الفراغ القاتل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 551 - عددالزوار : 23958 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 5405 )           »          حدث في الثامن من ذي القعدة 669 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          كيف نحصن شبابنا من الآراء الشاذة؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          خلاف العلماء في حكم استقبال القبلة واستدبارها أثناء قضاء الحاجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 9638 )           »          الفرع الأول: أحكام اجتناب النجاسات، وحملها والاتصال بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          من قام من نومه فوجد بللًا في ثوبه هل يجب عليه الغسل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          الحديث الرابع والعشرون: حقيقة التوكل على الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          تفسير سورة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-02-2023, 10:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,682
الدولة : Egypt
افتراضي الفراغ القاتل

الفراغ القاتل
د. أسماء جابر العبد

إذا كنتَ تعتقدُ أنَّ لكَ دورًا في هذه الحياة ما زال ينتظرُكَ ولن يُؤدِّيَه غيرُكَ، وإذا كنتَ تعلم علمًا يقينيًّا أنك على ثغرٍ من ثغور الإسلام فلا يؤتينَّ من قِبَلِكَ، وإذا كنتَ تعرفُ أنَّ أُمَّتَكَ بحاجةٍ إلى مَنْ ينهض بها، ويحمل همَّ الإسلام، ونشر دعوته في كل أرجاء الدنيا، وإذا كانت عندك أهدافٌ واضحةٌ وطموحات سامية؛ فلا أظنُّكَ تُعاني فراغًا، ولا تشعُر بملَلٍ ولا تتسرَّب اليكَ كآبةٌ.

لكن المغبون حقًّا مَنْ ضيَّعَ أوقاته، وبَدَّد ساعاته، وشتَّتَ نفسَه، ولم يُحدِّدْ مُراده من هذه الحياة، يجهل استثمار الوقت، ويجهل كيفيَّة إدارته.

إن الإسلام لا يعرف الفراغ، وإن مَنْ يتكاسل، ويُضيِّع أيَّامَه، ويتخلَّف عن ركب الإنسانية؛ يُستَبْدَل لا محالة، قال تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8]، فاستغل وقت فراغِكَ في إعادة هيكلة نفسك، وترتيب أفكارك، وتحديد أهدافك، ورسم خططك ومشاريعك، فالركود لا ينتج تطورًا، والكسل لا يصنع تحضُّرًا، ونفسك إن لم تشغلها بالحقِّ شغلتْكَ بالباطل ولا شكَّ.

نعم نُروِّح عن أنفسنا، ونلتمس الراحة بعد العناء، والاستجمام بعد الشقاء، فلنروِّح عن أنفسنا في غير مضرَّةٍ ولا معصية؛ فلنفسك عليك حقٌّ، ونلهو لهوًا مباحًا منضبطًا بضوابط الشرع ومحتكِمًا إلى حدوده؛ على ألَّا يكون الترويحُ هدفًا وغايةً في حد ذاته؛ بل مجرد وسيلة تُساعد على تحقيق الطموح واستكمال الطريق.

لقد وضع الإسلام لنا برنامجًا عمليًّا على مدار الساعة، يُنظِّم كل جوانب الحياة، ويُحقِّق توازنًا نفسيًّا وجسديًّا، وماديًّا ورُوحيًّا.

عُدْ إلى سير الأنبياء والمرسلين، والصالحين الأولين، أتراهم عرف الفراغ إلى حياتهم سبيلًا، انظر كيف استثمروا نجاحاتهم، وأورثوها للأُمَّة جيلًا جيلًا.

فالمؤمن لا فراغ له في الدنيا حتى يلقى ربَّه، حياته شغلٌ وعملٌ؛ لا استسلامٌ وكسلٌ، أو ركونٌ ومَلَلٌ، واعلم أنه لا فراغ مستمر، إلا عند التافهين العاطلين، والمفسدين البطَّالين، تراه يستغل الفراغ في اتِّباع الهوى وملاحقة الشهوات، ولا يعلم أنه يُشوِّش على القلب ضياءه، ويسلبه صفاءه.

والانشغال بالملهيات العصرية، والهواتف الخلوية عن العبادات الدينية يُولِّد فراغًا نفسيًّا وجدانيًّا، وفراغًا عقليًّا وخواءً معرفيًّا تؤدي جميعها إلى الكآبة والسآمة والشعور باللاقيمة.

تُنافس مع نفسك، واجعل يومك أفضل من أمسِكَ، املأ حياتك واستثمر وقتك، فالسعيد وربِّي من وفَّقَه الله لاستغلال أوقاته واغتنام حياته ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 35].


__________________
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.36 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]