مَكَانَةُ الْأَخْلَاقِ فِي الْإِسْلَامِ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200567 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3120 - عددالزوار : 504020 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2022, 10:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,443
الدولة : Egypt
افتراضي مَكَانَةُ الْأَخْلَاقِ فِي الْإِسْلَامِ

خطبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - مَكَانَةُ الْأَخْلَاقِ فِي الْإِسْلَامِ


مجلة الفرقان

جاءت خطبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لهذا الأسبوع 23 من ذي الحجة 1443هـ - الموافق 22/7/2022م بعنوان: (مَكَانَةُ الْأَخْلَاقِ فِي الْإِسْلَامِ)، وقد تناولت الخطبة عددًا من العناصر منها: الْأَخْلَاقَ هِيَ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ فِي بِنَاءِ الْمُجْتَمَعَاتِ الْإِسْلَامِيَّةِ، والْأَخْلَاقَ وَلِيدَةُ رَحِمِ الْإِسْلَامِ عَقِيدَةً وَشَرِيعَةً، العلاقة بين الإيمان والأخلاق في القرآن والسنة، والحكمة من تشريع العبادات، وَالْحَجُّ مَيْدَانٌ فَسِيحٌ لِلشَّعَائِرِ وَالْأَخْلَاقِ الرَّفِيعَةِ، والْأَخْلَاقَ كُلٌّ لَا يَتَجَزَّأُ، وَمَنْ ضَيَّعَ جَانِبَ الْأَخْلَاقِ النَّفِيسَ ؛ فَسَيَكُونُ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ- مِنَ الْمَفَالِيسِ.

إِنَّ الْأَخْلَاقَ هِيَ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ فِي بِنَاءِ الْمُجْتَمَعَاتِ الْإِسْلَامِيَّةِ الْكَرِيمَةِ، وَالْقِيَمُ النَّافِعَةُ وَالثَّمَرَةُ الْيَانِعَةُ لِلْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ وَالْعِبَادَةِ السَّلِيمَةِ، وَهِيَ غَايَةُ الْغَايَاتِ - بَعْدَ تَوْحِيدِ اللهِ - مِنَ الْبِعْثَةِ النَّبَوِيَّةِ الْعَظِيمَةِ، فَلَا يَكْمُلُ الْإِيمَانُ إِلَّا بِهَا، وَلَا تُثْمِرُ الْعِبَادَةُ إِلَّا بِوُلُوجِ أَبْوَابِهَا، وَمَا أَثْنَى اللهُ -تَعَالَى- عَلَى نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِ مَا أَثْنَى عَلَيْهِ مِنَ الْخُلُقِ الْعَظِيمِ وَالْأَدَبِ الْكَرِيمِ؛ فَقَالَ -عَزَّ مِنْ قَائِلٍ-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)، كَيْفَ لَا وَقَدْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ؟ وَمَنْ تَخَلَّقَ بِأَوَامِرِ الْقُرْآنِ وَنَوَاهِيهِ: كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا فِي كُلِّ جَوَانِبِهِ وَنَوَاحِيهِ، وَقَدْ أَخْبَرَ -صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الرِّسَالَةَ كُلَّهَا مِنْ أَجْلِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ؛ فَهِيَ سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِ الشَّرَائِعِ كُلِّهَا عَلَى الْإِطْلَاقِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» (أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ). وَفِي رِوَايَةٍ لِلْحَاكِمِ صَحَّحَهَا وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ».

الْأَخْلَاقَ وَلِيدَةُ رَحِمِ الْإِسْلَامِ


إِنَّ الْأَخْلَاقَ وَلِيدَةُ رَحِمِ الْإِسْلَامِ عَقِيدَةً وَشَرِيعَةً، وَاتِّصَالَهَا بِهِ كَاتِّصَالِ الْفُرُوعِ بِالْجُذُورِ الضَّارِبَةِ الْمَنِيعَةِ؛ فَهِيَ ثَمَرَةُ الْعَقِيدَةِ الْقَوِيمَةِ وَالْعِبَادَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ؛ إِذْ تَتَوَلَّدُ قُوَّةُ الْخُلُقِ مِنْ قُوَّةِ إِيمَانِ الْإِنْسَانِ، كَمَا أَنَّ ضَعْفَ الْخُلُقِ مَرَدُّهُ إِلَى ضَعْفِ الْإِيمَانِ، يُؤَكِّدُ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «الْحَيَاءُ وَالْإِيمَانُ قُرِنَا جَمِيعًا، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الْآخَرُ» (أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ). وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ» (أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ).


العلاقة بَيْنَ الْإِيمَان وَالْأَخْلَاقِ


وَكَثِيرًا مَا نَجِدُ آيَاتِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَأَحَادِيثَ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ تَقْرِنُ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ، وَتَرْبِطُ بَيْنَ انْعِدَامِ الْإِيمَانِ أَوْ ضَعْفِهِ وَالْأَخْلَاقِ الذَّمِيمَةِ؛ فَتَعَلُّقُ الْأَخْلَاقِ بِالْعَقِيدَةِ تَعَلُّقٌ وَثِيقٌ، وَارْتِبَاطُهَا بِالْعِبَادَاتِ ارْتِبَاطٌ عَمِيقٌ، فَلَا إِيمَانَ كَامِلًا لِمَنْ لَيْسَ لَهُ أَمَانَةٌ، وَلَا دِينَ لِمَنْ دَأْبُهُ الْغَدْرُ وَالْخِيَانَةُ؛ فَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا قَالَ: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ» (أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ). وَأَكَّدَ نَفْيَ الْإِيمَانِ الْكَامِلِ عَمَّنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ شُرُورَهُ وَأَضْرَارَهُ؛ عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ» قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» (أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ).


وَعُدَّ الْكَفُّ عَمَّا لَا يَعْنِي مِنْ نُطْقِ اللِّسَانِ، وَإِكْرَامُ الضَّيْفِ مِنْ صِفَاتِ أَهْلِ الْإِيمَانِ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ» (أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ).

الحكمة من تشريع العبادات


وَمَا شُرِعَتِ الْعِبَادَاتُ- الَّتِي هِيَ أَرْكَانُ الْإِسْلَامِ- إِلَّا لِأَدَاءِ حَقِّ اللهِ فِي الْعُبُودِيَّةِ، وَلِأَدَاءِ حَقِّ نَفْسِ الْإِنْسَانِ عَلَيْهِ، وَمُرَاعَاةِ حُقُوقِ الْبَرِيَّةِ؛ فَأُولَى الْحِكْمَةِ مِنْ تَشْرِيعِ إقَامَةِ الصَّلَاةِ: التَّحَلِّي بِالْفَضَائِلِ، وَالتَخَلِّي عَنِ الرَّذَائِلِ؛ { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (العنكبوت:45)، وَفِي فَرْضِ الزَّكَاةِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ؛ اسْتَثَارَةٌ لِعَوَاطِفِ الرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ نَحْوَ الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ، وَتَزْكِيَةٌ- مِنَ الشُّحِّ وَالْبُخْلِ- لِلنُّفُوسِ الْبَشَرِيَّةِ، وَتَطْهِيرٌ لَهَا مِنْ حُبِّ الْمَالِ وَالْأَثَرَةِ وَالْأَنَانِيَّةِ؛ {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (التوبة:103)، وَفِي تَشْرِيعِ الصِّيَامِ تَمْرِينُ النَّفْسِ عَلَى الصَّبْرِ وَالْمُجَاهَدَةِ وَالثَّبَاتِ، وَسَبِيلٌ لِبُلُوغِ مَرْتَبَةِ التَّقْوَى بِفِعْلِ الْوَاجِبَاتِ وَالْكَفِّ عَنِ الْمَنْهِيَّاتِ؛ قَالَ -تَعَالَى-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَلْتَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ» (أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَالْبَيْهَقِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ).


الْحَجُّ مَيْدَانٌ فَسِيحٌ لِلشَّعَائِرِ وَالْأَخْلَاقِ الرَّفِيعَةِ


وَالْحَجُّ مَيْدَانٌ فَسِيحٌ لِلشَّعَائِرِ وَالْأَخْلَاقِ الرَّفِيعَةِ، وَرِحْلَةٌ إِيمَانِيَّةٌ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى الْأَخْلَاقِ الْوَضِيعَةِ؛ كَمَا قَالَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ} (البقرة:197).

أَجَلْ، إِنَّ اللهَ -تَعَالَى- لَمْ يَفْرِضْ عَلَيْنَا الْعِبَادَاتِ إِلَّا لِتُثْمِرَ عُبُودِيَّةً رَاسِخَةً، وَتَرْسُمَ مَنْهَجًا رَاقِيًا وَتُثْمِرَ أَخْلَاقًا شَامِخَةً؛ فَتَرْبِطَ الدِّينَ بِالْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ، وَتَلْتَقِيَ عِنْدَ الْغَايَةِ الَّتِي رَسَمَهَا نَبِيُّ الْمَكَارِمِ الْعَظِيمَةِ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ».

الْأَخْلَاق كُلٌّ لَا يَتَجَزَّأُ


إِنَّ الْأَخْلَاقَ كُلٌّ لَا يَتَجَزَّأُ، وَأَصْدَقُ النَّاسِ فِيهَا مَنْ رَاعَى حُسْنَ التَّعَامُلِ مَعَ اللهِ بِفِعْلِ الْوَاجِبَاتِ وَتَرْكِ الْمُحَرَّمَاتِ، وَأَحْسَنَ إِلَى نَفْسِهِ بِفِعْلِ الْمَلِيحِ وَتَرْكِ الْقَبِيحِ وَالنَّأْيِ بِهَا عَنْ مَوَاطِنِ الْإِفْلَاسِ وَمَوَارِدِ الْهَلَكَاتِ، وَعَامَلَ النَّاسَ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ وَبَذْلِ النَّدَى وَكَفِّ الْأَذَى؛ عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» (أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ).


تِلْكَ الْأَخْلَاقُ الَّتِي بَنَى الْإِسْلَامُ صُرُوحَهَا فَأَعْلَاهَا، وَغَرَسَ جُذُورَهَا فِي نُفُوسِ الْمُؤْمِنِينَ فَطَهَّرَهَا وَزَكَّاهَا، وَرَبَطَهَا بِرَابِطِ الْعَقِيدَةِ الْمَتِينِ، وَجَلَّاهَا بِرُوحِ الْعِبَادَةِ الْمُبِينِ؛ فَالرَّابِـحُ مَنْ صَحَّتْ عَقِيدَتُهُ وَعِبَادَتُهُ، وَأَثْمَرَتَا لَهُ أَخْلَاقًا زَاكِيَةً تَنْصَلِحُ بِهَا دُنْيَاهُ وَآخِرَتُهُ، وَأَيُّ ثَمَرَةٍ تُرْتَجَى إِذَا سَاءَتْ أَخْلَاقُ الْمَرْءِ وَسَجَايَاهُ! وَأَيُّ عَاقِبَةٍ تُنْتَظَرُ أَوْ نَجَاةٍ تُرْتَضَى إِذَا عَقَّ الْمُسْلِمُ دِينَهُ وَدُنْيَاهُ!

وَإِنَّما الأُمَمُ الأَخْلَاقُ ما بَقِيَتْ

فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلَاقُهُمْ ذَهَبُوا

أَلَمْ يُخْبِرِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ اللهَ غَفَرَ لِرَجُلٍ سَقَى كَلْبًا مِنَ الْعَطَشِ؟، وَلِامْرَأَةٍ بَغِيٍّ نَزَلَتْ بِئْرًا فَنَزَعَتْ خُفُّهَا فَأَخْرَجَتْ بِهِ الْمَاءَ لِكَلْبٍ فَسَقَتْهُ فَشَكَرَ اللهُ لَهَا فَغَفَرَ لَهَا؟.

أَلَمْ يُخْبِرْ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ امْرَأَةً دَخِلَتِ النَّارَ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا دُونَ طَعَامٍ وَلَا شَرَابٍ حَتَّى مَاتَتْ؟ وَأَنَّ مُجَرَّدَ الْعِبَادَةِ دُونَ مُرَاعَاةٍ لِلْحُقُوقِ وَلَا اكْتِرَاثٍ بِالْأَخْلَاقِ لَا يُجْدِي نَفْعًا؟؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةً يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: «هِيَ فِي النَّارِ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّ فُلَانَةً يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: «هِيَ فِي الْجَنَّةِ» (أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ).


جزاء من ضيع الأخلاق


وَمَنْ ضَيَّعَ جَانِبَ الْأَخْلَاقِ النَّفِيسَ، فَسَيَكُونُ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ- مِنَ الْمَفَالِيسِ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ» (أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.62 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]