الصبر للمؤمن ضياء ولغيره شقاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 9609 )           »          الفرع الأول: أحكام اجتناب النجاسات، وحملها والاتصال بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          من قام من نومه فوجد بللًا في ثوبه هل يجب عليه الغسل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الحديث الرابع والعشرون: حقيقة التوكل على الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير سورة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التفسير الذي مستنده النص الصريح في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صفة العزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 539 - عددالزوار : 23765 )           »          تناول الثوم ورائحة الفم الكريهة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-07-2024, 11:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,666
الدولة : Egypt
افتراضي الصبر للمؤمن ضياء ولغيره شقاء

الصبر للمؤمن ضياء ولغيره شقاء


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فتجد أن من أكثر الكتب مبيعًا في بلاد الغرب الكتبَ التي محتواها تطوير الذات، والتسويق، والنجاح، وبلوغ القمة، وما شابه ذلك.

والركن الأساسي فيها هو أنه يجب عليك الصبرُ حتى تنجح وتصل، ولكنه صبر لا لذة فيه، بل تجد أن بعضهم قد يطيش عقله حين يتفكَّر من أين يأتي بالصبر؟ أو على ماذا؟ وإلى متى يصبر؟

ففي طريقه لنجاحه قد تتغير الخطة التي وضعها، وتنزل به المصائب العِظام التي لم تكن في الحسبان، فما أن يأتي لَيْلُه، حتى يخلو في عَتَمَتِهِ يشرب الخمر لينسى، وما أن يأتي الصباح إلا وفي القلب آهاتٌ وصياح، فهو لا يدري لماذا خُلِق حقيقة، ويتفكر في حاله بعد تقاعده: كيف سيصير إلى ما صار إليه أبواه في مأوى العجزة؟ وإن امْتَثَلَ لِما قاله الكتاب، فإنما هو كالطير يرقص مذبوحًا من الألم.

وانظر إلى كبيرهم "ديل كارنيجي" صاحب كتاب (دَعِ القلق وابدأ الحياة)، كيف انتهى به الأمر إلى الانتحار، وقد كان الباعث من تأليف كتاب (الوسائل المفيدة للحياة السعيدة) لصاحبه عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله هو الرد على ذلك الكتاب وصاحبه وما به من تُرَّهات، وإن في ديننا ما يغني من الأسباب الموصلة للسعادة، وانظر في المقابل - حفظك الله - إلى صَبْرِ المؤمن، كيف يستلذ به إن استحضر الأجر من الله، فيهون عليه الألم؟

في البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض المشاهد وقد دَمِيَت إصبعه، فقال: «هل أنتِ إلا إصبع دَمِيتِ، وفي سبيل الله ما لَقِيتِ».

فالمسلم يصبر ويُؤجَر، وإذا ما نظرت لحال من تقدَّم عنه الحديث، ثم جُلْتَ بخاطرك لاستحضار مشهد لمسلم تعرفه، نزلت به البلايا، فحبس نفسه ابتغاء العطايا، لَبَانَ لِمَ الفرق بين هذا وذاك، وشتان بين الثرى والثُّريَّا؛ فالأول هائم كالمجنون حيران، والمؤمن زاده الصبر ثباتًا وضياء، حلاوة وقوة، حتى صارت صغائر المزعجات والمصيبات كتكسُّر النِّصال على النِّصال.

فالمؤمن في كل أحواله صابر، على الطاعة، وعن المعصية، وعلى قدر ربِّه، فصبر على المأمور وما أحلاه! وهو صبر على الطاعة، وصبر عن المحظور وما أبهاه! وهو صبر عن المعصية، وصبر على المقدور وما أزكاه! وهو صبر على المكاره والابتلاءات، فيصلي صابرًا أو يذكر ربَّه ويلزم نفسه بالذكر، فيرقص القلب حلاوة، أو يمتنع عن المعصية فيبدله الله بما امتنع لأجله بحلاوة يجدها في قلبه، أو يصبر على ضرٍّ أصابه فيُلْجِئه إلى سيده خالقه ومولاه، يناجيه ويسأله ويرجوه، فإذا به يجد من لذة المناجاة ما هو أحب إليه من زوال ما أصابه.

وفي مسلم: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حُجَّة لك، أو عليك، كلُّ الناس يغدو، فبايعٌ نفسَه فمُعْتِقُها، أو مُوبِقُها».

تجد أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء مع الصبر بوصف الضياء بقوله: «والصبر ضياء»، والضياء هو النور الذي يحصل فيه نوعُ حرارة وإحراق؛ كضياء الشمس، بخلاف القمر؛ فإنه نور محض، فيه إشراق بغير حرارة، ولما كان الصبر شاقًّا على النفوس يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفِّها عما تهواه، كان ضياءً.
_______________________________________________
الكاتب: صالح الشناط

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.83 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]