الإيثار خلق نبوي يبني مجتمعا متماسكا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         لنـنتظر حتى يرحل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          وصايا لقمان : يا بنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          معرفة أسماء الله وصفاته والتعبُّد لله بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الهدى في مخالفة الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          بناء الشخصية الإسلامية في زمن الفتن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عذاب القبر حق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الهواتف والإنترنت ووسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          دراسة حديث (خنزب) رواية ودراية ومعنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لماذا لم يؤثر الدعاة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أجور عظيمة: الغسل للجمعة والتبكير والمشي للصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2025, 01:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,352
الدولة : Egypt
افتراضي الإيثار خلق نبوي يبني مجتمعا متماسكا

الإيثار خلق نبوي يبني مجتمعا متماسكا


  • الإيثار خلق عظيم تخلّق به النبي -صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام فسطّروا به أروع المواقف التي خلدها التاريخ
  • الإيثار لا يصنع مجرد إنسان كريم بل يبني مجتمعاً متماسكاً تسوده الرحمة والتكافل
  • أثنى الله تعالى على أهل الإيثار وجعلهم في عداد المفلحين الأخيار
  • الإيثار يعزز مشاعر الرضا والسعادة الداخلية وينمي في المجتمع روح التعاون والتكافل
  • الإيثار خُلق نبوي عظيم به تسمو النفوس وتبنى الأمم وتتوحد الصفوف
يبرز الإيثار بوصفه أحد أعظم القيم الإسلامية التي تسمو بالإنسان فوق شهواته ورغباته، ليقدّم غيره على نفسه ولو كان في أمسّ الحاجة؛ فالإيثار خلق عظيم تخلّق به النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام، فسطّروا به أروع المواقف التي خلدها التاريخ، ليبقى درساً خالداً في العطاء والتراحم، وبوابةً لبناء مجتمع متماسك تسوده المحبة والتكافل، وقد جعله النبي - صلى الله عليه وسلم - من دلائل صدق الإيمان، فقال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، كما شهد للأنصار بإيثارهم المهاجرين، وقال: «لو سلك الناس وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار».
معنى الإيثار
  • الإيثارُ لُغةً: تفضيل الآخر على النفس. الإيثارُ مَصدَرُ آثَرَ يُـؤثِرُ إيثارًا، بمعنى التَّقديمِ والاختيارِ والاختِصاصِ؛ فآثَرَه إيثارًا: اختاره وفَضَّله، ويقالُ: آثَرَه على نَفْسِه.
  • الإيثارُ اصطِلاحًا: قال ابنُ العَرَبيِّ: «الإيثارُ هو تقديمُ الآخر على النَّفسِ في حُظوظِها الدُّنيويَّةِ؛ رَغبةً في الحُظوظِ الدِّينيَّةِ».
ثناء الله -تعالى- على أهل الإيثار
أثنى الله -تعالى- على أهل الإيثار، وجعلهم في عداد المفلحين الأخيار، فقال -تعالى-: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الحشر: 9)، وقد ورد في سبب نزول هذه الآية عدة أسباب ذكرها أهل العلم، منها: ما رواه البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ فَقُلْنَ: مَا مَعَنَا إِلَّا المَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلانِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: «ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ، أَوْ عَجِبَ، مِنْ فعالِكُمَا» فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الحشر: 9). ويقول ابن تيمية: «وأما الإيثار مع الخصاصة، فهو أكمل من مجرد التصدق مع المحبة، فإنه ليس كل متصدق محبًّا مؤثرًا، ولا كل متصدق يكون به خصاصة، بل قد يتصدق بما يحب مع اكتفائه ببعضه، مع محبةٍ لا تبلغ به الخصاصة».
ثناء النبي - صلى الله عليه وسلم - على أهل الإيثار
لقد رغَّب نبينا - صلى الله عليه وسلم - في الإيثار، وحث أصحابه، ومدح أهله، - عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني، وأنا منهم».
مواقف خالدة من السيرة
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِبُرْدَةٍ، فَقَالَ سَهْلٌ لِلْقَوْمِ: أَتَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ: هِيَ الشَّمْلَةُ، فَقَالَ سَهْلٌ: هِيَ شَمْلَةٌ مَنْسُوجَةٌ فِيهَا حَاشِيَتُهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، قَالَ يَعْقُوبُ: إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي أَكْسُوكَهَا، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إزَارُهُ، وقَالَ أَبُو غَسَّانَ: فَلَبِسَهَا فَرَآهَا عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الصَّحَابَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا أَحْسَنَ هَذِهِ! فَاكْسُنِيهَا، فَقَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ قُتَيْبَةُ عَنْ يَعْقُوبَ: فَجَلَسَ مَا شَاءَ الله فِي الْمَجْلِسِ ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ، قَالَ أَبُو غَسَّانَ: فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لاَمَهُ أَصْحَابُهُ، فقَالَوا: مَا أَحْسَنْتَ حِينَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَهَا مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لاَ يُسْأَلُ شَيْئًا فَيَمْنَعَهُ، فَقَالَ: رَجَوْتُ لِبَرَكَتِهَا حِينَ لَبِسَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لَعَلِّي أُكَفَّنُ فِيهَا! زَادَ يَعْقُوبُ: يَوْمَ أَمُوتُ، قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ.
الأنصار ومدرسة الإيثار
لقد كان الإيثار في الإسلام خُلقًا يجعل المؤمن يجودُ بنفسه وماله، ومن هنا وضَّح القرآن الكريم أهمَّ صفات الأنصار في المدينة المنورة بالنسبة لإخوانهم من المهاجرين؛ فقال الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (الحشر: 9). وهذه المرتبة العالية فعلها الصحابة من الأنصار مع المهاجرين -رضي الله عنهم أجمعين-؛ فقد ضربوا أروع الأمثلة في محبَّة الخير للآخرين وإيثارهم على أنفسهم، وروى البخاري عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَدِمَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ المَدِينَةَ فَآخَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ سَعْدٌ ذَا غِنًى، فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: أُقَاسِمُكَ مَالِي نِصْفَيْنِ وَأُزَوِّجُكَ، قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ، وفي رواية: إنِّي أكثر الأنصار مالًا، فأقسمُ مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمِّها لي فأُطلِّقها، فإذا انقضت عِدَّتُها فتزوَّجها.
الإيثار يوم اليرموك
الإيثار فعله الصحابة -رضوان الله عليهم- وعاشوه يوم اليرموك؛ فضربوا أروع الأمثلة؛ بل الأساطير في الإيثار ومحبَّة الخير للآخرين، روى البيهقي في شعب الإيمان عن حذيفة العدوي، قال: انْطَلَقْتُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ أَطْلُبُ ابْنَ عَمِّيَ، وَمَعِي شَنَّةٌ مِنْ مَاءٍ وإِنَاءٍ، فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ بِهِ رَمَقٌ سَقَيْتُهُ مِنَ الْمَاءِ، وَمَسَحْتُ بِهِ وَجْهَهُ، فَإِذَا أَنَا بِهِ يَنْشَعُ، فَقُلْتُ: أَسْقِيكَ؟ فَأَشَارَ: أَيْ نَعَمْ، فَإِذَا رَجُلٌ يَقُولُ: آهٍ، فَأَشَارَ ابْنُ عَمِّيَ أَنْ أَنْطَلِقَ بِهِ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ أَخُو عَمْرٍو، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَسْقِيكَ؟ فَسَمِعَ آخَرَ، فَقَالَ: آهٍ، فَأَشَارَ هِشَامٌ: أَنْ أَنْطَلِقَ بِهِ إِلَيْهِ، فَجئْتُهُ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ، فَرَجَعْتُ إِلَى هِشَامٍ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ، فَرَجَعْتُ إِلَى ابْنِ عَمِّيَ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ.
نماذج من التاريخ الإسلامي
ظل الإيثار سمة للأمة عبر العصور، فهذا الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز كان يؤثر فقراء المسلمين على نفسه وأهله، حتى أنه استرضي زوجته فاطمة بنت عبد الملك بن مروان، وكان أمير المؤمنين، وأخت هشام والوليد وسليمان ويزيد، وكانوا كلهم أمراء المؤمنين، فيأخذ منها حليها التي كانت من أثمن ما يتوارثه الملوك، ويردها إلى بيت مال المسلمين؛ إيثارا منه لإخوانه في الدين على نفسه وزوجه وولده، وزهدا منه في حطام الدنيا.
ثمرات الإيثار في المجتمع
للإيثار ثمرات عديدة وفوائد عظيمة على الفرد والمجتمع منها أن الإيثار لا يصنع مجرد إنسان كريم، بل يبني مجتمعاً متماسكاً تسوده الرحمة والتكافل، وتختفي منه الأثرة والأنانية. ومتى انتشر هذا الخلق، سادت المحبة بين الأفراد، وأصبح الناس كالجسد الواحد، فالإيثار يعزز مشاعر الرضا والسعادة الداخلية، ويعزز في المجتمع روح التعاون والتكافل وينميه، كما أنه يساهم في القضاء على الضغينة والحقد والأنانيّة بين الأشخاص، وينشر المحبة والتضامن بين أفراد المجتمع.
الإيثار سبب البركة
ومنها أن الإيثار سببٌ لحلول الخيرات والبركات في كل مجالات الحياة؛ فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «طَعَامُ الِاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلاثَةِ، وَطَعَامُ الثَّلاثَةِ كَافِي الأَرْبَعَةِ»؛ ولذلك لما شكا الصحابة من عدم كفاية الطعام أرشدهم إلى الاجتماع على الطعام؛ كما في الحديث الصحيح، أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع! قال: «فلعلكم تفترقون؟»، قالوا: نعم، قال: «فاجتمعوا على طعامِكم، واذكروا اسمَ اللهِ يُبارِك لكم فيه».
الإيثار ضد الأنانية
كما أن الإيثار نقيض الأثرة وحب النفس؛ فالمؤثر يقدّم غيره على نفسه، وقد أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أحبَّ للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً»، كما قال أيضًا: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما». الخلاصة: الإيثار خُلق نبوي عظيم، به تسمو النفوس، وتبنى الأمم، وتتوحد الصفوف، فإذا غرس في قلوب المسلمين، صاروا كما وصفهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
حكم الإيثار في القربات والطاعات
ذهب كثير من العلماء أن الإيثار لا يكون في أمور الطاعات؛ إذ الأصل فيها المسارعة والمنافسة، قال -تعالى-: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} (البقرة: 148)؛ ولذلك لما طلب بعض الصحابة أن ينال مثل دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لعكاشة، قال: «سبقك بها عكاشة»، واستدل جمهور من قال بعدم جواز الإيثار بالقرب بما رواه البخاري بإسناده عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -: «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي بشراب فشرب منه - وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ؛ فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحداً، قال فتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده» كل ما سبق دلالة على أن الطاعات مجال تنافس لا تنازل، إلا إذا رجحت مصلحة على هذا الفعل قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: «وإذا اقتضت المصلحة أن يؤثر فلا بأس، مثل أن يكون أبوه في الصف الثاني وهو في الصف الأول، ويعرف أن أباه من الرجال الذين يكون في نفوسهم شيء إذا لم يقدمهم الولد، فهنا نقول: الأفضل أن تقدم والدك، أما إذا كان من الآباء الطيبين الذين لا تهمهم مثل هذه الأمور فالأفضل أن يبقى في مكانه، ولو كان والده في الصف الثاني، وكذلك بالنسبة للعالم.»


اعداد: عمرو علي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.84 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]