مبيت المعتكف ليلة العيد في المسجد والخروج منه إلى المصلى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قصة يوشع بن نون عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          مكانة العمل وآدابه في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          وقفات ثلاث مع غزوة أحد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          البلد الأمين: أشواق وحنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          لسلامتك أجل مكالمتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الجمع والقصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          غزوة حمراء الأسد والرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة وغزوة بني المصطلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          صلاة التطوع (7) فضائلها وأحكامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          المرحلة الملكية في حياة الإنسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          رجل دعته امرأة ذات منصب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2024, 05:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,976
الدولة : Egypt
افتراضي مبيت المعتكف ليلة العيد في المسجد والخروج منه إلى المصلى

مبيت المعتكف ليلة العيد في المسجد والخروج منه إلى المصلى

جيهان بنت محمد مجيدل المجيدل

المسألة: (مبيت المعتكف ليلة العيد في المسجد والخروج منه إلى المصلى، والمراد بمبيت المعتكف ليلة العيد في المسجد يعني إذا أراد أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان، هل يبيت ليلة العيد في معتكفه؟ ومتى يخرج من اعتكافه؟).


حكم المسألة:
نص فقهاء الحنابلة على استحباب مبيت المعتكف ليلة العيد في المسجد، والخروج منه إلى مصلى العيد بثياب اعتكافه[1].

وقد حصل في هذه المسألة خلاف بين أهل العلم، ولهم فيها على سبيل الإجمال ثلاثة أقوال:
القول الأول:
يُستحب لمن اعتكف العشر الأواخر من رمضان أن يدخل في اعتكافه قبل غروب الشمس، وإذا أهلَّ شوال فقد أتمَّ العشر، فيخرج إذا غربت الشمس من آخر يوم من أيام العشر، وهو قول: الحنفية[2]، والمالكية[3]، والشافعية[4]، ورواية عند أحمد[5]، وقول عند الأوزاعي[6].

أدلة القول الأول:
استدل أصحاب القول الأول بأدلة ومن أبرزها ما يلي:
الدليل الأول:
عن أبي سعيد الخُدْري (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواسط من رمضان فاعتكف عامًا حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر)[7].

وجه الدلالة:الحديث دليل على الحث على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان وعلَّق الفعل بالإرادة.


الدليل الثاني:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل في معتكفه)[8].

وجه الدلالة:الحديث دليل على مشروعية الاعتكاف، وأن وقت الاعتكاف يبدأ بدخول المعتكف لمكان اعتكافه.

الدليل الثالث:
أن كل ليلة تتبع اليوم الذي بعدها، ألا ترى أن شهر رمضان يدخل بغروب الشمس في آخر يوم من شهر شعبان[9].

الدليل الرابع:
أن المعتكف لا يبيت ليلة العيد في المسجد، والفرق بين ليلة الفطر وغيرها أن سائر الليالي وقتٌ لابتداء الاعتكاف، فيكون وقتًا لاستدامته، وأن سائر الليالي قابلة لنية الصوم بخلاف الفطر[10].

الدليل الخامس:
أن كل ليلة حكمها حكم الليلة التي تليها، وإذا ثبت هذا فإنه يخرج من اعتكافه بآخر جزء من الشهر تامًّا كان الشهر أو ناقصًا؛ لأن العشر اسم لما بينهما[11].

الدليل السادس:
وأجمعوا أن من اعتكف العشر الأول والأوسط من رمضان أنه يخرج إذا غربت الشمس من آخر نهار من اعتكافه، وإجمعاهم على هذا يوهن رواية من روى "يخرج من صبيحتها"، ويُصوِّب رواية من روى "يخرج منها بعد اعتكافه" يعني بعد الغروب[12].

القول الثاني:
من أراد أن يعتكف العشر الأخير من رمضان استحب أن يبيت ليلة الفطر في معتكفه، ثم يخرج من المصلى في ثياب اعتكافه، واستحب أن يكون خروجه من معتكفه إلى صلاة العيد، وإن خرج قبل ذلك جائز، وهو قول عند الإمام مالك[13]، وقول عند الحنابلة[14].

أدلة القول الثاني:
استدل أصحاب القول الثاني بأدلة ومن أهمها ما يلي:
الدليل الأول:
قوله تعالى: ﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125].

وجه الدلالة: الأمر بأن يطهروا مكان البيت قبل بنيانه والبيت بعد بنيانه مما كان أهل الشرك بالله يجعلونه فيه- على عهد نوح ومن وقبله- من الأوثان؛ ليكون ذلك سنة لمن بعدهم إذ كان الله تعالى ذكره قد جعل إبراهيم إمامًا يُقتدى به من بعده فأمر الله عز وجل إبراهيم وإسماعيل بتطهير البيت للطائفين المقيمين في البيت[15].

الدليل الثاني:
قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾ [البقرة: 187].

وجه الدلالة: النهي عن الجِماع، لا تجامعوا نسائكم، حال عكوفكم في المساجد، وتلك حالة حبسهم أنفسهم على عبادة الله في مساجدهم[16].


الدليل الثالث:
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفَّاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده)؛ رواه المسلم[17].

وجه الدلالة: الحديث دليل على ثبوت الاعتكاف بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، واتباعه في ذلك بفعل زوجاته رضي الله عنهن بعد وفاته.

الدليل الرابع:
عن سمي مولى أبي بكر بن عبدالرحمن أن أبا بكر بن عبدالرحمن اعتكف فكان يذهب لحاجته تحت سقيفة في حجرة مغلقة في دار خالد بن الوليد ثم لا يرجع حتى يشهد العيد مع المسلمين، ولأن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يقرع السمع ما يوجب الحظر، وقد بلغه ذلك عن أهل الفضل الذين مضوا وهو أحبُّ ما سمعت إليَّ في ذلك[18].

الدليل الخامس:
أنها ليلة تتلو العشر، ورد الشرع بالترغيب في قيامها، والعبادة فيها فأشبهت ليالي العشر[19].

القول الثالث:
إن خرج عند غروب الشمس من آخر يوم من أيام العشر الأواخر يُعيد اعتكافه وهو قول عند ابن الماجشون وسحنون من المالكية، ولم يقل بهذا القول أحد من أهل العلم.

الدليل الأول: أن السنة المجتمع عليها أن يبيت في معتكفه حتى يصبح.
ونوقش هذا الدليل، ولم يجتمع على ما ذكر سحنون أنها سنة مجمع عليها، والخلاف موجود فيها، والخلاف لا حجة فيه[20].

الدليل الثاني: لأن كل عبادتين جرى عُرف الشرع على اتصالهما، فاتصالهما على الوجوب كالطواف وركعتيه. ليصل المعتكف اعتكافه بصلاة العيد فيكون قد وصل نُسكًا بنُسك[21].

ونوقش هذا من وجهين:
الوجه الأول: المنع، فلا يُسلَّم وجوب الاتصال بين الاعتكاف وصلاة العيد؛ لأن كل واحدة من العبادتين يصح إفرادها، فلم تكن إحداهما من شرط الأخرى؛ كالصوم والصلاة[22].

الوجه الثاني: عدم تسليم المقاييس عليه، فلا يجب الاتصال بين الطواف وركعتيه. فلا وجه له في القياس؛ لأن ليلة الفطر ليست وضع اعتكاف ولا صيام، ولا من شهر رمضان، ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها شيء.

الراجح في المسألة:
بعد الاطلاع على أقوال العلماء وما استدلوا به، يترجَّح القول الأول، وهو: يستحب لمن اعتكف العشر الأواخر من رمضان أن يدخل في اعتكافه قبل غروب الشمس، وإذا أهلَّ شوال فقد أتمَّ العشر، فيخرج إذا غربت الشمس من آخر يوم من أيام العشر؛ لصراحة أدلتهم وقوتها، وسبب الخلاف في هذه المسألة هل الليلة الباقية هي من حكم العشري أم لا.



[1] «المغني لابن قدامة» (3 /208)، «كشَّاف القناع عن متن الإقناع» (5 /376).

[2] «بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» (2 /115)، «البحر الرائق شرح كنز الدقائق» (2 /323).

[3] «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» (2 /79)، «الذخيرة للقرافي» (2 /538).

[4] «الحاوي الكبير للماوردي» (3 /488)، «البيان في مذهب الإمام الشافعي» (3 /582).

[5] «المغني لابن قدامة» (3/208)، «الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف» (7/595).

[6] «شرح الزرقاني على الموطأ» (2/311).

[7] أخرجه البخاري في أبواب الاعتكاف، رقم الحديث 1923«صحيح البخاري» (3 /48).

[8] أخرجه مسلم في باب متى يدخل من أراد الاعتكاف في معتكفه، رقم الحديث 791 «صحيح مسلم» (2/831).

[9] «الحاوي الكبير للماوردي» (3 /488).

[10] «الذخيرة للقرافي» (2 /538).

[11] «البيان في مذهب الإمام الشافعي» (3 /582).

[12] «الإقناع في مسائل الإجماع» (1/244).

[13] «المعونة على مذهب عالم المدينة» (1/493)، «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» (7/3925).

[14] «الكافي في فقه الإمام أحمد» (1 /462)، «الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف» (7 /568)، «كشَّاف القناع عن متن الإقناع» (5 /376).

[15] «تفسير الطبري جامع البيان» (2 /38 ،39).

[16] «تفسير الطبري جامع البيان» (3 /539).

[17] أخرجه مسلم في باب اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، رقم الحديث 2026 «صحيح مسلم» (2/831).

[18] ذكره مالك في باب خروج المعتكف للعيد «موطأ مالك» (1/315).

[19] «الكافي في فقه الإمام أحمد لابن قدامة» (1 /462).

[20] «الاستذكار لابن عبدالبر» (3/395).

[21] «أحكام الاعتكاف» للدكتور خالد بن علي المشيقح ص70، «شرح الزرقاني على الموطأ» (2 /311).

[22] «أحكام الاعتكاف» للدكتور خالد بن علي المشيقح ص70.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.44 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]