المعطي جل جلاله، وتقدست أسماؤه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200521 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3120 - عددالزوار : 503894 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-03-2024, 06:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,443
الدولة : Egypt
افتراضي المعطي جل جلاله، وتقدست أسماؤه

المعطي جل جلاله، وتقدست أسماؤه
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي


الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ (المُعْطِيَ) مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى:
لَمْ يَرِدِ الِاسْمُ فِي القُرْآنِ، وَلَكِنْ سَمَّاهُ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى سَبِيلِ الإِطْلَاقِ مُرَادًا بِهِ العلمِيَّةُ، وَدَالًّا عَلَى كَمَالِ الوَصْفِيَّةِ...

فَقَدَ وَرَدَ مُعَرَّفًا عِنْدَ البُخَارِي، مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، واللهُ المُعْطِي وَأَنَا القَاسِمُ، وَلَا تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأَتِي أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ».

وَفِي رُوَايِةٍ أُخْرَى عِنْدَ البُخَارِي ذَكَرَ الوَصْفَ بَدَلًا مِنَ الاسْمِ «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقْهِهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللهُ، وَلَنْ يَزَالَ أَمْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ مُسْتَقِيمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَوْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ».

وَالوَصْفُ لَا يَكْفِي وَحْدَهُ لإِثْبَاتِ المُعْطِي المَانِعِ، وَلِذَا فَإِنَّ الثَّابِتَ اسْمُ اللهِ المُعْطِي؛ لِلحَدِيثِ الَّذِي سَبَقَ وَنَصَّ عَلَى الاِسْمِ.

الدِّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاِسْمِ (المُعْطِي):
المُعْطِي اسْمُ فَاعِلٍ، فِعْلُهُ مِنْ أَعْطَى يُعْطِي، فَهُوَ مُعْطٍ.

وَالعَطِيَّةُ اسْمٌ لِمَا يُعْطَى، وَجَمْعُهَا عَطَايَا وَأَعْطِيَة، والعَطَاءُ إِعْطَاءُ المَالِ.

وَالعَطَاءُ أَصْلُهُ اللَّفْظِي: عَطَاو بِالوَاوِ؛ لأَنَّهُ مِنْ عَطَوْتُ، إِلَّا أَنَّ العَرَبَ تَهْمِزُ الوَاوَ وَاليَاءَ إِذَا جَاءَتَا بَعْدَ الأَلِفِ؛ لَأَنَّهَا أَفْضَلُ فِي النُّطْقِ وَالحَرَكَةِ.

وَيُقُالُ: اسْتَعْطَى وتَعَطَّى يَعْنِي سَأَلَ العَطَاءَ، وَإِذَا أَرَدْتَ من زَيدٍ أَنْ يُعْطِيكَ شَيْئًا تَقُولُ: هَلْ أَنْتَ مُعْطِيَّهُ[1].

والمُعْطِي سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي أَعْطَي كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ، وَتَوَلَّى أَمْرَهُ وَرَزَقَهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ مُوسَى وَهُوَ يَصِفُ عَطَاءَ الرُّبُوبِيَّةِ: ﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى [طه: 50].

وَقَالَ تَعَالَى عَنْ عَطَاءِ الآَخِرَةِ: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ [هود: 108].

وَعَطَاءُ اللهِ قَدْ يَكُون عَامًّا أَوْ خَاصًّا، فَالعَطَاءُ العَامُّ يَكُونُ للخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ، وَالعَطَاءُ الخَاصُّ يَكُونُ لِلأَنْبِيَاءِ وَالُمرْسَلِينَ وَصَالِحِ المُؤْمِنِينَ، فَمِنَ العَطَاءِ العَامِّ مَا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا [الإسراء: 20]، وَالعَطَاءُ هُنَا هُوَ تَمْكِينُ العَبدِ مِنَ الفِعْلِ، وَمَنْحُهُ القُدْرَةَ وَالاسْتِطَاعَةَ، كُلٌّ عَلَى حَسَبِ رِزْقِهِ وَقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ.

وَمِنَ العَطَاءِ الخَاصِّ اسْتِجَابَةُ الدُّعَاءِ، وَتَحْقِيقُ مَطْلَبِ الأَنْبِيَاءِ وَالصَّالِحينَ مِنَ الأَوْلِيَاءِ، وَمِنْ ذَلِكَ الدُّعَاءُ وَالعَطَاءُ فِي قِصَّةِ سُلَيْمَانَ:
﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [ص: 35 - 39].

وَكَذَلِكَ فِي دُعَاءِ زَكَرِيَّا؛ حَيْثُ قَالَ: ﴿ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا [مريم: 5]، فَحَقَّقَ اللهُ مَطْلَبَهُ وَأَعْطَاهُ مَا يَتَمَنَّاهُ فَقَالَ: ﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا[مريم: 7].
وَقَالَ تَعَالَى عَنْ عَطَائِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الآَخِرَةِ: ﴿ جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا [النبأ: 36][2].

المعاني الإيمانية:
1- العطاء لا يَقتَصر على المال، بل الصِّحَّة عطاء... وقوَّة الإيمان عطاء... وحفظ القرآن عطاء... وتعلُّم العِلم عطاء... وتيسير الطاعات عطاء... وقيام الليل عطاء... والوصول إلى الله عطاء... اللهمَّ أَوْصِلْنا إليك.

2- لا يُطلب العطاء إلا ممن يَملِك العطاء سبحانه وتعالى.

3- اليقين الراسخ في المعطي سبحانه.

4- التوكُّل المطْلق على المعطي سبحانه.

5- الشكر الدائم للمعطي سبحانه سبب في المزيد؛ ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم: 7].

[1] لسان العرب (15/ 68)، والمفردات (ص: 672).

[2] انظر المزيد في: الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى للقرطبي (1/ 355).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 79.36 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.12%)]