|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أيا نفس..اصبري..فالموعد الجنة في لحظة يأس سوداء عشتها بكل آلامها وتفاصيلها..لحظة..كانت الأقسى في حياتي..بل الأوجع والأكثر ألماً..كنت أحاول كثيراً أن أطردها..أن أبعدها..ولكن كانت تفرض نفسها على واقعي دوماً..كنت أعلم علماً يقيناً ما الذي سأجنيه إذا ما نجحت في أن تفرض نفسها و تلون جزء من حياتي بلونها..فكنت معها في عراك..حتى كان ما خشيت!!فصارت لها الغلبة واستطاعت في فترة ضعف مني أن تفرض نفسها على واقعي!!و بدأ الصراع الحقيقي!!!! إن الصراع بين الحق و الباطل صراع أزلي ابتدأ منذ أن أشرقت الدنيا كلها بنبوة محمد صلى الله عليه و سلم و بدينه الجديد الذي أخرج الناس من أعتم ظلمات ..ظلمات الكفر و الجاهلية..إلى أوضح نور..نور الإيمان و الاستقامة..ذلك النور الذي أشرقت به قلوب الصحابة..قلوب كانت بحاجة ماسة إلى من ينقذها من همجية الجاهلية و ضلالها..إلى من يحييها بعد موتها!!فحيت بنور الاسلام..و علت و سمت بالإنقياد إلى تعاليمه و الانتماء إلى شريعته. ومع بداية تلك الحياة الجديدة..كان لابد من الخضوع إلى مشيئة الله الكونية و التي وضعت أساساتها منذ منبع الوحي الأصيل حينما قال الله تعالى ![]() فهذا يترك طاعة أمه لضلالها..يصارع في داخله بين طاعة أمه التي سعت كل حياته في تربيته و أحسنت إليه كل إحسان و بين طاعة رب عظيم كان له الفضل الأكبر في أن رزقه تلك الأم ويسر له ذلك الإحسان..فوعت القلوب قبل العقول سعة رحمة الله و فضله و أنه سبحانه هو الرزاق ذو القوة المتين قال تعالى: ( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون*ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون* إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)..فكانت النتيجة مثمرة كبدايتها..انتماء كامل لدين رضت به النفس و فرت إليه..فرغم الصعوبات والعقبات توجهت تلك القلوب و رضخت لذلك الكيان الإسلامي السامي فاكتست بثوب العزة بعد ذلة عاشتها سنوات.. كان الإب يختار دينه على زوجته و بنيه الكفار لأنه قرأ قوله ![]() كان الصاحب يختار دينه على أصحابه و أخلائه المشركين لأنه قرأ قوله تعالى ![]() واستمر الصراع بين دعاة الحق والهدى و دعاة الضلال والهوى..و الحكمة في ذلك واضحة كل الوضوح..فلم تكن البداية منذ تلك المرحلة فقط..بل كانت تكملة لصراع أزلي بزغ منذ أن خلق الله آدم قال تعالى ![]() ولعل البعض يتسائل..لماذا لم يخلق الله العالم أجمع على دين الحق؟؟فلا يكون هناك صراع و لا حروب و عراك!! فالحكمة في ذلك- كما سطرت آنفاً- واضحة..و المولى أعلم و أحكم.. قال تعالى: ( و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات)..فلو كان العالم كله على دين واحد لما عُرِف المحب لدينه المجاهد في سبيله! و لما عُرِفت القلوب الأبية التي تضحي بكل شيء في سبيل دينها و عقيدتها..بل أشبعت بتلك الحكمة غرائز النفس البشرية و فطرتها الإنسانية التي جمعت بين الحب و الكرة..فصرفت جانب الحب إلى خالقها و المحسن إليها و من والاه..و صرفت جانب الكره إلى الشيطان وكل من والاه.. إنها مشاعر لا توصف..تلك التي تسكن القلب عندما يدخله نور الإيمان و يسقيه بماء الحياة الإيمانية..حياة لا يشعر بها إلا المؤمن الصادق في إقباله على ربه..يشعر بها كلما فعل طاعة تقربه إليه..يشعر بها كلما ترك معصية لا لشيء إلا لوجهه..سبحانه..يشعر بها كلما أحسن و عفى و صفح من أجله..كلما كظم غيظا أو ترك ظلماً أو ترفع عن مكروه لرضاه وحده.. وإن استاء كل من في الكون و إن سخط من سخط..أليس ربه راض..فهو برضاه يرضى..و كأن ديدنه قول الشاعر: وليتك تحلو و الحياة مريرة *** وليتك ترضى و الأنام غضاب وليت الذي بيني و بينك عامر *** و بيني بين العالمين خراب إذا ما صح منك الود فالكل هين *** و كل الذي فوق التراب تراب وبذلك تكون حياته كلها لله..و أنفاسه كلها ملكاً له..يبذل الغالي و النفيس في سبيل إرضائه..وقد تعرض له بعض العوارض و الفتن..فيصبر و يحتسب ويلتجأ إلى من بيده رفعها عنه..لأنه قد تيقن بأن من ترك الراحة وجد الراحة..و أن الإنسان ممتحن و مبتلى و الصبر هو طوق النجاة..و لا نجاح في امتحان الدنيا بدونه..فيتصبر في أدق لحظات حياته المريرة مع أن قلبه قادر على الجزع و التسخط ..و كلما زينت له نفسه ذلك ترائت أمامه جنات عدن و الفردوس الأعلى..فيحدث نفسه قائلاً..أيا نفس اصبري فالموعد الجنة..لأنه جرب حلاوة الإيمان و مرارة الضلال فاختار الأجود و الأسمى..فلولا أن عرف طعم المرارة لما تلذذ بطعم الحلاوة..و لولا معرفته قسوة الحزن لما تلذذ بطعم السعادة..و لولا تجربته وحشة المعصية لما تلذذ بحلاوة الطاعة..فكانت المشيئة السماوية معالجة لطبيعة النفس البشرية و الخالق وحده بمن خلق أعلم!!! و في بعض الأحيان تزل تلك النفس المؤمنة فتضعف..و لا يكون ذلك إلا بعد ان تبتعد و لو قليلاً عن منهل تلك القوة..و لكن ما تلبث إلا أن تعود..مستغفرة تائبة ترجو رحمة ربها الغفور الرحيم الذي قال: ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً).. فتعود أقوى مما كانت لأنها استشعرت معنى أن تفقد تلك اللذة الإيمانية و لو للحظات!!! و المؤمن بهذه الحياة الإيمانية غريب في نفسه..غريب بين أهله و إخوانه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إن الإسلام بدأ غريباً و سيعود غريباً فطوبى للغرباء،قال: و من الغرباء؟ قال: (الذين يصلحون إذا فسد الناس)حديث حسن..و كلما زاد ذلك الإيمان زادت درجة الغربة..حتى يجد المؤمن نفسه في عالم آخر..فهو مع الناس بجسده و في ذلك العالم بقلبه..قلب متعلق بربه..يراقبه بنور إيمانه.. و يلجأ إليه مع كل نفس من أنفاسه..يفر إليه كلما ضعف إيمانه..فإن سبح بلسانه فالقلب ساكن لعظمته..و إن ترك شيئاً لوجهه فالوجد سابح بلذة طاعته.. و إن عمل صالحاً فالفؤاد راضخ لأمره و نهيه في كل حب و اطمئنان. و هو بذلك في حصن ربه..يحميه بفراره إليه ممن يتربص به و يكييد له..يقيه بطاعته من كل ما يعرض له من فتن في دينه و إيمانه..يحميه أولاً من شر نفسه و من شر مخلوقاته..فهو بذلك قد احتمى بربه بعد أن اكتسب بقربه منه مصلاً ذاتياً يصرف عنه كل مايعرض لدينه أو يهزه..و لم يأت ذلك المصل إلا بعد أن أيقن أنه لا حول و لا قوة له إلا بربه..فهو الضعيف بنفسه القوي بربه..و هو الذليل بذاته العزيز بدينه..و هو بذلك في أمس الحاجة إلى ربه لينصره و يثبِته أمام فتن الدنيا و ابتلائاتها..فإن فتن هذا الزمان قد تشربت ماتشربت من القلوب فسكنتها..فلم تعد تفرق بين الحق و الباطل..قال حذيفة: لا تضرك الفتنة ما عرفت دينك!!إنما الفتنة إذا اشتبه عليك الحق و الباطل. ولم يكن ذلك إلا بعد أن ابتعدت القلوب عن منهل قوتها و عزتها..وانشغلت بدنياها الزائلة الفانية..فنزلت همتها إلى التراب بعد أن كانت تحلق في السماء..و لكن في خضم نيران الفتنة المترامية و شعاراتها المتصاعدة تبقى فئة صامدة ثابتة تمثلت في حديث النبي صلى الله عليه و سلم ![]() و نهاية المطاف الكل يعرفها.. نعيم دائم بعد عناء السفر الطويل.. وراحة أبدية مع أول قدم توضع في جنات عدن.. في هذه اللحظة توضع نقطة النهاية..نهاية الصبر و التحمل.. نهاية الصراع و الجهاد..نهاية لها مصيران لا ثالث لهما..إماسعادة أبدية..و إما شقاء دائم..فلنكن من أبطال السعادة الأبدية..سعادة لا شقاء بعدها أبدا!!!!! |
#2
|
|||
|
|||
![]() جزاك الله خيرا مشرفتنا الكريمة على الطرح المبارح
نسأله سبحانه ان يحسن خاتمنا ويجعل الجنة مثوانا بارك الله فيك اختي |
#3
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اللهم وتقبل الدعاء منا ومنك اخى الكريم ** صقر الاسلام** جعلك الله صقر من صقور الاسلام وبارك الله فيك اخى الكريم على مرورك الطيب |
#4
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
فيا ناظرا زهر البساتين دونها ***اظنك اعمى ليس للحسن تبصر ويا من لها ان المحاسن كلها ***بدار بها مالا على القلب يخطر ولا سمعت اذن ولا العين ابصرت ***وما تشتهيه النفس في الحال يحضر اختي الكريمة ريحانة دار الشفاء سلمت اناملك ما خطت جعلنا الله واياك ممن ينالون السعادة الابدية في جنان الخلد اللهم قونا باليقين وامنحنا التوفيق اثابك الله وجزاك كل خير
__________________
اللهم اجعلنا ممن ياخذ كتابه باليمين واجعلنا يوم الفزع الاكبر من الامنين ومتعنا بالنظر الى وجهك الكريم
|
#5
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اهلا ومرحبا بكِ اختى الكريمه اللائذة بالله نور الموضوع ببصمتك الرقيقه واسعدنى تواجدك وكلامك الطيب جمعنا وأياكى فى جنه الفردوس اختى الغاليه مع خالص احترامى وتقديرى الى شخصك الكريم |
#6
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا اخيتي
__________________
اللهم ارحم امي و اغفر لها و ادخلها الجنة اللهم ارحمها واعفو عنها اللهم اغسلها بالماء والثلج والبرد اللهم جازها بالحسنات احسانا وبالسيئات مغفرة وعفوا ورحمة اللهم اجعل مثواها الجنة وموتى المسلمين جميعا يارب العالمين من قرا هدا الدعاء يؤمن عليه جزاكم الله خيرا |
#7
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خيرا
اختى و حبيبتى فى الله على موضوعك القيم جعله الله فى ميزان حسناتك اللهم امييين
__________________
------- ![]() فى الشفاءنرتقى و فى الجنة.. ان شاء الله نلتقى.. ღ−ـ‗»مجموعة زهرات الشفاء«‗ـ−ღ |
#8
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جزاكى الله وأيانا كل الخير غاليتى المشتاقه للجنه اسعدنى مرورك العطر |
#9
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته مرور عطر من اخت حبيبه على القلب قطرات الندى الله لا يحرمنا تواجدك المميز وحضورك الجميل بارك الله بكِ اختى الحبيبه |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |