|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مدرس اللغة العربية واكتشاف موهبتي الشعرية خالد أبو السعود محمد البدري لا زلتُ أذكُر نهمي لحبِّ القراءة، وبالذات في الأدب والشعر خاصة، وقد كنتُ منذ المرحلة الابتدائية أَهوى القراءة في مكتبة المدرسة، وكنتُ أُطالع القصص والشعر في كتب المقررات الدراسية منذ أول العام حتى قبل وصولنا لدراستها فعلًا. ولا زلتُ أذكُر دراستي في المملكة العربية السعودية في صِغري، وتفوُّقي في المواد كلها، إلا أن حبي وهوايتي الكبرى كانت في كل ما يتصل بلغة الضاد الجميلة. وكذلك أذكُر بالخير مدرِّسي الأستاذ عبدالله الثنيان جزاه الله عني وعن كلِّ مَن علَّمه خيرَ الجزاء، فذلك الأستاذ الكبير كان يراني متفوقًا، ويُخلص لي في النُّصح، وما أجملَ ذلك اليوم منذ بضع وثلاثين عامًا في عام 1985؛ حيث كنتُ في الصف الثاني المتوسط (الإعدادي)، وعمري لا يتجاوز الثالثة عشرة، وجاء درسٌ أُحبه كنتُ قد قرأتُه كثيرًا منذ أول العام حتى حفِظته عن ظهر قلبٍ، وهو مسرحية شعرية تتناول قصة عام الفيل، وحكاية عبدالمطلب جدِّ الرسول مع أَبرهة، وصولًا لحكمةٍ "للبيت ربٌّ يَحميه"، وتلك المسرحية في الغالب للشاعر المصري الكبير أحمد محرم الذي ألَّف ديوان مجد الإسلام، ووصف فيه معظمَ أحداث السيرة النبوية في حوالي ثلاثة آلاف بيت شعري يحاكي بها إلياذة هوميروس اليوناني، حتى لُقِّبت بالإلياذة الإسلامية، وما زالت موجودة على الإنترنت، وفي ميزان الشاعر كعلمٍ ينتفع به بإذن الله. وأعود إلى اللحظة الجميلة؛ حيث قال مدرِّسي الأستاذ عبدالله: هذه المسرحية طويلة الفصول والمناظر، لذلك سندرس فصلًا واحدًا دراسةً فقط، وليس حفظًا، فاستأذنتُه ورفعتُ يدي، وقلتُ: أنا أحفَظها كلَّها يا أستاذ، فقال مندهشًا: تَحفَظ المسرحية كلها، فأجبتُ: نعم، لقد قرأتها كثيرًا، ومع تعجُّب الطلبة قال بتحدٍّ وإعجابٍ معًا: إذًا أَغلِق الكتاب واقرأْ علينا، فانطلقتُ أُلقي وأذكُر رقم الفصل والمنظر، وأتنقل بين الشخصيات، فعبدالمطلب يقول بعضًا من الأبيات، ويرد أبرهة بأبياتٍ أخرى، وهكذا كالمعهود في المسرحيات الشعرية، وكنت أحيانًا أتغنَّى ببعض الأبيات أثناء الإلقاء، حتى أنهيتُ الفصل المقرَّر علينا. وبحماسة ومكافأة كبيرةٍ قال في إعجاب: أنت شاعرُ الفصل، ومع بعض الغيرة والمناوشات من زملائي الصغار، فقال أحدهم عني: لا يشغله شيءٌ، ويكفيني أن أستاذي ردَّ عني: وماذا يشغلكم أنتم؟! أتذكَّر هذه القصة كلما أبدعتُ جديدًا في الشعر، أو حصلتُ على جائزة بسبب تفوقي في الشعر، وأخيرًا حصلتُ على المركز الأول في مسابقة نبي الرحمة والتسامح بقصيدة (مع سيرة الحبيب) عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، على مستوى الوطن العربي الكبير، وعلى أكثر من 750 قصيدة مشاركة. وأُهدي هذا التفوق إلى الأستاذ عبدالله الثنيان ومن بعده أستاذ سامي الخريبي المصري رحمه الله، الذي قال عندما استمع إلى بدايات أشعاري: شعرك موزون بالفطرة بنسبة 80 في المائة، ونصحني ببداية الطريق؛ أي: دراسة علم العروض. حكيتُ قصة بدايتي مع الشعر ومع الأستاذ عبدالله عندما كنتُ أزور المدارس في بلادي مصر مدربًا للتنمية البشرية، وشاعرًا أكتشف المواهب الشعرية، وأُسْمِعهم أشعاري، وأُعلِّمهم الحماس وحبَّ العمل، وتحمُّلَ المشاق، وأن تحب ما تعمل لتتفوَّق فيه، ألا ليتَ لكل موهوبٍ في بلادنا مدرِّسًا يُنمي موهبته كأستاذي عبدالله الثنيان جزاه الله خيرًا وأكرَمه. هذه رسالة لكل مدرِّس يكتشف مواهب طلابِه ويصقلها، أردتُ أن أُهدي هذا الموضوع لروَّاد شبكة الألوكة الحبيبة عسى الله أن ينفعنا جميعًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |