وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اليهود والمسيح -عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          غزة في ذاكرة التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 19002 )           »          الفرح المذموم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 186 )           »          أثر العربية في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 21719 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 50756 )           »          الجمع بين حاجيات الروح ومتطلبات الجسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          لولا بنو إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حديث: طلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجل أن تخرج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الحديث الثاني والعشرون: وجوب الابتعاد عن الغضب؛ لما فيه من الأضرار الجسمية والنفسية و (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تخريج حديث: كان إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2025, 01:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,558
الدولة : Egypt
افتراضي وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا





وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا- خطبة

محمد سيد حسين عبد الواحد


الْعُنْوَانُ : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا .
اَلْعَنَاصِرُ الْأَسَاسِيَّةُ :
الْعُنْصُرُ الْأَوَّلُ : آيَةُ السَّكَنِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ .
الْعُنْصُرُ الثَّانِي : حَدِيثُ الزَّوْجَيْنِ عَنْ بَعْضِهِمَا .
الْعُنْصُرُ الثَّالِثُ : أَخِفْ عَنْ النَّاسِ ذَهَبَكَ وَذَهَابَك وَمَذْهَبَكَ .
الْمَوْضُوعُ
أَخْرَجَ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : « " مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ» ".
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَامُ : إِنَّ أَسْمَى وَأَرْقَى عَلَاقَةٍ بَيْنَ عَلَاقَاتِ الْبَشَرِ هِيَ تِلْكَ الْعَلَاقَةُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ حَيْثُ الْوَفَاءُ حَيْثُ الْمُصَارَحَةُ حَيْثُ الْمُكَاشَفَةُ حَيْثُ الْمُؤَانَسَةُ
: {{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}} سورة الحجرات .
النَّاسُ يَتَشَارَكُونَ طَعَامَهُمْ ، وَشَرَابَهُمْ ، وَيَتَشَارَكُونَ تِجَارَاتِهِمْ ، وَيَتَشَارَكُونَ الْبَيْعَ وَالشِّرَاءَ ، وَيُخَالِطُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، لَكِنْ تَبْقَى أَنْقَى عَلَاقَةٍ بَيْنَ عَلَاقَاتِ الْبَشَرِ هِيَ تِلْكَ الْعَلَاقَةُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَبَيْنَ زَوْجِهِ ، حَيْثُ الْمَوَدَّةُ ، وَالْمَحَبَّةُ ، وَالرَّحْمَةُ ، وَالسَّكَنُ ، وَحَيْثُ الْأُلْفَةُ الَّتِي يَغْرِسُهَا اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي قَلْبِ الرَّجُلِ وَفِي قَلْبِ الزَّوْجَةِ . .
قَالَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
: {{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}} [سورة النساء] .
مِنْ أَجْلِ أَنْ تَنْشَأَ الْأَجْيَالُ ، وَمِنْ أَجْلِ أَنْ تَسْتَمِرَّ الْحَيَاةُ عَلَى هَذَا الْكَوْنِ ، وَمِنْ أَجْلِ عِمَارَةِ هَذَا الْعَالَمِ ، وَمِنْ أَجْلِ بَقَاءِ الْبَشَرِ ، وَمِنْ أَجْلِ أَنْ تَكُونَ الْمُصَاهَرَةُ وَالصِّلَةُ وَالرَّحَمُ وَالتَّعَاوُنُ وَالتَّكَامُلُ بَيْنَ الْإِنْسَانِ وَبَيْنَ أَخِيهِ الْإِنْسَانِ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ( سُنَّتِهِ ) فِي النَّاسِ أَنَّهُ لَا تَسْكُنُ نَفْسُ الرَّجُلِ إِلَّا زَوْجُهُ وَلَا تَسْكُنُ نَفْسُ الْمَرْأَةِ إِلَّا إِلَى زَوْجِهَا ..
وَمِنْ أَرْوَعِ الدَّلَالَاتِ عَلَى ذَلِكَ هَذِهِ الْآيَةُ : { هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ } سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَامُ : كُلَّمَا أَتَى الْحَدِيثُ عَنْ الزَّوْجَيْنِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ أَكَّدَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ أَنَّ صِلَةً قَوِيَّةً تَجْمَعُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ وَأَنَّ أَصْلَ الْخِلْقَةِ فِيهِمَا وَاحِدٌ . .
خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبَانَا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ثُمَّ عَلَّمَهُ وَفَهِمَهُ ثُمَّ أَسْجَدَ لَهُ الْمَلَائِكَةَ ، ثُمَّ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَسْكَنَهُ الْجَنَّةَ . .
وَالْجَنَّةُ الَّتِي أَسْكَنَ اللَّهُ فِيهَا آدَمَ بُسْتَانٌ فِيهِ أَشْجَارٌ وَأَنْهَارٌ وَظِلَالٌ وَثِمَارٌ وَهِيَ جَنَّةُ تَكْلِيفٍ وَابْتِلَاءٍ وَلَيْسَتْ جَنَّةَ الْآخِرَةِ فَجَنَّةُ الْآخِرَةِ لَيْسَ فِيهَا تَكْلِيفٌ وَلَيْسَ فِيهَا ابْتِلَاءٌ وَمَنْ دَخَلَهَا لَا يَبْأَسُ وَلَا يَمْرَضُ وَلَا يَهْرَمُ وَلَا يَمُوتُ وَلَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَبَدًا لَهُمْ النَّعِيمُ سَرْمَدًا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ..
فِي الْجَنَّةِ الَّتِي أَسْكَنَهَا اللَّهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَعِيمٌ وَاسِعٌ وَفِيهَا سُرُورٌ وَفَرَحٌ لَكِنْ يُبْقِي هَذَا النَّعِيمَ يَنْقُصُهُ شَيْءٌ مِنْ الْأُنْسِ فَخَلَقَ اللَّهُ لَهُ زَوْجًا مِنْ جِنْسِهِ يَأْنَسُ بِهَا وَتَسْكُنُ نَفْسُهُ إلَيْهَا وَهِيَ أُمُّنَا حَوَّاءُ - عَلَيْهَا السَّلَامُ - خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعِهِ الْأَيْسَرِ ، مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ نَائِمٌ ، فَاسْتَيْقَظَ فَرَآهَا فَأَعْجَبَتْهُ ، فَأَنِسَ إلَيْهَا وَأَنِسَتْ إلَيْهِ . كَذَا قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ .
لِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ « اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ ، وَإِنْ أَعْوَجَ مَا فِي الضِّلْعِ أَعْلَاهُ ، فَإِنْ ذَهَبَتْ تُقِيمُهُ كَسَرَتْهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا »
أَكَّدَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَلَى هَذَا التَّقَارُبِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَعَلَى هَذِهِ الصِّلَةِ الْقُوَّةِ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ . .
فِي سُورَةِ النِّسَاءِ {{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا }}
وفي سورة الأنعام {﴿ وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ ﴾}
وفي سورة الأعراف {{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا }}
وفي سورة النحل {{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا }}
وفي سورة الروم {{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا }}
وفي سورة الزمر {{خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا }}
فِي آيَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ وَرَدَ التَّأْكِيدُ عَلَى أَنَّ الْعَلَاقَةَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ تَقُومُ عَلَى ( اَلسَّكَنِ النَّفْسِيِّ ) . .
فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ {{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ }}
وفي سورة الروم {{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ }}
أما قول الله عز وجل {{ لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ }} وقوله {{ لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا }}
فَهُوَ بَيَانٌ لِلْحِكْمَةِ مِنْ خَلْقِ الزَّوْجَيْنِ ، وَهُوَ بَيَانٌ لِلْغَرَضِ الَّذِي شُرِعَ مِنْ أَجْلِهِ الزَّوَاجُ فِي الْإِسْلَامِ وَهُوَ ( أَنْ يَتَحَقَّقَ الْأُنْسُ وَأَنْ تَسْكُنَ النُّفُوسُ إِلَى النُّفُوسِ حَتَّى مِظَلَّةِ الشَّرْعِ الْحَنِيفِ )
قَالَتْ الزَّوْجَةُ عَنْ زَوْجِهَا :
هُوَ أَلْيَنُ النَّاسِ . . هُوَ أَكْرَمُ النَّاسِ . . هُوَ رَجُلٌ مِنْ الرِّجَالِ لَكِنَّهُ بَسَّامٌ ضَحَّاكٌ . . هُوَ يُقِمُّ بَيْتَهُ . . هُوَ يَرْقَعُ ثَوْبَهُ . . هُوَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ . . هُوَ يَحْلُبُ شَاتَهُ . . مَا ضَرَبَ بِيَدِهِ امْرَأَةً أَبَدًا ، وَلَا ضَرَبَ خَادِمًا أَبَدًا . .
قَالَتْ : هُوَ يَتَّكِئُ فِي حِجَرِي وَأَنَا حَائِضٌ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ . .
تَقُولُ الزَّوْجَةُ :
«كُنْتُ أَشْرَبُ مِنَ الْقَدَحِ وَأَنَا حَائِضٌ، فَأُنَاوِلُهُ إياه فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ، فَيَشْرَبُ مِنْهُ ..
قالت : وَكنت أَتَعَرَّقُ ( أي: آخذ اللحم بأسناني ) مِنَ الْعَرْقِ (أي: من العظم الذي عليه بقية لحم) وَأَنَا حَائِضٌ، فَأُنَاوِلَهُ إياه فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ»
أَمَّا الزَّوْجُ :
فَسُئِلَ عَنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ ؟ فَذَكَرَ زَوْجَتَهُ ، فَقِيلَ مَنِ الرِّجَالِ ؟ قَالَ أَبُوهَا . .
وَحِينَ تَحَدَّثَ عَنْ أَهْلِ الْكَمَالِ مِنْ النِّسَاءِ مِنْ أُمَّتِهِ ذَكَرَهَا فَقَالَ فَضْلُهَا عَلَى سَائِرِ النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ . .
تُلْكُمْ هي شَهَادَةُ عَائِشَةَ فِي حَقِّ زَوْجِهَا سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهَذِهِ هي شَهَادَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَقِّ زَوْجَتِهِ الصَّدِيقَةِ بِنْتِ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا . .
{{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ }}
أَمَّا إِذَا الرَّجُلُ كَسَرَ زَوَايَا الْمَوَدَّةِ وَالسُّكَنِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَوْجِهِ فَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ . .
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُؤْتِي بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بِهِ عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ فَيُقَالُ : هَذَا فُلَانٌ ابْنُ فُلَانٍ مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَهُ حَقٌّ فَلْيَأْتِ إِلَى حَقِّهِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ )}
وَأَمَّا الْمَرْأَةُ :
فَإِذَا سَعَتْ هِيَ الْأُخْرَى لِهَدْمِ زَوَايَا الْمَوَدَّةِ وَالسَّكَنِ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا فَاسْتَرْجَلَتْ ، وَجَعَلَتْ رَأْسَهَا بِرَأْسِ زَوْجِهَا ، وَرَدَّتْ عَلَيْهِ الْكَلِمَةَ بِالْكَلِمَةِ ، وَحَوَّلَتْ الْبَيْتَ إِلَى سَاحَةٍ لِلْعِرَاكِ ، أَوْ الْمَرْأَةُ مَنَعَتْ زَوْجَهَا حَقَّهُ مِنْهَا فَهَجَرَتْهُ ، وَنَامَتْ مَعَ أَوْلَادِهَا ، وَمَنَعَتْ نَفْسَهَا مِنْهُ ( أَثِمَتْ إِثْمًا كَبِيرًا )
وَإِنْ ذَهَبَ الزَّوْجُ فَأَصَابَ حَاجَتَهُ فِي غَيْرِ الْحَلَالِ أَثِمَ هُوَ الْآخَرُ ، وَأَثِمَتْ مَعَهُ زَوْجَتُهُ الَّتِي ( مَنَعَتْ نَفْسَهَا عَنْهُ ) مِنْ غَيْرِ أَنْ تُنْقِصَ مِنْ إِثْمِهِ شَيْئًا . .
وَرَدَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ ، فَتَأْبَى عَلَيْهِ ، إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا "»
وَفِي الصَّحِيحِ أَيْضًا قَوْلُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «" إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ تَأْتِهِ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ» " .
تَقُولُ إِحْدَاهُنَّ :
إِنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا وَفَعَلَ كَذَا وَكَذَا مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَنَعْتُ نَفْسِي مِنْهُ . .
أَقُولُ : أَذِيَّةُ الرَّجُلِ لِزَوْجِهِ يُحَاسِبُهُ عَلَيْهَا رَبُّهُ ، وَيُعَاقبُ عَلَيْهَا عِقَابًا يُنَاسِبُهَا وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تَظْلِمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )
وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَأَقُولُ لَهَا :
لَا تُشَارِكِيهِ الْإِثْمَ ، وَقَدِيمًا قَالُوا مَا عَاقَبْتُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيكِ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ . .
أَيُّهَا اَلْإِخْوَةُ اَلْكِرَامُ :
مِنْ أَجْلِ أَنَّنَا مُسْلِمُونَ ، وَمِنْ أَجْلِ أَنَّنَا مُنْصِفُونَ نَقُولُ :
إِنَّ لِلْمَرْأَةِ حَقٌّ أَصِيلٌ عَلَى زَوْجِهَا ، وَلِلرَّجُلِ أَيْضًا حَقٌّ أَصِيلٌ عَلَى امْرَأَتِهِ وَفِي التَّنْزِيلِ الْحَكِيمِ {{ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ }}
كَمَا سَتُسْئَلُ الْمَرْأَةُ عَنْ حَقِّ زَوْجِهَا ، الرَّجُلُ أَيْضًا يُسْئَلُ عَنْ حَقِّ زَوْجَتِهِ { { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ }}
يُسْئَلُ الرَّجُلُ إِنْ بَخِلَ عَلَيْهَا ، إِنْ ضَيَّقَ عَلَيْهَا ، إِنْ سَبَّهَا ، إِنْ ضَرَبَهَا ، إِنْ أَهَانَهَا ، إِنْ تَرَكَ الْغَيْرَةَ عَلَيْهَا ، وَإِنْ رَأَهَا عَلَى سُوءٍ وَسَكَتَ . .
قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :" ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ : مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخُبْثَ "
نَحْنُ كَرِجَالٍ بِحَاجَةٍ لِأَنْ نُذَكِّرَ أَنْفُسَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَإِخْوَانَنَا بِمِثْلِ هَذَا حَتَّى ( نُحَافِظَ عَلَى بُيُوتِنَا ) نَحْنُ بِحَاجَةٍ لِأَنْ نُذَكِّرَهُمْ بِقَوْلِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ " اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا "
وَنَحْنُ كَرِجَالٍ أَيْضًا بِحَاجَةٍ لِأَنْ نَذْكُرَ أَزْوَاجَنَا وَبَنَاتِنَا وَأَخَوَاتَنَا حَتَّى ( يُحَافِظْنَ عَلَى بُيُوتِهِنَّ ) نَحْنُ بِحَاجَةٍ لِأَنْ نُذَكِّرَهُنَّ بِقَوْلِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ :
" لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدٍ أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ إِلَّا اللَّهَ لَأَمَرَتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا "
نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ أَنْ يَهَبَ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ .
اَلْخُطْبَةُ اَلثَّانِيَةُ :
بَقِيَ لَنَا فِي خِتَامِ الْحَدِيثِ عَنْ أَسْمَى وَأَنْقَى الْعَلَاقَاتِ بَيْنَ الْبَشَرِ وَهِيَ : ( اَلْعَلَاقَةُ وَالرَّابِطَةُ وَالصِّلَةُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) بَقِيَ لَنَا أَنْ نُوصِيَ أَنْفُسَنَا وَمَنْ مَعَنَا وَمَنْ حَوْلَنَا مِنْ الْأَزْوَاجِ بِوَصِيَّةٍ تَقُولُ : ( أَخْفُوا عَنْ النَّاسِ ذَهَبَكُمْ وَذَهَابَكُمْ وَمَذَّهُكُمْ ) لِمَاذَا نُخْفِي عَنْ النَّاسِ ذَهَبَنَا وَذَهَابَنَا وَمَذْهَبَنَا ؟ ج/ لِأَنَّ الْبُيُوتَ أَسْرَارٌ . .
مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ زَوْجِكَ ، وَمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ وَلَدِكَ مِنْ الْخَيْرِ أَوْ الشَّرِّ لَا تُحَدِّثْ بِهِ غَيْرَكَ ، لَا تَكْشِفْ عَوْرَاتِكَ أَمَامَ النَّاسِ ، لَا تُفْشِ أَسْرَارَ بَيْتِكَ أَمَامَ النَّاسِ فَالْبُيُوتُ أَسْرَارٌ . .
الْحِكْمَةُ تَقُولُ : ( اكْتُمْ عَنْ النَّاسِ ذَهَبَكُمْ وَذَهَابَكُمْ وَمَذَهَكُمْ )
إِنْ كُنْتَ غَنِيًّا مَيْسُورَ الْحَالِ سَعِيدًا فِي بَيْتِكَ مَعَ زَوْجِكَ وَوَلَدِكَ فَلَا تُحَدِّثْ صَدِيقًا وَلَا زَمِيلًا بِذَلِكَ لِأَنَّ صَاحِبَ كُلِّ نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ ، ثُمَّ إِنَّ الْحَدِيثَ عَنْ أَسْرَارِ الْبُيُوتِ لَيْسَ مِنْ أَخْلَاقِ الْكِرَامِ . .
قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ " إنَّ مِن أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا " أخرجه مسلم .
وَإِنْ كُنْتَ فَقِيرًا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ زَوْجِكَ وَوَلَدِكَ مَا يَكُونُ بَيْنَ النُّفُوسِ فَلَا تُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا لِأَنَّ الشَّمَاتَهَ أَحَدُ أَسْوَءِ أَخْلَاقِ النَّاسِ . .
ثُمَّ إِنَّهُ لَا يُفْسِدُ الرَّجُلَ إِلَّا الرَّجُلُ ، وَلَا تَفْسِدُ الْمَرْأَةُ إِلَّا الْمَرْأَةُ فَاحْذَرُوا . .
ذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي " حِلْيَةِ الْأَوْلِيَاءِ " :
قَالَ : كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ أَخَذَتْ امْرَأَتُهُ رِدَاءَهُ وَنَعْلَيْهِ ثُمَّ أَتَتْهُ بِطَعَامِهِ . .
فَدَخَلَ الْبَيْتَ يَوْمًا فَإِذَا الْبَيْتُ لَيْسَ فِيهِ سِرَاجٌ ، وَإِذَا امْرَأَتُهُ جَالِسَةٌ فِي الْبَيْتِ ، مُنْكَسَةٌ ، تُنَكِّتُ بِعُوْدٍ مَعَهَا ! ! . .
فَقَالَ لَهَا : " مَالَكِ ؟ ! ! "
قَالَتْ : " أَنْتَ لَكَ مَنْزِلَةٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ ، وَلَيْسَ لَنَا خَادِمٌ ، فَلَوْ سَأَلْتَهُ فَأَخْدِمْنَا وَأَعْطَاكَ " .
فَقَالَ : " اَللَّهُمَّ مَنْ أَفْسَدَ عَلَيَّ اِمْرَأَتِي فَأَعِمْ بَصَرَهَا ! "
وَقَدْ جَاءَتْهَا امْرَأَةٌ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ لَهَا : " زَوْجُكِ لَهُ مَنْزِلَةٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ فَلَوْ قُلْتِ لَهُ يَسْأَلُ مُعَاوِيَةَ يَخْدُمُهُ وَيُعْطِيهِ عِشْتُمْ " . .
فَبَيَّنَا تِلْكَ الْمَرْأَةُ جَالِسَةً فِي بَيْتِهَا ، إِذْ أَنْكَرَتْ بَصَرَهَا ! ! . .
فَقَالَتْ : " مَا لِسِرَاجِكُمْ طُفِئَ ؟ ! "
قَالُوا : لَا ! !
فَعَرَفَتْ أَنَّهَا قَدْ عَمِيَتْ ، وَعَرَفَتْ ذَنْبَهَا . .
فَأَقْبَلَتْ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ تَبْكِي وَتَسْأَلُهُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهَا أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا بَصَرَهَا .
فَرَحَّمَهَا أَبُو مُسْلِمٍ فَدَعَا اللَّهَ لَهَا فَرَدَّ عَلَيْهَا بَصَرَهَا ..
اَلشَّاهِدُ : أَنَّهُ لَا يُفْسِدُ الرَّجُلَ إِلَّا الرَّجُلُ ، وَلَا تُفْسِدُ الْمَرْأَةَ إِلَّا الْمَرْأَةُ .
( فاكْتُمْوا عَنْ النَّاسِ ذَهَبَكُمْ وَذَهَابَكُمْ وَمَذَهَكُمْ )
نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ أَنْ يَهَبَ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ .
-------------------------------------------------
- جَمْعُ وَتَرْتِيبُ الشَّيْخِ / مُحَمَّدِ سَيِّدِ حُسَيْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ .









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.30 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.61%)]