|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أحداث رمضان (1) العاشر من رمضان وانتصار الإيمان د. حسام العيسوي سنيد في هذا اليوم المبارك العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، ذكرى الانتصار على اليهود المغتصبين والصهاينة المغرورين، واستعادة الأرض المقدسة التي وَطِئَتْها أقدامُ الأنبياء والمرسلين، أرض سيناء الغالية، ﴿ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ﴾ [المؤمنون: 20]، ﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ ﴾ [التين: 1، 2]. في هذه الذكرى الغالية نستعيد بعضَ دروسها وعبرها، وأهمها: أن الإيمان وقود النصر، وعُدة المجاهدين، وسبيل جُند الله المخلصين، فقد رفَع عدوَّنا شعارات وهمية، فهو الجيش الذي لا يُقهَر، وخط برليف حائطٌ فولاذي، عَصي على التدمير، مُحَصَّن ضد الاقتحام، لكن سنَّة الله الغالبة، وقانونه الذي لا يتخلَّف أن الله مع عباده، ولن يترك أولياءه، طالَما تمسَّكوا بتعاليمه، وساروا على نهجه، واتَّبعوا أوامرَه. لنا في القرآن الكريم الدليلُ والبرهان، ففي قصة طالوت وجالوت يُخبرنا الحق عزَّ وجلَّ: ﴿ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 249 - 251]، وفي سورة آل عمران يقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [آل عمران: 13]، وقال تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 146 - 148]، وفي سورة الأنبياء يقول عزَّ وجلَّ: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105]، وفي سورة النور يقول تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 55، 56]. وقد فهِم الصحابةُ هذه الحقيقة، فهذا أبو بكر (رضي الله عنه) يوصي جيشه بقوله: "إنكم لن تُنصَروا على عدوِّكم إلا بعد تقرُّبكم من الله وبُعدهم عنه، فإذا تساويتُم - يعني: في المعاصي - كانت الغلبة لأكثركم عُدةً وعَتادًا"[1]. وعمر يوصي سعد بن أبي وقاص يوم بَعثه إلى القادسية: "آمرُك ومَن معك أن تكونوا أشدَّ احتراسًا منكم مِن عدوِّكم، فإن ذنوب الجيش أخوفُ عليهم من عدوِّهم، وإنما ينتصر المسلمون بمعصية عدوِّهم لله، ولولا ذلك لم تكُن لنا بهم قوةٌ؛ لأن عددنا ليس كعددهم، وعُدَّتنا ليست كعُدَّتِهم، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضلُ علينا في القوة"[2]. هكذا وعد الله الذي لا يتخلَّف، وبُشراه التي تتجدَّد في كل عصر، فالله مع المؤمنين طالَما تحقَّقوا بهذه الصفة، وأخذوا بأسباب النصر والفلاح. [1] علي بن نايف الشحود، المفَصَّلُ في عواملِ النَّصر والهزيمةِ، الشاملة الذهبية، ص1610. [2] المرجع السابق، ص1610.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() أحداث رمضان (2) غزوة بدر[1] وأفضلية اختيار المولى عزَّ وجلَّ د. حسام العيسوي سنيد غزوة بدر من المواقف الفارقة في تاريخنا الإسلامي، فهي يوم الفرقان؛ قال تعالى: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ﴾ [الأنفال: 41]، ويوم الفرقان: "يوم بدر؛ لأن الله فرَّق به بين الحق والباطل"[2]. ولهذه الغزوة دروسٌ وعبر، أهمها: أن اختيار الله للمسلم هو الأفضل دائمًا، يظهر ذلك في قوله تعالى - مشيرًا إلى أسباب الغزوة -: ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون ﴾ [الأنفال: 7، 8]، قال المفسرون: رُوي أن عِير قريش أقبلت من الشام، وفيها تجارة عظيمة على رأسها أبو سفيان، ونزل جبريل (عليه السلام)، فقال: يا محمد، إن الله وعدَكم إحدى الطائفتين؛ إما العير، وإما قريشًا، فاستشار النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه، فاختاروا العير لخفةِ الحرب وكثرة الغنيمة، فلما خرَجوا بلغ الخبر أهلَ مكة، فنادى أبو جهل: يا أهل مكة، النجاةَ النجاة، عيرَكم أموالَكم، إن أصابها محمد، فلن تُفلحوا بعدها أبدًا، فخرج المشركون على كل صعب وذَلول، ومعهم أبو جهل حتى وصلوا بدرًا، ونجت القافلة، فأخبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) أصحابه، وقال لهم: إن العير قد مضت على ساحل البحر، وهذا أبو جهل قد أقبل، فقالوا: يا رسول الله، عليك بالعير ودَعِ العدوَّ، فغضِب (صلى الله عليه وسلم)، فقام سعد بن عباده فقال: امضِ بنا لِما شئتَ فإنا متَّبعوك، وقام سعد بن معاذ، فقال: والذي بعثك بالحق لو خُضت بنا البحر لَخُضناه معك، فسِرْ بنا على بركة الله، فسُرَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقال لأصحابه: سيروا على بركة الله وأبشِروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظُر إلى مَصارع القوم[3]. فهذا درس مهم وهو أن اختيار الله هو الأفضل، فالله يعلم، والإنسان لا يعلم، يرغَب الإنسان في الفائدة العاجلة، والله يريد معالي الأمور وإعلاء الحق، فشتَّان بين اختيار الله واختيار العبد. وهذا ما حدَث لصحابة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فكانت غزوة بدر فتحًا كبيرًا، ويومًا مشهودًا، ومرحلة فارقة في تاريخ الإسلام، فما علينا إلا أن نَبذل جُهدنا، ونقوم بما علينا، ونأخُذ بالأسباب، ونَرضى بعد ذلك بقضاء الله، فهو الخير، وفيه الفلاح والنجاح. [1] كانت غزوة بدر في اليوم السابع عشر من رمضان، سنة 2هـ. [2] الصابوني، صفوة التفاسير، (1/ 506). [3] انظر: الصابوني، صفوة التفاسير، (1/ 495).
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() أحداث رمضان (3) فتح مكة ودروس الفتح د. حسام العيسوي سنيد فتح مكة[1] من المناسبات الطيبة التي حدثت في شهر رمضان، فقد أنعَم الله على النبي (صلى الله عليه وسلم) وأُمَّته بهذا الفتح، بعد جهاد طويل، وتكلفة باهظة، دفعها جنودُ الحق، وأصحاب الدين، من أنفسهم وأموالهم وأوطانِهم. دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) مكة فاتحًا بعدما لاقاه من أهلها مِن عَنتٍ ومَشقة، وتعذيبٍ، وطردٍ، وصنوف المعاناة المادية والمعنوية، فماذا فعل النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد دخوله إليها فاتحًا؟ إن النبي (صلى الله عليه وسلم) يعلِّمنا بعضًا من دروس الفتح المبين، وأهمها: 1- التواضع: فما من خيرٍ وفتحٍ فهو لله، ليس بمجهودك، ولا بأسبابك المادية، هذا النصر يستحق الشكر، ويدفَع صاحبَه إلى التواضع لله، وعدم التكبر، فقد دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) مكةَ وعليه عمامةٌ سوداءُ بغير إحرامٍ، وهو واضعٌ رأسَه تواضعًا لله، حين رأى ما أكرَمه الله من الفتح، حتى إن ذقنَه ليَكاد يَمَسُّ واسطةَ الرَّحْل[2]. 2- العفو عند المقدرة: رغم الأذى الذي ألْحَقوه بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، ورغم قدرة الجيش على إبادتهم، يأتي العفو: ﴿ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [يوسف: 92]، وهذا تعليمٌ سامٍ لأصحاب القلوب السليمة، فالعفو مِن شِيَم المؤمنين، وهو أهمُّ خصائص المتقين. [1] كان فتح مكة في العشرين من رمضان، سنة 8هـ. [2] انظر: السيرة النبوية، (2/ 923).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |