|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سنن صلاة الاستسقاء مشاري بن عبدالرحمن بن سعد العثمان أولا: تمهيد: الله سبحانه وتعالى هو المعطي المانع، ومنعه سبحانه لحكمة بالغة، فإذا منع عباده شيئا، فهو بسبب من أنفسهم؛ فيشرع لهم حينها اللجأ إلى الله سبحانه بطلب ما منعهم من الرزق، ومن أجل الرزق: المطر، فإذا حبسه الله عن عباده بسبب ذنوبهم؛ شرع لهم أن يخرجوا صغارا وكبارا متخشعين متذللين يطلبون من الله أن يغيثهم. ثانيا: تعريف الاستسقاء وحكم الصلاة له: أ- الاستسقاء لغة: الاستسقاء في اللغة طلب السقيا من الله أو من الناس[1]. ب- الاستسقاء شرعا: الاستسقاء في الشرع: طلب إنزال المطر من الله بكيفية مخصوصة عند الحاجة إليه[2]. ج- حكم صلاة الاستسقاء: الاستسقاء سنة مؤكدة إذا أجدبت الأرض وقحط المَطَر، قال ابن عبد البررحمه الله: "وأجمع العلماء على أن الخروج إلى الاستسقاء، والبروز، والاجتماع إلى الله - عز وجل - خارج المصر: بالدعاء، والضراعة إلى الله تبارك اسمه في نزول الغيث عند احتباس ماء السماء وتمادي القحط: سنة مسنونة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا خلاف بين علماء المسلمين في ذلك"[3]. د- صفة الاستسقاء: قال أبو حنيفة رحمه الله: ليس في الاستسقاء صلاة، ولكن يخرج الإمام ويدعو. وروي عن طائفة من التابعين مثل ذلك، وقال مالك، والشافعي، وأبو يوسف، ومحمد، وسائر فقهاء الأمصار: صلاة الاستسقاء سنة، ركعتان، يجهر فيهما بالقراءة[4]. وقال الليث بن سعد: الخطبة في الاستسقاء قبل الصلاة. وقاله مالك ثم رجع عنه إلى أن الخطبة فيها بعد الصلاة، وعليه جماعة الفقهاء[5]. ه- صفة الصلاة: قال ابن قدامة رحمه الله: "لا نعلم بين القائلين بصلاة الاستسقاء خلافا في أنها ركعتان، واختلفت الرواية في صفتها، فروي أنه يكبر فيهما كتكبير العيد سبعا في الأولى، وخمسا في الثانية. وهو قول سعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وداود، والشافعي. وحكي عن ابن عباس؛ وذلك لقول ابن عباس في حديثه: وصلى ركعتين، كما كان يصلي في العيد. وروى جعفر بن محمد، عن أبيه رحمهما الله: «أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر، كانوا يصلون صلاة الاستسقاء، يكبرون فيها سبعا وخمسا». والرواية الثانية، أنه يصلي ركعتين كصلاة التطوع. وهو مذهب مالك والأوزاعي، وأبي ثور، وإسحاق؛ لأن عبد الله بن زيد قال: استسقى النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين، وقلب رداءه. متفق عليه[6]. ثالثا: السنن في الاستسقاء: تحويل الرداء في خطبة الاستسقاء: عن عبد الله بن زيد الأنصاري رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ بِالنَّاسِ يَسْتَسْقِي لَهُمْ، فَقَامَ فَدَعَا اللهَ قَائِمًا، ثُمَّ تَوَجَّهَ قِبَلَ الْقِبْلَةِ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، فَأُسْقُو»[7]. وهذا القلب إنما هو في صلاة الاستسقاء فقط، ولا يكون في الاستسقاء في خطبة الجمعة ونحوها، وقد بوب البخاري: «باب ما قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحول رداءه في الاستسقاء يوم الجمعة»، وذكر ما يدل على ذلك[8]. وقلب الرداء هنا من باب الفأل بالفعل، وهو أبلغ من الفأل بالقول، وتحويل الرداء: بأن يجعل ما على ظهره منه يلي السماء وما كان يلي السماء على ظهره، والجمهور أن الجميع يقلب رداءه الإمام والمصلون[9]. وفي هذا الحديث من السُّنَن في الاستسقاء أيضًا: الدعاء بعد الخطبة. استقبال القبلة للدعاء. تقديم الخطبة على الصلاة في الاستسقاء: عن عبد الله بن زيد رضي الله عنهما قَالَ: «خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ»[10]. جعل ظهر الكفين إلى السماء عند الدعاء في الاستسقاء: عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى، فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ»[11]. [1] انظر: ابن منظور، لسان العرب (14/ 393)، الطبعة: الثالثة - 1414 هـ، الناشر: دار صادر – بيروت. [2] انظر: الجرجاني، التعريفات (ص17)، الطبعة: الأولى 1403هـ -1983م، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت -لبنان حاشية ابن عابدين (1 / 790)، الطبعة: الثانية 1386 هـ = 1966 م، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. [3] ابن عبد البر، التمهيد (11/ 19)، الطبعة: الأولى، 1439 هـ - 2017 م، الناشر: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي – لندن. [4] انظر: التعليقة الكبيرة (4/ 121)، الطبعة: الأولى، 1431 م - 2010 هـ، الناشر: دار النوادر، ابن بطال، شرح صحيح البخاري (3/ 5)، الطبعة: الثانية، 1423 هـ - 2003 م دار النشر: مكتبة الرشد - السعودية، الرياض. [5] التمهيد (11/ 19)، الطبعة: الأولى، 1439 هـ - 2017 م، الناشر: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي – لندن. [6] ابن قدامة، المغني (2/ 320)، الطبعة: الثالثة، 1417 هـ - 1997 م، الناشر: دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية. [7] صحيح البخاري (2/ 31) حديث رقم (1023)، كتاب الاستسقاء، باب: الدعاء في الاستسقاء قائما، صحيح مسلم (2/ 611) حديث رقم (894)، كتاب صلاة الاستسقاء. [8] البخاري، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (2/ 29)، الطبعة: الأولى، 1433 هـ - 2012 م، الناشر: دار التأصيل – القاهرة. [9] انظر: ابن بطال، شرح صحيح البخاري (3/ 9)، الطبعة: الثانية، 1423 هـ - 2003 م دار النشر: مكتبة الرشد - السعودية، الرياض، شرح الرسالة (1/ 70). [10] صحيح البخاري (2/ 31) حديث رقم (1024)، كتاب الاستسقاء، باب: الجهر بالقراءة في الاستسقاء، صحيح مسلم (3/ 23) حديث رقم (894)، كتاب صلاة الاستسقاء. [11] صحيح مسلم (3/ 24) حديث رقم (896)، كتاب صلاة الاستسقاء، باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |