لماذا نفرط في رمضان؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الاستشراق والتنصير مدى العلاقة بين ظاهرتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 20 )           »          وسواس بسبب صدمة في الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أريد التخلص من الأفكار السلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وهم الخيانة الزوجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مشكلة بطء الاستيعاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ارتعاش اليدين عند الغضب والتوتر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          قلة التركيز والنسيان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          راقبت أصدقائي واكتشفت شذوذهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          معاناتي مع فقد البصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المال والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2024, 11:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,632
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا نفرط في رمضان؟

لماذا نفرط في رمضان؟ (1)



كتبه/ رضا دغيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن شهر رمضان منحة كبرى، ونعمة عظمى من المنان -سبحانه و-تعالى-: (‌وَإِنْ ‌تَعُدُّوا ‌نِعْمَةَ ‌اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) (النحل: 18)، فلا يليق بعاقل أبدًا أن يفرط فيه أو يغفل عن لحظة منه، أو تهبط همته فيه عن طلب المعالي؛ ولذلك كانت هذه الكلمات بعنوان: "لماذا نفرط في رمضان؟".
اعلم -وفقني الله وإياك-: أن لشهر رمضان فضائل عظيمة وخصائص جليلة، ومناقب جميلة مبثوثة في دواوين الذكر المطهر، ولسنا في صدد ذكرها وعدها، وإنما نتناول في هذا المقال أسباب التفريط والغبن في هذا الموسم العظيم والسبق الكبير حتى مع العلم والمعرفة، وهذا أوان الشروع في المقصود.
فالتفريط معناه: التضييع والتقصير؛ يقال: فرط في الأمر أي: قصَّر فيه وضيعه حتى فات منه، قال -تعالى-: (‌قَدْ ‌خَسِرَ ‌الَّذِينَ ‌كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) (الأنعام: 31)، أي: يقولون: يا ندامتنا على ما ضيعنا فيها!
وللتفريط في رمضان دافعات، ولسبل الغفلة والغبن فيه أمارات وعلامات؛ من أهمها:
ضعف البناء الإيماني في القلب وتصدعه، واندثار كثير من معالمه؛ حتى عاد ذلك على بصيرة القلب -والتي هي كالبصر للعين- بالضعف الشديد عن رؤية كثير من مشاهد الإيمان ومعاني الآخرة الواردة في القرآن والسنة الصحيحة، والتي أمر الله -تعالى- بتدبرها وخاصة الإيمان باليوم الآخر.
وهذا فرق واضح جدًّا بيننا وبين الصحابة -رضي الله عنهم-؛ فإن تصور أمور الآخرة ومشاهدها، ورؤية ذلك بعين القلب من أعظم المحركات إلى الجد والنشاط في عبادة الله -عز وجل- وطاعته؛ فتصور لحظات الموت والسكرات، ونزول الملائكة والبشرى من الله؛ إما بالرضى أو الأخرى عياذًا بالرحمن، وتصور القبر وظلمته، وسؤال الملكين، والبعث والنشور، وتطاير الصحف، وأخذ الكتب باليمين أو بالأخرى -عياذًا بالله-، وازدحام الخلائق حفاة عراة غرلًا، وانشغال كل امرئ بنفسه وجثو الأمم على ركبها، ونصب الصراط على ظهراني جهنم، وزفرات النار وتغيظها حنقًا على المجرمين والمعاندين، وسواد وجوه المجرمين وحقارتهم وضياعهم وخسارتهم لكل شيء في هذا اليوم العظيم الرهيب، وغير ذلك من مشاهد اليوم الآخر من أعظم الحادي والمحرك للاجتهاد في طاعة الله وعدم التضييع والتفريط.
وكذلك تصور فرص الفوز وعظيم الفلاح لمَن وفق في رمضان لهو أيضًا من أعظم الحادي والمحرك للقلب والجوارح لبذل الجهد وإعمار أيام رمضان بالقرب وطلب الغفران.
وإليك مثالًا واحدًا:
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنّ لله -تَعَالَى- عُتَقاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ -يعني في رمضان- لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ ‌دَعْوَةٌ ‌مُسْتَجابَةٌ) (رواه أحمد والبزار، وقال الألباني: "صحيح لغيره").
فإذا تصورت نار الدنيا وهي تصهر الحديد، ثم تصورت نار الآخرة وهي تَزيدُ في قوَّة حَرارتِها عن حَرارةِ نارِ الدُّنيا بتِسعةٍ وستِّينَ جُزءًا، كلُّ جُزءٍ منها يُعادِلُ حَرارةَ نارِ الدُّنيا كلِّها؛ فكيف تفعل باللحم والعظم مع مَن لا يموت فيها ولا يحيى؟! وكذا تفكر في مائها الذي هو كالمهل يشوي الوجوه وزقومها الذي يغلي في البطون كغلي الحميم، وغير ذلك من العذاب الجسدي الذي لا يطيقه بشر قط، مع العذاب النفسي والمعنوي العظيم، وأعظمه: أنه خسر الله الرحيم -جل جلاله-؛ قال الله -تعالى-: (كَلَّا ‌إِنَّهُمْ ‌عَنْ ‌رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين: 15)، (قَالَ ‌اخْسَئُوا ‌فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ) (المؤمنون: 108)، فيخسر هذا الإنسان النفس والأهل والمال والولد، وكل شيء على الإطلاق -عياذا بالله الرحيم- من ذلك.
وإذا تصورت نارًا أخبر الله -جل جلاله- أن مَن نَجَى منها فقد فاز: (‌فَمَنْ ‌زُحْزِحَ ‌عَنِ ‌النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) (آل عمران: 185)؛ فتصور هذه النار أنت في فرصة عظيمة للنجاة منها في كل يوم وليلة من شهر رمضان.
وإذا تصورت أيضًا أن سعادة الدنيا والآخرة يمكن أن تحصلها في شهر رمضان، نعم! فلكل مسلم دعوة مستجابة في كل يوم وليلة من رمضان.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-03-2024, 10:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,632
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لماذا نفرط في رمضان؟

لماذا نفرط في رمضان؟ (2)



كتبه/ رضا دغيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهل تصورت أن مشاكلك وهمومك وغمومك مهما كثرت ومهما عظمت بالإمكان أن تزول، بل تنقلب إلى سعادة وخيرات؟
نعم كل ذلك ممكن.
فأمرك أجمع بيد مَن بيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، والدعاء أعظم أسباب النجاة في الحال والمآل، وتحول الأحوال بإذن الله -تعالى-؛ فهل تهيأت وتعلمت، وتجهزت وجهزت، وبدأت من الآن في الدعاء وطمحت نفسك في تحصيل لذة المناجاة؟!
وتأمل في هذا الكلام الجميل لشيخ الإسلام ابن تيمية؛ قال -رحمه الله-: "العبدُ قد تنزل به النازلة، فيكون مقصوده طلب حاجته وتفريج كرباته، فيسعى في ذلك بالسؤال والتضرُّع، وإن كان ذلك من العبادة والطاعة ثم يكون في أول الأمر قصدُه حصول ذلك المطلوب من الرزق والنصر والعافية مُطلقًا، ثم الدعاء والتضرُّع يَفتحُ له من أبواب الإيمان بالله -عز وجل- ومعرفته ومحبَّته، والتنعُّم بِذِكره ودُعائه ما يكون هو أحبَّ إليه وأعظم قدرًا عنده من تلك الحاجة التي همَّته، وهذا من رحمة الله بعباده؛ يسوقهم بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العليَّة الدينية" (اقتضاء الصراط المستقيم).
فاهرع إلى الدعاء من الآن -رحمك الله-.
والبصيرة للقلب مع مشاهد الإيمان كالبصر للعين مع المحسوسات، فإذا ضعف الإيمان ضعفت البصيرة، بل ربما انعدمت -عياذًا بالله تعالى-؛ لذلك فالدواء المهم والعاجل الآن هو العمل على زيادة الإيمان، وسبيل ذلك: أولًا: تفعل الواجبات. وثانيًا: تترك المحرمات. وثالثًا: تأخذ من النوافل ما تطيقه نفسك وعلى التدرج. ورابعًا: قراءة القرآن بالتدبر .
نعم، لا بد من العمل الجاد من الآن على فعل المأمور وترك المحذور، فتبحث في نفسك عن كل أمر واجب ضيعته أو قصرت فيه فتأتي به على التمام وتتوب إلى الله مما مضى وكان، وكذلك تبحث عن كل عمل أو قول محرم ظاهر أو باطن وقعت فيه، فتقلع عنه فورًا مع التوبة مما مضى، ولو كان ثمة حقوق للغير تقوم بردها والتحلل منها، فإذا وفقت لذلك فستشعر بزيادة الإيمان -إن شاء الله-، ثم ابدأ في أخذ ما تطيق من النوافل وتدرج مع نفسك في ذلك حتى لا تنفر منك، فإذا وفقت لذلك فستشعر بحلاوة الإيمان وزيادته أكثر -إن شاء الله-، ثم اسلك سبيل النعيم للروح والقلب مع قراءة أو سماع القرآن بالتدبر والتفكر والتأمل.
نعم، اقرأ القرآن أو اسمعه متدبرًا متأملًا على أنه رسائل من الله إليك، وتصور مشاهد الآخرة؛ فقف عندها ومرر الآيات على قلبك، وعش المشاهد بفكرك وعقلك، ثم تفكر في حالك وحال الخلائق حينها، وكذلك مع الآيات التي تصف الجنة والنار فتأملها، وتصور أن القيامة قد قامت وحقت الحقائق؛ فكيف يكون سرورك إن كنت من أهل هذه الجنان وحظيت من ربك بالمغفرة والرضوان؟!
وكيف تكون حسرتك وندامتك وخوفك وفزعك إن كنت من أهل النار الحامية؟!
عندما تقرأ القرآن بهذه النَّفْس، وعلى هذا الدرب؛ فستشعر فعلًا وكأنك أول مرة تقرأ القرآن؟! وهكذا مع الصلاة بقراءتها وأذكارها، وأركانها وواجباتها حتى تقوى بصيرة القلب، فإذا صرت كذلك رجي لك التوفيق في رمضان، واغتنام العتق، والرضا والغفران.
والله الموفق والمستعان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.35 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.77%)]