حديث: خذه. وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4971 - عددالزوار : 2084527 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4548 - عددالزوار : 1357069 )           »          أنواع الذهان: ماذا تعرف عنها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الوقاية من بلع اللسان: 5 نصائح ضرورية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          7 مشروبات لعلاج الإمساك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ما هي أسباب الإسهال المستمر بعد الأكل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          بخاخ النيكوتين: ما عليك معرفته للإقلاع عن التدخين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أفضل وأسوأ الأطعمة للمرضعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          هل تظهر عليك علامات سوء التغذية؟ اكتشف الأعراض بسرعة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أعراض تليف الكبد: لا تتجاهل هذه العلامات! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-10-2022, 10:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,657
الدولة : Egypt
افتراضي حديث: خذه. وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل

حديث: خذه. وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح

عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ، فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالًا، فَقُلْتُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: «خُذْهُ. وَمَا جَاءَكَ مِنْ هذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ، فَخُذْهُ، وَمَا لاَ، فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ».

وفي رواية لمسلم: قَالَ سَالِمٌ: فَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وَلاَ يَرُدُّ شَيْئًا أُعْطِيَهُ.

شرح ألفاظ الحديث:
((رَسُولُ اللّهِ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ))؛ أي يعطيني المال الذي يقسمه في المصالح، والمقصود بالعطاء هنا عطاء الإمام لرعيته في المصالح، فقد جاء في صحيح مسلم في رواية قال: " عملت على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعمَّلني" بتشديد الميم؛ أي أعطاني أجرة عملي.

((وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ)): إشراف النفس تطلعها وتشوفها وحرصها على المال.

((وَمَا لاَ، فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ)): أي ما كان من إشراف نفس وسؤال، فلا تعلِّق النفس به ولا تطمعها بأخذه.

من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث دليلٌ على جواز أخذ من اشتغل بشيء من أمر المسلمين أجرته من الإمام الذي يعطيه من غير تطلع ولا سؤال ولا كراهة في ذلك، وهذا يسمى (رزق) بفتح الراء، يأخذه من ولي شيئًا من أمر المسلمين كالأذان والإمام، وكذلك القضاء ونحوه من الأمور الشرعية التي الأصل فيها الاحتساب.

ففي الحديث استعمل النبي -صلى الله عليه وسلم- عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كما دل على ذلك الرواية الأخرى عند مسلم، ثم أعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فليس عطاء النبي - صلى الله عليه وسلم - من أجل فقره أو أنه صدقة عليه، وإنما لأنه حق له، دل على ذلك الرواية الأخرى عند مسلم، وكذلك قول عمر - رضي الله عنه -: (أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي)، وهذا يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى عمر - رضي الله عنه - لغير معنى الفقر، وجاء في رواية البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له بعد ذلك: ((خذ فتموَّله وتصدق به))؛ أي ليكن مالًا عندك ثم تصدق به إذا لم تحتج له.

قال الطبري - رحمه الله -: في حديث عمر - رضي الله عنه - الدليل الواضح على أن لمن شغل بشيء من أعمال المسلمين أخذ الرزق على عمله ذلك؛ كالولاة والقضاء وجباة الفيء وعمال الصدقة وشبههم، لإعطاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر - رضي الله عنه - العمالة على عمله؛ [انظر الفتح حديث (7163، (7164)].

الفائدة الثانية: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمر - رضي الله عنه - (خُذْهُ) اختلف أهل العلم فيه بعدما اتفقوا على أن الأمر هنا للاستحباب لا للوجوب، اختلفوا فقال بعضهم هذا عام لكل من أعطى شيئًا ألا يرده، ولهذا كان ابن عمر - رضي الله عنهما -لا يسأل أحدًا ولا يرد شيئًا أُعطيه، وقال بعضهم الحديث خاص بعطايا السلطان، واختلفوا في حكم قبول عطايا السلطان على أقوال:
قيل: محرمة، وقيل: مكروهة، وقيل: جائزة، وقيل: مندوبة لحديث الباب.

قال ابن حجر - رحمه الله -: "والتحقيق في المسألة أن من علم كون ماله حلالًا فلا ترد عطيته، ومن علم كون ماله حرامًا فتحرم عطيته، ومن شك فيه فالاحتياط ردُّه وهو الورع، ومن أباحه أخذ بالأصل".

وقال الطبري - رحمه الله -: "وأما عطية السلطان فقد حرَّمها قومٌ وكرهها آخرون، فأما من حمل الحديث على عطية السلطان، وأنها مندوب إليها، فذلك إنما يصح أن يقال: إذا كانت أموالهم كما كانت أموال سلاطين السلف مأخوذة من وجوهها، غير ممنوعة من مستحقيها، فأما اليوم فالأخذ إما حرام وإما مكروه، والله تعالى أعلم"؛ [انظر: المفهم حديث 912].

قلت: قد كان السلف - رحمهم الله - يردون أموال السلاطين ومناصبهم لمعنى آخر، وهو أنهم يخافون أن يبيعوا دينهم بدنياهم، فتكون عطية السلطان عطية يتنازلون بسببها عن أحكام الدين، ولذا ردَّ جماعة منهم عطايا السلطان خوفًا منهم على الدين أمثال مالك بن دينار، وسفيان الثوري، وطاوس اليماني وغيرهم - رحمهم الله - ومن ذلك: دخل مالك بن دينار - رحمه الله - على أمير البصرة، فقال: "أيها الأمير الراعي السوء، دفعت إليك غنمًا سمانًا صحاحًا، فأكلت اللحم، ولبست الصوف، وتركتها عظامًا تتقعقع"، فقال له والي البصرة: "أتدري الذي يجرئك علينا، ويُجبِّننا عنك؟ قلة الطمع فينا، وترك الإمساك لما في أيدينا".

والقصص والمواقف في هذا الباب عنهم كثيرة، وما كراهتهم للأخذ إلا لورعهم - رحمهم الله - وما جعل الله في قلوبهم من غنى وإقبال على الآخرة، وأما من حيث التحقيق في الحكم الشرعي، فما ذهب إليه ابن حجر - رحمه الله - قول متين، إلا أن يكون في ذلك مساومة على دين، والله أعلم.

الفائدة الثالثة: الحديث فيه دلالة على زهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - وتقلُّله من الدنيا، وإيثاره لغيره على نفسه؛ حيث قال: ((أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي))، وهذه منقبة له - رضي الله عنه وأرضاه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.72 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]