{وألقيت عليك محبة مني} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          التدريب على العجز!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-01-2025, 10:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي {وألقيت عليك محبة مني}

{وألقيت عليك محبة مني}

يقول تعالى مخاطبًا كليمَه موسى عليه السلام: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39].

هذا خبر من الله تعالى وهو أصدق القائلين؛ قال ابن عباس: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} [طه: 39]: "أي: أحبَّه الله وحبَّبه إلى خَلْقِهِ"، ومعلومٌ ما لقِيَ موسى عليه السلام من العداوة من فرعون وآله، بل من الهمِّ بقتله: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى} [غافر: 26]، {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20]، فكيف التوفيق بين الآية وما دلَّ عليه القصص القرآني بخصوص هذه العداوة؟

والجواب من وجوه:
الوجه الأول: قد يُقال: إن هذه المحبةَ التي أُلقِيَت على موسى عليه السلام تتعلق بمدة الصغر، وقد يُستدَل على هذا بسياق الكلام؛ قال تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} [طه: 39]، ثم قال بعدها: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39]؛ أي: تتربَّى على نظري وتحت رعايتي.

الوجه الثاني: وقد يُقال: إنَّ من قضى الله عليه بالهلاك من ألد أعدائه لم يشملهم ذلك الخبر، فلم يُحِبُّوا موسى عليه السلام، لا في صغره، ولا في كِبَرِه.

الوجه الثالث: المحبوبُ إذا عارض هوى المحبِّ، وخالف أمره، وشذَّ عن طريقته ونهجه، يصير بذلك عدوًّا، وتنقلب تلك المحبة إلى عداوة، فالأصل في الإنسان أنه لا يحب إلا ما كان له فيه مصلحة كما قرره شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، فكيف إذا صار هذا المحبوب واقفًا ضد مصلحة المحب؟

ومثل المحبة الثناءُ والمدح والتقدير، كلُّ ذلك ينقلب إلى ضده، إذا جاء صاحبه بخلاف هوى القوم، أو معارضًا لمصالحهم.

فهذا سيد الخَلْقِ وإمام المرسلين، عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، كان يُعرَف عند قريش بالصادق الأمين، والكلُّ ينعته بهذا الوصف لما رأوا وأيقنوا من صدقه وأمانته، لكنه بمجرد أن أعلن دعوته إلى عبادة رب الأرباب، ونبذ الشرك، وكل ما يُفضي له من أسباب، ونقلهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، انقلب ذلك الثناء إلى ذمٍّ، وذاك المدح إلى قدح: {هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} [ص: 4]، {بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} [الأنبياء: 5]، وهذا صالح عليه السلام ماذا قال له قومه؟ {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا} [هود: 62]؛ أي: قد كنا نرجوك ونؤمِّل فيك العقلَ والنفع، وهذا شهادة منهم، لنبيِّهم صالح، أنه ما زال معروفًا بمكارم الأخلاق، ومحاسن الشِّيَم، وأنه من خيار قومه؛ [ (تيسير الرحمن: 384) ].

لكنهم حينما رأوا دعوته تُعارِض مصالحهم، وتنقض مطامعهم، انقلبت تلك النظرة رأسًا على عقب، فدعوة موسى عليه السلام رآها اللعين فرعونُ قاضيةً على ملكه، ونازعة ما ادَّعاه من ربوبيته وألوهيته: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ * فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ} [المؤمنون: 45 - 47].

وهذا الوجه الأخير هو الراجح، فإن ظاهر اللفظ يدل على أن هذه المحبة تعُمُّ عمرَ موسى عليه السلام كله، فينتقض بذلك الوجه الأول، كما أنها تشمل كل الناس، فكل من رآه أحبَّه، فينتقض الوجه الثاني: "قال ابن عطية: جعل عليه مَسْحَةً من جمال لا يكاد يصبر عنه من رآه، وقال قتادة: كانت في عيني موسى مَلاحةٌ، ما رآه أحد إلا أحبه وعشقه"؛ (جامع الأحكام للإمام القرطبي).

وعلى تأويل: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} [طه: 39] بحُسن الخُلُقِ كقول عكرمة: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} [طه: 39] قال: حُسنًا وملاحة، فلا إشكال.

هذا، والله تعالى أعلم وأحكم، ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
______________________________________________
الكاتب: ناصر عبدالغفور
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.14 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]