هل بقي شيء أكمل حياتي الزوجية لأجله؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12905 - عددالزوار : 251898 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 371 - عددالزوار : 36381 )           »          { ذلك نتلوه عليك من الآيات } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          تفسير سورة التوبة (الحلقة الثانية عشرة) منافقون ذوو طول سفهاء وأعراب حول المدينة جبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          {ويعلمه الكتاب والحكمة} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          تفسير سورة التوبة (الحلقة الحادية عشرة) المنافقون حسدة بخلاء لمازون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 83 )           »          ﴿فلما أحس عيسى منهم الكفر﴾ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          { وجيها في الدنيا والآخرة } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          فوائد القصص القرآني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 169 )           »          مبحث مختصر للناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-09-2023, 10:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,198
الدولة : Egypt
افتراضي هل بقي شيء أكمل حياتي الزوجية لأجله؟

هل بقي شيء أكمل حياتي الزوجية لأجله؟
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
الملخص:
امرأة تزوجت عن غير حبٍّ ولا قناعة، وأبواها منفصلان، زوجها يكرهها ويضربها كثيرًا، ولا يهتم لأمرها ولا لأمر أبنائها، وقد هربت لبيتِ أهلها كثيرًا علَّه يرتدع، لكن بلا جدوى، وقد ملَّتِ الحياة معه، وتسأل: ما النصيحة؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم.


تزوجت منذ أربع سنين، دون حب حقيقي ودون قناعة عقلية، فأنا لم أكن أعي قطُّ سوى حديث: ((إذا جاءكم من ترضَون خلقه ودينه فزوجوه))، ووافقت فقط لأنه أتاني قبل أن أكمل دراستي الجامعية، وخدعني بالكلام المعسول، ووعدني بأننا سنكون زوجين سعيدين، أبي وأمي منفصلان، فلم أشعر بتأثير زواجي عليهم، أبي وافق عن بُعْدٍ، وأمي وافقت دون دراسة للأمر، وكأنها قد تخلصت مني، حتى إنها لم تُفْهِمْني أي شيء عن الحياة الزوجية، المهم ظل شعور الوحدة والغربة ملازمًا لي بعد زواجي، وحدثت مشاكل مع زوجي وأهله الذين سكنت معهم، اكتشفت بعد فترة أن زوجي يكرهني، ويتكلم عني عند أهله بالسوء، ولا يُظهِرون ذلك، وكنت أشكوه لأمي، فتزيد من كرهي له، لم أكن أعرف كيف أحل مشاكلي، ولا كيف أوفق بين دروسي وحياتي الزوجية، وكلما ضغطت عليَّ الحياة بمصاعبها، كنت أجد زوجي في مواجهتي وليس بجانبي، وكلما رأى خطأً مني عن غير قصد، كان يضربني ضربًا مُبرحًا، وفي أول مرة ضُربت فيها أردتُ الهروب، لكن أهل زوجي لم يسمحوا لي لا سامحهم الله، هربتُ خِلسةً إلى أهلي عدة مرات؛ ظنًّا مني أن زوجي سيتأدب ويُحسن معاملتي، وكان لدي طفلي الأول، وفي كل مرة أعود لمنزلي بعد جلسة صلحٍ، على أمل أن يتغير حالي ولم يتغير، صار لدي طفلان أنا والله نادمة على إنجابهم، ولكن ذلك قدر الله، تغيرت كثيرًا، وحسَّنتُ من نفسي، وأصبحت أُحسِن لزوجي كثيرًا، وأسترضيه، لكنه تمادى في طغيانه، واستمر في كرهه لي، آخر مرة عدتُ فيها من منزل عائلتي، كتب زوجي على نفسه ورقة يتعهد فيه بأنه لن يضربني مجددًا، وإلا فالطلاق، وطبقًا لهذا الشرط عدتُ لمنزلي، لكن قلبي ظل ولا يزال منهكًا، وقد التزم بالشرط شهورًا، ثم عاد للضرب، أنا متعبة جدًّا؛ متعبة من نفسي الضعيفة الساذجة التي قبِلت بهذا العيش التعس، وأصابني يأس من رحمة الله، وأخاف من زوجي كثيرًا؛ لأنه عنيف، ولا يفهمني، ويسيء الظن بي، ولا يكترث لأمري، ولا لأبنائه، أيقنت بعد كل هذا أن زوجي سيئ جدًّا، وتستحيل معه العشرة، ومللت كل شيء، ولم يعد يهمني، حتى وإن مِتُّ تحت يده؛ لأن كل محاولاتي في الهروب أو الإصلاح باءت بالفشل، أشيروا عليَّ، فربما هناك شيء مفقودٌ لم أنتبه له يستحق أن أكمل حياتي الزوجية من أجله، وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص مشكلتكِ هو:
1- تزوجتِ قبل أربع سنوات عن غير حب ولا قناعة.

2- أبواكِ منفصلان؛ لذا لم يهتما بالسؤال عن زوجكِ ولا زواجكِ.

3- زوجكِ شديد الغضب ويضرب كثيرًا.

4- هربت لأهلكِ مرارًا، وعدتِ بعد جلسات إصلاح، وبشرط ألَّا يضربكِ، فوافق ثم عاد للضرب.

5- فقدتِ الأمل في استصلاحه، وأصابكِ والعياذ بالله يأس من رحمة الله سبحانه.

6- تقولين: إنه عنيف، ولا يهتم بأموركِ، ولا بأمور أولاده.

7- وتقولين: إنه سيئ والعشرة معه مستحيلة، ومَللْتِ حياتكِ معه.

8- وتطلبين المشورة؛ فلربما أن هناك شيئًا مفقودًا لم تنتبهي له يستحق أن تكملي حياتكِ من أجله.

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: لم تذكري شيئًا عن علاقتكما معًا بالله سبحانه، وهي أهم شيء؛ لأن المحافظة على الواجبات الشرعية - خاصة الصلاة في أوقاتها وبشروطها وأركانها وواجباتها ومستحباتها - من أهم أسباب هدوء النفس وسكينتها، ومنعها عن الظلم للغير، ومنع ظلم الغير لها.

قال سبحانه: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38].

ثانيًا: ما علاقتكما بكتاب الله عز وجل؟ لأن الإكثار من تلاوته وتدبره سبب عظيم لأجور عظيمة، وللهدوء والسكينة وللتقوى، والبعد عن الظلم، وكذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء أجر وحماية؛ قال عز وجل: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

ثالثًا: يبدو أن زوجكِ غضوبٌ جدًّا، وربما أنكِ مثله أو بعض تصرفاتكِ تُساعد على هيجان غضبه؛ لذا ينبغي لكما إذا اشتد غضبكما أو أحدكما أن تعملا الآتي:
كظم الغيظ قدر الاستطاعة.
ترك المجادلة نهائيًّا أو الرد، حتى تهدأ النفس.
الوضوء؛ لأنه يطفئ جمرة الغضب الشيطانية.
تغيير الجلسة.
تغيير المكان.
الخروج من المكان.
الدعاء.
التعوذ من الشيطان.

رابعًا: لا بد لكل واحد منكما أن يُحاسب نفسه على تقصيره في طاعة الله عز وجل، وعلى المعاصي التي يقع فيها؛ لأن التقصير في العبادات والمعاصي تُوَتِّرُ العلاقات الزوجية؛ فهي من العقوبات المُعجلة؛ قال عز وجل: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].

خامسًا: بعض البيوت شبه خالية من ذكر الله، وتُعشِّش فيها أصوات الغناء والموسيقى، وتوجد صور ذوات الأرواح، خاصة المُجسمة، وينتج عن ذلك خروج الملائكة، وحلول الشياطين؛ فتحل النكبات.

سادسًا: إن تيسر لكما الخروج من بيت أهله مع استمراره في برهم وصلتهم، فلعل في ذلك خيرًا.

سابعًا: ذكرتِ أنكِ أُصبتِ بيأس من رحمة الله، وهذا مُنكرٌ عظيم لا يجوز لكِ؛ قال سبحانه: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

ثامنًا: يبدو أن سبب يأسكِ أنكِ علقت نفسكِ بالأسباب البشرية فقط، ونسيتِ كليًّا الأسباب الشرعية؛ وأهمها الدعاء؛ فهو علاج عظيم خاصة إذا صَاحَبَهُ قوة الثقة بالله عز وجل؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]، فادعي الله كثيرًا أن يُحسن أخلاقكما، وأن يعيذكما من الغضب ومن نزغات شياطين الجن والإنس، وأن يرزقكما الحلم والرفق.

تاسعًا: من الأسباب الشرعية كثرة الاستغفار والتوبة؛ لأننا نُصاب أحيانًا من أقرب الناس لنا؛ بسبب ذنوبنا ونحن لا نشعر، بل ونلوم الطرف الآخر والسبب فينا؛ قال عز وجل: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]، فجعل الله سبحانه الاستغفار سببًا للرزق وتفريج الكرب؛ ويقول أحد الصالحين: "إني لأعصي الله؛ فأرى ذلك في خُلُقِ زوجتي ودابتي".

عاشرًا: من العلاجات العظيمة كثرة الاسترجاع، كلما حصل خلاف زوجي أو ضرب؛ قال عز وجل: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

حادي عشر: لا أنصحكِ أبدًا بطلب الطلاق، خاصة وأن لديكما طفلين صغيرين، واصبري واحتسبي أجركِ، وابذلي الأسباب السابقة، وستَرَيْنَ بمشيئة الله التحسن للأفضل، ولكن لا تستعجلي.

ثاني عشر: مما يُسليكِ أن تتذكري أن ما حصل لكِ قدر كتبه الله عليكِ لرفع درجاتكِ، وتكفير خطاياكِ؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وقال عز وجل: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 22، 23].

رابع عشر: إن بذلتِ كل الأسباب السابقة وبقيَ الرجل كما هو لم يتغير منه شيء، وخشيتِ على نفسكِ أو على استعفافكِ، أو لم تقدري على تحمل العَيشِ معه - هنا يُمكن أن يُقال: استخيري في أمركِ، وسيدلكِ الله سبحانه على ما فيه الخير لكما.

حفظكما الله، ورزقكما الحلم والرفق، وأعاذكما من شر الغضب ومن نزغات الشياطين.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.45 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]