|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أقارب زوجي يعاملوننا بقسوة أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: فتاةٌ تشكو مِن أهل زوجها الذين يَظْلِمُونها ويظلمون زوجَها بالكلام عنهم، وهم يُعاملونهم بالمعروف، وتسأل عن كيفية التصرُّف معهم. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة متزوجة مِن شابٍّ أحسَبُه مِن الصالحين، لكن المشكلة في أهله وأقاربه؛ فنحن نُعاني منهم لأنهم غير مُلتزمين، ويَكرَهوننا ويُعاملوننا بقسوة وظلم، وقد ذُقنا منهم الأذى في المجالس العامة، علمًا بأني أنا وزوجي لم نُؤذهم، فنحن نُعاملهم بخُلُق حَسَن وباحترام. فأخبِروني كيف نَتصرَّف معهم بارك الله فيكم؟ الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فالظُّلم والأذى إنما هو مِن الابتلاء الذي قد يَتعرَّض له الإنسان ممن حوله في كل زمان ومكان، ولا أعظم ولا أقوى مِن أنْ يُواجه العبدُ المؤمن ذلك بالاعتصام بالله، وحُسن اللجوء إليه، وسؤاله الكفاية، فاللهُ جل جلاله تَكَفَّل للمظلوم بالنصر؛ فقال: ((وعزَّتي وجَلالي لأَنْصُرنَّك ولو بعد حين))، وهذا الوعدُ مُتحقِّق بإذن الله، حتى وإنْ غفَل العبدُ عن الدعاء، فكيف إذا دعا واستغاثَ بربِّه وسأله النصر؟! هذه يا بنية سُنةُ الله في أرضِه، أنْ يبتليَ العباد بعضهم ببعض ليرى الله ما هم عاملون، وحتى يَتَمَحَّصَ العبد ويستخرج الله مِن قلبه أنواعًا مِن العبادات العظيمة التي ما كانتْ ستَخْرُج لولا هذا البلاء، والتي منها: (التوكُّل، والرَّجاء، والدُّعاء، والاستعانة، والاستِغاثة، والصبر، الذي هو مِن أعظم العبادات)؛ يقول جلَّ جلاله في مُحكم تَنْزيله: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35]. وتأمَّلي ما قد واجه الرُّسل والأنبياء عامَّة مِن أقوامهم صلواتُ ربي وسلامُه عليهم جميعًا، وما قد واجه رسولنا محمد خاصة، صلواتُ ربي وسلامه عليه، فلقد كُذِّب، واتُّهِم بالسِّحر والجنون، وحُورب وضُرب، ووُضِع على ظهره القذَر بأبي هو وأمي، ولم يُرَ إلا صابرًا محتسبًا مُتوكِّلًا على الله، ولقد أُخْرِج مِن بلده التي هي أحبُّ البلاد إليه، وحُوصِر شهرين في الشِّعب هو وصحابته، حتى أَكَلُوا ورَقَ الشجر مِن شدة الجوع. حَصَل ذلك كله لخير البشَر صلواتُ ربي وسلامُه عليه، النبي المُرْسَل، أشرف الخَلْق عند الله، وأعظمهم مكانة، فهل بعد ذلك نستغرب ما قد يطولنا نحن الضعفاء المقصرين مِن البشر؟! أقول هذا حتى تتقوَّى النفوس وتثبت حين تسمع بذلك، ولا يعني هذا أنْ ترى حقوقك تُسلَب وتبقى صامتًا أمام ذلك! كلا، فإذا ما استطعتم أن تَمنعوا الظلمَ فامنعوه؛ سواء أكان ذلك بالشكوى أو الاستعانة بعد الله بأطرافٍ تسعى للإصلاح بينكم، أو غير ذلك. أما إن وجدتم أن الأمر عسير، وشعرتم أنكم قد غُلِبْتُم على أمركم، فعليكم بـ(حسبُنا اللهُ ونِعْم الوكيل)، فقد قالها إبراهيمُ عليه السلام حين أرادوا وضعه في النار، وقالها رسولُنا صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: ﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ﴾ [آل عمران: 173]. فاصبروا وتَضَرَّعوا واستمروا في التجاهُل لتسلَموا مِن الشرور، ولتعلوا عند ربكم؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40]، ويمكن أن تقللوا الاختلاط بهم في هذه الفترة، وإلَّا فإنَّ ((المؤمن الذي يُخالط الناس، ويَصبر على آذاهم، خيرٌ مِن الذي لا يُخالطهم ولا يَصبِر على أذاهُم)). أسألُ الله أن يُصلحَ بينكم، ويُؤلِّف بين قلوبكم وأنْ يَكْفِيَكم ما أَهَمَّكم، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |