معاشرة الزوج لزوجته بالمعروف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 22 )           »          واتساب يستخدم وضع الإضاءة المنخفضة لمكالمات الفيديو.. كيف يعمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          هل يعانى هاتف أيفون 16 من مشكلات فى عمر البطارية؟ إليكم ما نعرفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          استكشف مزايا أنظمة شبكة Wi-Fi مقارنة بأجهزة التوجيه التقليدية فى منزلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كوالكوم تلغي إنتاج نظام Windows المصغر على أجهزة الكمبيوتر بهذا المعالج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تطبيق ChatGPT متوفر الآن لنظام Windows.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ما تخافش لو اتسرق منك.. 3 مزايا جديدة من جوجل تساعدك على استعادة هاتفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          Android 15 متاح الآن لهواتف Pixel.. كيفية التحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          علامات إدمان الأطفال للهواتف الذكية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          هل سقط الماء على اللاب توب؟ إليك كيفية إصلاحه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-12-2022, 08:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,266
الدولة : Egypt
افتراضي معاشرة الزوج لزوجته بالمعروف

معاشرة الزوج لزوجته بالمعروف
د. محمد جمعة الحلبوسي

أيها المسلم الكريم:
كان أهل الجاهلية يظلمون النساء، ويؤذونهن بأنواع كثيرة من الإيذاء، فنهاهم الله تعالى عن هذا كله، وأمر الرجال وخصوصًا الأزواج بحسن معاشرة زوجاتهم، فقال: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء: 19] [1].

قال ابن كثير (رحمه الله) في تفسيره لهذه الآية: أي: "طَيِّبُوا أَقْوَالكُمْ لَهُنَّ، وَحَسِّنُوا أَفْعَالكُمْ وَهَيْئَـاتكُمْ بِحَسَبِ قُـدْرَتكُمْ كَمَا تُحِبّ ذَلِكَ مِنْهَا، فَافْعَلْ أَنْتَ بِهَا مِثْله كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة: 228][2].


وقد ترجم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هذه الآية في واقع حياته، فكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم جميل العشرة، دائـم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهـم، ويضاحك نساءه، حتى أنه صلى الله عليه وسلم كان يسابق زوجته السيدة عائشة أم المؤمنين (رضى الله عنها) ويتودد إليها بذلك[3]، فهو صلى الله عليه وسلم القائل: ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي)) [4].

فالمعاشرة بالمعروف تكون بِحُسْن الخُلُق مع الزوجة، وكف الأذى عنها، بل واحتمال الأذى منها، والحِلْم عن طيشها وغضبها؛ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يُطَيِّب قلوب أزواجه بالمداعبة والمزاح والملاعبة، فهو القائل: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاء) [5].

وكان الصحابة رضي الله عنهم، من أفضل البشر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، في معاملة زوجاتهم، فعن العِرباضِ بن سارية رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسـولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ يقـول: ((إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا سَقَى امْرَأَتَهُ مِنْ الْمَاءِ أُجِرَ))، فَأَتَيْتُهَا فَسَقَيْتُهَا، وَحَدَّثْتُهَا بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم [6].

قال يحيى بن عبدالرحمن الحنظلي: أتيت محمد ابن الحنفية فخرج إليَّ في مِلْحَفَةٍ حَمْرَاءَ وَلِحْيَتُهُ تَقْطُرُ مِنَ الْغَالِيَةِ ـ وهو نوع نفيس من الطيب ـ فقلت: ما هذا؟ قال: إن هذه المِلْحَفَةٍ ألقتها عليَّ امرأتي وَدَهَنَتْنِي بِالطِّيبِ، وَإِنَّهُنَّ يَشْتَهِينَ مِنَّا مَا نَشْتَهِيهِ مِنْهُنَّ [7].

فانظر إلى ابن الحنفيَّة (رحمه الله) كيف كان يعامل زوجتَه، ويتجمَّل لها، ويُبَيِّن أنَّ المرأة تشتهي من الرَّجُل ما يشتهيه الرَّجُل منها، فيعاملها كما يحبُّ أن تعاملَه هي، ولا يرَى في ذلك أيَّة غضاضة، وهو كقول ابن عبَّاس رضي الله عنه: "إنِّي أُحِبُّ أَنْ أَتَزَيَّنَ لِلْمَرْأَة، كَمَا أُحِبُّ أَنْ تَتَزَيَّنَ لِي الْمَرْأَةُ"[8]، فالمرأة تُريد من الزوجِ كما يُريد الزوج منها في التجمُّل، والتزيُّن، وحُسْن الخلق، والمعاشرة بالمعروف.

فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، ويتجاوز عن أخطائها، وبعض هفواتها، فلا تخلو الحياة الزوجية من هفوات ومشاكل، يقول صلى الله عليه وسلم: (( لَا يَفْرَكْ - أي لا يبغض- مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ)) [9]، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر الزوج أن يلحظ في زوجته ما فيها من أخلاق جميلة يجعلها في مقابلة ما كره من أخلاقها؛ فإن الزوج إذا تأمل ما في زوجته من الأخلاق الجميلة، والمحاسن التي يحبها، ونظر إلى السبب الذي دعاه إلى التضجر منها وسوء عشرتها، رآه شيئًا واحدًا أو اثنين مثلًا، وما فيها مما يحب أكثر، فإذا كان منصفًا غض عن مساوئها اكرامًا لمحاسنها.

فترجم هذه الآية ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء: 19] في واقع حياتك، وتخلق بأخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله، لتفوز بسعادة الدنيا والآخرة.

نسأل الله تعالى لنا ولكم الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] سورة النساء: من الآية (19).

[2] تفسير القرآن العظيم، لابن كثير: (2/ 242).

[3] ينظر: المصدر نفسه.

[4] سنن الترمذي، أبواب المناقب-بَابٌ فِي فَضْلِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (6/ 192)، برقم (3895)، وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

[5] صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء - باب خَلْقِ آدَمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَذُرِّيَّتِهِ: (4/ 161)، برقم (3331)، وصحيح مسلم، كتاب الرضاع - بَابُ الْوَصِيَّةِ بِالنِّسَاءِ: (2/1091)، برقم (1468).

[6] مسند أحمد، مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ - حَدِيثُ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (28/ 386)، برقم (17155).

[7] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (5/ 97)

[8] مُصنف ابن أبي شيبة: (5/ 272)، برقم (271).

[9] صحيح مسلم، كتاب الرضاع - بَابُ الْوَصِيَّةِ بِالنِّسَاءِ2/ 1091)، برقم (1469).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.93 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]