|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
متحيرة بين الصبر والفراق
متحيرة بين الصبر والفراق أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: سيدة متزوجة ولديها أولادٌ، تشكو مِن زوجِها الذي يَخونها، حاوَلَتْ وعظَه كثيرًا، لكنه لا يستمع، ويرى أنه على صوابٍ! تُفكِّر في الانفصال لكنها تخاف على الأولاد. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة متزوجة، مشكلتي هي خيانةُ زوجي، فزوجي متحرِّر وذو علاقات واسعة مع الفتيات! تزوَّجتُ زواجًا تقليديًّا، وبعد الزواج اكتشفتُ فيه عيوبًا كثيرة، وكل مرة أُسامحه بعد أن يعتذرَ ويُقسم أنه لن يعودَ لأفعاله! كلَّمتُه كثيرًا، فكان يُخبرني بأن الرجل مختلف عن المرأة، وأن ما يفعله شيء عادي، وأنه ما دام لا يُؤذي نفسه فهو مستمرٌّ فيما يفعل! ذكَّرْتُه بالله وبِحُرمة ما يفعله، فيردّ: إن الدين يُسرٌ، والله غفور رحيم!! أنا محتارة، وأعيش في حالة حزنٍ واكتئابٍ، وهو منذ عامٍ لا يَقربني كزوجةٍ، وبالرغم مِن كلِّ هذا فهو مُقتنعٌ تمامًا أنه مظلوم وأني حسَّاسة. لا أدري ماذا يُمكنني أن أفعل؟ استخرتُ كثيرًا ودعوتُ الله لكن بصورة متقطعة، ستقولون: اصبري، لكن كيف أصبر وأنا أعيش كأمٍّ لأولادي فقط، ولا أجد لي أي حُقوق! ستقولون: اجتهدي معه، لكن كيف أجتهد معه وسط هذا الشك الرهيب؟! وإنْ وعدني ألف وعدٍ فلن أُصدِّقه. حاولتُ أن أشغلَ نفسي بالدراسة والعمل، لكن لأني في دولة أجنبية ففرصتي ضعيفة، وكلما حاولتُ الانشغال أجد الدموع تنهمر مِن عيني، وأفكر في الانفصال! لكن أين سأذهب مع أطفالي؟ هل أحرمهم مِن والدهم؟ وأين أعيش في تلك الدولة الأجنبية؟ أنا طبيبة في الأصل، لكن تَرَكْتُ مِهنتي منذ أن تزوَّجتُ وتنقصني الخبرة، كما أنَّ الشائعات قد تحيط بي إذا عدتُ لبلدي مطلقة ومعي أولادي. أسأل نفسي كثيرًا: هل هذا الابتلاء العظيم يُقربني إلى الله، أو هو غاضب عليَّ؟ وكيف أعرف أن ربي راضٍ عني؟ زوجي سعيد في حياته، وأنا حزينة مِن داخلي، ولَم ولن أقربَ للحرام، وأشعر أنَّ ربي لا يستجيب لي وساخط عليَّ، أشعر بعدم توفيق الله لي! الجواب: أيتها الزوجة الحزينة، سلامٌ مِن الله عليكِ ورحمته وبركاته. جُلُّ أسئلتك تدور في فلَكٍ واحدٍ، وتَسْبَح في بحرٍ واحدٍ، وتسير في طريق التحيُّر مِن حكمة الله في الابتلاء. اعذريني؛ فليس لديَّ المؤهلات العِلمية التي تَجعلني أشرح لك باستفاضةٍ، وأتحدَّث بطلاقةٍ حول ابتلاء المؤمن والحكمة منه، ولكن أَعرض لكِ ما طاف بذهني - وأنا أُطالع رسالتك للمرة الرابعة - مِن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله عز وجل يُعطي الدنيا لمن يُحب ومَن لا يُحب)). فالدنيا وكلُّ ما فيها مِن أحداثٍ سعيدةٍ أو حزينةٍ ليست المقياس على رضا الله، وليستْ دليلًا على خيرية الإنسان أو عكس ذلك. دعينا مِن مناقشة القضية عِلميًّا، ولْنجعَلْ حديثنا وديًّا، فهو أقربُ للقبول، وأيسرُ في الفَهم. عزيزتي، لفت انتباهي في حديثك أن الدعاء كان بصورةٍ مُتقطعة، وأنكِ تُرجعين كل الإخفاق والبلاء الذي وقَع بكِ إلى الله عز وجل، فقد قلتِ: "أشعر بعدم توفيق الله لي"، وقلتِ: "استخرتُ كثيرًا ودعوتُ الله بصورة متقطعة، لكن لا نتيجة". فنحن ندعو الله بصورةٍ متقطعةٍ، وكأننا في غنًى عن الإجابة، ثم نتعجَّب لِمَ لا يُستجاب لنا؟! ندعو الله ولمَّا نُقدِّم بين دعائنا عملًا صالحًا، ثم نغضب إن لم تتحقَّقْ دعوتنا، ندعو بلا خشوعٍ بلا تضرُّعٍ، بلا تذلُّلٍ وانكسارٍ بلا يقين، ثم نرجو الأجر مِن الله في الدنيا والآخرة. ندعو دون أن نُحَرِّك ساكنًا، أو نعمل لإصلاح مشاكلنا، أو نجتهد في تغيير الوضع ثم ننتظر الفرَج يأتينا مِن حيثُ لا ندري، ونأمل الفتحَ لِما لم نَسْعَ له إلا بالدعاء وترقُّب النتيجة مِن بعيدٍ! الدعاءُ عِبادة كسائر العبادات تحتاج لصبرٍ ويقينٍ، واستمرارٍ ومواظبةٍ، والتزام آدابه، وغيرها مِن الأمور التي بإمكانكِ الاطلاع عليها. عليكِ أن تحسمي أمركِ بقوةٍ وإيجابية، وإذا لم تتمكني من حل هذه المشكلة فلا مانعَ يَمنعكِ من التفكير في حياتكِ بصورة عملية، وليس مِن العسير العودة للعمل وشهادتكِ مطلوبة، هناك فقط بعضُ العوائق التي يُمكن التغلب عليها بالتفكير المنطقي والتحرُّك العملي. الخبرة قد تعوقكِ أو تُصعِّب عليكِ الأمر، ولكن بالصبر والتدريب والممارَسة سيكون العمل أيسر مما تظنين، وأَعرِفُ مَن كانتْ في مِثْل وضعكِ ولم يُعجزها ذلك عن العودة وممارسة المهنة والتفوُّق فيها. الشائعاتُ مصدرُ قلق للجميع، ولكن من الضعف والجبن أن نُعطيها أكبر مِن حجمها، فنَتَحَمَّل بسببها مِن الآلام والهموم ما يفوق احتمالنا كبشَرٍ، فليقلْ مَن يشاء ما يشاء، فليس قولهم إلا حسنات تكسبينها دون جهدٍ، أو ذنوبًا تُحط عنكِ دون عناء! أنصحكِ بألا تضيعي أكثر مما مضى مِن وقتكِ، وأن تعزمي أمركِ وتستعيني بالله على قضاء حوائجك، وألا يكونَ حالك كمَن قيل فيه: وعاجزُ الرأيِ مِضياعٌ لفُرصتِه ♦♦♦ حتى إذا فات أمر عاتَبَ القدَرَا والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |