نور على نور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيف تصبح متحدثا لبقا ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ما يلاقيه العلماء من المكاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          جهد نور الدين زنكي في دعم المذهب السني في حلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مكانة المرأة المسلمة ودورها في الرقي الحضاري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          في فهم القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          هل قصرت الأمهات في تربية البنات على حسن التبعل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الإحسان في القول والعمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          صيانة العلم وحفظه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في التاسع والعشرين من ربيع الأول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2022, 03:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,220
الدولة : Egypt
افتراضي نور على نور

نور على نور
نورا عبدالغني عيتاني





تفقدُ شيئًا من بريقِها، تلك العبارة التي نصوغها أكثر من مرّة.. يولَد الجمالُ كاملًا عندَ لحظةِ الوحي الأولى.. كدبيبِ الروحِ في جوفِ جنينٍ يلتفُّ حول نفسه في ظلماتٍ تهفو لخيطٍ من نورٍ؛ فيشّقّقُ رمسُها ويسطعُ عن معانيها الضياء، وتخرج منسلّةً مرّةً واحدة لتلاقي الحياةَ وتصافحَ النورَ بعد اكتمالِ مدّةِ حضانتِها في رحمِ الخيالِ الدافئِ الخصيب..

هكذا هي، تحتاجُ لوقتها الكامل كي تنضجَ وتنمو بصحّةٍ واتّزان، ولتتفادى معرّةَ المكوثِ في قلبِ الحاضنةِ الصناعيّة.. بعضها يحتاجُ للحظة، وبعضها الآخر يحتاج عمرًا كاملًا لينمو ويربو ويشتدّ عوده، ويشكّلَ بُعدَهُ الأخير، فيخرج بقوّةٍ واندفاعٍ وسحرٍ فريدٍ ليواجه العالمَ بما يحويه من عنادٍ وتحدٍّ وثقةٍ كاملة ويقين، وبراءةٍ لا حدّ لها ولا نهاية... وليتنفّس في صدرِ العالمِ الحرِّ الرحيب برئتينِ كاملتين وقلبٍ حيٍّ سليمٍ غير مثقوب..

ثمّ لا تلبثُ العبارة بعدئذٍ أن تتدرّج في النموّ وتتشكّلَ وحدها في الأسماعِ وفي الأبصارِ والأفئدةِ، وفقَ أقدارها التي رُسمت لها وحُضّرت من قبل أن تكون نطفةً في رحمِ الخيال. كلُّ ما عليك فعلهُ هو أن تعتني بها وتمدّها بأسباب الحياةِ ومتطلّباتها المادّيّة الضروريّة، أمّا عن سرّ تلك الحياةِ وأجلها ومداها، فلست تملك من ذلك شيئًا ولا ترتجيه.. فأنت بالكادِ تملكُ القدرةَ على إحاطتِها بالرعايةِ والعنايةِ المحسوسة..

وأمّا أن تحاولَ التدخّل في إعادةِ تشكيل جوهرها ورسمِ قلبها وتزيينه، أو تغييرِ شيءٍ من خلقتِها التي حباها الوحيُ إيّاها، فأنتَ بهذا تسرقُ شيئًا من بساطتِها وانطلاقِها وجمالِها الفطريّ الطبيعيِّ البازغ، وتتركُ عليها بصمةً من تشوّهٍ لا شيءَ يملكُ أن يخفيه..

دع العبارةَ تسيرُ لأقدارها التي خُلقت لها، وكن أمينًا عليها، بإشرافكَ عليها إبّان التكوّن - لا بعده - وغذِّها بالصدقِ والفضيلةِ والحقيقةِ والوضوحِ، ووجّه رأسها صوبَ النورِ والفطرة كي تشهدَ ولادتَها الطبيعيّة، لكيلا تحتاج عند الولادةِ أن تخرقَ الأعماقَ التي احتضنتها وتمزّقَ سطحَها وتخلّفَ خلفها ندبةً خالدةً لا تزول.. ولئلّا تكونَ سببًا في أذيّةِ الأيادي الممتدّةِ التي تتلقّفُها وتحتضنُها وترعاها..

إنّكَ حين تُطلقُ العبارةَ على سجيّتِها وبساطتِها وانسكابها الحلوِ الطبيعيّ، تاركًا لها حريّة التشكّلِ في الوسطِ الحراريِّ الملائمِ لها، ستخرجُ ذهبيّةً مضيئةً من العصرةِ الأولى- وهي الأفضلَ والأمثل - كما يخرجُ الزيتُ بكرًا من شجرةِ زيتونٍ مباركة، فبذا تغدو إدامًا تهفو لهُ النفوسُ وتتلهّفُ لهُ القرائح.. لكن ليكن بخلَدكَ دومًا أنّ ثمارَ الزيتون لا بدّ أن تنقّى أوّلًا وتُغسَل بمياهٍ عذبةٍ ونقيّة، لتزولَ عنها الشوائب وتصفّى قبل أن تُعصَر، ولتستحيلَ بهيّةً مشرقةً متلألئةً بعد العصر (يكادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ) النور: 35، فتكونُ هديًا من نورٍ على نور..

قال تعالى: (ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور) النور: 40. فاستعِن بالله دومًا، وتوكّل عليه، وتوجّه إليهِ بعقلكَ وبفكركَ وبقلبك، واسألهُ أن يهديكَ دومًا لخيرِ الأقوالِ والأفعال، وأن ينيرَ منكَ البصيرةَ، لتغذو جنين عقلكَ بالنورِ والهدايةِ، فتنسكب منكَ العبارةَ المسترسلة مخضوبةً بالحقِّ والخيرِ والفضيلة والجمال، محفوفةً بجحافلٍ من صالحِ الأقوالِ والأعمال..

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 09-04-2023 الساعة 11:37 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.32 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]