تفسير سورة الفيل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200612 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3120 - عددالزوار : 504161 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-11-2025, 10:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,443
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير سورة الفيل

تفسير سورة الفيل

أ. د. كامل صبحي صلاح

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فإن سورة الفيل من السور المكية، وهي من سور المفصَّل، وآياتها (5) آيات، وترتيبها في المصحف (105)، في الجزء الثلاثين من المصحف الشريف، وسُميت بهذا الاسم؛ لذكرها قصةَ الفيل وأصحابه، ولم يُذكر اسم الفيل في القرآن الكريم في غير هذه السورة.

قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ [الفيل: 1 - 5].

تفسير السورة:
قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ [الفيل: 1]؛ أي: ألم تعلم - أيها الرسول - وأما رأيت من قدرة الله القويِّ العزيز، وعظيم شأنه ورحمته بعباده، وأدلة توحيده، وصدق رسوله محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، ما فعله الله تبارك وتعالى بأصحاب الفيل، أبرهة الحبشي وأصحابه، أصحاب الفيل وجيشه الذين أرادوا تدمير الكعبة المباركة وهدمها، الذين كادوا ببيته الحرام وأرادوا تخريبه، فتجهزوا لأجل ذلك، واستصحبوا معهم الفِيَلة لهدمه، وجاؤوا بجمع لا قِبل للعرب به، من الحبشة واليمن، فلما انتهَوا إلى قرب مكة المكرمة، ولم يكن بالعرب مدافعة، وخرج أهل مكةَ من مكةَ خوفًا على أنفسهم منهم؟!

وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ [الفيل: 2]؛ أي: ألم يجعل سعي الحبشة أصحاب الفيل ما دبروه من شرٍّ وتخريب للكعبة في إبطال وتضييع، وتضليلهم عما أرادوا وحاولوا من تخريبها؟ فلقد جعل الله تبارك وتعالى تدبيرهم السيئ لهدمها في ضياع، فما نالوا ما تمنَّوه من صرف الناس عن الكعبة، وما نالوا منها شيئًا.

وذكر الإمام القرطبي رحمه الله تعالى جانبًا من قصة أصحاب الفيل تتعلق بعبدالمطلب عند تفسيره لقوله تبارك وتعالى: ﴿أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ [الفيل: 2]؛ أي: في إبطال وتضييع، لأنهم أرادوا أن يكيدوا قريشًا بالقتل والسبي، والبيت بالتخريب والهدم، فحُكي عن عبدالمطلب أنه بعث ابنه عبدالله على فرس له، ينظر ما لقوا من تلك الطير، فإذا القوم مشدخون جميعًا، فرجع يركض فرسه، كاشفًا عن فخذه، فلما رأى ذلك أبوه قال: إن ابني هذا أفرس العرب، وما كشف عن فخذه إلا بشيرًا أو نذيرًا، فلما دنا من ناديهم بحيث يسمعهم الصوت، قالوا: ما وراءك؟ قال: هلكوا جميعًا، فخرج عبدالمطلب وأصحابه، فأخذوا أموالهم، وكانت أموال بني عبدالمطلب منها، وبها تكاملت رئاسة عبدالمطلب، لأنه احتمل ما شاء من صفراء وبيضاء، ثم خرج أهل مكة بعده ونُهبوا، وقيل: إن عبدالمطلب حفر حفرتين فملأهما من الذهب والجوهر، ثم قال لأبي مسعود الثقفي وكان خليلًا لعبدالمطلب: اختَر أيهما شئت، ثم أصاب الناس من أموالهم حتى ضاقوا ذرعًا، فقال عبدالمطلب عند ذلك:
أنت منعت الحبش والأفيالا
وقد رعوا بمكة الأجبالا
وقد خشينا منهم القتالا
وكل أمر لهم معضالا
شكرًا وحمدًا لك ذا الجلالا

وقوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ [الفيل: 3]؛ أي: وبعث عليهم طيرًا أتتهم جماعات جماعاتٍ متتابعة، وقيل: وبعث عليهم طيرًا متفرقة.

وقوله تعالى: ﴿تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ [الفيل: 4]؛ أي: تقذفهم وترميهم بحجارة من طين متحجِّر، وتحمل هذه الطيور المرسلة حجارةً مُحماة من سجيل، فرمتهم بها، وتتبَّعت قاصيهم ودانيهم، فخمدوا وهمدوا.

وقوله تعالى: ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ [الفيل: 5]؛ أي: فجعلهم به محطَّمين كأوراق الزرع اليابسة التي أكلتها البهائم والدواب، وداستها ثم رمت بها.

ولقد عظَّمت العرب قريشًا؛ لما دفع الله تعالى وصرف عن مكة المكرمة أصحاب الفيل أبرهة الحبشي وأصحابه وجيشه، الذين أرادوا تدمير الكعبة المباركة وهدمها؛ حيث قالوا عنهم: هم أهل الله تعالى، قاتل الله تعالى عنهم وكفاهم مؤونة عدوهم؛ قال ابن إسحاق: "ولما رد الله الحبشة عن مكة عظَّمت العرب قريشًا، وقالوا: هم أهل الله، قاتل الله عنهم وكفاهم مؤونة عدوهم"، وقال عبدالله بن عمرو بن مخزوم، في قصة أصحاب الفيل:
أنت الجليل ربنا لم تدنسِ
أنت حبست الفيل بالمغمسِ
بعدما همَّ بشرٍّ مبلسِ
حبسته في هيئة المكركسِ
وما لهم من فرج ومنفسِ

والمكركس: بمعنى المنكوس المطروح.

وإن من نِعم الله تبارك وتعالى على قريشٍ، أن صرف عنهم أصحاب الفيل أبرهة الحبشي وأصحابه وجيشه الذين أرادوا تدمير الكعبة المباركة وهدمها.

يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره: "هذه من النعم التي امتنَّ الله بها على قريش، فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل، الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة، ومحو أثرها من الوجود، فأبادهم الله، وأرغم آنافهم، وخيَّب سعيهم، وأضل عملهم، وردهم بشرِّ خيبة، وكانوا قومًا نصارى، وكان دينهم إذ ذاك أقرب حالًا مما كان عليه قريش من عبادة الأوثان، ولكن كان هذا من باب الإرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه في ذلك العام وُلد على أشهر الأقوال، ولسان حال القدر يقول: لم ننصركم - يا معشر قريش - على الحبشة لخيريتكم عليهم، ولكن صيانةً للبيت العتيق الذي سنشرفه ونعظِّمه ونوقِّره ببعثة النبي الأمي محمد، صلوات الله وسلامه عليه خاتم الأنبياء".

هدايات ومقاصد السورة:
تسلية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عما يلاقيه من ظلم كفار قريش.

تذكير قريش بفعل الله عز وجل؛ تخويفًا لهم وترهيبًا.

مظاهر قدرة الله تعالى في تدبيره لخلقه، وبطشه بأعدائه.

إظهار قدرة الله تبارك وتعالى على حماية بيته الحرام، تذكيرًا وامتنانًا.
ذكر قصة أصحاب الفيل، الذين جاؤوا إلى مكة المكرمة يريدون هدم الكعبة، وكيف أبادهم الله القويُّ العزيز، وفي ذلك بيان قدرة الله تعالى وضعف الظلمة، وتأكيد حرمة الكعبة وحماية الله تعالى لها، وتثبيت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بألَّا يُوهنه تكالب المشركين والمنافقين عليه.

دفاع الله تبارك وتعالى عن بيته الحرام، وهذا من الأمن الذي قضاه الله تعالى له.
هذا ما تم إيراده، نسأل الله العليَّ الأعلى أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن ينفع بما كُتب، وأن يجعله من العلم النافع والعمل الصالح، والحمد لله رب العالمين.

المصادر والمراجع:

1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري)، للإمام محمد بن جرير الطبري.

2- الجامع لأحكام القرآن، (تفسير القرطبي)، للإمام محمد بن أحمد بن أبي بكر شمس الدين القرطبي.

3- معالم التنزيل (تفسير البغوي)، للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي.

4- فتح القدير، للإمام محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني.

5- تفسير القرآن العظيم، (تفسير ابن كثير)، للإمام عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير.

6- التسهيل لعلوم التنزيل، أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله، ابن جزي الكلبي الغرناطي.

7- التحرير والتنوير، للمفسر محمد الطاهر بن عاشور.

8- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، الشيخ عبدالرحمن السعدي.

9- أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، الشيخ جابر بن موسى بن عبدالقادر، المعروف بأبي بكر الجزائري.

10- المختصر في التفسير، مركز تفسير.

11- التفسير الميسر، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.11 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]