|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تسلط أهل الزوج
تسلط أهل الزوج الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة تعيش مع أهل زوجها الذين يحاولون التدخلَ في شؤون حياتها وحياة زوجها، ولا تستطيع السفر إلى زوجها للعيش معه، وتريد حلًّا. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا امرأة متزوجة منذ أكثر من عامين، بعد الزواج مباشرة تركني زوجي مع أُسرته، كانت تصرُّفات أسرته في البداية عادية، وبعد مُدة لاحظتُ أنهم يُمارسون نوعًا من السلطة والسيطرة عليَّ وعلى زوجي، فهم لا يعطوننا - أنا وزوجي - أيَّ مجال لنعيش بوصفِنا زوجين حقيقيين يخطِّطان لحياتهما، همُّهم الوحيد المال والأملاك، والسيطرة على الآخرين. الآن أنا حامل، ولا أريد أن يتأثر ابني بأفكارهم، علمًا بأن زوجي لا يُمكنه حاليًّا اصطحابي معه، وأبوَاه لن يسمَحا بذلك؛ لأنهما يخافان أن أُسيطر على ابنهما، لذا يسعيان دائمًا لإيجاد مسافة بيني وبين زوجي، ويخطِّطان مستقبلًا لأنْ أعملَ؛ لكيلا ألتحقَ بزوجي. أريد النصيحة: كيف أُقنع زوجي بأهمية أن ينشأَ الطفل في جوٍّ أُسري دافئ يختلف عن جو عائلته؟! وكيف أتعامل مع أبي زوجي وأمِّه اللذيْن يتدخلان في كل شيء؟! وكيف أضَع حدودًا لتربية طفلي؛ لكيلا يتدخلَ أهل زوجي في تربيته؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعدُ: فملخص مشكلتك هو غيرة أبوين ورغبتهما في عدم استحواذ بنت الناس على ولدهما، وعدم انفرادها بحبه وخدماته وماله. ولننظر أولًا في أسباب المشكلة، ثم ننظر في علاجها، وقد بدا لي أن من أسبابها: السبب الأول: قوة شخصية الأبوين في مقابل ضَعف شخصية الزوج. الثاني: غيرتهما الشديدة على ولدهما وغيرتهما من زوجته. الثالث: قد يكون أظهر لهما مدى حبه لك، أو أنت أظهرتِ مدى حبك له وتعلُّقك به، فثارت غيرتهما، أو أنه شاوَرهما في رغبته في نقلك معه، أو شاورهما في شيء من رغباتك، وقد يكون من الأسباب أنك واجهتِ طلبات لهما بالرفض والجدال، فأخذَا منك موقفًا سلبيًّا يحتِّم مضايقتك، وعموما الأَولى هو إحسان الظن بهما، وأنهما إنما أرادا خيرًا لكما، لكنهما قد يكونان مخطئين في التعبير عن مرادهما. ثم إنك قد تكونين بالغتِ في وصف خطئهما، كما هو حال بعض المتزوجات في المبالغة، أو سوء الظن، وتحميل الأمور أكثر مما تحتمل. وأيًّا كان السبب، سواء من الأسباب السابقة، أو من غيرها، فعلينا التركيز على علاج المشكلة، فما هو؟! يمكن أن تحلَّ بإذن الله بالآتي: ♦ أعظم سبب لعلاج كل المشاكل، هو اللجوء إلى الله سبحانه بصدق ويقينٍ، خاصة في ثُلث الليل الأخير، مع التوسل لله سبحانه بأسمائه الحسنى، ثم بصالح الأعمال، وسؤاله تفريجَ الكربة، وصرف أذى المؤذين. ♦ الإكثار من الاستغفار؛ لأن بعض ما يُصيبنا هو بسبب ذنوبنا، فإذا استغفرنا بصدق ويقينٍ، فرَّج الله عنا الكرب؛ قال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ [نوح: 10،11]. ♦ كثرة الاسترجاع كما فعلتْ أم سلمة رضي الله عنها لَمَّا توفِّي زوجها، عوَّضها الله زوجًا خيرًا منه، وهو النبي صلى الله عليه وسلم. ♦ الصدقة ولو بالقليل. ♦ عدم ذكر محبتك لزوجك أمامهم، وهو كذلك لا يذكُر محبته لزوجته أمامهم. ♦ أن تجتهدي في عدم الاعتراض على آرائهم وتصرُّفاتهم؛ لأن الاعتراض يزيدهم حنقًا وغيرة وظلمًا. ♦ ألا تطالبي أمامهم بأي أمرٍ يخص حياتك مع زوجك، وألا ينقل زوجك لهم أيَّ مطالب خاصة بينكما. ♦ أن تجلسي مع زوجك وتُقنعيه بهدوء بضرورة نقْلك معه لبلاد الغربة، فإن تعسَّرت، فبالسماح لك بالعيش مع أهلك، أو في سكن مستقل قريب من أهله أو أهلك. ♦ وقبل مناقشته ادعي الله كثيرًا أن يشرح صدره لِما فيه الخير لكما ولابنكما. ♦ واشرحي له بالتفصيل مدى معاناتك وألَمك وحزنك. ♦ والتمسوا عقلاءَ مِن عائلته لهم تأثيرٌ قوي عليه؛ ليقوموا بإقناعه بأنه كما أن لوالديه حقوقًا، فكذلك زوجته لها حقوق، وأنه يجب عليه الموازنة بينهما، وعدم ظلم زوجته من أجل إرضاء والديه. ♦ وأنت لا بد أن تتفقَّدي أحوالك معهما، وتُصلحي من أخطائك، وتخفِّفي من غيرتك منهما. ♦ ويُنصح هذا الزوج بألا يُطيل السفر والبُعد عن زوجته، فإن لها حقًّا في الحياة الزوجية الهانئة، وفي السكن والمودة والرحمة والاستعفاف، والبُعد عن زوجته قد يكون عذابًا نفسيًّا بليغًا لهما. فرَّج الله كُربتكم، وهداكم جميعًا لحُسن الأخلاق والصبر والتحمل، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |