|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الحيرة بين خاطبين
الحيرة بين خاطبين أ. أحمد بن عبيد الحربي السؤال: ♦ الملخص: فتاة لديها علة في المبايض، تقدم إليها خاطبان: الأول: رجل ستيني ذو غنى ويسار، ويحبها، وهي تميل إليه، والثاني: طبيب مستواه المادي أقل من المتوسط، وهي ترى أنه أحمق، وهي تخشى العنوسة، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في منتصف العشرينيات، على قدر من الجمال والعلم والمستوى المادي، تخرجتُ في كلية الطب، كل الناس تراني مبخوتة، ولديَّ كثيرٌ من المقومات التي تجعل الخُطَّاب ينهالون عليَّ، ومع ذلك لم يتقدم إليَّ أحد، بعد تخرجي لم أوفق في وظيفة، أريد الزواج والاستقرار؛ لأن كل صديقاتي تزوجن، ولأني أرى أن لا مانع يحجزني عن الزواج، مؤخرًا تقدم إليَّ رجلان؛ الأول: هو أستاذي في الجامعة، أرمل، ويبلغ من العمر ستين عامًا، لديه ثلاثة أطفال، غني جدًّا فلن تكون ثمة مسؤولية عليَّ في بيته لوجود الخدم، أحببته كثيرًا لخصال كثيرة من تدين وأخلاق رفيعة، ولحُبِّه واهتمامه الشديدين لي، وزاد حبي له لِما علمت من معاملته الطيبة مع زوجته المريضة قبل وفاتها، والخاطب الثاني: طبيب على خلق ودين، حالته المادية أقل من المتوسط، يحبني بشدة، يفعل أيَّ شيء من أجلي، لكن مشكلتي معه أنه أحمق، ويتلعثم معي، ولا يملك أي جرأة ليشعرني بالحب أو برجولته، ليس لديه أي ذكاء عاطفي، وأنا غير مكتفية به، فحين يغيب لأسابيع، لا أشتاق إليه، ولا أتقبله؛ فأنا في حيرة بين اثنين؛ الأول منهما أكتفي بحبِّه، لكنه يكبرني كثيرًا؛ وأهلي يخوفونني منه ومن أولاده الصغار، والثاني: يشجعونني على الزواج منه؛ لأنه في نظرهم يحبني، ولكنني لا أستطيع تخيل نفسي معه في بيت واحد، فماذا أفعل؟ مع العلم بأنني في مجتمع يراني الآن أطرق باب العنوسة، أخشى إن فاتت الفرصة أن أندم، خاصة وأن لديَّ علةً في المبايض، استخرت كثيرًا وما زلت تائهة، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع. حينما تكون أمام الإنسان فرصتان يتردد في اتخاذ القرار بينهما، فلا بد أن يضعهما في الميزان، بحيث يدرس إيجابيات وسلبيات كل منهما، فالذي تَغلب إيجابياته على الآخَر، وتَنقُص سلبياته عن الآخَر، فهو المُقَدَّم في الاختيار، نَعَم هناك أمور في المستقبل لا نستطيع الحكم عليها من الآن، فهي لا تتضح إلا مع العِشرة والأيام والليالي، لكن لها مؤشرات تُنبِئ بحدوثها، وهي ما يتعلق بمسألة الطِّباع والسمات الشخصية. وكذلك لا بُد من النظر إلى فارق العمر والاهتمامات، هل نستطيع تقبلها والتكيف معها؟ والأعمار بيد الله، وقد يمد الله في عمره وعافيته، فهل تستطيعين التكيف مع طباع الرجل الثمانيني، إذا أصبحتِ في الأربعينيات من عمركِ؟ وهكذا لا بُد ألَّا نكتفي بالنظر إلى الحاضر فقط. وكذلك هذا الشاب، هل يستطيع أن يتخلى عن فكرة الإنجاب فيما لو لم يتيسر لكِ العلاج والشفاء من (عِلَّة المبايض)، كما ذكرتِ في السؤال؟ هذه الأسئلة أطرحها من واقع اطلاع على المشكلات الزوجية أثناء ممارستي للإرشاد في هذا المجال، لعلكِ تستفيدين منها في دراسة هذا القرار. وبالنسبة لهذا الشاب، فعند مقارنة صفاته في التعامل والذكاء العاطفي مع رجل وصل إلى عمر الستين، وهو أستاذ جامعي، بالتأكيد أن هذا الشاب سيخسر اليوم، لكن ستتشكل لديه خبرة في المستقبل، وقراركِ ليس لأمرٍ مؤقت، وإنما ستستمر معكِ تبعاته في المستقبل. ولا تنسَي صلاة الاستخارة؛ فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكِ بِعِلْمِكِ، وَأَسْتَقْدِرُكِ بِقُدْرَتِكِ، وَأَسْأَلُكِ مِنْ فَضْلِكِ الْعَظِيمِ فَإِنَّكِ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكِ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ))؛ [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ]. سائلًا الله لكِ التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |