دور «المسؤولية الاجتماعية» في بناء المواطن الصالح وحماية المجتمع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المدونة الكبرى للإمام مالك رواية سحنون بن سعيد التنوخي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 483 )           »          فقهُ الابتلاء في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          نعمة الإيمان باليوم الآخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حال المؤمن مع الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أحكام العقيقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          اعتناق الإسلام سِرًّا طوال العمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حال المؤمن عند الشدائد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من سيؤهل علماء المستقبل؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          {وما كان ربك نسيا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          واحذرهم أن يفتنوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-12-2025, 05:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,915
الدولة : Egypt
افتراضي دور «المسؤولية الاجتماعية» في بناء المواطن الصالح وحماية المجتمع




دور «المسؤولية الاجتماعية» في بناء المواطن الصالح وحماية المجتمع


  • حين يدرك الفرد أثر سلوكه على الجماعة ويتحمل دوره في خدمة المجتمع يصبح مواطنًا صالحًا يسهم في بناء حضارة مزدهرة
  • تعدّ المسؤولية الاجتماعية ركيزة أساسية في بناء المجتمعات المتماسكة والمتقدمة وهي ليست مفهوماً حديثاً بل هي جوهر من جواهر رسالة الإسلام الحضارية
  • التربية على المسؤولية الاجتماعية هي الاستثمار الحقيقي في الإنسان وهي الضمانة الأهم لبناء مجتمع قوي متماسك قادر على مواجهة التحديات
  • ينبغي العناية بالشراكة بين المؤسسات لتحقيق التكامل بين الأسرة والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية لخلق بيئة حاضنة للمسؤولية لتبني المواطن الصالح
  • تواجه المجتمعات المعاصرة تحديات متزايدة تتعلق بتراجع القيم وارتفاع مؤشرات الفردية والأنانية، وضعف الحسّ بالواجب نحو الجماعة
  • التربية على المسؤولية الاجتماعية ليست خطوة واحدة بل منظومة متكاملة تبدأ بالأسرة وتترسخ في المدرسة وتُعزّز عبر المؤسسات الدينية والإعلامية وتُترجم عمليا عبر سياسات الدولة وبرامجها
تواجه المجتمعات المعاصرة تحديات متزايدة تتعلق بتراجع القيم، وارتفاع مؤشرات الفردية والأنانية، وضعف الحسّ بالواجب نحو الجماعة، وفي ظل هذه التحولات، تبرز الحاجة إلى إعادة بناء مفهوم «المسؤولية الاجتماعية» باعتباره أحد الركائز الأساسية لتكوين المواطن الصالح القادر على الإسهام في نهضة المجتمع. ولا تقوم التربية على المسؤولية الاجتماعية على التلقين النظري، بل على بناء منظومة قيمية وسلوكية متكاملة تُترجم إلى ممارسات واقعية، وتبدأ من الأسرة وتمتد إلى المدرسة والمؤسسات الدينية والثقافية، وصولًا إلى الدولة ومؤسساتها.
مفهوم المسؤولية الاجتماعية
تعرف المسؤولية الاجتماعية بأنها وعي الفرد بارتباط سلوكه بالمصلحة العامة، واستعداده الطوعي ليتصرف بما ينفع الجماعة ويتحمل تبعات قراراته تجاهها، وتشير أدبيات التربية إلى أن المسؤولية الاجتماعية تشمل أبعادًا مثل المشاركة الإيجابية، والاهتمام بالآخرين، والضبط الذاتي، والشعور بالالتزام تجاه الصالح العام. وفي المقابل فإن مفهوم «المواطن الصالح» في المنظور الإسلامي ليس مجرد فرد ملتزم بالقانون؛ بل هو إنسان يحيا عبوديته لله -تعالى-، ويستحضر مراقبته في علاقته بالناس، فيلتزم بالعدل، ويحترم الحقوق، ويسهم في عمران مجتمعه ووحدة أمته. وتجمع المواطنة الصالحة في الإسلام بين الانتماء للوطن وخدمته، والانتماء للأمة والدفاع عن قضاياها، ضمن إطار أخلاقي قائم على التقوى والكرامة الإنسانية.
الإطار النظري للمسؤولية الاجتماعية
  1. الاتجاه السلوكي: يرى هذا الاتجاه أن السلوك المسؤول يمكن تكوينه من خلال التعزيز الإيجابي، والقدوة والتدريب العملي، والملاحظة والمحاكاة، وهذا يعني أن الفرد يتعلم المسؤولية عبر التجربة اليومية أكثر من التعلم النظري.
  2. الاتجاه المعرفي: ويركز هذا الاتجاه على تكوين الوعي، والتفكير الأخلاقي، والقدرة على اتخاذ القرار؛ فالمسؤولية هنا تُبنى عبر تنمية الإدراك، أي معرفة (لماذا) نقوم بالفعل المسؤول قبل (كيف).
  3. الاتجاه القيمي: ويربط هذا الاتجاه المسؤولية بمنظومة قيم الفرد، ويشير إلى أن التربية الأخلاقية العميقة تنتج مواطنًا مسؤولًا ثابت المبادئ وغير قابل للتلاعب.
  4. الاتجاه الإسلامي: وهو الذي يؤسس للمسؤولية عبر الرقابة الذاتية (التقوى)، والرقابة المجتمعية (الأمر بالمعروف)، والرقابة القانونية (الحدود والأنظمة)؛ ما يجعل المسؤولية نابعة من الداخل، ومحمية من الخارج.
أبعاد المسؤولية الاجتماعية
  • البُعد الأخلاقي: الشعور بالواجب تجاه الآخرين واحترام القيم والمبادئ.
  • البُعد السلوكي: تحويل الشعور الأخلاقي إلى ممارسات ملموسة.
  • البُعد المجتمعي: الانخراط في مبادرات تسهم في تنمية المجتمع وحلّ مشكلاته.
وفي السياق الإسلامي، تُعدّ المسؤولية الاجتماعية جزءًا أصيلًا من العقيدة والسلوك، كما في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».
جذور مفهوم المسؤولية الاجتماعية
تتميز الحضارة الإسلامية برؤية شمولية تبني الإنسان من الداخل قبل الخارج، ومن أهم ركائز هذه الرؤية:
  • مبدأ الاستخلاف: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}. الإنسان خليفة في الأرض، والخلافة تقتضي المسؤولية عن عمارتها وإصلاحها.
  • مبدأ التكليف: فالإنسان مُكَلَّف بمهام تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه وأمته.
  • التكافل الاجتماعي: يعدّ المجتمع مسؤولًا عن أفراده، كما في الزكاة والصدقات والوقف، وهي مؤسسات اقتصادية تجسد أعلى أنواع المسؤولية الاجتماعية.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ليس بمعناه الضيق، بل بمعناه الحضاري الواسع الذي يشمل الإصلاح، والرقابة المجتمعية الإيجابية، وتوجيه السلوك.
  • حقوق الجار والمجتمع: وهي قيم تعزز الانتماء وتدفع الفرد إلى مراعاة أثر سلوكه على الآخرين.
  • مفهوم الأمة: الذي يجعل الفرد جزءًا من منظومة أكبر، فيشعر بدوره ومسؤوليته ضمن مشروع حضاري ممتد.
المنطلقات الإسلامية للتربية على المسؤولية
تستند التربية على المسؤولية في الإسلام إلى مركزية التكليف؛ حيث يُنظر إلى الإنسان على أنه خليفة الله في الأرض، وهو مسؤول عن نفسه ومجتمعه وبيئته أمام الله -تعالى-. وتقوم النصوص القرآنية والنبوية على ترسيخ قيم مثل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتكافل، والوفاء بالعهد، وحفظ الحقوق، وهي كلها مفاهيم تؤسس لروح المواطن المسؤول، كما يقدم التاريخ الإسلامي نماذج مبكرة لمفهوم المواطنة المشتركة والتكافل الاجتماعي، مثل وثيقة المدينة التي أرست مبادئ حماية المجتمع، وتوزيع المسؤوليات، واحترام التعدد في إطار عقد جامع، وهي قاعدة مهمة في بناء وعي معاصر بالمواطنة الصالحة.
خصائص المسؤولية الاجتماعية لدى الشباب
تشير الدراسات التربوية إلى أن المسؤولية الاجتماعية تنمو بالتدرج عبر مراحل الطفولة والمراهقة حتى الرشد، وتزداد عمقا كلما اتسعت خبرة الفرد بالتعاون والعمل الجماعي وخدمة الآخرين؛ كما بينت البحوث الميدانية أن مشاركة الشباب في الأنشطة التطوعية والجماعية تعزز من ثقتهم بأنفسهم، وتقلل من اللامبالاة، وتزيد استعدادهم لتحمل أدوار بناءة في المجتمع، وترتبط المسؤولية الاجتماعية بعدد من المهارات والسمات مثل: المبادرة، والقدرة على اتخاذ القرار، واحترام النظام، والوعي بالحقوق والواجبات، والاهتمام بقضايا المجتمع والبيئة، وهي عناصر أساسية في تكوين المواطن الصالح.
أدوار الأسرة والمدرسة في غرس المسؤولية
تعدّ الأسرة البيئة الأولى التي يتعلم فيها الطفل معنى الالتزام، والصدق، واحترام القواعد، والمشاركة في الأعباء اليومية، وهي ممارسات بسيطة لكنها تشكل نواة المسؤولية الاجتماعية، وتوضح بعض الدراسات أن أسلوب الوالدين القائم على الحوار وتكليف الأبناء بمهام حقيقية، أكثر فاعلية في تنمية المسؤولية من الأسلوب التسلطي أو المتساهل جدًا، كما يكتسب الطفل المسؤولية بملاحظة سلوك والديه في الاهتمام بشؤون الأسرة والجيران والمجتمع، ولابد هنا من التكليف التدريجي بإسناد مهام بسيطة للطفل تتناسب مع عمره (ترتيب غرفته، المشاركة في شؤون المنزل) لتعزيز الثقة والشعور بالمسؤولية، ومن ثم ربط السلوك بالآثار الإيجابية من خلال شرح كيف أن تصرفاته (كإلقاء النفايات) تؤثر على الآخرين وعلى البيئة. أما المدرسة فهي الفضاء المنظم الذي يمكن أن يحول هذه البذور الأسرية إلى سلوك اجتماعي راسخ، من خلال الحياة المدرسية، والعمل الجماعي داخل الصف، والأنشطة الطلابية، وانتخابات المجالس الطلابية، وبرامج الخدمة المجتمعية؛ كما يسهم المعلم الواعي بدوره في التربية على المسؤولية حين يعامل التلميذ بوصفه شريكا في التعلم، ويمنحه فرص اتخاذ القرار وتحمل عواقبه داخل بيئة آمنة.
دور الإعلام والمجتمع المدني
يؤدي الإعلام الحديث، التقليدي والرقمي، دورًا حاسمًا في تزويد وعي الشباب بقيم المسؤولية أو اللامبالاة، من خلال نماذج القدوة التي يسلط عليها الضوء وخطاب الترفيه والاستهلاك السائد، ويمكن تحويل هذه المنصات إلى أدوات تربية على المسؤولية إذا تم توجيهها لإبراز قصص النجاح المجتمعي، والحملات التطوعية، وثقافة احترام النظام والبيئة في المجتمع، كما تمثل مؤسسات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية ميدانا عمليا لتعلم المسؤولية الاجتماعية؛ حيث يتدرب الشباب على التخطيط للمشاريع، وإدارة الوقت والموارد، والعمل ضمن فرق، والتواصل مع فئات مختلفة من المجتمع في قضايا التعليم والصحة والإغاثة والبيئة وغيرها.
التربية على المواطنة الصالحة
تؤكد الدراسات الإسلامية في التربية على أن بناء المواطن الصالح يبدأ من ترسيخ الهوية الإيمانية، ثم ربطها بسلوك عملي في المجال العام، وليس بحصر التدين في الجانب الشعائري فقط، وتشمل المواطنة الصالحة: احترام الأنظمة، والمحافظة على المرافق العامة، والالتزام بالعمل المتقن، والمشاركة في الشأن العام، والدفاع عن الوطن من أي عدوان، إلى جانب نصرة قضايا الأمة الكبرى، وتختلف المواطنة في التصور الإسلامي عن بعض التصورات القومية الضيقة؛ فهي لا تبرر العدوان على الشعوب الأخرى، ولا تستحل الظلم باسم المصلحة الوطنية؛ بل تضبط الانتماء الوطني بقيم العدل والإحسان وكرامة الإنسان؛ ومن ثم فإن إعادة إنتاج المواطن الصالح تعني إعادة صياغة تصور الشباب للعلاقة بين الدين والوطن والإنسان في إطار واحد متكامل.
أهمية التربية على المسؤولية الاجتماعية
  1. مواجهة الفردية المفرطة: إذ تسود ثقافة (أنا أولًا) على حساب الواجبات العامة.
  2. تعزيز السِّلم الاجتماعي: فكلما ارتفع مستوى الشعور بالمسؤولية، قلت الجرائم والمشكلات الأخلاقية والاجتماعية.
  3. رفع جودة الحياة: وذلك من خلال مشاركة الناس في حل مشكلاتهم، بدلًا من الاعتماد الكامل على الدولة.
  4. تنمية الوعي الوطني: فالمواطن المسؤول أكثر التزامًا بالقوانين، وأكثر استعدادًا للتطوع والإسهام.
ويتطلب مشروع (إعادة إنتاج المواطن الصالح) رؤية شمولية تتجاوز حدود الخطاب الأخلاقي المجرد، وتنتقل إلى الفعل المؤسسي والممارسة اليومية، وإن المجتمع الذي يعتني بالمسؤولية الاجتماعية يعيد إنتاج «المواطن الصالح» القادر على الإسهام في حضارة إنسانية راقية، يعيش فيها الفرد لذاته وللآخرين في الوقت نفسه، ويقوم بدور إيجابي في إعمار الأرض، كما أراد الإسلام للبشرية جمعاء.
معوقات التربية على المسؤولية الاجتماعية
  • التربية على الاتكالية: حيث تتم تنشئة الطفل على الاعتماد الكامل على الوالدين والخادمات؛ ما يقتل روح المبادرة لديه.
  • المناهج التعليمية النظرية: التي تهمش الجانب التطبيقي والقيمي لصالح الحشو المعلوماتي والامتحانات.
  • الإحباط المجتمعي: عندما يشعر الشباب أن جهودهم لن تغير من الواقع شيئاً في ظل انتشار الفساد والبيروقراطية؛ فيؤدي إلى «عزلة اجتماعية طوعية».
  • التحولات الرقمية المتسارعة: فقد أدى انتقال العلاقات الإنسانية للفضاء الافتراضي إلى ضعف الروابط المباشرة، وقلّل من الشعور بأثر السلوك الاجتماعي على الآخرين.
  • غياب القدوات المؤثرة: وذلك في ظل هيمنة «المؤثرين» على منصات التواصل؛ حيث يعاني الشباب من نقص القدوة الأخلاقية، وبذلك تزداد الفجوة بين القيم المثالية التي يتعلّمونها، والسلوكيات الواقعية التي يشاهدونها.
  • النزعة الاستهلاكية: حيث تروّج كثير من المنصات الإعلامية التجارية لنمط حياة يقوم على المتعة والإنفاق؛ ما يضعف الإحساس بواجب الفرد تجاه مجتمعه.
  • ضعف التنسيق بين المؤسسات: غالبًا ما تعمل الأسرة والمدرسة والإعلام كلٌّ بمعزل عن الآخر؛ ما يؤدي إلى ازدواجية الرسائل التربوية.
استراتيجيات إعادة إنتاج المواطن الصالح
يمكن الحديث عن حزمة من الاستراتيجيات العملية لبناء التربية على المسؤولية الاجتماعية:
  • دمج قيم المسؤولية والمواطنة في المناهج الدراسية بطريقة أصيلة، من خلال دروس، ومشروعات، وأنشطة تقييم تشجع على العمل الجماعي وخدمة المجتمع.
  • تصميم برامج تدريبية للشباب في المدارس والجامعات والمراكز الشبابية، تركز على العمل التطوعي، والقيادة، وإدارة المبادرات المجتمعية، مع إتاحة فرص حقيقية للتطبيق الميداني.
  • تفعيل الشراكات بين المؤسسات التعليمية ومجالس المحافظات والجمعيات الخيرية والهيئات البيئية والقطاع الخاص؛ بحيث يشارك الطلبة في مشروعات واقعية لتنظيف الأحياء، ومحو الأمية، ودعم الأسر المحتاجة، وحملات التوعية.
  • تأهيل الأئمة والخطباء والمعلمين والمربّين لإبراز البعد الاجتماعي للمسؤولية في خطابهم، وربط الإيمان بقيم العمل العام، والنزاهة، واحترام القانون، وحفظ الحقوق.
  • استثمار وسائل التواصل الاجتماعي منصات لتسويق السلوك المسؤول، عبر حملات إيجابية يقودها شباب مؤثرون يقدّمون نماذج عملية للمواطنة الصالحة.
  • صياغة (ميثاق للمسؤولية الاجتماعية) يتضمن: احترام النظام، والعمل التطوعي، والحفاظ على البيئة، والتأكيد على أهمية التضامن المجتمعي، والأمانة في العمل، والاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا.
  • إحياء الوقف ليكون أداة فاعلة في تمويل المبادرات المجتمعية، ودعم البرامج التدريبية القائمة على إدارة السلوك، والتربية على القيم، وغرس روح الانتماء، والتواصل البنّاء مع الأبناء.
مؤشرات المسؤولية الاجتماعية لدى الشباب
  1. مقياس السلوك الفردي: المتمثل في احترام المواعيد، والالتزام باللوائح والأنظمة المدرسية، والاعتناء بالنظافة الشخصية والعامة، والتصرف باحترام تجاه الآخرين.
  2. مقياس المواطنة الرقمية: وذلك من خلال عدم نشر الشائعات، واحترام الخصوصية، والاستخدام الآمن للتقنية، والتفاعل الإيجابي في المنصات الرقمية.
  3. مقياس الوعي المجتمعي: وذلك من خلال المشاركة في الأنشطة المدرسية، والاهتمام بالقضايا العامة، والاستعداد لحل المشكلات.
  4. مقياس التطوع والانخراط المجتمعي: وذلك بمعرفة عدد ساعات التطوع، ونوع المبادرات المشاركة فيها، وعدد المبادرات الذاتية التي يقودها الطالب.
  5. مقياس الانضباط: الذي يتمثل في احترام الأنظمة، وتجنب السلوكيات السلبية، والمبادرة بالاعتذار عند الخطأ
خاتمة القول:
تمثل التربية على المسؤولية الاجتماعية اليوم مدخلًا أساسيًا لإعادة إنتاج المواطن الصالح القادر على الجمع بين الانتماء القيمي والفاعلية المدنية، وذلك في عالم تتزايد فيه التحديات الأخلاقية والاجتماعية، ويقتضي هذا المشروع رؤية تربوية متكاملة تنطلق من مرجعية إسلامية أصيلة، وتستفيد من خبرات الدراسات التربوية والاجتماعية المعاصرة. وبهذه الرؤية تصبح التربية على المسؤولية الاجتماعية مشروعًا حضاريًا متكاملًا يعيد تكوين ضمير الفرد والجماعة، ويُنتج مواطنا صالحا يرى في خدمة الناس وإعمار الأرض جزءًا من طاعته لله، لا مجرد واجب مدني مفروض عليه، وتتطلب استدامة هذا المشروع التربوي أن يتحول من مبادرات متفرقة إلى سياسة عامة ورؤية مجتمعية يتبناها صناع القرار والمؤسسة الدينية والتربوية والإعلامية معًا، مع نظام متابعة يقيس أثر البرامج على وعي الأجيال الجديدة وسلوكها؛ فكلما رُبطت المسؤولية الاجتماعية بمؤشرات عملية مثل الانضباط في العمل، واحترام القانون، والانخراط في العمل التطوعي، والانتماء الإيجابي للوطن، أمكن تقييم مدى تقدم المجتمع في إعادة إنتاج المواطن الصالح.


اعداد: ذياب أبو سارة





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]