرين، وهي سبب في الحركة بلا توجُّسٍ، فاحمدوا الله - يا عباد الله - على العافية، واسألوه العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، واستغفروه؛ إنه كان غفارًا.

الخطبة الثانية
أخرج الحاكم في مستدركه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصَّى سلمانَ الخيرَ، فقال: ((يا سلمانُ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يمنحك كلماتٍ، تسألهن الرحمن، وترغب إليه فيهن، وتدعو بهن في الليل والنهار، قل: اللهم إني أسألك صحةً في إيمان، وإيمانًا في حُسن خُلق، ونجاحًا يتبعه فلاحٌ، ورحمةً منك، وعافيةً ومغفرةً منك ورضوانًا)).

وإذا سألنا الله العافية، فنعوذ به سبحانه وتعالى من العجز؛ فقد أخرج البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي طلحة: ((التمس غلامًا من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر، فخرج بي أبو طلحة مردفي، وأنا غلام راهقت الحُلُم، فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرًا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدَّين، وغلبة الرجال)).

وأخرج مسلم في صحيحه عن خولة بنت حكيم السلمية تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من نزل منزلًا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضرَّه شيء حتى يرتحل من منزله ذلك)).

وأخرج أحمد في مسنده، عن محمد بن إبراهيم، أن أبا عبدالله، أخبره أن ابن عابس الجهني، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((يا بن عابس، ألَا أخبرك بأفضل ما تعوَّذ به المتعوِّذون؟ قال: قلت: بلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1]، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1] هاتين السورتين)).

فقد شملت المعوِّذتان التعوُّذ من شر الدنيا كلها ظاهرها وباطنها، ومن شر الحسد والسحر، ومن شر الخلق كلهم، ومن شر الجِنة والناس، ليكون الإنسان صحيحًا سليمًا معافًى.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.52 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]