حياة بلا حسد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التوضيح لشرح الجامع الصحيح أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري المعروف بـ ابن الملقن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 1483 )           »          الموازنة بين سؤال الخليل عليه السلام لربه وبين عطاء الله للنبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 101 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200721 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-12-2024, 10:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,449
الدولة : Egypt
افتراضي حياة بلا حسد

حياة بلا حسد

د. أسماء محمد سالم الجرف




قال تعالى: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131].

آية كريمة تتجاوز كونها نصًّا دينيًا، لتكون بوصلة إرشادية نحو حياة سعيدة ومتوازنة، تدعونا هذه الآية إلى القناعة والرضا، وتُنذرنا من شرِّ الحسد الذي يفتِكُ بالقلب ويؤدي إلى الشرور، إن الحسد سِمَةٌ ذميمة، يفتقر أصحابها إلى الإيمان بالقَدَرِ والخِيَرَة، فيقارنون أنفسهم بالآخرين باستمرار، ويتمنَّون زوال النِّعَمِ عنهم، وقد أجمع العلماء على أن الحسد من أسباب الشقاء والبلاء، وأن الحاسد يعيش في حالة من القلق والتوجُّس؛ فهو لا يستمتع بنِعَمِ الله عليه، ولا يهنأ بحياة الآخرين، في حياة الصحابة، نجد أمثلة كثيرة على القناعة والرضا، فبينما كان بعض الصحابة يمتلكون الأموال والجاه، كان آخرون يعيشون في فقر مُدقِعٍ، ومع ذلك كانوا جميعًا سعداءَ قانعين بما قسم الله لهم.

لقد كانوا يَرَون أن النعمة الحقيقية تكمُن في الإيمان بالله والعمل الصالح، وليس في جمع الأموال والمناصب.

إن الحسد ليس مجرد شعور عابرٍ، بل هو مرض نفسيٌّ خطير يؤثر في العلاقات الاجتماعية، ويؤدي إلى انتشار الكراهية والبغضاء، فالحاسد لا يقتصر على الحسد على المال والجاه، بل يحسُد الآخرين على صحة أجسادهم، وجمال وجوههم، وحتى على ذريتهم، في عصرنا الحالي، ازدادت ظاهرة الحسد انتشارًا بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي تعرِّض لنا حياة الآخرين بشكل مثالي؛ ما يولِّد لدينا شعورًا بالنقص والحسد، ولكن علينا أن نتذكر أن هذه الصور لا تعكس الحقيقة كاملةً، وأن السعادة الحقيقية لا تكمُن في المظاهر الخارجية، بل في القناعة بما قسم الله لنا، والعمل على تطوير أنفسنا.

إن القناعة لا تعني التكاسل أو اليأس، بل تعني قبول الواقع كما هو، والعمل على تحسينه بقدر المستطاع، فالمؤمن يعمل بجدٍّ واجتهاد، ويتوكل على الله، ولا يحسُد الآخرين على نجاحهم.

إن رسالتنا للمجتمع هي أن يتحلَّى أفراده بالقناعة والرضا، وأن يتجنَّبوا الحسد بكل أنواعه، وأن يركزوا على تطوير أنفسهم، والعمل على تحقيق أهدافهم، وأن يشكروا الله على نِعَمِهِ، وأن يتذكروا أن السعادة الحقيقية تكمُن في التقوى والعمل الصالح، وليس في جمع الأموال والمناصب.

ختامًا، فإن الآية الكريمة هي دعوة صادقة لنا جميعًا لكي نعيش حياةً سعيدة ومتوازنة خالية من الحسد والكراهية، فبالتقوى والرضا والعمل الصالح، ننال رضا الله تعالى ونَسعَد في الدنيا والآخرة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.92 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]